{ الفصِل الثاني} • عيناكَ.
____
وعيناك تَقُصِ على قلبي كُل قِصة عُشتها معكَ في خيالي الفسيح، كم أتمنى أن يطُول نظري فيهما.
إنتهيتُ من تنظيف المطبخَ بعدما قدمت طعام الغداءَ لأمُي، علمت أن ريفاء منشغلة بأمِر الدِراسة خارج المنزل مع أصدقائها، لاأعلم كيف تستريح بالدراسة خارج منزلها!
فجأة وجدتَ أمُي تأتي حامِلة الصحون، واضعة إياهُم فِي رخامة المطِبخ هاتفة ليِّ:
- زهراءَ .. في موضوع مهم ليكِ .
نظرتُ لهامنتظرة ماتريد أن تخبرهُ ليِّ
والذيِ يبدُو أنه لايسرِ- أنا مقدرش أدفعلك مصاريف كليتك واللي معتبرهاش أصلا كُلية، وأنا شايفة أن ريفاء تستاهل الفلوس دي، لذلك أحسنلك تشوفيلك صِرفة في الموضوع.
توجس جسدي مماتفوهت بهِ، هل الآن أخبرتني بأنها أكتفت من إعاليِّ، وتريد أن أجدِّ مالاً لنفسي!
شعرتُ بثقل يجتاح صدري، حديثها ولكنتها اللامبالية وكأنه أمراً عادياً، وكأنني لا شيء يذكر-وكأنني كُنت-.
يايوسف هل ترى حبيبتك تُعاني الآن، لاأحد يحبها لاأحد يقف بجانبها، حتى أقرب الناسِ إليها، لايهتمون ، يايوسف أنا أعُاني منذ رحيلك عني، منذ أن فقدتُ جزء من قلبي، وأنا أشعر بفراغاً يؤلمني .. يُحسسني بضعفي الحتمي!
إنيِّ بكيت لأبدا الدهرِ، فمتى سينزاح عني البكاء متى سأشِعُر بأنني حرة لاألم يوثق جسدي ولايشعرني بطرقاتٍ حارقة بقلبي المسكين الذيِّ أصبح كعجوز هرمها الناسِ ..
فباللهِ عليك لاتكُن مِثلهم يوماً، لاتكن قاسي القلب معي يوماً، فقط كُن حنون القلب طيب القلب والقالب، فقط هذا ماأريدهُ منك أن أراك كالحائط الذيِّ حينا تشتد العلة بقدمي أرتكز عليكَ وأستند وأنا واثقة بأنني لن أسقط فقط لأنك معي.
تماسِكَتُ وتحامَلت على قلبي بألا يبكي، أرِجوك لاتفعل!
ولكن قبل أن تهبِطَ دموعي أمامها، أستدرتُ وأنا أهِز رأسي موافقة وبنبرة هادِئة تخفي دموع القهر:
- ماشي.لمَ لمِ أعُارِضها؟
لمَّ لم أصِرُخ بها، وأخبرها بأنني لاطاقة لي بذلك، فِيكفي عمل المنزل الذيِّ لاينتهي، لم ياقلبي تنصاع لها وهي لاتنكف عن كَسِرك لِمَّا تضع آملاً على لاشيء، ياالله لمِّا لاتُسير الحَياة كما نُريد، لمِّا لم تَمُر علي لحظة معها إلا وكُسر ضلع في صدري والذيِّ تشهم آلماً .. لما؟
حينما سمعتُ صوت باب غُرفتها يقفل، أهتز جسدي بوجع وبكيت!، وبكيت دموع القهر التيِّ تنغز قلبي، هبطتُ بجسدي على الأرِض وقد ضممتُ ساقاي لحضني، محاولة إخفاض صوت شهقاتي ولكن لمَّا، لاحياة لمن تنادي، لاحياة لي في لين منها، وكل ماتبرع فيهِ إذلالي.
أنت تقرأ
زهـراء |Zahra✅
Romance" قد مررتُ بالحب معه عَدَّة مراحل هُو لم يعيشهم بل فعلتُ أنـا". •قصة تُحاكي قصصا حقيقة. •جميع الحُقوق ليّ® الغلاف من تصميم المُبدِعة Bassma_soliman