[ الفصل الثاني.].

1.2K 84 15
                                    

٢_ قيام الليل.

[ الفِصل الثـاني ].

" كانت تتمنى عدِم لقائهُ حتى لاتتألم من جديد، ولكن للقدِر رأي آخِر".

__________

كانتَ تُحِرك أهدابها بخِفة، فتحت كِلتا عينيها حيِن شعرت بيد تُربت على وجهها، وحين فتحت عينيها وجدتها أمُها "رُوفيدة".

إبتسمت لها زِهراءَ وقالت بنبرة هادِئة:
- إيه اللي مِصحيكِ الوقت ده؟
- مجاليش نُوم، قُولت أصحيكِ تصلي قيام الليل سوىٰ.

نِظرت زِهراء لوالدتها بصمتَ، لم تتصور يوماً بإنها ستُقِظها لصلاة، يامُغير الأحُوال، إبتسمت لها ونهضتَ تغتسِل بدِورها، وأثناء أرتدائِها إسدال الصلاة، قالت رُوفيدة بتساءُل:
- شُوفتِي حد وإنتِ في القرية؟

تذِكرت " يـُوسف"، نِبض قلبها بآلم حين تذِكرت بإنهُ متزوج ولن يُحل لها التمني ليكُون لها!
هِزت رأسها بالنِفي، لاتُريد أن تزيد هِّم قلبها على والدِتها، فما كان كان وماحدِث لن يُغيرهُ أحدِ.

تجِهزِت زهِراء لعملها، وبعد أن تأكِدت بإن والدتها تناولت الفُطُور والدواءِ، كادِت أن ترحل إلا أن هاتفها رِن عن إتصال من اخُتها "رِيفاء" ، تنهدِت قبل أن تُجيب:
- السلامِ عليكُم؟
ريفاءِ بنبرة غاضِبة:
- إنتِ مردِتيش ليه علي مكالماتي بتاعت إمبارح؟
قلبَّت عينيها بضجِر، هتفت زِهراء بنبرة مُتزنة:
- عاَدِي، كُنت نايمة، فمِسمعتش التلفون.
- عادِي! وبتـ...

أغلقت زهراء المُكالمة حتى لايُعكر صفو ذِهنها، ذهِبت للمدِرسة مُبكراً لتحُاول أن تتحدِث مع المُدِيرة حُول حِصص التِربية الدِينية، ولكـن مافاجأها حدِيث السيدة مدرسة اللغة العربية قائِلة فُور أن دخلت غرفة المعلمين:
- متزعليش بقى ياستِ زهراءَ ..
عقد زهراء حاجبيها بإستفهام من حدِيثها العجيب، إلا أن سناء هتفت بتوتر حين لمحت التعحب علي قسمات زهراء:
- أصل في مُدِرس إنجليزي جديد بس من البلد هِنا، أتعين وخد فصُولك كُلها.
شِعرت زهراء بالغضبِ والإهانة في تغيير مجرى الأحدِاث، نهضت وذِهبت لغُرفة المُديرة، لتجدها تجلس وتحادِث أحد .. قالت زهراء مُقاطعة حديثهم:
- ممكن أفهم ليه اديتي جدول حصصي لمدِرس تاني جديد!

كانت المُديرة متوترة من ردِة فعل زهراء، ولأول مرة زهراء تشعر وكأنها تريد تكِسير عِظام هذهِ المرة المتعفنة! .. لتُقول المُدِيرة بنبرة يكّسوها التُوتر:
- طيب الأول أعرفك بالمُدِرس الجديد .. أستاذ ماجد محمود.
قالت زهراء وهي تُزيف إبتسامة له:
- تِشرفنا يافندِم.
ولكِم القول بإن زهراء في أقصى غضبها الآن.

- ممكن بقى تفهميني ليه عملتي كده؟
- أصل استاذ ماجد عندهُ خبرة اكِتر منك ياآنِسة زهراء، وأكيدِ لو الطُلاب عازوكِي هتخدِي الفصل، وأنتِ بس هتبقي هِنا مدِرسة تربية دِينية لا أكِثر.

زهـراء |Zahra✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن