٢

8.8K 207 12
                                    

الفصل الثاني
أصابها الفزع بوحشية ،خاصة مع محاوطة الرجل لها ونظراته التي تحمل من الوعيد أطناناً ..ابتلعت ريقها بخوف قبل أن تهتف بحشرجة خوف سيطرت عليها
-في أيه... ؟ أنت مين وعايز أيه... ؟
ابتسم لها الرجل ذو الأسنان الصفراء المُنفرة وهو يحكي ببطءٍ وتمهل
-جوز الست الي رفعتيلها قضية خلع وخلعتيها...
همست بإرتباك دون وعي أو حسبان ونظراتها تلتف حولها علها تجد نجدة
-تقصد مين... ؟
قهقه الرجل وملامحه تحمل عدائية أفزعتها رغم ضحكتة ، قبض على الباب قائلا بسخرية
-حقك تسألي مين ما أنتِ خاربه بيوت كتير...
زفرت بحنق محاولة التحكم في خوفها ..حاولت غلّق الباب لكن يده كانت أسرع تمنعها، هتفت بصوت أقرب للصراخ
-وعايز ايه دلوقت... ؟
فتح فمه الكريه وهو يتحداها بنظراته
-حقي... .
صرخت وقد توسعت عيناها وانتفض قلبها رعبًا
-يعني أ...
وقبل أن تُكمِل كانت عصاه تنزل بعنف على زجاج سيارتها... صرخت بخوف، تحتمي بذراعيها المعقودتين أمام وجهها خوفاً من شظايا الزجاج الهاربة من التحطّم ..
لكن لحظة توقّف فيها كل ذلك وصدع صوت جهوري عنيف
-يا ابن ال...... ا
خرجت من السيارة تحاوط جسدها المرتعش وما إن رأت صاحب الصوت ، إدّعت القوة والصمت ولفحتها رياح الثقة ..
قبض بدر على الرجل وضربه بعنف موبخاً
-راجل يا لاااا... .وبتتهجم على ست...
تمدد الرجل جثة هامدة بينما رفع بدر هاتفة متصلًا بالشرطة... .دقائق وصلت واستلمت الرجل...
أوصل بدر جهاد لسيارته قائلا
-فيكِ حاجه نروح المستشفى ..؟
وقفت بجانب السيارة تهتف برعونة
_لا هو اصلاً يقدر يعمل حاجه...؟
توسّع فم بدر بإبتسامة مما جعلها تصرخ مستفسرة
_بتضحك على إيه...؟
تبدلت ملامح بدر لكن سؤالها التالي جعله يفغر فمه بدهشة
-بعدين إنت جيت ازاي هو أنت بتراقبني يا بدر ولا أيه... ؟
فتح بدر عينيه على وسعهما بصدمةٍ... لكن نظراتها المتوحشة جعلته يعود لبروده قائلا بأسلوبه الساخر
-هراقبك ليه؟ .فيلم هندي هو... ؟
تحدتث من بين أسنانها قائلة بأسلوب لا يقل عنه سخرية
-الهندي انك توصل دلوقت ..
صعد بدر سيارته يحجم غضبه،وهويهتف بهدوء
-حظك علشان الحقك... .واظن دا طريق عام واماكن شغلك اغلبها أماكن شغلي يعني طريقنا بيكون واحد... .
شعرت جهاد بتسرّعها فأخفضت نظرتها، تحاول ضبط انفعالها ..اشعل بدر السيارة هاتفًا بصبر
-هتركبي ولا ايه... ؟
ظلت جهاد واقفة تنظر لسيارته بتحقير وهي تهمس بصوت مسموع
-اركب علبة الكبريت دي... ؟
وصل انفعاله لذروته، احّمر وجهه من شدة الغضب...،يكفي انها لم تشكره
وما إن همّت الركوب مُجبرة وفي نظراتها يتوسد التعالي...
حتى قاد بدر السيارة وهو يلوّح لها قائلا
-أنا غلطان اصلا... .مش عجباكي العربية اركبي تاكسي
شهقت جهاد ذاهلة تُشيّع ذهابه بنظرات توعّد يتفجر منها الإنتقام ما إن تحين الفرصة ..
______
وقفت تدق جرس الباب لكنها وجدته موارباً ففتحته تخطي أول خطواتها، لُتفاجئ بصوت عابث وضحكات رنانه ترنو للخلاعة وصوت آخر هادئ يمتلئ بالخبث ..استشاطت غضباً، هجمت بوجه متجهم يملأ قسماته الغموض والقرف...
تفاجئ الجميع بمجيئها المُفاجئ فندت عنهم شهقة وانطلق الترقب من نظراتهم.. حصدت الأعين عبوسها ونفورها
-ازيك يا مرات ابويا... .
وسط كل ذلك حادت نظراتها لتتفاجىء بالصغير مُعلق على حائط النافذة نصفه العلوي ينحدر للأسف ...
صرخت بلوعة وقد قفز قلبها من مكانه رعبًا وهي تتجه ناحيته منادية
-حسن... .
اندفعت نجوى كالسهم تُخلص أخيها من النافذة تضمه بحنان  وأنفاسها تلهج في مضمار الخوف..، ينصهر الغضب داخلها فتفتح عينيها فيهم وقد اختلط بنظراتها الكرهه والشر ،… .
هدأت الأم من وقع المفاجآة فاقتربت تأخذ طفلها في تشبث  قوي من نجوى به ، لكن في النهاية رضخت لتتخلص من النظرات التي تنهشها في غير براءة… ..
هتف أخ زوجة أبيها وهو يقترب منهما
-الحمدلله جات سليمة .
انطلق النفور من قسمات نجوى فبادرت زوجة الأب مخففة الأجواء
-خلاص اتفضلو ارتاحوا… .
ظلت نجوى على صلابتها وغموض نظراتها يزداد... شعورها بأنها محاطة بنظرات خبيثة يقبض قلبها…
امتنعت عن الجلوس واندفعت للباب قائلة
-هاجيلك وقت تاني…  خلفها كانت  زوجة الأب  تسأل بفضول
- خير كنتِ جاية فأيه… ومعرّفتكيش عل…
قاطعتها نجوى بحزم وهي تقترب مُقبلة الطفل
-مش عايزه أتعرّف… .عامة بعدين هجيلك ..

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن