١٢

3.6K 121 9
                                    

الثاني عشر...
خلف شجرة في مكان منعزل... كانت تهمس برقة وهي تُرسل عدة قُبلات متفرقة
_حبيب ماما... روحي...
ارتبكت وسقط الهاتف من على أذنها حين لفحتها أنفاس حارة تعرفها حق المعرفة... لوى ذراعها خلف ظهرها ثم قال وهو ينحني هامساً قرب أذنها
_ازيك يا روكا.....
تماسك حتى تخرج نبرته قوية ليس مهزوزة بقربها المهلك منه..
لم يستطع إلا أن يتبعها بعينيه حتى انزوت هنا في مكان بعيد عن الأعين وخاصة حسام..
اخذت نفس مرتجفًا وهمست بصبر
_ايه ده يا أدهم أنت اتجننت...؟
عاد يهمس بأنفاس متأثرة لاهثة
_الجنان عملتيه قبلي يا روكا...
زفرت نفساً محترقاً بالغيظ وعادت تتملص مُردفة بهياج
_ابعد عني يا أدهم....
همس بفحيح وقد توحشت نظراته
_ابني فين يا روكا... ؟
قالت معترضة والجحيم يشتعل بنظراتها
_تقصد ابني... .
ضغط أسنانه يقول بسخرية فظة وهو يلوي ذراعها بقوة علها تتألم
_وليكي عين تتكلمي... كمان... بعد ما خدتي ابني وهربتي...
دفعته بشراسة حين ارتخت يده عن ذراعها  قبل أن تتكلم وتطلق رصاصاتها رأت حسام يقترب منهما بملامح مستفسرة...
عدلت من ملابسها وسيطرت على إنفعالها وهي تهمس بخفوت
_الحساب يجمع يا صحفي يا هُمام...
شبح ابتسامة ساخرة مر على ملامحه ليتلبس بعدها قناع البرود واللامبالاة...
هتف حسام وعيونه تتعلق برقية
_يلا علشان تتصور يا أدهم ناني بتدوّر عليك..
أومأ أدهم برأسه ثم هتف بإستفزاز يجيده
_لازم صوره جماعية...
قالها وهو ينظر لرقية بتحدي لكنها ابتسمت تقول بتألق وتحدي أكبر
_لازم أخد صوره أكيد...
سحبها حسام خلفه بإهتمام ورعاية... بينما تبعهم أدهم يسيطر على نفسه بقوة...
انتهى الحفل عادت رقية للمنزل برفقة حسام... استقبلتها فادية بقلق، لكن رقية خالفت توقعاتها دخلت مبتسمة فرحة...
هتف رقية بقلق حين رأتها شاحبة متوترة
_خير يا ماما سهرانه ليه.... ؟
تنفست فادية الصعداء وهي تقول
_لا مستنياكي
لفت رقية ذراعها حول ذراع فادية تقول بسخرية لاذعة
_عارفة مين خطيب ناني... ؟
قطبت فادية مُتحيرة تسألها بفضول
_لا مهتمتش أسأل...
ابتسمت رقية بشحوب وهي تهتف بإستنكار
_جوزي...
توقفت فادية عن السير تنظر لرقية كمن يشاهد مخلوق فضائي... هزت رقية رأسها تأكيداً... غامت عينا فادية بنظرة شر... وتابعت السير مشفقة على رقية من صدمتها...
التقطت رقية خيوط الحزن المتهدلة من عينا فادية فقالت بجدية
_متخافيش عليا....
اهتزت نظرات فادية قليلاً وهي تطالع الحزن الكامن بمقلتي رقية...
جلست بها رقية على مقدمة الفراش تقول بنبرة متهدلة من شدة الحزن
_عارفه يا ماما.. مزعلتش إنه عمل كده.. كل حزني كان إني سلمته نفسي فيوم... إني سبته يبيع ويشتري فيا.. إني سبته يكسر جوايا كتير ويحطمني...
ربتت فادية على خدها برفق ولين تقول بفتور
_إنتِ دلوقتي أقوى... إنسي الي فات يا رقية إبدأي من جديد وإختاري صح...
هزت رقية رأسها في صمت خانق، نهضت فادية تقول بحب
_هسيبك تغيري هدومك وترتاحي ونتكلم بعدين...
همست رقية بفتور
_حاضر....
خرجت فادية وتركت لرقية مساحة خاصة تفرغ فيها ما اعتمل قلبها... رغم صمود رقية وقوتها التي أظهرتها لكنها كاذبة فيما أدعت... فتلك الدقة الخائنة بقلبها تؤلمها وتخنقها... الدقة التي مازالت تحمل له عشقاً ترعرت عليه..
تمددت فادية على فراشها.. لن تلوم رقية فالحب ليس بأيدينا بل دقات خائنة خرجت عن مسارها..
أغمضت عينيها مستلمة للنوم بعد إرهاق حقيقي لعقلها..
تسللت رقية واندست تحت الغطاء بجانب فادية......
خائفة هي من نفسها، مشتتة، وباغضة لكل أحساس خانها ناحيته الليلة... لمست وجهها المشتعل لتفاجىء بدموع تتساقط من عينيها في غزارة.. مسحتها وأغمضت عينيها بقوة تمنع إسترسالها....
شعرت بربتات فادية الحانية الداعمة على كتفها فتنفست بعمق وراحة... وهدأت قليلا... حتى نامت...
__________
دخلا مهرولين لحجرة المشفى يسألوا مفطوري القلب عن ولدهم....ومن إن امتثلوا أمام الطبيب المعالج حتى تسائلوا بلهفة
_فين رحيم... ؟
شعر الطبيب بالحيرة لكن فضل أزاح عنه ستارها موضحا
__الحادث يا دكتور..
ضم الطبيب شفتيه قائلا بأسف
_البقية فحياتكم... الميكروباص مفيش حد فيه نجى...
انهار الأب جاساً يسنده فضل ... لكن نعيم هتف شار الأعين بكلام غير متوازن
_ولدي مماتش ولدي عايش.... لا اااه....
هدائه فضل بقلب مكلوم
_أهدأ يا أخوي..... لله ما أعطى ولله ما أخذ...
اعترض الأب
_لااااه بقولك ولدي عايش..... عايز أشوفه...
أومأ فضل ورفع رأسه للطبيب يقول بتوسل حزين يحاول تلبية طلب أخيه...
_ممكن يا دكتور نشوفه...؟
هز الطبيب رأسه وأشار للحجرة متأسفاً
_في واحد لسه اهله مظهروش ممكن يكون هو ابنكم

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن