٤١

3.1K 132 25
                                    

الفصل الواحد والأربعون
نهض رامي فورًا من على الفِراش يردد بذهول :_عمي فضل..!
أجابته نجوى بهمس مندهش وهي تُراقب ملامحه المتغيرة:_ايوة هو بيقول كده...
نهض من مجلسه قائلًا بفضول ملأ ملامحه المترقبة :_جهزيلي هدوم بسرعة يا نوجا.
أومأت بطاعة وسؤالها لا ينغلق عليه فمها:_هو أنت ليك عم.؟ .
أجاب رامي وهو يستعد للهبوط في ترقب لمعرفة سبب تلك الزيارة :_ايوة يا نوجا...
اكمل إرتداء ملابسه وهبط للأسفل يرسم على وجهه ابتسامة مُجاملة... راقب فضل هبوط رامي وإقترابه منه بعاطفة أبوية مُحبة.. وما إن التهم رامي المسافة بينهما حتى تبادلا العناق.. دافىء محب من ناحية فضل.. متباعد فاتر من ناحية رامي...
جلس فضل قائلًا ببهجة :_ماشاء الله اتغيرت يا رامي..
هتف رامي بعملية شديدة :_ازيك يا عمي عامل إيه..؟
ضرب فضل على ساق رامي بحماسة قائلًا  :_كيفك يا واد أخوي...ماشاء الله..
أجاب رامي بفتور :_الحمدلله بخير...
قطع دخول نجوى استرسالهم في الحديث، أمرت الخادمة أن تضع ما تحمله ثم همست بخجل :_ازيك يا عمي نورتنا..
سألها فضل وهو ينهض مُرحبًا :_كيفك يا بتي...؟
همست بحمدِ فهتف رامي وهو ينظر لعمه نظرات ذات معنى :_عمي فضل يا نجوى الي جوزك ليا بتوكيل مني..
اتسعت عيناها بدهشة مما يقوله، فقد القى بوجهها الحلقة المفقودة التي لطالما أرّقتها...
هتف فضل ضاحكًا :_بت خالك دي.؟
أجاب رامي ونظراته تعتنق نجوى بحب :_ايوة هي دي...
هتفت نجوى بترحاب شديد :_اتفضل يا عمي اتفضل...
جلس فضل وكفه تربت على صدره بترحاب وقبول شديدين :_تسلمي يا بتي...
استأذنت نجوى المغادرة بينما توجه فضل لرامي قائلًا :_تلاجيك دلوجت بتجول هو عرف طريجي منين وإيه جابه..؟
أجاب رامي بإبتسامة وهو يربت على ساق عمه :_تنور فأي وقت يا عمي دا بيت ابن أخوك...
قفزت الراحة لملامح فضل وتابع برضا شديد :_سألت كتير عليك معرفتش حاجه.. آخر مرة ولاد الحلال دلوني عليك...
هز رامي رأسه بفتور فما يقوله عمه يفتقر لديه الإهتمام، تابع فضل وقد اعتلت ملامحه الصلابة والقوة :_جبل كل حاجه يا ولدي  أنا جايلك في موضوع مِهم...
عقد رامي حاجبيه متسائلًا :_خير...
أجابه فضل بملامح قاتمة :_أختك...
انتفض رامي من مكانه، تخلى عند هدوئه وهتف بسخرية :_أخت مين يا عمي...؟
بنبرة ضعيفة يشوبها الحزن هتف فضل :_أختك نيرمين....
لذعة من استهزاء أحاطت كلمات رامي :_دا إيه بقا... ؟
تمالك فضل نفسه وهتف برزانة مُتفهمًا صعوبة الموقف :_بص يا ولدي.. أبوك الله يرحمه اتجوز وخلف من واحدة تانية بنت اسمها نيرمين..
هتف رامي بتهكم وهو يرتدي قناع البرود مرة أخرى :_ايوة وإيه المطلوب مني..؟ أنهى كلماته بإشعال سيجار يواجه من خلف غماماتها تلك الحقائق المنهكة.
الحوار ثقيلًا على قلبه، نبضاته المتسارعة كانت تدوي بالهم والكدر...
فاض التوسل منه وهو يتذكر حال البائسة الأخرى:_أختك محتجالك يا ولدي.. محتاجه سند..
دهس رامي سيجاره قائلًا بحسم:_الي خلاها تعيش ده كله من غيري يخليها تكمل..
تابع فضل يستعطفه :_ملهاش غيرك يتيمة الأب والأم..
رمى عمه بنظرات جامده غاضبة وهو يصرخ بثورة :_مليش فيه....
ليوازيه فضل صراخًا :_لا ليك دي لحمك ودمك.
تخلى رامي عن أدبه وأحترامه، هتف بغرور :_إنت جاي تستهبل ولا إيه..؟ رمتوني في الشارع ولهفتوا حقي... وارجع دلوقت تقولي أختك ولحمك ودمك..هو أنا برضو مش كنت لحمكم ودمكم..؟
فاقت وقاحة رامي الحد لكنه يعزره، فهو جاء بعد غياب يُلقي إليه الكثير من الحقائق التي ستقلب حياته..
كتم مشاعر الحنق والغضب وسارع بالتوضيح :_بص يا ولدي أنا مجصرتش معاك فحاجه وجيتلك وإنت جولتلي هسافر.. ومرضتش تسمع.... سبتك براحتك وجولت معلش.. لما احتجتني لجيتني...
هتف رامي بإندفاع أحمق :_كتر خير.. ومش مسامح أخوك الكبير وبلغه كده...
أنهى فضل ذلك الحوار الذي انهكه قائلًا :_بص يا ولدي هسيبك تهدى دلوجت ولو عاوز تفهم ده رقمي... أنا موجود كام يوم هنا
وضع فضل ورقة مكتوب عليها اسمه ورقمه ثم غادر تاركًا رامي يتلظى في حمم غضبه ..
_____________________
خرجت من حجرتها بعد أن رتبتها وأطلقت فيها بخورًا ذو رائحة طيبة، لتسارع إلى المطبخ تصنع ما طلبه منها رحيم.. لمحتها حفصة فهتفت وهي تقترب منها مُرحبة :_ازيك يا نيرمين عامله إيه..؟
همست نيرمين ببشاشة  :_الحمدلله إزيك إنتِ يا حفصة.
نظرت حفصة لكف نيرمين المستريحة على مقبض باب الحجرة ثم هتفت متسائلة:_دي أوضة مين..؟
أجابته نيرمين بهدوء وهي تخطو ناحية الدرج :_أوضتي...
تقلصت ابتسامة حفصة لكنها رغم ذلك حافظت عليها، هتفت بإرتباك مُحاولة إخفائه :_هو إنتِ نقلتي هنا..؟
بإقرار وقوة هتفت نيرمين :_ايوة.... ثم تابعت بإبتسامة هادئة _عمي جهزهالي..
بإندفاع هتفت حفصة :_إنتِ مش عايشه مع عمك فضل..؟
توقفت نيرمين عن هبوط السلالم وأسئلة حفصة تتبعها. نظرت لها هامسة بحسم وابتسامة مستفزة :_عمي مرضيش، وقالي إن زي ما ليا هناك ليا هنا برضو...
تركت حفصة تعاني من ويلات غيرتها وهبطت للأسفل تُعد الطعام الذي طلبه منها رحيم...
وعلى مائدة الغداء هتف رحيم وهو ينظر لوالده :_عمي فضل فين..؟
أجاب والده وهو يُقلب طبق شوربته بالملعقة :_سافر
هتف والد رحيم بتلذذ كبير وهو يلتهم من طبق الشوربة بحماس:_الله....
ابتسمت نيرمين بسعادة لإطراء عمها، تابع العم وهو يوجه نظراته لنيرمين :_حلوة جوي.. أول مرة أشرب شوربة حلوة كده
.همست نيرمين بسعادة :_بالهنا والشفا يا عمي..
جلست نيرمين مقابل رحيم الذي كان يتحين الفرص لإهدائها غمزة شقية.. لكنها كانت تتهرب من نظراته، تهتم بإطعام عمها وزوجة عمها...
هتف رحيم بخبث :_نيرمين ممكن السلطة من قدامك..
هزت رأسها دون أن تنظر إليه، ناولته الطبق بعدم اهتمام جعله يسأل مرة أخرى :_دي سلطة إيه..؟
كتمت نيرمين ضحكتها على تصرفاته الطفولية، لتتدخل حفصة قائلة بإنزعاج :_سلطة يا رحيم عادي..
تناوله رحيم دون تعليق، مكتفيًا بالوصول إليها عبر قدمها، بعد أن فشلت نظراته في اصطيادها..
ضربات خفيفة تبادلاها بإستمتاع ولهو.. حصل منها أخيرًا على نظرة غير راضية فأهداها نظرة حماسية مشتعلة وغمزة شقية من عينيه... كادت أن تفلت منها ضحكة لولا تماسكها ونهوضها المفاجىء..
الجو لحفصة كان خانق ملىء بما يُكدرها ويثقل أنفاسها، ذبذبات غير مريحة بالجو قلصت من شهيتها لتكملة الغداء... شىء ما منفر لحواسها لا تعرف مهيته.. يشعرها بالإختناق.
انصرفت وتبعها رحيم... جلسا في حجرتيهما صامتين متباعدين على غير العادة، هو يفكر بالشقية الأخرى التي تلوّده وتحيره
وحفصة تنظر لرحيم برجاء وتوسل بألا يخذلها.. تدارك رحيم الأمر على الفور، شعور بالندم حارق لوّث أفكاره... اقترب من حفصة وهو يهمس :_الجميل زعلان ليه..؟
سحبت نفسها من زحام أحزانها تقول بضياع وغربة :_مفيش مخنوقة شوية..
أحاط رحيم كتفيها وقربها منه هامسًا :_في حاجه مضيجاكي..؟
هزت راسها برفض بينما نظراتها الداعمة تنطلق في توسل حار لا يفهمه، تابع رحيم بشفقة والندم يأكل من راحته:_تحبي نطلع، نروح الجنينة..؟
هزت رأسها وابتسامة خفيفة تجاهد للظهور، ليهتف بحماس شديد :_يلا بينا..
انهضها من مكانها وخرج بها، بحث عن الأخرى بعينيه فلم يجدها، رغم خيبته في عدم الحصول منها على نظرة يرتاح بها قلبه، إلا إنه أحب ذلك حتى لا يزعجها برؤيته مع حفصة..
_____________
في المساء بعد أن نامت حفصة أو كما يظن هو  تسلل كالعادة لرؤية المارشيملوا... اشتاقها كثيرًا.فتح باب الحجرة لتقع نظراته عليها.. تلعب مع بالون منتفخ تقذفه للأعلى ومن ثم تقفز لتلحق به فلا يهبط، وقف يراقبها بإستمتاع يتجلى في نظراته، يذوب في  تفاصيلها الأنثوية، يعشق روحها وطفوليتها تذكره دائما بالمراشيملو. فستانها الوردي القصير يزيدها حلاوة وجاذبية...
دارت كثيراً حتى تعبت، دوار اكتنفها، وقفت لكن خانها الثبات ومالت في عدم توازن... أقتنص هو الفرصة وتلقاها بين ذراعيه أحاط خصرها بذراعيها حاميًا لها من السقوط
أفاقت على وجودها في أحضانه تحتمي بذراعيه تلتصق بصدره تسمع ضجيج دقاته ولهاث أنفاسه... همس بدفء
_كنتِ هتقعي...
أغمضت عينيها ككل مره يقتربان...
ارتفعت ذراعه أكثر تحيطها كلها تقربها وتلصقها به بين اضلعه...لثّم خدودها الحمراء في رقة شديدة، جانب عنقها ضمها، ولم يترك مفترق، اعتصرها... وهي كانت غائبة كما تعودت معه تترك له نفسها متخلية في حضرته عن أي شىء مستمتعة بقربه....
همس بدفء وقد أسكره عبيرها :_وحشتيني.
تلعقت به أكثر وهي تهمس برقة شديدة وإنت كمان يا حبيبي...
جلس على حافة الفِراش وأجلسها على ساقه مُحتفظًا بوجودها بين ذراعيه،... همست وهي تُريح رأسها على كتفه :_فكرت مش هتيجي..
بادلها همسها بأخر مؤكدًا:_مقدرش...
هتف رحيم ويده ترتفع لتمسد خصلاتها الناعمة :_مسافر بكره
..؟
تسألت بجزع :_على فين.؟
أجابها بضيق شديد :_مشوار كده يا حبيبتي...
رفعت رأسها عن كتفه تسأله بضياع :_هتتأخر.؟
أجاب وهو يبعد خصلاتها المتناثرة عن وجهها :_لا....
همست وعيونها تعتنق تفاصيله بحب:_طيب بات معايا...
أجابها بلطف وهو يشيح بعيدًا عن نظراتها في خجل :_مش هينفع..
انتفضت تقول بضيق شديد :_خلاص امشي دلوقت..
سألها بهدوء مندهشًا من إنفعالها المفاجىء :_ليه.. خليني معاكي.. عقدت ذراعيها أمام صدرها تقول بحسم :_رحيم امشي...
نهض يلتهم المسافة الفاصلة بينهما وهو يهمس لها :_في إيه بس.. ؟
أجابت بتأكيد ونظراتها المنطفئة تعلن الثورة عليه :_لو مش هتبات امشي خلاص ايه لزمة الشوية دول.
بهمس دافىء توسلها:_حبيبتي اهدي....
بنفور شديد هتفت وهي تبتعد عنه :_لا... مش ههدا ولو مطلعتش هطلع أنا..
عقد رحيم حاجبيه قائلًا بتهككم :_بقا كده..؟!
أعطته ظهرها مصممة على موقفها ليبتعد عنها هو مقررًا الرحيل والإبتعاد وتأديبها على رفضها له.
وما إن خرج وأغلق الباب خلفه حتى اندفعت لفراشها باكية، حزينه على مافعلته وعلى حالها معه.
أما هو فتمدد على فراشه ينفخ بضيق مما حدث، يتقلب بعنف وغضب جعل حفصة تهمس قائلة :_رحيم في حاجه...؟
أجابها وهو يلتقط نفسًا قويًا يهدىء به غضبه الثائر :_لا يا حبيبتي نامي...
أقتربت منه تتوسد ذراعه هامسة بصدق :_أنا بحبك...
ضمها إليه مُلبيًا رغبتها في الإقتراب يبادلها همسًا آخر دافئ:_وأنا كمان بحبك...
_____________________
تعافى بدر قليًلًا، بدأ بإستيعاب ما حوله والتسلح بقوته التي تميزه، هتفت لطيفة بإبتسامة وهي تراه أمامها مُعافى
_حمدالله على سلامتك يا حبيبي..
اجابها بدر بوهن وعيناه لا ترتفعان للنظر إليها :_الله يسلمك يا حبيبتي..
لكن همس آخر دافىء جعل دقات قلبه تترنح في رضا  :_بدر حمدالله على السلامه.
اللهفة الصارخة من كلماتها وهمسها الرقيق جعلته يرفع نظراته إليها قائلًا :_الله يسلمك يا أستاذة...
صمت دار بينهم ليقول بعدها بدر قاتلًا تلك المشاعر التي تنمو داخله :_متشكر يا أستاذة على وقفتك مع البنات..
بروح خاوية منكسرة همست جهاد :_على إيه يا بدر... أنا معملتش حاجه...
هرب من مجاملات بائسة يقول ونظراته تسقط للاسفل في حزن :_عطلناكي عن شغلك وابنك... ارجعي لبيتك وآسفين لتعبك معانا طول المدة دي..
انخفضت نظرات لطيفة تعلن الضيق مما يقوله بدر ومن إخراجه لجهاد، لكنها تعلم إنه بذلك يقطع حبال الود الموصولة، يذبح أمامها مشاعره، يقطع عليها طريق الوصال .
لملمت جهاد مشاعرها التي بعثرها بدر بكلماته لتقول بإصرار :_لما اطمن على البنات يا بدر..
ليؤكد هو بإصرار دافعًا الندم بعيدًا عن مشاعره المذبوحة :_متقلقيش على البنات... كفاية تعبك معاهم.
تراجع إصرارها أمام كلماته اللاذعة... همست بصوت مختنق :_تمام يا بدر همشي...
قالتها واندفعت تكتم دموعها، تتعثر خطواتها في مر كلماته،
سألته لطيفة معاتبة بحنو :_متبقاش بالطريقة دي يابدر.
ليقول بدر بنبرة ممزقة ::_هي متبقاش غير كده.
همست لطيفة بوجع وهي تمسك بكفه في مؤاساة:_غريبة أووي الدنيا دي تدينا وقت ما منحتجش ولما نحتاج متديناش، معاندة دايما،..
صمت بدر محتضنًا آلامه بقوة، ينازع خروج عشقه من حجرات قلبه التي أظلمت.. يغوص في بحيرة سوداء من القهر..
وفي المنزل كانت فطيمة تصرخ رافضة رؤية ياسين، تهتف  بهستيريا حتى يسمعها
:_أنا مش عيزاه...خليه يمشي.
ظل ياسين صامتًا منزويًا يتابع ما تقوله فطيمة بحزن عميق، وما إن اكتفت من ثورتها وأخرجت تلك العثرات من قلبها نهض عازمًا  على رؤيتها وإختراق حصنها المنيع... صعد درجات السلم بخفة حتى وقف أمام حجرتها.. استأذن أختيها الدخول فسمحوا له على الفور مُقدرين حالته، مشفقين عليه وعلى سعادتهما التي التهمها الحزن..
اندفع للداخل يقف خلفها بصمت يسمع هتافها الكاره بصبر :_خليه يمشي مش عيزاه.. خليه يطلقني.
ما إن انهت حديثها حتى همس بنبرة حانية :_مش همشي...
تراجعت كلماتها الثقيلة حين استدارت واعتنقته نظراتها،
أقترب مستغلًا هدوئها يقول بإبتسامة خلابة:_وحشتيني على فكرة..
جلست على الكرسي منهارة بعد أن تبخرت قسوتها برؤيته، همست بضعف :_جيت ليه..؟
اقترب منها يهمس بحنان بالغ مؤكدًا كلماته :_إنتِ فاكرة لما تقولي امشي همشي...
بهدوء هتفت وهي تبتعد عن آسر نظراته :_ياسين ابعد عني...
امسك كفها هامسًا بحب :_لا....
انتفضت من غفوتها تصرخ بغير رضا وهي تتجه ناحية الشُرفة مدركة تأثيره القوي عليها إن بقيّ أكثر :_لا.. لا.. وامشي من قدامي وإلا هرمي نفسي.... مش عايزه اموت زيها... هي كمان كانت بتحبه.. بس هو قتلها..
اقتربت من الشُرفة تمارس ضغطها عليه بقوة، لتندفع حبيبة قائلة بعد أن رأت المشهد :_امشي يا ياسين دلوقت..
استسلم ياسين لإلحاح أختيها خاصة مع استمرارها في الهذيان... وتهديدها المُعلن بقتل نفسها..
انسحب فورًا من الحجرة بعد أن أهداها نظرة كسيرة مطعونة بكلماتها القوية.
________________
جلست نجوى أمامه تهمس بقلق :_رامي في إيه..؟
مسح رامي وجهه بكفيه قائلًا والحِيرة تنهشه :_مفيش يا نجوى..
أمسكت نجوى كفيه تبعدهما عن وجهها وهي تعاود السؤال في إلحاح :_لا في.؟ من ساعة ما جه عمك وإنت فدنيا تانيه..!
همس بإهتزاز وكلمات عمه تزحف لافكاره فتسممها :_مش عارف مخنوق قوي...
أحتوت ضياعه بنظراتها الدافئة المحبة وعاودت السؤال :_ليه..؟ قالك إيه ضايقك وزعلك...؟
درات نظراته في الحجرة بتشتت ليعود لدفئها هامسًا بإقرار :_قال كتير... لدرجة إني مش عارف ارتبه..
بنبرة محتوية مُحبة همست :_طيب أهدأ وقولي إيه مضايقك..
اجابتها بعد أن التقط نفسًا قويًا :_قالي إن ليا أخت وإنها محتجاني...
تهللت أسارير نجوى واندفعت تقول بحماس وفرحة :_بجد... فين هي.. ؟
بتعجب شديد من رد فعلها سألها :_ليه انبسطتي كده..؟
هتفت تزيل حزنه بكلماتها :_علشان هيبقالك أخت... عيلتنا الي بنبنيها هتكبر...
افاقها من سعادتها هامسًا بتأكيد :_دي إختِ من أبويا...
بحماس مشتعل هتفت :_وإيه يعني..؟ وبعدين ما يمكن محتجالك صح يا رامي..
بخواء هتف يردد كلمات عمه المتقدة بعقله :_بيقول انها يتيمة وملهاش حد غيري.
بشفقة همست نجوى وقد احزنها الوصف :_يا حبيبتي....
همست تتوسله :_قابلها يا رامي وشوفها مش هتخسر حاجه..
هتف رامي بغضب :_وليه اقابلها دي وحدة لا تعرفني ولا اعرفها
..
همست تخبره بأمنية قلبها :_كنت اتمنى حسن يكون أكبر مني.. يبقى ضهر وسند ليا فمحنتي... بس للأسف العكس
تخيل وحده زيها يتيمة يبقالها أخ..يعني أبوها الي يحميها.
بسخطٍ هتف رامي ساخرًا :_ايه يا نجوى كلام الأفلام ده.. والبساطة الي بتتكلمي بيها..
أحتوت غضبه قائلة بهدوئها:_أهدأ بس وفكر فكلامي.. روح لعمك وافهم الحكاية وقرر...
هز رامي رأسه المثقل بالهموم بموافقة باهته، جعلت نجوى تنهض قائلة :_قوم يلا نأكل وبعدين نشوف هتعمل إيه...
نهض من مكانه يحيطها بذراعه، رنين هاتفه جعله يتركها قائلًا :_معلش يا نوجا انزلي إنتِ وأنا جاي وراكي...
لا يعلم إن صدمة أخرى ستكون في انتظاره.. رفع الهاتف يفتح تلك الرسالة المرسلة.. بضع كلمات جعلت قلبه يقفز من مكانه بفزع
(حبيبي اشتقت إليك كثيرًا لذلك لم أنتظر عودتك وقررت رؤيتك أنا في الطريق إليك)

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن