مشهد ٣

3.6K 146 50
                                    

بينما هم جلوس.. جاء فضل مشاركًا بإبتسامة حنون
: مساء الخير.
: مساء الورد
جلس مستريحًا يلتقط أنفاسه بروية قبل ان يوجّه نظراته لرحيم مازحًا : مبروووك يا رحيم.
اشتبكا حاجبي رحيم في استفهام سرعان ما نطق به : على ايه...؟
نظر لنيرمين الجالسه على حافة الكرسي الجالس عليه وهتف بإستمتاع وهو يراقبهما بتمعن : مرتك جايلها عريس.
كتمت نيرمين شهقتها بباطن كفها بينما هتف رحيم بإنفعال وهو يرمق نيرمين بغضب بين الحين والآخر : عريس! مين دا بقا.؟
أكمل فضل رغم محاولات رامي الصامته والمفتعلة لإسكاته،
: تاجر الفاكهة أول ما شافها ريل.. وطلبها للجواز.
ختم فضل كلماته بضحكة قد تكون عفوية لكن الحديث لم يكن عفويًا بالمرة.
سأله رحيم قبل أن يرمي بنظرات توعديه لنيرمين : هو شافها فين.؟
اشارت نيرمين له أن يصمت لكنه تابع بإستمتاع : كانت في الجنينة الصبح بتجيب جوافة ويوسفي.
رفع رحيم رأسها إليها مكررًا بملامح متوعدة : بتجيب يوسفي وجوافة..!
نهضت نيرمين من مكانها فزعةً، وقد انبأتها ملامح رحيم بما سيحدث... ابتعدت عدة خطوات وهي تقول بتقطع : بص.. كنت..
نهض رحيم من مكانه يسألها بقسوة : مش نبهت عليكي متطلعيش يا نيرمين وبالاخص الجنينة وقولتلك عايزة هنروح مع بعض.؟
ابتلعت ريقها الذي جف من الخوف وقالت بإرتباك وعيناها تطلب الإستنجاد من رامي : لا ما هو رامي راح معايا..
تنصل رامي بعد أن توجهت إليه بنظراته رحيم المشتعلة : أنا محصلش.
تراجعت خطوة خائفة، يائسة من معاونة عمها وأخيها.. صرخ رحيم بغضب مشتعل وهو يقيّمها بنظرة سريعة : استني.. مش دي العباية الي قولتلك متتلبسش.
ادركت انها على حافة الهلاك المحتم، حين التقت بنظرات رحيم القاسية،.. فلحظة ركضت للدرج هاربة دون أن تقول أي كلمة، فماذا ستقول..؟
ركض رحيم خلفها متوعدًا يحاول إيقافها : استني.. هتهربي والله هجيبك.
ضحك فضل مستمتعًا ليهتف رامي بإنزعاج :عاجبك كده.
رمقه فضل بنظرة مستهينة موضحًا : دي بهارات الحب يا جاهل.
لوى رامي فمه متهكمًا : بهارات حب؟ ماشي...
سارع فضل قائلًا بخبث وهو يبحث بعينيه عن نجوى : تحب اضفلك شوية.
انتفض رامي هاتفًا بقلق : لااا ابعد عني أنا، خليك مع نيرمين ورحيم.
غادر رامي تاركًا عمه متلذذًا بغيرة المحبين. ولا يعلم أن الغيرة ستنقلب نارًا مشتعلة.
في الأعلى قبل أن تغلق الباب لحق بها، اغلق الباب بالمفتاح وعاد يسألها بملامح صارمة : مش قولتلك متلبسيش العباية دي..؟
هزت رأسها، فتابع وهو ينقض عليها ممسكًا لها من ذراعها : عاندتي ولبستيها يا نيرمين.
حاولت التبرير لكنها لم تفلح : لااا ماهو أنا لقيتها بقت كويسه..
هتف ساخرًا : لا والله ليه كبرت في الدولاب.
صرخ منفعلًا وهو يدفعها للفِراش بعنف : طيب ماشي اقلعي..
نطقت بضيق مستنكرة ما يفعل : رحيم..!
صرخ مجددًا يأمرها : بقول اقلعي..
نهضت تفعل ما أمرها وقد تبدل خوفها وإضطرابها لعناد وقسوة.، خلعتها فقام بإلتقاط مقص من أحد ادراج طاولة الزينة وقام بتقطيعها تحت نظراتها المحملقة بذهول شابه استنكار..
ما إن انتهى حتى القاهما مبتسمًا بإنتصار، قائلًا بتشفي : ارتاحي بقا.. واعندي براحتك،
استدار خارجًا من الحجرة لكنه توقف والتفت يتوعدها : هو ده الي هيحصل مع أي حاجه تعندي فيهها.
فاقت من ذهولها، اقتربت تدفعه من كتفه صارخة : اطلع بره.
وقف متصلبًا لا تتحرك فيه دفعتها شيئًا، ابتسم هامسًا بتشفي : هطلع ومش هقعد، رايح أنام في الاوضة التانية.
تحولت نبرتها للعدائية حينما نطق كلماته صرخت بجنون تلبسها : قول إنك حنيت للذكريات بقا، وما صدقت..
استنكر كلماتها وهتافها المجنون لكنه كما العادة لا يهزم وإن امتلكت هي لسان سليط يمتلك هو عشرة، وكعادتهما يؤذيان بعضهما بشدة : أه زي ما بتقولي كده، ولو عايشه مكانتش عملت زيك كان هيهما رضايا، وهتعمل الي بيسعدني مش يسعدها.
انهى كلماته وغادر، صافقًا الباب خلفه حينما يؤنبه قلبه على ما قال يتمرد عقله مواسيًا أنها من بدأت.
شيطانها كان له الكلمة العليا، من وسط غضبها وعنادها أبصرها الطريق، فتحت خزانة ملابسه واستلت أحب الملابس إليه ومزقتها كما فعل بعباءتها.
وضعتها بالخزانة وعادت لمكانها مبتسمة بإنتصار، وفي العشاء رفضت الخروج من حجرتها رغم محاولات رامي ونجوى، جلس رحيم يسأل عنها فاخبروه برفضها تناول العشاء،
فتركه هو ايضًا رافضًا تناوله بدونها وإن اظهر عكس ذلك،
لن يأكل إن لم تأكل هي. لن يهنأ بشي دونها..
خرج من البيت متجهًا لبيت فضل، جلس امامه منتظرًا قدوم البقية.
ظهرت نيرمين اخيرًا، متخلية عن عزلتها.. هتف رامي : اخيرًا..
أما فضل فضحك مشاكسًا : كفارة..
لامها رامي بشدة : ليه طلعتي طالما هو قال لا..؟
عقدت ساعديها زافرة بقنوط، ثم هتفت بغضب : وليه مطلعش الجنينه قريبه وهو محبكها.
وبخها فضل بضحكة : هو مش محبكها هو بيغير يا جاموسة.
قالت بعناد : ميقيدنيش بغيرته.
كرر فضل بضحكة : جاموسة..
ليقول رامي بجدية : لا يا نيرمين ده حقه وطالما قالك متطلعيش ومتلبسيش خلاص تنفذي، رحيم مش بيحرمك من حاجه أو يمنعها عنك إلا لضرر، طالما راحته فكده نفذي...
انا شايف حقه يغير عليكي ولو معجبوش لبسك يعترض..مش هتخسري حاجه وبطلي عنادك ده معاه.
ارتشف فضل شايه يكرر بضحكة وكأن سُكر اصابه : جاموسة والله..
هتفت : يعني أنا غلطانه..؟
اجابتها في نفس واحد : ايوة ولازم تعتذري.
ليقول رامي بغمزة : دا مرضيش ياكل لما مأكلتيش.
نهضت تقول معاندة رأيهم : لا يعتذرلي أعتذرله..
قالتها واندفعت للخارج باتجاه بيت عمها، هي لا تنسى اتهامه لها بأنها لا تريد أرضائه ولا تختار سوى سعادتها، وأن حفصة ما كانت لتفعل، غارت بشدة لا تنكر، اشتعلت بقلبها النيران من إغاظته لها بهذا الشكل وتمجيده حفصة.
لكنها ايضا تمادت رغم وعدها له بأن لا تفتح تلك الصفحة ولا تسأله فيها ولا تذكرها بالإيذاء ايًا كان نوعه فهي غدت أم لنعيم الآن وعليها ان تحافظ على كل ذلك.
أمام الشجرة تعثرت نتيجة شرودها، سقطت فتلقاها بين ذراعيه.. ككل مرة صوت أنفاسه المتأثرة بقربها يفضحه، يكشف ما يختبىء وإن لم يتكلم.
همست والظلام يدثرهما : رحيم..
همس بعصبيه : اكيد.
جلست بجانبه تعاتبه : على فكرة بقا إنت مش من حقك تحجر عليا وعلى رأيي وتختارلي.
تلفت إليها في الظلام، استهزا بها ككل ملامحه : لا والله يعني إنتِ جاية دلوقت تقولي الكلمتين دول.
هتفت بعناد : اه
هتف منزعجًا غاضبًا من حماقتها : يعني لما محبش تطلعي لوحدك مش من حقي ولما امنعك تلبسي حاجه مش مناسبة هحجر على رأيك.
كررت بغرور وهي تعطيه ظهرها : اه مش من حقك.
هتف ساخرًا وظهره يستريح للشجرة الضخمة : لا والله.. طب قومي.. أمال جايه ليه طالما شايفه إنك صح.
همست : علشان تيجي تتعشى إنت ماكلتش حاجه من الصبح.
لكمها بكلماته الجافة : وإنتِ مالك... أنا حر.
عادت تلتفت إليه جاثية على ركبتيها، تستريح كفيها على ركبتيها هامسة : طيب خلاص متزعلش.
بجمود اجابها غير عابىء :مش لما تعترفي إنك غلطانه الأول.
صمتت مترددة قبل أن تهمس متراجعة : خلاص انا غلطانه يا رحيم..
هتف ضائقًا وقد أصابه الحزن بتقليبها الماضي رغم تحذيره : قولتلك متقلبيش في الي فات ولا نفتكره خالص علشان لا أنا أزعل ولا إنتِ.
امتعض وجهها لكنها همست بصدق : أنا غلطانه متزعلش.
صمت طويلًا متجاهلًا لها فمالت ناحيته تطبع قبلة رقية بجانب شفتيه وهي تهمس : أنا آسفة.
قبض على كفيها المستريحة على ركبته المرفوعة بشدة، ليهمس تاركًا كفه الأخرى تقبض على ذقنها وتمنعها الإبتعاد ثانية يخبرها بدماء فائرة وتملّك يخصة : إنتِ كلك حقي.
كانت الجملة مُربكة لها شتت إنفعالها، فما خرج بعدها إلا همسًا يلعن الخضوع لذلك التملك اللذيذ والذي يُرضي غرور الأنثى داخلها فعلى كل حال حبيبها له الحق فيما يفعل فهو يغار بشدة.
لم يحرمها من شىء قط أو يمنعها عما تحب قبلا، إن فعل كان بدافع الغيرة وله كل الصلاحيات.. لانها سعيدة للغاية
ترحب بذلك الإمتلاك من هذا المتعجرف بقوة.
:حاضر..
الباقي من الدقائق كان خاصة شفتيه التي سلبتا حقه فيها بكل تمرد وإعلان ملكية. ما كان ليفوّت الفرصة وهو الجشع دايما لإرتشاف رحيق زهرته،
التراجع كان نصيب الكلمات، اما الأحساس وبجانبه المشاعر فرضا احتلالهما بقوة.
استكانت طائعة، تتقبل ذلك السطو بسعادة، كيف وقد كانت غاضبة منه لا تعرف غير إنه الحب فإن لم تعرفه، جربه وسيتغير رأيك،
مستبد لكنها تعشقه، ليس بالقلب سواه.
افاقا على صوت كلام فضل ورامي الذي جاءهما من بعيد ، ينبئهم بحضور دخيل.
همس بصوت متحشرج أثر انفعاله : يلا على البيت.
: حاضر.
همسها بخجل ثم نهضت ملبية..
مرت من امام فضل ورامي فسألاها : مش هتقعدي معانا.
هزت رأسها قائلة بصوت بدا ضعيفًا؛ لكن الحقيقة كان غائبًا في خضم مشاعرها المبعثرة : لا هنام.
تبعها رحيم الذي أخبرهما أيضا : عن اذنكم..
تلفت رامي لفضل متسائلًا وهو يراقب تجهم ملامح رحيم : مالهم دوول.
اجابه فضل وقد فطن لما يحدث بين العاشقين : لا متشغلش بالك إنت، دول عندهم شعره ساعة تروح وساعة تيجي.
هز رامي رأسه مؤكدًا : دول خميرة عكننة والله.
ضحك فضل ملىء شدقيه قبل أن يقول وهو ينظر لرامي بإستهزاء : شكله خلفة أخوي كلها بهايم، من جاموسه لحمار ويا قلبي لا تحزن.
داخل الحجرة كان يفتح خزانة ملابسة لينتقى ما يرتديه مُغيرًا ملابسه التي تلوثت جراء جلسته على الارض الترابيه.
هتف وهو يبحث بين ملابسه : حبيبي حضريلي الأكل على ما اغيّر..
همست برضا : حاضر..
نظر لملابسه الممزقة بحرقة شديدة، ليهتف لاحقًا بها : استني..
تذكرت ما فعلته بملابسه، ضربت جبهتها.. وقد تناست تمامًا..
التفتت مجيبة بتوتر : نعم..
رقف الملابس بوجهها متسائلًا : مين عمل كده.؟
تنصنعت القوة وكذّبت : مش أنا... بهزة رأس وحاجب ارتفع مؤكدًا :يبقى إنتِ.
رايكم ينزل باقي المشهد ينزل 😂😂😂😂😭😭طالما هتهربوا



🎉 لقد انتهيت من قراءة أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) 🎉
أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن