٣٠

3.8K 130 52
                                    

الثلاثووون

قالتها نجوى وانكبت دموعها تغرق وجهها المتألم، ارتبك أحمد وحار في أمره، أجلسها قائلًا برزانته المعهودة
_اقعدي يا نجوى...
قرّب منها الكرسي لتجلس... فركت كفيها بتوتر وارتباك، استجمعت شجاعتها وجلست أمامه منتظرة رده.... هتف أحمد بمودة
_تشربي لمون.... ؟
هزت رأسها بموافقة مقتضبة، نهض أحمد وجاء به من القهوة المواجهة له... وضعها أمامها وسألها بإهتمام
_نجوى إنتِ كويسة....؟
انفجرت نجوى بالبكاء وقد ضعفت لأول مرة.... تكالبت عليها الهموم وقسم ظهرها الغدر... حاول أحمد إسكاتها وقد نهشه القلق _اهدي وفهميني...
مسحت دموعها بسرعة وعادت تهمس بصوت متحشرج يصبغه التوسل
_أحمد أنا محتجالك....
ابتسم لها أحمد بلطف... وأقترب منها مائلًا للأمام يقول
_وأنا تحت أمرك... وعمري ما اتأخر عنك...
رفعت نظراتها له فصفع ضعفها صدقه، تأوهت داخلها بألم.. أقرب الأقربين.... لم ترى بنظراته ذلك الفيض من العون والمزيد من الصدق..
همست دون تردد _أحمد أنا موافقة...
أخذ أحمد نفسًا عميق وقال بهدوء _والي موافقة تتجوز تعيط... اهتزت نظراتها وتشتت عقلها ليردف أحمد بإبتسامة مطمئنة
_مش عايزك توافقي تحت ضغط يا نجوى..
انتفضت معارضة _لا... أبدًا
استدارت واقفة.. توليه ظهرها وقد خافت من رفضة بعدما جاءته...
صمت طويل تبادلا فيه النظرات ليقول أحمد بحزن_فكري كويس يا نجوى...
قالت مندفعة _فكرت....
سألها بصدق _أمال بتعيطي ليه.. ؟
قالت بنبرة متألمة كسيرة :_تعبت من كل حاجه ومش عايزه أبقا لوحدي.. عايزه سند وحماية وأمان... قالتها بنبرة خفيضة متضرعة وكأنها تناجي تلك الكلمات الغاربة بفعلها عن الروح...
هتف أحمد بإبتسامة حانية :_وأنا اتمنى تلاقي كل ده فيا....
ابتسمت بسعادة ثم رفعت رأسها بشموخ تمسح الدموع العالقة بوجنتيها...
______________

دخلت من باب  عمارتها متكاسلة لكن رغم ذلك يملأها الأمل... وصلها صوته الخفيض يصيب  الرعشة بجسدها...
_نجوى...
نفس الصوت لكنه واضح عميق، استجمعت شجاعتها واستدارت قائلة وهي تعقد ذراعيها في ثبات
_نعم....
يقف أمامها متصلبًا يمسك جاكت بدلته بذراعه، ينظر لها بقوة وكأنه يريد إختراق عقلها... هتف بصلابة
_كنتِ فين.. ؟
رمقته بنظرة محتقرة وقالت _وإنت مالك...؟
قال بجفاء _كنت مستنيكي...
التوى فمها علامة السخرية وهتفت بلا مبالاة _خير في حاجه..؟
هتف وهو يتفحصها بلهفة يجيد مداراتها _بخصوص الي حصل امبارح..؟ كنت عايز اعرف عملّك حاجه... ؟
انطلقت من حنجرتها المبحوحة ضحكة عالية أثارت حنقه وغيظه، لتقول بعدها بسخرية
_إنت بتهزر..؟
هتف بصوت عالي ثائر _نجوى...؟
ضمت شفتيها بضيق.. ثم هتفت :_رامي بيه بنفسه جاي يسألني عمل فيا إيه سمير..؟
انقبضت ملامحه بضيق، فأردفت نجوى بتشفي حين رأت ضيقه
_ما تيجي أنا أسألك إنت.عملت فيا إيه..؟ وليه...؟
نطقتها بصراخ حبسته طويلًا.. ليردف رامي ببرود

_هو إنتِ مصدقه الحقيرة دي..؟

قالت بذكاء _وهيكدبوا ليه.؟ إلا لو في بينكم حاجه... صمتت تتأمله لتقول بعدها بهجوم
_أكيد حاجه قوية تخليكم تغدروا ببعض...

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن