٢٥

3.3K 134 10
                                    

الخامس والعشرون
وصل بها للشقة المقصودة انزلها وأغلق الباب... صرخت بعنف وهي تنقض عليه
_إنت جايبني فين وليه.؟
قال بنفس بروده المعهود وهو يلقي بجسده على أقرب آريكه
_عادي مراتي ووحشتني...
تقدمت ناحيته تصرخ بهياج طالبة المفتاح
_هات يا أدهم المفتاح وبلاش لعب عيال...
أمسكت ذراعه تريد المفتاح لكنه استغل الفرصة وسحبها لتقع في أحضانه... شهقت متفاجئة لكنه أبتسم وشدد من ضمها قائلًا بخبث تعرفه جيدًا
_جيتي برجليكِ...
تملصت منه بعناد ولسانها لا يتوقف عن سبه بالوقح، قرّبها منه أكثر حتى شعرت بأنفاسه الملتهبة تضرب صفحة وجهها.. ارتعشت وزاد تملصها وكأنها تقاتل شوقًا لو تركت له العنان لأخضعها مرغمة... داعب أنفها بأنفه في حميمية جعلتها ترتجف قدسية لتلك اللحظة... تنهيدات عدة أصدرها لتتوجه بعدها نظراته بحماس لشفتيها المضمومتين في خوف.. اقترب وتلمسها   بشفتيه.. وقبل أن يغرق في جنونه صرخت
_أدهم...
ذم أدهم شفتيه قائلًا
_يخرب بيت الغباوة...
نهض وابتعد عنها قائًلا وهو يقف أمام النافذة بتشفي
_وادي المفتاح يا روكا...
اندفعت النافذة تكمم شهقتها المصدومة من فعلته.. تنظر للطريق الذي اعتنق المفتاح في ذهول... نظر إليها مبتسماً يقول بضحكة باردة
_ارتحتي بقى... ممكن تسكتي... إنتِ هنا معايا أسبوع كامل..
تخصرت قائلة بإعتراض
_لا بقى ده جنان ومستحيل هوافق عليه...
عقد ذراعيه واتجه للصالة وهو يقول ببرود أغاظها
_براحتك خالص...
اتجهت ناحيته وقد خفتت نبرتها في ضعف.. وقفت تقول بتوسل
_بلاش شغل عيال يا أدهم.. طيب آسر وشغلي
تمدد مرة آخرى على الآريكة يقول بينما يتفحصها بوقاحة
_ايوه عيل وعايز مراتي... بعدين آسر مع فادية.. والشغل أنا خدتلك اجازة يا روحي...
ختم كلماته بتحريكه حاجبيه في إغاظة لها، لتنتفض قائلة
_إنت مرتب بقى... ؟
هز رأسه قائلًا بموافقة شقية تماثل شقاوة نظراته
_ايوة يا روكا يا حياتي...
جلست بعيدًا مستلمة وقد خارت قواها وضعف عنادها أمام عبثه... أهداها نظرة باسمة منتصرة وأغلق عينيه ليتركها تهدأ قليلًا...
____________
جهاده كان يظهر على ملامحه الحائرة جليًا.. تنفرج شفتاه في محاولة بائسة للحديث ثم يعود ويغلقهما في إمتناع يائس.. اخيرًا استجمع قواه وقال بشجاعة من تعافى من الألم
_آنسة نجوى عايز اتكلم معاكي فموضوع...
هتفت بإنشغال دون أن تنظر إليه
_حاضر هخلص الاستاذ ده..
عاد مكانه ينتظرها.. يتململ  في جلسته بقلق.. يرتب كلماته التي سيُلقيها... و يعيدها على مسامعه خشية أن يُخطىء في شىء..
جاءت مستعدة متحفزة لسماعه تقول بحاجبين منعقدين في إندهاش
_خير يا أستاذ أحمد..؟
حمحم يجلي صوته وهو يختطف النظرات لترقبها الهادىء ليقول مستجمعًا رباطة جأشه
_عايز اكلمك فموضوع...
قطبت قائلة بإهتمام
_اتفضل اتكلم....
نظر إليها يقول بدفعة واحدة
_أنا عايز اطلب ايدك.. اطلبها من مين..؟
ابتسامته اصطدمت بشحوبها فعبث وصُدمت هي... مسحت جبينها تقول بينما تخفض رأسها بإرتباك
_مفيش حد... وبعدين أن مش بفكر في الموضوع ده...
حدة غلبتها وهي تُلقي آخر كلماتها، ابتلعها هو وقال برزانة
_نجوى أنا مش هلاقي أفضل منك...
صرخت منفعلة وهي تستدير
_لو سمحت قولتلك مش بفكر في الموضوع ده...
نهض من مكانه واستدار ينظر إليها قائلة
_طيب ايه اسباب رفضك ليا..؟ فيا حاجه تتعيب...
تجمعت الدموع بعينيها في أسى ورثاءًا على حالها، اتقول له أنها هي المعيبة.. هي بقايا إمرأة لا تصلح سوى للتعاسة والألم...
قالت بحشرجة بكاء يسيطر عليها
_لا... رافضة بدون سبب...
قال مستنكرًا بينما هي تتهرب من نظراته
_ازاي يعني....
التقطت حقيبتها وقالت بسرعة وهي تفر هاربة من المكتبة وقد تكالب عليها الهم
_لو سمحت يا أحمد بلاش نتكلم في الموضوع ده.. انساه..
قبل أن تخطو تسمرت قدماها في الأرض نتيجة هتافه الأخير
_لو خايفة من  الماضي فأنا عارفه كله يا نجوى.... وموافق وراضي...
صرخت مجروحة كمن طعنت فجأة
_وأنا مش راضية... واعتبرني مش جايه تاني..
غادرت تركض في وجع... بينما جلس هو نادمًا على تسرعه في الكلام وعدم تمهيده للأمر...
__________
نظر إليها بنصف عين ليجدها غفت مكانها على وضعها منكمشة إلى الحائط متصلبة الجسد... أشفق عليها فنهض من مكانه جثى على ركبتيه ثم مد ذراعيه ليحملها... شعرت به فأفاقت هامسة بصوت ناعس
_ابعد عني... ابعد...
أسكنها بين أحضانه بضمة دافئة وهو يهدأها قائلًا
_اشش... اهدي...
تململ بإسترخاء بينما فمها يهمس بوهن ناعس
__سيبني بقى...  بكرهك
أخفض رأسه يهمس في أذنها بحرارة
_وأنا بحبك يا روكا.. بحبك فوق ماتتخيلي..
ذمت شفتيها ببراءة معترضة على همسه..فرفرف قلبه بالعشق وابتسم راضيًا مستمتعًا
وضعها على الفراش ببطء عدّل من ملابسها ودثرها جيدًا.. انحنى هابطًا على ركبتيه ينظر إليها في غير شبع أو اكتفاء.. مد انامله وحل عنها حجابها ملقيًا له جانبًا... أنبهار غلف نظراته وهو يسحب خصلاتها ويخلصهم من القيد.. ربااه ما ذلك الجمال.. ؟
قرّبهم من أنفه يتشممهم في ذوبان وشغف يطلق آهات مستمتعة... وضعهم جانبًا... و استقام ذاهبًا للمطبخ يصنع كوبًا من الشاي ....
نهضت بجسد متثاقل يشد عليه الضعف.. تبينت ما حولها بعيون ناعسة بلمحة خاطفة أدركت سبب وجودها في تلك الشقة القديمة الطراز... تنهدت بقلة حيلة ثم سكنت مفكرة في الأمر وفي جنونه... تلمست شفتيها بحنين غلبها وابتسامة شقية تجاهد لتقفز ... ركلت ما بها ونهضت عازمة على فك الحصار.. لمحت بعينيها هاتفه فابتسمت بإنتصار واتجهت ناحيته تتصل بفادية.... حين وصلها الصوت قالت
_ايوة يا ماما أنا.... لم تكتمل جملتها، سحب أدهم منها الهاتف وفتح السبيكر قائلًا يإستفزاز
_ايوة يا دكتورة فادية رقية معايا.. كاد يغلق الهاتف لكنه تراجع قائلًا وهو ينظر لرقية بنظرة مغيظة مستفزة
_اه وهتقعد معايا أسبوع... بلغي حسام إنها واخده أجازة وممكن علطول.. قالها وهو يغمز رقية بوقاحة... اندفعت رقية بشراسة تحاول اختطاف الهاتف لكنه رفعه وعاد يكمل
_خلي بالك من آسر...
أغلق الهاتف ورفعه للأعلى،دبدبت رقية معترضة
_ايه الي قولته ده..؟ ومين قالك هفضل معاك...
وضع الهاتف في جيب بنطاله القصير وقال برتابة وهو يخرج من الحجرة
_مش قرارك... إنتِ هنا معايا.. مع حبيبك يا روكا..
قالها وهو يستدير ناظرًا لملامحها النافرة... تمتد انامله لتداعب ذقنها المرفوعة في إباء.... دفعت كفه قائلة بسخط
_حبيب مين...؟
هز رأسه يقول بنبرة شقية
_حبيبك يا روكا....
قالت صارخة بضيق
_مش بحب حد...
اقترب من وجهها يقول بنبرة هادئة
_عيني فعينك يا روكا كده....
دفعته واشاحت في ضيق، فابتعد عنها وجلس بعيدًا يأمرها ببرود
_أنا جعان يا روكا جهزيلي أكل...
نظرت له من علو... اهدته نظرة محتقرة شملته من رأسه إلى قدميه ثم غادرت للحجرة..
رنين هاتفه جذب انتباهها في جلستها المستكينة، نهضت بخفة ترنو بمسامعها ليصلها الحديث كالتالي
_ياسين... ؟ازاي... ؟
لمح أطراف خصلاتها الطويلة تتراقص عبر فتحة الباب فاستدار كاتمًا ابتسامته في أعماقه يقول بنبرة مستفزة
_لا أنا خاطف مراتي.... وبقضي معاها شهر عسل جديد... طيب سلام...
وصلته دفعة الباب القوية فانطلقت ضحكاته تشق السكون في إستمتاع لذيذ...
_______________________
شخصت عيناها في القميص الموضوع أمامها والذي يخص زوجها محمد... ما تراه الآن ماهو إلا أحمر شفاه رخيص انطبع بقوة على أحد جانبيه... تلوت في حسرة وهي تتفحص باقيه، لتجد خصلات صفراء تلتصق بحميمية، تفوق تلك اللحظة التي عاشها وصنعتها لها مخيلتها المشحونة بالعواصف .. لم تكن المره الأولى التي تراها ودائما ما كان المبرر هو خطأ العاملة الفلبينيه في عمله نتيجة الاصطدام بها... هي تصدق لانها لا تجد حلًا غير التصدق حتى لا يأكلها الوهم وتدفعها الظنون.... لكن الشك تلك المرة يتأرجع أمام عينيها، يصنع الوحش داخلها فلا تستطيع السيطرة عليه... دفعت القميص عنها بخلاص تريده.... دفنت وجهها بين راحتيها في كسرة... وراحت تتنفس في بكاء عالي ملأ أذنها صخبًا....
مسحت وجهها وانكبت في عملها والذبول يحفر أخاديده الواسعة على ملامحها الفتية.
_________________
سحبها عمها خلفه كما تُسحب البهائم لا خيّرها ولا أخذ رأيها. وهل لمن مثلها رأي...؟ عليها أن تقبل راضية بما يجود به الزمان عليها....
نظرت عبر النافذة، يمر شريط حياتها أمامها كما يمر القطار... فتشت في ذاكرتها المظلمة عن يوم حظت فيه بالسعادة لكنها لم تجد إلا الشقاء متربعًا....
تنهدت مستسلمة حتى لحديث عمها الذي لا تنتبه له ولا تفقه معناه وكأنه يتحدث بلغة غريبة لا تجيدها... كلمة واحدة تبينتها وهي إنهما اخيرًا وصلا.وغُرست في وحلهم للأبد دون رجعة وفرار..
عليها أن تتقبل وجعها المنتظر بكل صبر كما تعودت..؟ ابتسمت ساخرة فهي لاتعرف إلا الصبر ولا تجيد غيره...
وقف القطار وسحبها عمها خلفها.. ودت لو بكت، صرخت لكن لا فائدة.... أول ما تنفست كانت أنفاسه الدافئة وعبيرها الشذي.. سمعت همسه الملهوف لها
_نيرمين حمدالله على السلامة..
بسرعة أخفضت رأسها في إنكسار، ردت تحيته بهزة رأس...
بإقتضاب حياّه فضل ولامه على وجوده... لكنه كان مشغولًا بالنظر لها ملهوفًا عليها في غير راحة... يحتويها بنظراته التي لا تخلو من تفحص مهتم... أوجعه جفاف روحها البادي على ملامحها الذابلة، انطفأت ابتسامته ليحل محلها إشفاق وحزن... مشى بجانبها يختلس لها النظرات لكنها قررت ألا تجتمع عيناهما مجددًا لا تريد ذلك بل ستموت وجعًا إن فعلت... تخشى العواقب فحينها لن تحرم قلبها من ضمه.
وصلوا بسرعة لم تتخيلها ربما بسبب إنشغالها به.... اندفعت مغيبة تقبّل كف عمها وتحتضن زوجته التي تطلق كلمات مواسية كثيرة لم تشعر بها... اجلسوها واختار هو الجلوس قربها ليتثنى له رؤيتها بإهتمام.. اغلقت عينيها واستلمت لهدير أنفاسه... ثواني وكانت  كفها ترتعش من ضمة مفاجئة جاءتها من كفه الخشنة القوية... ضمها بقوة ضاغطًا على أناملها وكأنه يوصل رسالة محتواها يفيض من نظراته التي تعلقت بإنتظار لنظراتها... ضمت شفتيها تحاول إلا تستسلم... لكنها فعلت وواجهت نظراته...
ابتسم لها بمحبة صادقة وبادلها شوقًا ولهفة... تجمعت الدموع في عينيها فهز رأسه علامة ألا تفعلها... و اتبعها بإشارة تحذيرية تعرفها جيدًا... ابتسمت بضعف فهمس برقة
_حمدالله على السلامة....
قطع إجابتها... هتاف عمها فضل الممتعض
_نيرمين....
حف نبرته التحذير، فأخفضت رأسها ساحبة كفها الباردة ونهضت منتفضة متذكرة ما عناه فضل عبر تحذيره..
قال فضل بخشونة
_يلا يا بتي....
سأله بإهتمام ونظراته تهرب إليها
_على فين...؟
أجاب فضل بينما يسحبها خلفه
_على البيت القديم....
لم ينتظر رد رحيم أو حديثه التالي وانطلق بها حيث المنزل البسيط المنزوي...
______________________________
لمحها عبر كاميراته تواصل العمل جاهدة متعبة... مما زاده رضا وإنتشاء.. تمطأ بكسل في جلسته وملامح الإسترخاء تزحف على وجهه... رغم سخطه عليها لكنه لم يمنع نفسه من التفكير فيها والتغيير الذي يلمسه بها.. بدءًا من ملابسها الفضفاضة الواسعة حتى نور وجهها..... انتبه للشاشة الموضوعة لتتسع عيناه دهشة مما يرى.. نجوى تتراشق بالكلمات مع أحد موظفي الأرشيف.. رفع هاتفه على أذنه وقال بكلمات مقتضبة
_ايه بيحصل عندك....؟
وفي الناحية الأخرى كانت نجوى تهتف بغضب
_مش محترم قليل ذوق.
أهداها الموظف نظرة نارية وبعدها قال بثقة
_إنتِ بتستهبلي... دا إنتِ قاصدة بقى
لم يكن من نجوى أمام بروده إلا أن صفعته بغتتة على خده بشراسة أثارت دهشة واستنكار الموجودين..
اندفع الموظف بغضب يحاول رد الإهانة لكن صوت الأخر الهادر جمد الدماء في عروق الجميع... ركضت الانظار ناحيته في خوف...
_في إيه... ؟
دائما ما كان يقطن في برجه العاجي بعيدًا..، القليل من موظفيه من يعرفونه في تلك الشركة العملاقة كثيرة الموظفين...
رفعت نظراتها الممتعضة ناحية ذلك الشخص المُهيب.. طافت نظراتها على ملامحه الصلبة بتأني... جسد ممشوق وقوام رياضي شعر طويل يعقده خلف رأسه...نظارة سوداء تخفي وجهه خلفها... انه كثير الشبه بأحدٍ تعرفه، هزت رأسها بيأس فعائلتها لا تحتوى تلك الأمثال...
هتف وعيونه مسلطة على نجوى
_كل واحد على مكتبه..... ثم وجّه حديثه لمدير الشئون القانونيه
_شوف سبب المشكلة... وبلغني.
استدار رامي عائدًا لمكتبه تاركًا خلفه همهمات فزعة... نظر المدير لكلًا من نجوى والموظف قائلًا بحسم
_يلا على مكتبي...
انصاعا خلفه في امتثالِ وخنوع.....
بعد مرور وقت طويل عادت منهكة للمنزل تمسح جبينها بإرهاق وهي تتكأ على حافة السُلم... التقت عيناها بباب حجرة رامي.. تنهدت بأسى للذكرى اللامعة في عقلها.... كم تشتاقه وتشتاق ربتاته الحانية إنها في أمس الحاجه للحديث معه بروحها وقلبها لا عقلها.. بحاجة للإفصاح عن مكونات قلبها دون مواربة... شفع له قلبها هروبه وتركها... الم يحن للعودة بعد..؟ إين ذهب وإين القت به تيارات الحياة العاصفة... نظرة متحسرة أرسلتها للحجرة وبعدها صعدت للأعلى...
________________________
وقفت فطيمة تخفض رأسها في إنكسار يتقدمها بدر قائًلا
_حمدالله على سلامتك يا ياسين
أصدر ياسين تأوه متعب قبل أن يقول بجمود
_الله يسلمك يا بدر باشا..
جذب بدر فطيمه من رسغها حتى أمثلها أمام ياسين في مغزى اتفقا عليه مسبقًا... رفعت فطيمة نظراتها في سرعة خاطفة تلمح بها ياسين ثم انكست رأسها تقول وشفتيها تتحركان في مشقة
_حمدالله على سلامتك يا ياسين....
نظر ياسين لذراعه المصاب ثم قال بخفوت باهت
_الله يسلمك....
نظرت حولها بضياع استجمع شجاعتها ثم قالت بإختصار
_إنت كويس
أجاب بإقتضاب  وهو يشيح برأسه
_الحمدلله...
تنحنح بدر مجليًا صوته وتقدم قائلًا بشكر
_متشكر يا ياسين على الي عملته.
نظر إليه ياسين قائلًا بتواضع
_من بعد فضلك يا بدر باشا.... بعدين اي حد مكاني كان هيعمل كده..
سحب بدر اخته التي تعلقت عيونها بياسين في نظرة أخيرة.. وغادرت بعدها... معه...
جلس سيف بجانب ياسين قائلًا بمكر
_قولتلي بقى إنك فديتها.
ارتبك ياسين وقال متخبطًا في خجله
_لا عادي يعني...
هز سيف رأسه بينما يرسل بعينيه غمزة
_فعلا عادي...
لم يكد ياسين يبتلع ريقه متوجسًا حتى اندفعت هنا تقول
_الله عليك يا ياسين يا حامي حمى الديار...
نظر ياسين بإرتباك  لسيف المبتسم.. فتابعت هنا بتنمر
_ايه ده يا سونه من ورايا...
هتف ياسين متشتتًا يخفي خجله :_في ايه ورا ايه وقدام ايه...؟
غمزت هنا قائلة :_بس البت حلوة صراحة...
دفع ياسين سيف قائلًا بجدية :امشي يا سيف إنت ومراتك... انا مش ناقصكم..
عاتبته هنا بذمة شفاه معترضة :-ماشي يا ياسين ...
ظلت الابتسامة تموج على شفتي سيف مما دفع ياسين ليهتف بغيظ :وإنت بتضحك ليه..؟
اقترب سيف منه وربت على كتفه قائلًا :لا عادي.....
صرخ بهم ياسين بحنق :اطلعوا بره...
خرجا متصدرين ضحك مُغيظ لياسين وتركاه يزفر بحنق...
____________________________________
تركت أمل أحضان فتاتيها ونهضت على صوت جرس الباب.. الصافع لأذنها بقوة.. تمطأت في كسل وارتدت ملابسها وخرجت... نظرت لم تجد أحد لكن قبل أن تغلق اصطدمت قدمها بصندوق صغير ملفوف بعنايه.. انحنت تلتقطه بين كفيها بحِيرة فمن الذي أتى به... ؟أخذته واغلقت الباب جلست تفكه بتوجس ملأ عقلها... عبست بشك حين وجدت فلاشه صغيرة وبعض الصور وورقة مطوية بعناية...
شهقت بإرتياع وهي تتفحص الصور.... زمجرت بشراسة من تلك المفاجئة ووقاحة المرسل والذي لم يكن إلا المتحرش....
اكتفت برؤيتها للصور فبالطبع الفلاشة بها الفيديو الأصلي....
فتحت الورقة وقرأت المكتوب فيها بإهتمام
_القزاز الي كسرتيه ده تمنه غالي.... ممكن بالفيديو أبلغ عنك إنك اعتديتي على مكتبي وهاجمتيتي... وابعتك أبو زعبل يمكن تتأدبي... وطبعا الدليل معايا...
ابعدت عينيها تزمجر بشراسة، تتخيل ملامحه المغيظة وهو يخبرها كلماته بسماجة.....
عادت تقرأ مرة أخرى
_بس أنا عايز تمن الحاجه الي كسرتيها بس....ده رقم تليفوني لما تقرري بلغيني...
كرمشت الورقة بغضب تسبه وتلعنه.. تقذفه بأفظع الألفاظ والشتائم تتوعده بفتح رأسه ما إن تراه..
____________________

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن