٥٤

3.5K 133 12
                                    

الرابع والخمسون

تهللت اساريرها ما إن وجدت فادية جالسة تنتظرها، اقتربت منها تحتضنها هامسة بدلال_ماما حبيبتي..
ضمتها فادية قائلة بحب _وحشتيني يا روكا..
زمت رقية شفتيه معتذرة وهي تجلس بجانب فادية ممسكة بكفها_معلش يا ماما عارفه إني مقصرة معاكي..
ربتت فادية على كفها بحنان بينما دعمها يصل لرقية عبر نظراتها _معلش يا حبيبتي المهم أخبار أدهم إيه.؟
تنفست رقية بعمق وسعادتها تنبثق من نظراتها الهائمة _الحمدلله بقا أحسن وقريب جدًا هيطلع لأوضة عادية
ابتسمت فادية مُبتهلة _الحمدلله ربنا يتم شفاه على خير.
رفعت فادية أحدى الروايات وعيونها المصوّبة ناحية الرواية تلمع بفخر _بجد أبوه ده كان راجل عبقري سابق زمنه..
ابتسمت رقية من إطراء فادية على رواية عمها والتي طبعتها مؤخرًا، هتفت رقية بفخر _هو فعلا كده يا ماما..
هزت فادية رأسها غير مصدقة _معقول ده والد أدهم..؟
بتحيّز شديد وتقدير قالت رقية  _أدهم ميفرقش عنه بس الظروف وحاجات كتير غلط.
ربتت فادية على ساق رقية داعمة _همتك بقا عايزين نشوف منه ده..
تنهدت رقية هامسة بتضرع _يارب يا ماما...ثم تابعت بحماس مُتخيلة ما سوف يفعله أدهم حين يقوم _بجد متأكدة هيكمل الرواية الناقصة زي ما كان والده هيعمل...
شاركتها فادية الحماس ولهفة الترقب _بجد ياروكا هتبقى رواية عظيمة جدًا ولو كملّت.
جالت عينا رقية في الشقة ثم التفتت متسائلة _فين آسر..؟
ليأتيها صوته الطفولي مُجيبًا _أنا هنا...
خرج آسر من مكمنه مُلبيًا وعيناه تنشغل برؤية فيلم كرتوني على التاب.. _أنا هنا...
وزّعت على وجهه عدة قُبلات وهي تقول بضيق من انشغاله _مش نسيب التاب ده بقا..؟
هز رأسه دون أن يتكلف عناء رفع نظراته _لا..
سحبته منه قائلة بتهديد _طيب هات بقا...
عقد ساعديه قائلًا بتحدي وهو يرفع حاجبيه مستنكرًا _وايه يعني خديه.. نظرت إليه رقية نظرة طويلة ثم ابتسمت هامسة بسعادة _هو أدهم...
خبأت التاب خلفها قائلة بعتاب _مش هتروح تشوف بابا..؟
استدار يُعطيها ظهره وهو يقول بخوف _لا
أدارته ناحيتها معاتبة بحنان _ليه يا آسر..؟
فك ذراعيه يشرح لها بخوف وهو يُشير لذراعيه _في حقن كتير فأيده وبطنه كمان.. وأنا بخاف
ضمته رقية إليها قائلة بحزن _خلاص يا حبيبي معدش في حقن ولا اي حاجه
هلل الطفل سعيدًا وهو يبتعد عن أحضانها _خلاص
أومأت بسعادة حقيقية وهي تنظر لطفلها الشبيه بوالده _ايوة خلاص..
رنين جرس الباب جعلها تتركه وتقف تستقبل الزائر والذي لم يكن سوى حسام..ارتبكت للحظة وتوترت لكن ابتسامته الحانية المُشجعة كما العادة جعلتها تلتقط أنفاسها براحة وتستقبله بنفس الابتسامة
_اتفضل يا حسام...
سلّم على فادية بمودة شدية قبل أن تنسحب تاركةً لهما حرية الحديث،
هتف حسام بنفس الإبتسامة الهادئة _أنا جيت اسلّم عليكي قبل سفري..
انتبهت قائلة بعتاب _سفر ليه..؟
ارتسمت الخيبة على ملامحه وهو يقول بآسى_خلاص بقا همسك فرع جديد بره وإنتِ وأدهم هتمسكوا الي هنا..
التقطت المعنى المبطن لكلماته والسبب في سفره، تنهدت هامسة بأسف _أنا آسفه يا حسام بجد.. قصتي أنا وأدهم كانت انتهت.. مكنتش حابه حد يعرف بيها
قاطعها حسام هامسًا بتعقل رغم الآلم الناشب بصدره _
حكاية انتهت وغيرها هيبتدي بس بجذور قوية المره دي.. ربنا يوفقكم،
ضمت شفتيها متأثرة لتقول بحزن _مش عارفه أقول إيه..؟
نهض قائلًا برحابة صدر وابتسامة قلّ ما يتخلى عنها _قوليلي ربنا يوفقك.. وإننا هنفضل أصحاب دايمًا،
مال ناحيتها قائلًا بمشاكسة تخفف من التوتر _قولي إني وقت ما احتاج صديقتي وتلميذتي هلاقيها.
مدت كفها مبادرةً بالسلام وابتسامة رضا تشق شفتيه مُعلنة عن قبول تلك الصداقة _ربنا يوفقك يا حسام، حقيقي عمري ما هنسالك الي عملته ده.
احتوى كفها بين أنامله هامسًا بنبرة ونظرات مُودعة _مع السلامة يا رقية...
سحب كفه مُلملمًا مشاعره المبعثرة وانسحب، أكبر صدمة له كانت معرفته بعلاقة أدهم ورقية، طعنة نافذة لقلبة الذي لم يعشق أو يرغب بغيرها... لذا اختار السفر والهروب بعيدًا بعذابه وعشقه.
_________________________
داخل المستشفى كان ياسين يصرخ فرحًا - أبو الأداهيم...
قالها مُندفعًا ناحيته يحتضنه بقوة أوجعت أدهم، جعلت سيف يسحبه معاتبًا _اهدى يابني... بلاش الضمير ده.
قال ياسين بإنبهار وهو يُطالع أدهم بفخر _يا بني أدهم بقا ترند مختيل إنت... دا مات ورجع تاني.
ضحك أدهم من تعليقات ياسين، ليلتفت إليه ياسين قائلًا _اضحك اضحك.. اربع شهور مشحططنا وراك،
اندفع يجلس بجانبه معاتبًا _مكنتش عارف تتفادى الرصاص زي شاروخان كده..
سأله أدهم بصوت خافت -_هندي....
مصم ياسين قائلًا بحسرة _فطيمة ياعم مشغلاه ٢٤ ساعه... بقيت حاسس هتكلم هندي..
نهض ياسين مرة واحدة فتألم من ظهره _آه
غمزه أدهم قائلًا بجرأة ا_وضهرك واجعك من ايه بقا ياعم ياسين... ؟
نظر ياسين لكل من سيف وأدهم هاتفًا ببؤس _اقسم بالله من نومة الأرض...
ضحكا عليه ليتابع هو متصنعًا البكاء _أنا متبهدل يا اخونا والله، أنا بنام عالأرض وبيني وبينها ملاية.. أنتوا متخيلين، يعني اصون نفسي للي تستاهلني وبعدين يحصلي كده.
ضحك سيف بقوة من سحرية ياسين، اقترب منه رابتًا على كتفه بدعم ساخر _معلش يا ابني... معلش
أشار إليها قائلًا بغيظ _أنتوا لازم تشوفولي حل أنا بضيع يا وديع.
تخللت ضحكة أدهم بضع سُعلات حادة جعلت ياسين يركض ناحيته يضع كفه على صدره قائلًا بتوسل
_أبوس أيدك اثبت لغاية ما تيجي رقية، ممكن تيجي تشرّحنا ..
دي بقت زي هركليز..والله.. مش عارف في إيه.. ؟البونبوناية قلبت  خالتي ام عبير..
جائه هتافها المعترض _حاسه إن اسمي في الموضوع...
نظر الجميع لرقية الواقفة خلفهم تتكأ على إيطار الباب عاقدة ذراعية، بينما عيناها تركضان في شوقٍ خاص لذلك النائم مكانه، تبادلا النظرات العاشقة لدقائق، قطعها ياسين بمرحة
_أم عبير...
ليعدّل من كلماته قائلًا _روكا....
تفادته وكل ما يشغلها حبيبها، خطفها عن العالم، حبسها داخل عينيه التي تجري عليها بلهفة... أقتربت منه وانحنت تطبع قُبلة طويلة على مقدمة رأسه وانفاسها تشع سحرً خاص يحيطه
_نورت الدنيا...
هتف ياسين مستاءًا _مش ماشي على فكرة... وأجّلوا النحنة دي بعدين... و متنسيش إن أنا الي بلغتك..
استدارت تسأله بمرح _طيب وعايز إيه..؟
جلس ياسين واضعًا ساق فوق أخرى يقول بجدية مصطنعة _تساهمي في الجوازه النحس دي...
أدّعت التفكير ثم قالت مُرحبة بالفكرة _موافقة جدًا بس بأيه..؟ نهض ياسين يقول بتفكير _مش هقولك أباجورة ولا ميكرويف لا حاجه تانيه خالص.. بس لازم على انفراد.. ختم كلماته بنظرة متفقدة  لأدهم الذي سارع على الفور مُهددًا _ياسين... اتلم..
زفر ياسين بإحباط قائلًا _خلاص اباجوره أباجورة وأمري لله..
هتف أدهم مراضيًا له بغمزة _اصبر بس اقوم وهظبطلك الدنيا.
صفّر ياسين مُهللًا بمرح _ايوة كده يا أبو الاداهيم... ايامك هترجع
لتؤكد رقية بضحكة منتشية _طالما قالك هيظبطك يبقا اطمن...
صرخ ياسين سعيدًا _خلاص أنا كده اطمنت..
أقترب من سيف مُعاتبًا _شوفت بقا...
ضحك أدهم قائلًا بسعادة _خليك معايا أنا سيف راجل طيب وحنين وأنت عايز الي زيي...
أشار ياسين ناحيته صارخًا _ايوة صح... هو ده...
فرك ياسين كفيه ببعضها هامسًا بتوعد _ماشي يا فطيمة هتجوز يعني هتجوز...
بعد مغادرة الجميع همس بحب وهو ينظر لنحول جسدها وإنطفائها الواضح _روكا..
لبّت ندائه بلهفة _نعم يا حبيبي..
افسح لها بجانبه هامسًا بشوق _تعالي جنبي...
تمددت متدثرة معه تهمس بطاعة _حاضر جيت اهو...
نظرت لعينيه هامسة بهيام _وحشتني كتير..
ابتسم هامسًا وهو يريح رأسه للخلف بينما عيناه تحتضناها
_وإنتِ كمان..
أراح رأسه المُتعب على صدرها هامسًا بإرهاق _غبت كتير..
لفّت ذراعيها حوله هامسة بينما أناملها تداعب خصلاته بحنان_المهم إنك رجعت... هتبقى أحسن وأقوى.
طُرقات على الباب جعلتها تبتعد عنه، تنهض من مكانها متحركة.. طلت من خلفه أخرى جعلت ملامحها تقتضب بغيرة
_ممكن أدخل
أذنت لها رقية بغيظ، ثم عادت لأدهم تُعلن ملكيتها له، ابتسم أدهم لمرأها وبادرها بسلامٍ خافت _ازيك يا ناني...
عقدت رقية ساعديها أمام صدرها متذمرة، لتتقدم ناني متجاهلة رقية تهتف بسعادة _حمدالله على سلامتك يا أدهم..
بادرت رقية بالرد وغيرتها تنضح من مقلتيها_الله يسلمك... يا ناني.
تبادلت ناني النظرات مع أدهم لتقول بإبتسامة _شكلك مقولتلهاش..
هز رأسه كعلامة الرفض، لتتقدم منها ناني قائلة
_أنا عارفة إنك متضايقة مني.. بس بجد أنا بعتبر أدهم صديق..
تمتمت رقية بذهول ونظراتها تتنقل تلقائياً لأدهم، أمسكتها ناني من ذراعيها قائلة _متزعليش بقا مني... انا وأدهم فسخنا الخطوبة من تاني يوم أصلًا..
استنكرت رقية وهي تنقّل النظرات بينهما _نعم.. ازاي.. ؟
زفرت ناني قائلة بأحباط _أنا وأدهم عملنا الخطوبة كده وكده يعني علشان حاجه كده.
رغم كل ما عرفته لكنها تسائلت بفضول قاتل وغيّرة حارقة _حاجه إيه...؟
بدأ التردد واضحًا على ملامح ناني، لتقول بعدها مستسلمة
_علشان ابن عمي العزيز يحس..
قالتها بنبرة درامية جعلت رقية تفغر فمها مذهولة، تردد بعدم تصديق _حسام..
جلست ناني تقول بيأس شديد _غُلبت إنه يحس، كلمت أدهم واتفقنا، صمت قليلًا تنظر لهما لتتابع بعدها _كمان عملتنا يوم الحفلة سهلت الموضوع واتخطبنا من غير أسئلة كتير ..
رفعت رقية نظراتها في توعد، لتتوسلها ناني بطيبة _معلش يا روكا متزعليش مني أنا بحبك والله...
غمغمت رقية بغير رضا _ماشي...
بعفوية اندفعت ناني تتوسلها النصيحة _ما تقوليلي بقا اعمل إيه.؟ دا مش بيحس خالص... وانا قربت اتجنن خلاص.. عيزاه يحبني زي ما أدهم كده بيحبك...
نظرت رقية لأدهم دقائق من الصمت لينفجرا بعدها ضاحكين،..
نظرت إليها ناني قائلة ببؤسٍ _في إيه..؟
هتفت رقية من بين ضحكاتها _لا ده مشروع كده هنبدأه أنا وأدهم...
اقتربت منها رقية تقول بإشفاق _بس حسام سافر..
تهدل الحزن من عيني الآخرى مؤكدة بحزن _عارفه...
أقترح عليها أدهم إشفاقًا عليها _سافري وراه..
أجابت بقهر وصُبغ بعزيمتها _لا.. هفضل هنا.. أنا تعبت من الجري وراه...
شددت من احتضان حقيبتها وتابعت بحزن _هفضل هنا معاكم...
شغلوّني معاكم بقا.. وأوعدكم التزم... بس موعدكمش ابطل شات في الشغل ونوم..
ضحكا كل من رقية وأدهم، تمد ناني يدها قائلة بحماس _Deal.
مدت رقية كفها قائلة بنفس الحماس _ديل...
صفقت ناني بمرح، وانسحبت شاكرة _شكرًا ليكم جدًا همشي بقا واسيبكم براحتكم..
اغلقت رقية خلفها وعادت لتجلس مكانها قائلة _إحنا نعمل سنتر كبير لدروس التقوية، بعد ما اتشهرنا كده...
تابع أدهم بعطف _ناني مخها طاقق ومجنونة.، لو تعّقل شوية هتظبط الدنيا.. حسام عاطفي جدًا وحساس.
همست مؤكدة _عارفه..
نظر إليها قائلًا بضيق _أممم.. طيب..
وضعت رأسها على رأسه هامسة بإبتسامة جذابة _احنا بينا حساب طويل يا أبو الاداهيم فأجل أي حاجه.
فرك أنفه قائلًا بتفكير _هحاول..
اعترضت هامسة بغمزة ماكرة _لازم يتأجل علشان أعرف أخد حقي كويس...
بجدية كاذبة همس أدهم _مش مرتاحلك..معقول اتغيرتي.. للدرجة دي... ابعدها يقيّمها بنظرة خبيثة وعاد يهمس_مش مرتاح إنتِ قالبة على ام عبير كده ليه؟
هتفت منفعلة بغيظ _على فكرة إنت قليل الأدب ودماغك دي فيها....
سألها بنصف ضحكة _فيها إيه..؟
اندفعت تقول بغيظ _قلة أدب..
تعالت ضحكاته المُلبدة بالسعال، لينتهى هامسًا _عيب يبقى باب النجار مخلّع.. ندي دروس تقوية واحنا ساقطين في المنهج..
ضحكت قائلة بسعادة وهي تهز رأسها بأسف _مبروك على ياسين الإنحراف.
ضمت رأسه لصدرها هامسة بعشق _وحشتني كتير يا أدهم.. كل حاجه فيك وحشتني.. ضحكتك كلامك حتى وقاحتك دي..
ضمها بذراعه السليمة يقول بنبرة دافئة _بحبك..
دخل الطبيب ليطمئن عليه قائلًا : البطل عامل إيه انهردا.
همس أدهم برضا :الحمدلله يادكتور بس دراعي اليمين
بضحكة مطمئنة هتف الطبيب: مش لسه حامد ربنا، يبقى أحمده على دي كمان، اقترب الطبيب يربت على كتفه قائلًا : يا ابني إنت كنت بتموت وفقدنا الأمل مليون مرة إنك  توصل للحظة دي
ابتعد الطبيب عنه مُتجهًا ناحية الباب يبزر الأمل في قلبه : هتاخد وقتها مع العلاج هتتحسن.
زفر أدهم بإحباط ويأس، لتقترب من رقية وتضمه هامسة بأمل كبير : متقلقش يا حبيبي كله هيبقى تمام المهم إنك معانا.
صمت مُتقبلًا دفء وحنان حضانه يجاهد به حزنه ويأسه، أما هي فصمتت متأثرة منذ أن يده قد نالها ما نال وهي حزينة خائفة من رد فعله، لو كانت يده اليسار لما حزنت لكنها اليمنى الحالة للقلم والمحتضنة لروحه
________________
حملا الآيس كريم وخرجا، هتف ياسين وهو ينظر حول
_بقولك ما تيجي نلف فمحلات الموبيليا، يمكن نلاقي حاجه كويسة للشقة
هزت رأسها قائلة برضا وهي تحمل حقيبتها خلف ظهرها
_قشطة، يلا بينا
وبعد مرور مدة كبيرة من البحث، عاد للبيت منهكين، دخلت فطيمة الشقة بينما وقف ياسين يُجري اتصالًا بهمس
_خلاص ياعم هي اختارت الحاجات الي عجبتها، بعتلك الموقع الخاص بالمحلات
هتف بدر برضا _تمام يا ياسين اعتبرهم جاهزين..
هتف ياسين بغيظ يود البكاء على حاله _أنا زهقت بقا وعايز اتجوز
صرخ به بدر حانقًا _يا بني فضحتنا خلاص.. قولتلك هتصرف..
زفر ياسين هامسًا بصبر هو ابعد ما يكون عنه _حاضر أما أشوف..
_________________
وفي الصباح وقفت جهاد أمامها تهمس بعتاب حاني _مش هتقوليلي ادخل يا فطيمة ولا إيه..؟
أخفضت فطيمة بصرها أرضًا بينما لسانها ينطق بخفوت _اتفضلي يا جهاد..
ما إن دخلت جهاد حتى أقبلت عليها تضمها إليها بشوق، تمطر عليها من غيمات اشتياقها _وحشتيني يا قاسية.
همست فطيمة بما لم يُسمع وذراعيها يخوناها ويحيطان جهاد بإشتياق _وإنتِ كمان..
جلستا على الآريكة صامتتين، فطيمة تخفض رأسها بخجل وجهاد تتفرسها بلهفة وشوق.. مدت جهاد أناملها لذقن فطيمة ورفعت وجهها تطالعها مُعاتبة _بقا يا قاسية أربع شهور نتصل، نيجي مفيش...
أشاحت فطيمة متلقية لوم وعتاب جهاد بصمت، لكن جهاد لم تتوانى عن توبيخها _هان عليكي بدر يا فطيمة...؟
غمغمت بكِبرٍ _ما أنا هونت...
قاطعتها جهاد بغضب _بصيلي أمتى هونتي.. دا يا عيني كل اسبوع يكلمك مترضيش تردي... حرام عليكي بجد.. دا تعبان جدًا والله...
هبطت دمعة ساخنة مع عيني فطيمة فسارعت بمسحها هامسة بشوق _هو وحشني قوي...
لانت ملامح جهاد، ضمتها إليها هامسة _طيب خلاص بقا تعالي معايا..
ارتعش جسدها برفض لم تنطقه مما جعل جهاد تهمس أمام أذنها بسر خطير دافىء_جايه أقولك على حاجه مهمة جدًا...
رفعت لها فطيمة نظراتها المهتزة تسأل بترقب _خير..
أراحت جهاد كفها على بطنها هامسة بعينين تلمعان سعادة _هتبقي عمة قريب...
فغرت فطيمة فمها بذهول من تلك المفاجئة غير المتوقعة، نظرت لجهاد تطلب تأكيد لما سمعته فهزت جهاد رأسها بإبتسامة _ايوة أنا حامل... حبيت إنك أول واحدة تعرفي... حتى قبل بدر..
غمغمت فطيمة غير مستوعبة _بجد..
أكدت جهاد بسعادة شديدة _ايوة.... توسلتها جهاد وهي تضم كفها _علشان خاطري يا فطيمة تعالي معايا فرّحي بدر.. من زمان مفرحش...
ظلت فطيمة مشدوهة بما تسمع تتخيل فرحة بدر بذاك الخبر، لقد حقق الله له أمنيته... وهي ستصبح عمة صغيرة لابن أخيها الذي تمنته دومًا...
أخرجت جهاد من حقيبتها عُلبة حلوى صغيرة فتحتها هامسة بعتاب  وهي تطعمها بعض الحلوى التي تُحبها_ابعتلك الأكل والحلويات يا قاسية ولا تعتبريني مرة بكلمة أو حتى شكرًا...على العموم دي حلويات ابن اخوكي..
تلقتها فطيمة بشفتيها نهمةً سعيدة بالخبر الذي تُطعم لأجله الحلوى..
خرج ياسين هاتفًا من الحجرة شاعرًا بالخداع وقد وجدها فرصة لتغادر فطيمة_ازيك يا أستاذة ومبروك.... ثم التفت لفطيمة يسألها _بقا كل الأكل والحلويات دي من مرات أخوكي.. ومحسساني إنك بتعملي وأنا بأكل زي الأهبل.
وقفت فطيمة أمامه كالمذنبة تتمتم بكلمات متفرقة _اصل.. أنا.. الأكل.. هدأته جهاد وهي تغمزه من خلفها أن يهدأ
_لا إنت سمعت غلط
أشار إليها مؤكدًا _لا كان قلبي حاسس والله.... إنها بتخدعني...
اقترب يعاتبها مُتصنعًا التأثر _عليكِ اللحمة... حمحم متداركًا ذلته.. يلوًح مُتخليًا _روحي يا فطيمة معاها قلبي وربي غضبانين عليكي...
أقترب تحاول إفهامه، لكنه نفض كفها غاضبًا _متلمسنيش.. إنتِ كنتِ بتخدعيني يا طمطم وأنا وثقت فيكِ وصدقتك
صدع صوتها قويًا غاضبًا من تلك الدراما _ما تعقل بقا وأفهم... أنا أصلًا كنت بخبي الحاجات واكلها لوحدي...
انتفض ياسين صارخًا بحسرة _كمان..!
وقبل أن يبدأ في دراما أخرى تأبطت ذراع جهاد قائلة _مع نفسك بقا أنا رايحه لاخويا...
هللت جهاد بسعادة مُرحبة بذلك الاقتراح _يلا بينا...
وما إن خرجتا حتى رفع الهاتف مُجريًا إتصال، ومع اول هتاف للمتلقي هتف هو بنظرات تشفي
_اختك عندك.. مترجعهاليش إلا عروسة... بشنطة هدوم عرسان مش لعيبة كورة...
جائه الصوت بدر الرحيم مرفقًا بضحكة
_حاضر ياعم... ليصفعه بخيبة أخرى
_مش عايز اصدمك الجماعة دول أخرهم بجامات ادايدس..
لفظها ياسين مستنكرًا _حتى أنت...
ليُجيه بتأكيد ساخر _شوفت حتى أنا...
صرخ ياسين مُستغيثًا _يارب اتجوز علشان اعف نفسي، يحصلي كده...
واساه بدر بإشفاق _معلش بقا اتحمل ومع نفسك.. بس عليا اسلمهالك عروسة غير كده مش هقدر..
_________________________
دخل بدر المنزل مُترقبًا يتصنع اللامبالاة، استقبلته جهاد بحب
_عندي ليك مفاجآة حلوة جدًا
تصنع المفاجآة والدهشة قائلًا _بجد إيه..؟
أخذته من ذراعه وأجلسته على أقرب كرسي، وضعت كفيها تغطي عينيه هامسة _غمض عينك الأول..
زفر بنفاذ صبر ليقول مستسلمًا _طيب..
أشارت جهاد لفطيمة أن تخرج من مخبأها، جلست فطيمة أمامه فنزعت جهاد يدها قائلة بترقب_ها إيه رأيك....
همست فطيمة بخجل وهي تحاول الإمساك بكفيه _ازيك يا بدر..
جاهد شوقه إليها ولهفته في إحتضانها، انتفض هازئًا _فين المفاجآة.؟
نظرت فطيمة لجهاد بضياع فأشارت لها جهاد أن تصمد، توسلته بدلع وهي تحاول إجلاسه _خلاص بقا يا بدر إنت قلبك كبير..
سخر منها بمرارة بينما يرمي الأخرى بنظرات م،ُعاتبة_لا بقا صغير خلاص..
انطلق من بين شفتي الأخرى همسًا خافت _أنا آسفه يا بدر...
أشاح يحاول السيطرة على نفسه، قما فعلته فطيمة ابنته لم يكن هينًا عليه لذلك العقاب بحجم الفعل... و عقابها بدأ منذ امتنع عن زيارتها ومحايلتها، اكتفى بالسؤال عنها من بعيد..
ازاحها بعيدًا عنه وتحرك مُتفاديًا لها يقول بسخرية _مش شايف أي مفاجآة فالموضوع...
فغرت جهاد فمها بذهول من تعامل بدر، ابتعد صاعدًا الدرج يقول بلا مبالاة _فطيمة مش مفاجآة حلوة على فكرة بالعكس.
انهارت فطيمة تبكي بحرقة من تجاهل بدر ورفضه لها، واستها جهاد هامسة بإشفاق _معلش يا طمطم إنت صراحة زعلتيه قوي.
هدأتها ونهضت من مكانها تتبعه قائلة _هطلع اشوفه وارجع...
دخلت الحجرة ترمقة بغيظ، ليبادر قائلًا بإبتسامة عابثة _ها يا صفية زغلول...
جلست أمامه تنهره بحدة _أنا جبتهالك علشان تكسفني...
هز رأسه بموافقة بينما ذراعيه تنسحبان لجذبها _اه... مكانش لازم تجبيها..
أجلسها بأحضانه هامسًا بجدية _جايه مش عاجبك ردي وكان عاجبك عمايلها.؟
حمحمت هامسة وهي تلتفت ناحيته تُحيط وجهه بكفيها_حبيبي إنت قلبك كبير، وهي صغيرة وغلطت..
أجابها بصرامة _يبقا تتعاقب...
توسلته بحنان وهي تطبع قُبلة سريعة على شفتيه _لا متتعاقبش نهديها ونفهمها..
سارع بخبث وهو ينظر لدلالها المبالغ _والمقابل..؟
عبثت مستفهمة _ايه.؟
اعترض متهكمًا _البوسة الأخوية دي مش هتنفع يا ماما...وكمان عندي شرط مهم.
هزت رأسها تسأله بحيرة _إيه بقا..؟
اندفع يقول بحنق شديد وغيظ وهو يُشير لدولابها _بجامات اديداس تترمي ياروح بدر بدل ما انا بنفسي هرميهم.
شهقت مستنكرة _أمال البس إيه..
انتفض صارخًا بإستنكار _ماهو انا مش متجوز واحد صاحبي.. عايز حاجات دلع.. كده.
تركت كل ما قيّل وتمسكت بما وصل لعقلها _أنا واحد صاحبك..
اشاح مؤكدًا _ايوة
نهضت من مكانها تقول بغيظ _ماشي يا بدر...
لوّح قائلًا بلامبالاة - أنا مبتهددش... أنا استحملت  ٥ شهور وأقول معلش، والجانب الحيواني الي جوايا صامد...
صرخ بإعتراض _لكن لا.. ثورة... الأستقلال التام أو الموت
خرجت غاضبة تطلق شرر عينيها يمينًا ويسارًا، تطلق من بين شفتيها المبرمتين نفخًا مغتاظًا.
خلفها كانت فطيمة تقف على الباب مُنكسة الرأس تطلب الدخول..
صمت طويلًا ممتنعًا عن الأِذن لها بالدخول... أخذت نفسًا عميقًا، نفخت صدرها بالشجاعة وتقدمت منه تقول _ما احنا لازم نتكلم
تصنّع بدر الإنشغال قائلًا بفتور _مفيش بنا كلام..
جلست أمام مُتربعة تهتف بشجاعة _متزعلش مني يا بدر..
اعتدل بدر في جلسته ينظر إليها طويلًا بصمت، قطعه أخيرًا بعتاب موجع _بقا مستخسره فيا افرح يا فطيمة..؟
همست بآسف ويدها تستريح على ساقه _لا أبدًا يا بدر... دا أنت اخويا وحبيبي.
رماها بكلمات جافة ساخرة _لا واضح... ثم تابع بحزن عميق
_ضيعتي كل الي عملته معاكي يا فطيمة.. واعتبرتيه ولا حاجه...
سقطت دموعها النادمة على خدها وهي تهمس بتقطع
_والله ما أقصد.. أنا بس عز عليا إنك تسيبني لوحدي.. وتبعدني.
خرجت كلماته مُثقلة باللوم والعتاب _أنا اناني يا فطيمة   .... اخس عليكي ياشيخة... ، اغرورقت عيناه بالدموع وهو يتابع بإنكسار _إنتِ عارفه عندي كام يا فطيمة..؟ عارفه مش هعيش  الي عشته تاني... حتى الشوية دوول استكترتيهم...
شهقت ببكاء عنييف، تتخلله بعض كلمات الإعتذار
_أنا آسفة واستاهل تعاقبني...
سألها _ياسين الي بتقولي رميتك ليه، زعلك فمرة.. ضربك.. ولا حتى عاتبك...على كل الي عملتيه
هزت رأسها نفيًا بينما لسانها ينطق بالحقيقة _لا بالعكس... كان بيساعدني واتحمل كتير...
سألته وهي تمسح دموعها _مين قالك..؟
استنكر بنظرات يملؤها العتاب _إنتِ فاكرة إني كنت سايبك كده معاه، أنا كنت عارف أدق تفاصيلك.. من أول ما تصحي لغاية ما تنامي..
قامت على ركبتها تقترب منه أكثر تحاول تقبيل رأسه في أسف، لكنه رفض ضائقًا _لا استحملي...
توسلته بحرقة ودموعها لاتتوقف _علشان خاطري يا بدر... متزعلش مني.. ورحمة أبوك وأمك..
دفعها صارخًا بغضب _متحلفنيش بيهم... إنتِ ربيتك ومتمرش فيكِ..
صرخ بها وهو يدفعها لتبتعد عنه في قسوة _اطلعي بره مش عايز اشوفك..
دخلت جهاد على صوته العالي تسأل بين نظراتها تتنقل بينهما في ريبة _في إيه مالكم..؟
اقتربت من فطيمة التي بدأت تشهق ببكاء عنيف، ضمتها بقوة مؤازرة ونظراتها تحيط بدر بالعتاب.. أعرض بدر عنهما قائلًا
_يا تطلعوا يا هطلع أنا...
سحبت جهاد فطيمة وتحركت بها للخارج وهي تتوعد بدر.. في داخلها.
_________________________
دخل حجرته وجدها مظلمة إلا ضوء أحمر باهت منبعه تلك الأبجورة الحمراء التي أصرّ على إحضارها رغم رفض جهاد، فهي تكره الضوء الأحمر لانه يذكرها بعربات الشرطة والإسعاف..
دار في الحجرة حتى وجدها نائمة على الفِراش واضعة وسادة كبيرة على رأسها، بينما جسدها البض يلفه قميص حريري طويل، يوجد به فتحه جانبيه تظهر ساقها الناعمة بسخاء.. ابتلع ريقه خوفًا من القادم، فحينما تتقمص الأستاذة دور هند رستم عليه توخي الحذر.. لأن الأمر جلل... لكن الحذر كل الحذر من مشاعره واندفاع الجانب الحيوان.
دخل الحجرة متسللًا على اطرافًه، أقترب منها يسحب الوسادة من على رأسها،.. مالت تهمس بين اليقظه والنوم وقد شعرت بقدومه _بدر...
جلس بدر مائلًا ناحيتها يهمس بإنبهار _اش اش إيه الرضا ده كله يا إستاذة..
ابتسمت سعيدة لإطرائه، وعادت لإغلاق عينيها من جديد مستسلمة لإرتخاء جسدها وثِقله بالنوم..
أبعد بدر خصلاته عن وجهها هامسًا _نوم تاني.. لا.. مش هينفع خالص دلوقت قومي بقا فرجيني..
توردت وجنتاها حجلًا من كلماته المقرونة بنظرات متفحصة خشيت أن تلتقي بها.. اعتدلت قليلًا ومازال يُثقل جفنيها النعاس
همس منبهرًا مُغتاظًا في نفس الوقت _كل ده علشان أرضى على فطيمة.. ؟
مسحت وجهها تزيل آثار النُعاس منه، ثم اقتربت تحاوط عنقه بذراعيها هامسة بدلال _لا يا حبيبي علشان ترضى عني..
أبعد ذراعيها عن عنقه يهمس من بين قبلاته الناعمة تعرف طريقها لكفيها _أنا راضي والله... كفاية إنك معايا...
همست بإنتشاء وهي تنظر لعينيه اللامعة بسعادة _الله على كلامك الحلو ده يابدر...
قيٍّمها بنظرة ماكرة وعاد يهمس بحب _والله ما في أحلى منك.
مررت أناملها على شفتيه هامسة _بدر تعالى ارقص معايا سلو..
هتف مندهشًا : مالك انهردا كده يا أستاذة..
نهض على الفور ممسكًا بها، مُلبيًا طلبها ورغبته فإحتواء جسدها بين ذراعيه، أحاط خصرها مُقربًا جسدها... بينما ذراعاها الناعمتان أحاطتا عنقه بتملّك..
عضت جانب شفتيها هامسة _بدر عايزه أقولك حاجه مهمة...
قطب متسائلًا بنفور واضح _حاجه إيه ده وقته يا جهاد..
أقتربت منه أكثر تستقبل أنفاسه الساخنة بحب، همست وعطرها يلفح عقله فلا يدري أيقظًا هو أم نائم _أنا حامل...
فتح عينيه بعدما أغلقهما متأثرًا بشذاها، ابعدها هامسًا بصدمة _بتقولي إيه..؟ عادت تقترب منه، تُخبره بنغمة خاصة _أنا حامل يا حبيبي..
أمسكها من ذراعيها يهتف بإرتجاف _جهاد إنتِ بتهزري..
دمعت عيناها من رد فعله، وإرتجافه الظاهر.. أحاطت وجهه بكفيها وعادت تهمس مرارًا أمام شفتيه _أنا حامل يا بدر.. حامل.. حامل...
أغمض عينيه غائبًا في كلماتها، قلبه يدق بعنف تحت كفيها التي سقطتا عليه بحرارة.. عاد إليه وعيه.. فهمس _إنتِ حامل.؟
هزت رأسها بإبتسامة، فعاد يسأل غير مصدق _حامل مني وهتجيبيلي ابن..
هزت رأسها بقوة اكبر وقد تخلت عيناها أخيرًا عن دموعها...
ضمها بدر بقوة لصدره وهو يهزي _حامل.. حامل هبقى أب..
اشتدت دموعها زحفًا على وجنتيها فأبعدها بدر عنه محتويًا وجهها بين كفيه، ينثر قبلاته على كل وجهها وما بين قبلة وأخرى يهمس بهذيان وهو ينتظر تأكيدها _حامل صح..
فتهز رأسها باكية..
بعد مرور مدة طويلة، همست جهاد من داخل أحضانه برجاء _صالح فطيمة بقا يا بدر خلينا نفرح..
همس بطاعة وهو يطبع قُبلة راضية على مقدمة رأسها _حاضر..
دفعته بغتتة قائلة بعدم صبر _قوم يلا..
استنكر فعلتها _ايه ده. ؟ الصبح طيب..
شددت قائلة بتجبر _لا دلوقت يا بدر...
نهض من مكانه زافرًا بقلة حيلة يقول بكسل _خليها بكره ممكن نامت...
أصرّت بعناد وهي ترمي له قميصه القطني كي يرتديه _لا صاحية وبتعيط، هتنزل تحضرلها عشا وتطلع بيه وتأكلها
حملق فيها مرددًا بغيظ _كمان..!
هزت رأسها بتأكيد _ايوة....
ارتدى تيشرته وغادر متمتمًا بغيظ _أشرار...
أغلق الباب فسارعت جهاد بوضع كفها على قلبها المتواثب فرحًا، تهدىء من دقاته.
طرق بدر باب حجرتها قائلًا بملل _ممكن ادخل..
مسحت فطيمة دموعها وقفزت من على فراشها تقول _اتفضل..
دخل يحمل صينية الطعام وهو يقول بإهتمام _جهاد قالتلي إنك متعشتيش...
هزت رأسها بضعف، فأقترب منها بدر، جلس متربعًا على سريرها أمامها يحمل صيّنية الطعام... ملأ معلقة بالأرز ودفعها لفمها فأبعدتها رافضة _مش عايزه..
وضع بدر الصينية جانبًا وأقترب يُشيّر لها _قرّبي...
أقتربت منه بحذر وعيناها ترمقانه بخوف، ابتسم بدر مُشفقـا عليها، جذبها من ذراعها لأحضانه، ضمها إلى صدره بحنان، فانفجرت فطيمة ببكاء وآسف _أنا آسفة يا بدر متزعلش مني..
طبع بدر قبلة دافئة على مقدمة رأسها هامسًا خلاص يا فطيمة أنا مسامحك.. بس عندي شرط..
ابتعدت تطلق موافقتها _موافقة بس تسامحني.
هز رأسة قائلًا بمكر _مش تعرفي شرطي..
مسحت انفها بكم بجامتها قائلة _مش مهم المهم متزعلش مني..
لانت ملامحه بحنان دافىء، مد انامله يمسح بقايا دموعها وهو يلقي شرطه _هتروحي لجوزك عروسة
سألته بعدم فهم _ازاي مش فاهمة..؟
تابع بدر برفق _يعني هتطلعي من هنا بفستانك وتتجوزوا بقا..
ادّعت الغباء قائلة بتوتر _ما احنا متجوزين..
هتف بدر بسعادة _ياسين بيرتب الشقة وهنفرشها احسن ما يكون، يعني تروحي بقا بيتك وتنوريه وترحمي الواد الغلبان ده من نومة الأرض.
كتمت فطيمة ضحكتها، قبل ترفع  نظراتها تسأل بدر
_لو عملت كده هتسامحني...؟
ضمها إليه هامسًا _هسامحك وهكون راضي عنك وربنا يرضى عنك لم ترضي جوزك.
وافقت بطاعة ممتنة لمسامحته لها _حاضر يا بدر...
دخلت جهاد مهللة بسعادة _مبرووك اخيرًا بقا..
جلست بجانبهم قائلة بعتاب _اشكروني بقا...
التفت إليها بدر يهمس بصدق نفذ لقلبها وأربك دقاته _شكرًا لإنك معانا..
وضعت جهاد كفًا  على الأخر فوق كتفة ثم استندت عليهما بذقنها هامسة أمام عينيه _شكرًا لإنك حبيبي.
صاحت فطيمة منسلة من أحضان بدر _على فكرة أنا هنا..
ضحكا بسعادة ليلتفت لجهاد قائلًا بجدية _من بكرة تنزلي إنتِ ولطيفة تجبولها الي تحتاجه لشقتها.. ثم ختم كلماته بنظرة متألقة _عايزنين نبعتها لجوزها بفستانها المره دي...
ليشدد مُحذرًا جهاد _وإياكِ واديداس.. علشان ياسين ممكن يرتكب فينا جريمة.. مش طيب زيي..
تعالت ضحكات جهاد وهي تغمزه هامسة _انكر انكر..
عقدت فطيمه ذراعيها أمام صدرها مستفهمة_مش فاهمة..
لوّح لها بدر ضائقًا _مش مهم...
أقترب من أذن جهاد يهمس _هاتيلها من بتاع انهردا ده..،
سألته بضحكة مكتومة _شغال يعني..؟
هز راسه منتشيًا بسعادة _جدًا صراحة.. وياسين ابن ناس طيبين ويستاهل.. ده ممكن يجيلنا هنا والله دا مجنون..
ضحكت هامسة _مش عارفه مطلعش زي أخوه ليه..
تلاشت ابتسامة بدر وحل محلها غضب شديد انطلق من نظراته كشرر، همست جهاد بقلق _ايه..
تركهما قائلًا دون توضيح _مفيش رايح أنام...
مطت شفتيها هامسة بإستياء _هو ماله...
مطت فطيمة شفتيها بعدم فهم، لتتركه جهاد وتستلقي على الفِراش بجانب فطيمة قائلة _تعالي بقا نحكي شوية.
_______________________________

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن