٣١

3.9K 132 44
                                    

الواحد والثلاثون

ناولته جهاد الهدية مبتسمة، تتطلع للقلق في عينيه بتشفي.. 
_اتفضل يا بدر...
رفع بدر حاجبه يستفسر بقلق
_إيه دا يا أستاذة... ؟
التقطها بدر من بين يديها بإهتمام، هتفت جهاد بنفس الإبتسامة المُقلقة
_هدية...! بردلك هديتك يا بدر....
تصاعد القلق داخله، نظر إليه  ثم جلس يفتح تلك الهدية العجيبة... حين رأها رفع رأسه يقول 
_قلبك أسود يا أستاذة...
جلست بجانبه تقول بهمس منتشى
_مش أسود من شنبك يا بدر...
اقترب منها ببطء حتى لفحتها أنفاسه الدافئة وانحنى يهمس بقربها 
_بزمتك يا أستاذة مش لايق عليكي..
زوت ما بين عينيها... صمتت بعدها رفعت رأسها قائلة بحزن 
_هبقى الزقه يا بدر وساعتها ابقى قولي لايق ولا لا...
صمت مبهوتًا مضطربًا من حزنها الذي تهدل فجأة على وجهها.. أخذ الهدية والتي كانت كُرة... ونهض يقول بعيون لامعة
_ساعتها بقى يا أستاذة في كلام تاني أهم من شنبك...
قالها متخابثًا وخرج... ارتجفت جهاد بخجل من كلماته التي أخبرتها نظراته أنها تعني شىء فريد... وخاص للغاية...
هتف بدر بجمود وهو ينطط الكرة
_تعالي العبي يا أستاذة..
تماسكت جهاد نافضة خجلها، وأجابت قائلة بحماس
_وماله يا بدر نلعب...
نهضت تقطع عدة خطوات وأقتربت تهمس بتشفي يشوبه الإنتصار
_هتتهزم....يا بدر خلي بالك... ما هي الكورة عقدتك 
ابتسامة صحبتها لمعة لعينيه أقترب أكثر وهمس بحرارة أشعلت وجنتيها بحمرة الخجل 
_... من أول يوم شوفتك فيه.. وأنا مهزوم يا أستاذة
ارتبكت واهتزت نظراتها قالت بشىء من توتر
_كلامك غامض وغريب يا بدر متعودتش عليه منك...
نظرة طويلة عميقة أهداها لها ليردف قائلًا
_أنا واضح جدًا بس إنتِ مش واخده بالك.. 
ابتدأ اللعب وانهزم بدر كالعادة، جلست جهاد تلتقط أنفاسها ليجاورها بدر قائلًا :انبسطتي كده
اجابته بضيق _لا علشان قصدت تخسر.
نظر إليها طويلًا بإهتمام، فقط كشفت خبثه وتلاعبه
ابتسمت هامسة :_فاكر أيام الجامعة واتحاد الطلبة.
ابتسم بعذوبة وهو يهمس وقد داهمته الذكرى :- ياااه أيام جميلة...
همست جهاد بتأثر :ياريتها ترجع، كنت غيرت حاجات كتير
سألها بإهتمام وهو ينظر حوله :- زي إيه..؟
نظرت إليه طويلًا، ثم نهضت هامسة :- متشغليش بالك، قالتها وانطلق للداخل، لو عاد الزمن لقبلت عرضه بالزواج وما التفتت للمستقبلها ولا حلمها، لو عاد الزمن لتخلت لوافقت ان تعيش في دفء تلك العائلة غير نادمة،...
بدر أكبر منها بعامين، صديقها المشاكس وزميل مصائبها، ندها العنيد في الجامعة،... حين أقترب موعد تخرجه أخبرها بمشاعره تجاهها وأنه يريدها زوجة له لكنها رفضت لأسباب كثيرة منها أنها لا تراه إلا صديقًا وزميل مهنة واحدة، غير أن طموحها كان أعلى من أحلامه، هو يريد عائلة واستقرار وهي تريد أن تثبت نفسها ويصبح لاسمها وزنًا،و مكتب مرموق يقصده الجميع... وما قضى على أي موافقة من طرفها هما أخواته وحياته المتشابكة المرتبطة بهم، هي تريد حياة مستقرة وعائلة صغيرة.. بعيد عن كل هذا الصخب.... وانتهى بها الحال متزوجة من استاذها، لتنجب منه كريم ليتوفاه الله وتبقي هي أمًا وأبًا مسئولة عن مكتبه.
وفي تلك اللحظة وبعد ما مر من العمر أدركت أنها ما صنعت حلمًا بل هدمت أحلام، تركت خلفها قلبًا محطمًا...لكنها أرادة الله
*************
أمسكت هاتفها وقالت بتردد، رغم حاجتها للحديث
_ازيك يا زياد..
جائها الرد فوري
_ازيك يا حبيبتي عاملة إيه إنِت وكريم..؟
_الحمدلله كويسين...
كتب زياد بيقين غلبه
_عارف إنكم بخير وكويسين... واثق فبدر...
صمت طويل ظلل أمانيهم في البوح... قطعه زياد قائلًا
_عايزه تقولي إيه ومترددة..؟
ابتسمت بحب كاتبة
_متأكد إنك أخويا الصغير... ؟
دار زياد بكرسيه.. ثم كتب بإبتسامة
_عايزه تحكيلي إيه... ؟
بجدية ويقين كتبت
_عايزه اكلم الدكتور مش أخويا.. علشان أعرف اتكلم..
_اممممم طيب والفيزيتا..
قالت تنهره بضجر ارتسم على ملامحها
_مادي حقير...
ايموشن ضاحك كان رده البسيط.. ليكتب بعدها بجدية
_مالك...؟ 
القت كلمتها دفعة واحدة_خايفة..
زياد بإهتمام_من إيه.. ؟

أنا بألوانك (سلسلة حين يشرق الحب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن