Chapter 2 || غريب أطوارٍ معتوه

1.4K 123 37
                                    


بعد خروج أتالانتا من المشتل توجهت إلى منزل ميليسا الذي يبعد شارعين عن المحل، قرعت جرس الباب لتفتح لها إمرأة في عقدها الرابع من العمر.

" تالا هذه انتِ عزيزتي! مرت مدة طويلة منذ رأيتك أخر مرة " قالت المرأة بينما تفتح الباب على وسعه لتحتضنها.

" أسفة خالة روز، لكن أنتِ تعلمين قاربت إختبارات نهاية السنة لذا لم أجد الفرصة  للمجيء.."

أجابتها أتالانتا بينما إحتلت ملامح صادقة وجهها

" و لكن أعدك أنني لن أعود اليوم للمنزل إلا بعد تناول فطائر التوت خاصتك، و لِندَع سيمون يشيخ وحده  مع أطباق الأومليت"

قهقهت روز لجواب تلك الشابة بعد أن كانت مُعدَّةً محاضرة طويلة لتأنيبها.

" حسنا حسنا أنتِ فقط تعالي لزيارتي و أنا سأعدُّ لك ما تريدين".

إستأذنت أتالانتا منها للصعود إلى غرفة ميليسا بعد أن أكدت لها ذلك، هي حقا تحب الخالة روزالين من كل قلبها، لطالما كانت تذكرها بوالدتها الراحلة و  التي بدورها  لا تذكر منها سوى أطياف خيال ،خاصة عندما ترى معاملتها لميليسا و كمية الحب التي تغدقها به ، مع أنها ليست والدتها الحقيقية، فقد تزوج والد ميليسا جورج بعد وفاة زوجته ماريان و هي تلد طفلتهما  بثلاثة أشهر، لتحتضنها بعدها روزالين و تقرر أنها إبنتهما الوحيدة التي وهبهما إياها القدر ، فحقا لقد صدق من قال أن ' الأم من تربي لا من تلد'.

عند حلول الساعة السابعة و النصف مساءا، ودّعت نحيلة القَدِّ روزالين و ميليسا لتتوجه إلى بيتها بعد أن ارهقتها إتصالات والدها المتكررة.

بعد مشي قرابة العشر دقائق تذكرت  نفاذ حبوب الافطار و زبدة الفول السودانيْ، لتنعطف إلى حي فرعي و تَلِجَ أول محل قابلها.

إقتنت مشترياتها متوجهةً إلى المحاسبة و بينما هي تنتظر دورها لفت إنتباهها شخص مجهول الهوية يقف أمام آلة للمشروبات الغازية يحدق بالآخرين من حوله بغرابة، كان يرتدي بنطال  جينز أزرق مع سترة و قبعة  سوداوتين يظهر بعض من شعره الأشقر من الأخيرة.
تفضح  ملامح وجهه أنه بعيدٌ كل البعد على أن يكون فرنسيّ الأصل، حالما لمحها تنظر له أدارت وجهها لتنتبه أن دورها قد حان لتدفع و تنصرف.

بعد خروجها إلى الطريق العام المؤدي للمنزل أحست بخطوات ورائها تماثل سرعة خاصتها، فكلما أسرعت زاد وقع الخطوات و إن أبطأت قلّت ، تنهدت بنفاذ صبر و استدارت بغتةً، لتتفاجأ بذلك الغريب من المحل.
"عفوا من أنت ؟ لما تتبعني؟"

سألت أتالانتا بريبة ليصدمها بجوابه.
" هل كنت تراقبينني؟"

"ما.. ماذا؟ ماذا تقصد؟"

" إعترفي لقد لاحظت نظراتك لي في محل البقالة"  قال لتهم بالاجابة لكنه قاطعها مسترسلا

" هل أنتِ معجبة سرية؟ مبعوثة من منظمة ما؟ تحري خاص لأمي؟ أنا أرجح الأخيرة "

"هاي أنت بماذا تهذي؟ " صرخت بوجهه بفزع من ما يتلفظ به.

" إلهي بماذا علقتُ أنا! " قالت لتستدير مهرولة إلى المنزل في المنعطف تاركةً غريب الأطوار يحلل نظراتها بمخيلةٍ مريضة.
 
حالما وصلت إلى البيت إنطلقت كالصاروخ لغرفتها إجتنابا لأسئلة والدها حول لما تأخرتي؟ هل حصل أمرٌ ما؟ هل أزعجك أحد؟
ففي الأخير لن تضيع خبرة سنين من عمله هباءاً.

بمجرد أن أبدلت ثيابها إلى منامة صيفية حمراء اللون عبارة عن سروال قصير و قميص ، استلقت على فراشها ليطرق بالها موضوع السفر لليونان و تتنهد بتعب مما سيواجهها هناك.

فجأة تذكرت ذالك الغريب المريب " حقا معتوه! هذا ماكان ينقصني، و كأن حياتي مثالية!!" قالت لتغط بعدها في نومٍ عميق.

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن