Chapter 3 || تخرج و عودة للوطن

1.2K 107 84
                                    

و نرى في الخير شراََ، و في الشر خير، لا يعلم المرءُ ما يخفي القدر له و ما يطوى ، يصبح مجرد عبدٍ لشهوات الدنيا و أطماعها ، ضارباً بخِبَرِ السابقين عرض الحائط.

...........

" تالا سنسافر بعد يومين من الغد ، جهّزي نفسك و أغراضك." قال سيمون لسوداء الشعر بينما يجالسان الطاولة في سكون لتناول وجبة العشاء.

تنهدت الفتاة لتوجه حدقتيها إلى والدها مجيبة
" يوم الإثنين إذا! حسنا على الأقل ستتسنى لي فرصة لتوديع ميليسا".

هي كانت تعلم أنه لا مفر من السفر، فقد وفى سيمون بوعده و مر على حفل تخرجها هي و  ميليسا من الأكاديمية أسبوع كامل.

لقد كان الحفل رائع بكل ما للكلمة من معنى، فقد حضره الكل، سيمون، جورج، روزالين، حتى خرِّيجي السنة الفائتة.

مع ذلك تفكر أحيانا أنه لو لم يسبق الأجل الى والدتها لقرّت اليوم عينا، فقد بلغت أتالانتا حلمها، و وطأت قدمها  بساطه ، و تلبّست تاجه، و لكن تلتفت حواليها فلا ترى أدريانا، و لا تراها أدريانا.

و كأن سيمون علم بما يعتمر خاطرها،  فأخذته خُطاه إلى أن بلغ مجلسها.

" لو كانت أدريانا بيننا اليوم، لم تكن لتسعها الأرض من فرحتها بك"

مسح سيمون دمعته مسترسلا

"لطالما حلمت بهذا اليوم و  كيف سيكون،  أنا متأكد أنها تفخر بك حيثما تتواجد الآن " أنهى كلامه ليتفاجأ بها بعد لحظات  ترتمي بين أحضانه باكيةً.

"أنا افتقدها أبي ، حتى بعد مرور كل تلك السنوات لاتزال مكانتها خالية، خلّفت وراءها ندبٌ لن يشفيه الزمن ..." نبست من بين دموعها و شهقاتها.

" صغيرتي حتى لو لم تكن أدريانا حاضرة معنا بجسدها، فروحها تطوف حولنا  و بركاتها تحمينا...... كما أني أحمَدُ الله كل يوم لكونك معي و كونك نسخة مصغرة منها فأنا أراها بك كل يوم ". حدّثها لتقهقه أتلانتا

" حقا! و أنا أقول لما لم يتزوج الرجل  بعد! و لكن عذرا أنا لست متاحة في الوقت الحاضر" أنهت كلامها بغرور مصطنع لتسمع ضحكتة ثم يأردف بعدها 

" لا تقلقي عزيزتي أنا نزعت فكرة الزواج منذ أمدٍ بعيد فما من واحدة تقدر على ملأ مكان والدتك، و لكن بالنسبة لك لا تحكمي مستبقةً الأحداث".
رسمت بسمة على محياها لتتمنى له بعدها ليلة سعيدة.

                      .......................

" يرجى من المسافرين  بالرحلة رقم G52A14, المتوجهة الى أثينا الصعود على متن الطائرة للإقلاع ".

سمعت النداء الأخير لرحلتهما لتتوجه برفقة والدها و حقائبهما إلى الطائرة.

كانت قد إستهلكت الأيام الفارطة في قضائها برفقة ميليسا و الخالة روزالين اللتان ما إن علمتا بخبر سفرها حتى أصرها على بقائها.

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن