Chapter 20 ||تحت غَيْهَبِ الليل

254 34 41
                                    


« و ربما لأنهم لم يرَوْ بيومٍ دمعها على خدها ، حسبوها  تعيش سعيدةً مرتاحة البال .»

____________________________________

"  أريد تفسيرا و حالا، أين إبنتي؟"

صاح ذلك الرجل في وسط المكتب بمبنى الاستخبارات، بصوت عالٍ تشبّع خوفاً و قلقا على وحيدته التي لم ينفك قد تجاوز صدمة دخولها غرفة العمليات حتى وصله خبر إختفائها .

حلّ الصمت بعد سؤاله الذي كان وقعه كالملح المسكوب على الجرح، كل واحد منهم يلوم نفسه على تركها بمفردها، يلوم نفسه على ما حدث لها، لكن على من يقع اللول الحقيقي؟ لا أحد يدري.

" لازلنا نحاول تعقب مكانها سيد براون لا تقلق سنجدها أنا أعدك "
تحدث مارك بعد ذلك الصمت المهيب محاولا إمتصاص غضب الآخر و لكن ما تلقاه كان إعصار من المشاعر المكبوتة التي كانت على شفير الإنفجار.

" أتمزح معي بروكلين؟ إبنتي الوحيدة مفقودة منذ ساعات، حلّ المساء و أنا لا أعلم أين مكانها و إن كانت بخير ثم تأتي و تقول لي أن لا أقلق، ثم لا تعدني بشيء إن كنت غير واثق من وفائك به."

فُتِح باب المكتب حالما أنهى سيمون حديثه ليدخل منه ذلك  الذي كسى وجهه لِحاف الخيبة و الشجن.

" نامجون أخبرنا  هل توصلتم لأي معلومة تفيدنا؟ " 
سألته تشايونغ التي إحمرت سوداوتيها من البكاء على صديقتها.

" للأسف لم نتمكن من فعل أي شيء، الموقع الذي بعثت به سابقا كان لتقاطع جادتين بوسط المدينة لذا لم نستفد شيئا منه ، نحن حاليا نحاول تعقب رقم هاتفها."

أنهى كلامه ليدير وجهه بعدها ناحية الحائط حتى لا يرى أحد إحتقان وجهه و إكفهراره.
في حين تداعى سيمون على الكرسي من خلفه واضعا يده على وجهه و لا ينفك يتلو دعواته لحفظ إبنته.

           ______________________

في مكان من ضواحي أثينا الشبه منسية، بداخل الكوخ الوحيد الذي وُجِد حينها ، كان ظلام عُتمَة الليل يعم المكان سِوى من بعض خيوط  ضياء البدر المتسللة من بين أعواد القصب التي بني بها الكوخ. 

على كرسي متهالك نال الصدء منه، كانت تلك المفقودة ماكثةً تقيدها الحبال له ، يحيط رأسها رباطٌ إلتف لينتهي به المطاف فوق فمها يكتم على أنفاسها، بينما هي لاتزال غائبة عن وعيها.

تحرك جفنيها ببطئ تليها رفرفت أشفارها معلنة عن بدء إستيقاظها، حركت عسليتيها بعدها بروية تزامنا مع رأسها الذي أعدلته لتبدء بتفحص محيطها بحذر، لكن مما رأته علمت أن هذا المكان لم يسكنه أحد منذ مدة، فقد كان الغبار يملؤ المكان و الذي بدوره كان خالٍ، فقط من موقد صغير و بضعة كؤوس شاي زجاجية بالإضافة لها هي .

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن