خاتـمـــة : عذراء بيوتيا

523 41 102
                                    

«... فكان يرى في صفحة السماء صورة الحب، و يسمع في حفيف الأشجار صوت الحب، و يستروح في النسيم المترقرق رائحة الحب...».

_ماجدولين _

____________________________________

بعد مرور سبعة أشهر :

كسر سكون الرواق الطويل ذو الأعمدة الرخامية، صوت إلتحام كعب حذائها العالي فيما هي تجوبه ركضاً تتجه نحو ذلك الباب المُذهّب في زخرفته.

وصلت إليه لتنزل ذيل فستانها الذي كانت تمسكه بين قبضتيها. وقفت تتأمل الباب بإبتسامة تشق محياها قبل أن تتناول هاتفها ترد على إتصالٍ وردها بكلمتين.

" أنا عند الباب."

حالما أغلقت الخط رتبت هيئتها قليلا إلى أن إنفرجت دفتا الباب أمامها ليظهر من ورائها غرابي الشعر و هو ينظر لها بلمعة شوق و حنين فيما برزت أسنانه وليدة إبتسامته.

لم تلبث مطولا قبل أن تهم برفع نفسها لتصل لمستواه و تحيط عنقه بذراعيها فيما تتحدث بإنشراح بانت البهجة في نبرتها.

" سوكجين ، يا إلهي كم إشتقت لك!"

" أتالانتا يا فتاة هل باريس تعيد الشباب أم ماذا؟ تبدين يافعة."

علّق بينما يفصل عناقهما ليمرر نظراته عليها صعودا و نزولا، بدءاً من شعرها المصبوغ بالبني الفاتح الذي طال ليتعدى منتصف ظهرها بقليل تزينه تموجات خفيفة ، مرورا بعنقها و بداية صدرها المكشوفان ليتوسط نحرها قلادتها العتيدة ذات البلورة الحمراء،. وصولاً إلى فستانها الذي إقتبس لونه من زرقة سماءٍ ربيعيةٍ و تبنى مفهومه من حكايات أميرات ديزني، فكان ذو فتحة صدرٍ واسعة يرتاح كمّاه القصيران على كتفيها فيما يلتف حولها بإحكام إلى غاية خصرها، أين ينسدل بكل نعومة و راحة على باقي قامتها بما فيها قدميها اللذان إحتلا مكانيهما في حذاءٍ عالٍ فضي زُيّن بكرستالات صغيرة لامعة، ليضفِي لمسته الخفيفة تلك.


" أرجوك جين دعك من المجاملة الآن و أخبرني أين هما؟ أكاد يحرقني شوقا لرؤيتهما."

طلبت منه بعد أن قطعت ضحكتها القصيرة على تعليقه ليأتيها رده حين هز رأسه بقلة حيلة و هو ينزاح جانِبًا يفسح لها المجال للمرور.

حيث أنها بمجرد أن دخلت أمسك رسغها بيُسراه يقودها بين تلك الجماعات من الناس يخترق كومة الأبدان تلك، فظلت نظراتها تعبث بالمكان قبل أن تحط على غايتها حين وصلا إلى منتصف القاعة.

" هما هناك، تعالي نعلمهما بقدومك."

همّ جين أن يسبقها إلا أنه إرتد للوراء بفعل يدها التي أمسكته من يد سترة بذلة قبل أن تنطق بعجلة.

" لا لا، ما من داعٍ لذلك شكرا لك أنا سأتولى أمري من هذه النقطة.

" إن كان هذا رأيك... على كلٍ أنا ذاهبٌ للسيد براون إن إحتجتني، لقد رأيته قبل قليل يدخل."

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن