Chapter 4 || تخاريف ، بدء المهمة

945 81 64
                                    

                         أثينا - اليونان  

إستيقظت أتالانتا من نومها لتجد ساعة المعلقة على الحائط  تشير إلى   الثالثة فجرا، تعجبت من الوقت لتفتح ستائر الشرفة للتحقق، فوجدت الظلام يعم الجو.
حقا لقد نامت ما يقارب العشر ساعات دون أن تشعر!

نزلت إلى الدور السفلي  لتجد كل الأنوار مطفأة فلم تستغرب، فمن العاقل الذي ينهض فجرا! . أكملت سيرها إلى أن وصلت لباب يؤدي إلى حديقة المنزل الخلفية.

جلست على أحد الكراسي الخشبية الموجودة بها، يفصل  الحديقة عن الطريق السيّار سياج مغطى بالنباتات.

لاحظت خلال تحديقها و تأملها بالمكان شيخ عجوز يجلس في أخر الشارع تحت عامود الانارة الوحيد بالحي، كان في حالة يرثى لها، إذ كان حافي القدمين، مشعث الشعر، يضع رداءاً أخضر فوقه يظهر من تحته هندامه البالي.

ارتابت في أمره لمّا لاحظت أنه يتمتم ببضع كلمات، نهضت من مكانه و إتجهت نحوه للتقصي حول الأمر.

ما إن إقتربت حتى سمعت يهذي:
" إقتربت النهاية... ستحرقكم كلكم... ستفْنَوْن و تبقى المختارة..."

حاولة لمس كتفه لجذب إنتباهه لها و معرفة ما يجتاحه ، و لكن بمجرد أن قرّبت يدها منه، قبض على معصمها ليشدها نحوه و يخاطبها مجحظ العينين

" إنه القدر، لا مفر من القدر..... لحظة إختلاط الدم بالدم و تدسس العرق إلى العرق ،أُزيح النّقاب و أُنكشِف المستور ، ظهرت النوايا والخبايا ، بإنتظار صاحب القلب الطاهر ليكون ختم العقد الملعون و...."

لم تستمع لباقي كلامه، فما قاله من تخاريف كان جديرا بإفزاعها و طرد أي نعاسٍ من عينيها.
ركضت حالما حرّرت معصمها من قبضته لتتوجه إلى المنزل.

إصطدمت في طريقها بجسدٍ جعلها ترتد إلى الوراء ، حالما رفعت عيناها قابلها أسود الشعر بعينان قلقتان متسائلا.
" هل أنتِ بخير آنستي؟ عذرا لم ألمحك في هذه الظلمة".

" بخير بخير فقط كنت أتجول بالحديقة" أجابته بضياع  لتكمل سيرها إلى الطابق الثاني و منه إلى غرفتها.
بمجرد دخولها أغلقت باب الغرفة لتتنهد براحة
" ما قصة المعتوهين معي هذه الأيام، أولا غريب الأطوار من محل البقالة و الآن هذا المختل "
فكرت بصوتٍ عالي لتتذكر شيئا

" بذكر ذلك الغريب لا أعلم لما كلما نظرت لذلك السوكجين أتذكره!!!" إستفهمت بينما تقعد حاجبها. أهملت الأمر لتتوجه بعدها إلى الحمام رغبة التنشط قليلا فقد بلغت الشمس الأفق.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في نفس الوقت تقريبا بالمطار الدولي لسيول كان صاحب الشعر البني يستعد للصعود على متن الطائرة برفقة صديقه.
" ماذا سيحدث الآن نام  ؟ هل سنطيل الجلوس هناك" تكلم جاكسون بينما يخلع نظاراته الشمسية بعد أن صرف إنتباهه عن هاتفه.

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن