الفصل الثاني عشر

6.4K 196 6
                                    

الفصل الثاني عشر
الجمت الصدمه هايدي ،كاد ان يصرخ كريم بوجه كمال
-قلبها وقف بس الحمد لله رجع تاني و دي اشاره كويسه هي صحيح مصحيتش بس اللي حصل ده بيثت ان الجسم فيه مقاومه و بعدين مؤشرتها الحيويه كويسه
انا متفأل
ضحك كمال و كريم و مالك و لكن هايدي ظلت متوجسه ..،في خلال الايام الماضيه كانت تيقظ كريم التي ظنت انه كان نائما علي صوت صراخها،بكل الاحوال كان مشغول كريم بصراخ ضميره
كوابيس هايدي المستمره كانت تحلم (بأنها من اطلق علي صديقتها الرصاص)
(او بتلك الحادثه مره اخري و موت ليلي نهائيا)
هي فتاه حساساه للغايه بالرغم من تلك القوه التي بس ،في الحقيقه
بين الضعف و الحساسيه خيط رفيع
عادت هايدي للمنزل
-هايدي كفايه خوف و الدكتور طمنا
نظرت له هايدي و هي تبتسم ابتسامه واهنه و ذات معني (انت مش حاسس بيا) و قد فهمها
- لا حاسس بيكي..ليلي ممكن تعيش و ده ان شاء الله ..هتتدمري لكن حياتك هتكمل و هتقابلي ناس ..علي الاقل هتفتكريها بذكره كويسه و العكس صحيح ..انا ضاع مني اكتر ناس في حياتي كنت محتاجهم ملقتش حاجه اعيش عشانها غير فرد واحد بس الحمدلله و كملت
لوهله تناست هايدي اي شئ بداخلها امام اعتراف كريم عن جزء صغير من حياته
"لقد تكلم الصنم اخيراً"
-باباك و مامتك (اومأ بأيجاب)
-ازاي
-ماتوا محروقين قدامي ..ملحقتهمش
شهقت و فجع قلبها امسكت يده و غمرتها بين يدها
- انا اسفه جداا..ربنا يرحمهم
شعر بكم الرحمه التي بقلبها نظر لعيونها بعمق ليغرق بها ابتعدت عنه قائله
-جايز تكون عرفت عني انا و ابويا و شوفت علاقتي بأمي و اخويا.. انا امي انفصلت عن ابويا و انا عندي ٥ سنين لدرجه اني مش فاكرها ..ابويا مات بأزمه قلبيه خلال سفري في رحله مدرسيه حسيت ان حياتي اسودت في وشي و لما عشت مع ماما و مالك حسيت اني في غربه قضيت ٤ سنين و انا حاسه اني غريبه ..عارف يعني ايه تبقي حاسس بالغربه وسط امك و اخوك و مضطر انك تتعامل و تتحاسب محاولوش حتي يحتوك ..قابلت ليلي لقيتها افضل صحبه في حياتي انا طول عمري كنت وحيده بابا كان كل حاجه في حياتي حياتي اقتصرت عليه هو بس و كنت مستكفيه بيه.. فمحستش بالوحده دي غير لما اتوفي
ساد الصمت قليلا قطعه كريم
-انتي مكلتيش تيجي ناكل (ابتسمت في حنو و اومأت بالايجاب)
-كريم (قالتها بخفوت و نعومه غريبه في صوتها اذابت كريم و حركت شئ بداخله ..نبضات قلبه قليلا)
-شكرا انك اتكلمت معايا ..اتبسطت اننا اتكلمنا
ولاول مره يبتسم كريم في وجه هايدي استغربت هايدي من ابتسامتها اللااراديه التي احتلت و جهها امام ابتسامته الوسيمه اقترب منها قائلا
-انا اسف يا هايدي علي اي حاجه حصلت مني
هايدي بهدوء - انا مش زعلانه منك يا كريم احنا تعارفنا كان وحش لما انا و انت اتحطينا مع بعض غصب عشان كده كنت عاوزه اعرفك بس علي العموم انا كمان اسفه ..انا كنت سخيفه و بايخه
ابتسم لها قائلا-انتي احسن واحده في الدنيا يا هايدي
تلاقي العيون نظرات كالرصاص تصيب قلوبهم قطع صمتهم هايدي
-مش هناكل ولا ايه
ابتسم بسعاده - طبعا.. يلا
بعدما اكلوا ذهبوا لمشاهده التلفاز و غاصت هايدي بالنوم لفت انتباه كريم كم تبدو مسالمه ،لاحظ انكماش معالم وجهها وفجأءه صرخت(ليلي)و استيقظت لاهثه وتبكي
-فيه ايه يا هايدي ...اهدي ..ااهدي
-ليلي....ليلي
-متخفيش هي كويسه
شعرت بالاضطراب و الارتعاش هربت إلي غرفتها ،اشتعل كريم غضبا كأنه فقد الذاكره و نسي كل شئ فعله في اللحظات السابقه و تلك اللحظه اعادت له الماضي شعر بالحنق علي نفسه والقلق التي دام لمده ساعه فذهب لغرفه هايدي و طرق الاباب -ادخل
-هايدي انا تعبان و عايز ارتاح و مش عارف ازاي و دي اول مره (قالها بسرعه)
لاول مره هايدي بحجاب و جلباب واسع حدق بها يا الله ما هذا الجمال لقد زادها الحجاب جمالاً
-صلي يا كريم
عاد لرشده و تنحنح و قال توتر -احم أأصلي
-انا ممكن اكون مش منتظمه في الصلاه اوي ..بس بابا علمني ان مافيش احن و ارحم من ربنا و هيغفرلي ..مش شرط تحكيلي و افهمك بس ربنا هيفهمك و يحس بيك ..كان بيقولي لما تكوني مضايقه او محتاره صلي ركعتين لله بيه الفرج هترتاحي.. اي حاجه روح لربنا الاول ..طالما ربنا جواك هترتاح عالطول ..يلا روح صلي
تحديقه بها لم يقل بل زاد كيف..كيف يصلي امام ربه فهو لم يفعل منذ عامين او اكثر مع كل ذنوبه المستمره حتي الان انه يستحي ان يطلب من ربه الفرج
#flash Back
-كريم يلا عشان نصلي
اجاب كريم و ه ينظر بتمعن في كتابه- حاضر يا بابا روح و انا هحصلك
-احنا اتوضينا و مستنينك يلا
-حاضر يا بابا ثانيه واحده عشان عندي امتحان بكره و الدرس ده مهم
نظر محمد في صمت و ابتسم -لما تراعي ربنا و تديله حقه و تصلي الفرد في وقته ربنا هيساعدك و مش هتعرف ازاي ..و طول ما انت في حاجه شغلاك عن ربنا ربنا مش هيباركلك فيها
-حاضر يا بابا
اصتفوا و اقاموا الصلاه(الله اكبر)
#Back
-مالك يا كريم
-انتي ازاي كده
-ازاي ايه
-ازاي قادره ..تدخلي جوايا كده (دمعت عيناه) انتي...انا....انا تعبان
شعرت به ،شعرت ما يحمله من الآلام مهما توقعت فليس لتلك الدرجه
-روح صلي يا كريم هترتاح ..انا حاسه بيك..مش عارفه ازاي بس حاسه بيه
-مش هأقدر اصلي ياهايدي..مش هأقدر
-ليه لا
-عشان اللي انا عملته مينفعش اني بكل سهوله اقف قدامه و اصلب منه انه يريحني
-مين قالك...انت مين انت عشان تُحكم في رحمه ربنا ايآكان اللي عملته توب منه و ربنا هيغفرلك بأذنه
-لو سمحني علي اللي عملته هيسمحني علي بعدي عنه
-كريم انا مش عارفه انت عملت ايه ..بس اكيد ربنا صبر عليك عشان تقف قدامه و يسامحك باب التوبه مفتوح في اي وقت و انت قدامك عمر كامل عشان تتوب و انت لسه صغير ...تعالي معايه
اخذته و ذهبت -يلا خش اتوضأ و انا هستناك لحد ما تصلي
توضأ و اقام الصلاه ظلت واقفه و لكن عند السجود ذهبت..بكي و قد خشع الجبل سلم صلاته و استغفر ربه
- يا رب انت عارف اللي جوايا اكبر من انه يتحكي
قاطعه رنين الهاتف لقد شعر بالراحه بالفعل لكن تلك الاسم التي ظلت شاشه الهاتف تهلهل به (الصقر) انتابه قلقه مره اخري ..،انه هو ذالك الاب ذلك العذاب
#Flash Back
-انت هتشتغل معايا
-مهي رؤي معاك يا بابا
-انا عاوزك في شغلي التاني
تغيرت ملامح كريم للعدوان قليلا - انت عارف كويس يا بابا اني ماليش في المواضيع دي و اذا كنت سكت ده علشان انت ليك افضال علينا
نظر ممدوح بستهزاء و عزم علي الضغط بالجرح بكل ما أُتي من قوه
-انت بتعمل كده ليه يا كريم ده حتي ابوك كان اخويا و صاحبي ..ده حتي كان قلبه علي الشغل ده اكتر مني و انت ابنه مش عاوز تاخد مكانه
صرخ بحده - انا مش عايز أخد مكان حد
صرخ الاخر في غضب -متصرخش انت خلاص كبرت عليا و هتعلي صوتك
-يا باب..
بصوت من اليأس و الحزن-خلاص يا كريم انا مش هجبرك علي حاجه و انت براحتك و بعيدا عن ابوك كله ماشي كده يا بني و انا مش هضرك انت ابني آياكان و هتفضل ابني
بعد صمت لم يدم لثوان-انا موافق ..هبقي معاك
#Back
طرق الباب اعاده من تلك الذكري ..،لحظه امضاءه علي عقد الفساد
- ادخل
-انا جيت اطمن عليك

.....يتبع.....
يا جماعه انا اسفه جداا علي التأخير

هل ستغفر؟ (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن