هل ستغفر؟ (مكتمله)

الفصل التاسع

الفصل التاسع
-بقولك ايه يا ليلي انا بولع و عايزه اروح اموتهم و انتي بقيتي بارده و انا مش طايقه نفسي (صرخت عاليا)
حزنت ليلي علي حال صديقتها فهي تعلم انها تريد ان تبكي لقد تراكمت الان كل همومها عليها
-مالك بس يا ديدا
صرخت بها هايدي اعلي من قبل -متقوليش مالك عيله نيله...وواحده مستقصداني مش عارفه ليه ..و واحد مضطره اني اعيش معاه غصب .. ورجعت من الموت ..و بعد كل ده مشوفتش اي نتيجه ..كلوا جاي عليا و ضاغط ..انا تعبت ..كفايه..حراام استريح شويه (و بكت بشده)
تماسكت ليلي لتصرخ بها
-بقولك ايه انا مبحبش الافلام الهندي دي انتي اللي عاوزه القضيه دي و عملالي فيها قلب الاسد وبعدين اي حاجه نشوفلها حل مش نقعد نعيط ...يا شيخه قرفتيني و تعبتيني حررام عليكي و انا مين يحس بيا جبتيلي الضغط والسكر من عنادك (قالت تلك الجمله بصوت رفيع مضحك ، هذه هي ليلي عندما تصرخ و تمزح في ذات الوقت)
نظرت لها هايدي نظره صامته و كذالك ليلي و انفجرتا في الضحك معا معانقين بعضها سعداء
-ديدا
-امممممم
-احنا
(اكملت هايدي)-اتخلقنا للابتسامه
- ما انتي لسه فكراه اهو
هايدي في خفوت- انا مش عارفه انا ليه بتحط كده.. كلوا بزياده عليا كل حاجه محبتهاش ومتخيلتهاش لقيتها جاتلي ..ظروفي وكل حاجه بايظه ..انا ليه بيحصل معايا كده يا ليلي.. ليه؟
نظرت ليلي في هدوء طويل نسبياً و ابتسمت قائله - لو فضلنا نسأل ليه .. هيبقي ليه اتخلقنا من الاساس؟..و مع كل هتلاقي اجابه سواء معاكي او مع غيرك ..الظروف اللي انتي بتشتكي منها خليها حافز ليكي مهما كانت مدمراكي يعني مامتك تقدري انك تحبيها من جواكي بس تبعدي عن تصرفتها الوحشه اللي بتضيقك... تعيشي علي الحاجات الحلوه اللي شوفتيها حتي لو قليله من باباكي او من غيره ..ريناد مثلا خديها حافز انك تعلي في شغلك لانك عارفه ان في اللي مستنيكي تُقعي و بكده عمرك ما هتقعي و حتي لو وقعتي الدنيا مش هتتهد كلنا بنغلط حتي ريناد نفسها بس لازم نقوم... اختاري حد يكون البطاريه بتاعتك اللي بيسندك و يسعدك و يشحنك طاقه تقدري تكملي بيها

لوهله شعرت ليلي انها هي التي تحتاج سماع تلك الكلمات اولا..، انها المدمره بحق
ابتسمت هايدي في حنو -لولا
-هاا ..ن نعم
-تعالي في حضني
في تلك اللحظه كانت تجمع بين حب اختين ..فلقد اصبحت كلمه صديقتين لا معني لها علي الاطلاق كالماء لا طعم لها هربت من عينين ليلي دمعتين لم تريد ان تبكي او تضعف امام من تحاول اضحاكها و تقويتها مازحه و هي تبتعد عن هايدي قائله- اوعي كده قولتلك قبل كده البرفان ده بيخنقني ..تقيلاووي في بنت احط(..)امال الولد يحط ايه
هايدي بمزاح - الله ..جرا ايه يا لولا انتي عايزه تتخانقي ما انتي عارفه اني بحب البرفانات التقيله
-اه وانا اتخنق بقي
-براحتي يا ماما (ضحكوا ولكن قاطعهم طرق الباب)
ليلي بأبتسامه عذبه-اهلا يا كريم ..حمدلله علي السلامه
كريم بأبتسامه من رقه و استقبال ليلي المشرح للصدر -الحمدلله ..في حاجه حصلت ..كلوا تمام
-اه تمام ..متخفش (واشارت علي عضلاتها التي تكاد لا تري مطلقا مازحه مكمله) احنا مسيطرين برضوا هههههه
ابتسم و ذهب لغرفته و هو ينظر بجمود لهايدي وقتها شردت في تلك النظره الجميله،المخيفه، حامله غموض كالجبال
فليس من عاده هايدي تقبل الامر الواقع هكذا فهي لا تعرف عنه شئ سوي انه كريم حارسها الشخصي ولكن ضحكات ليلي اعادتها من بئر افكارها
-هههههههه شكلكوا انتو الاتنين مطلقين..الا قوليلي يا حاجه هي العيال في حضانه مين
زفرت هايدي -مش نقصاكي يا ليلي بجد
-طيب ما تحاولي
-احاول ايه
-تبقوا أصحاب بدل ما انتوا زي توم و جيري كده ههههه
-ما هو اللي بينرفزني
-حاولي تتفهمي و تبقي أهدأ ..انا عارفاكي علي فكره و شوفتك و شوفت استفزازاتك و هو اول ما يلاقيكي هادي هيبقي هادي خالص هو تقيل تقل الضباط ده بس هو من جواه لطيف ولله انا اتعاملت معاه
-طيب
ليلي بحب-يا روحي انتي ... انا همشي عشان و رايا شغل كتير..مش جالي عرض كمان بس ده بتاع حفله كبيره لرجال الاعمال و انا هبقي (البلانر planer) بتعتها
Working party /1
Wedding/2
Birthday party/3
هايدي بفرح-تمام يا حبيبتي ربنا معاكي و يوفقك
-انا هقوم اروح المكتب و اشوف الدنيا مع زينب ايه
ودعا بعضهم و ذهبت ليلي و مر اليوم بسلام نسبياً حيث تعاركت هايدي مع كريم حتي لا يأتي معها الجريده و لكنهم اتفقوا علي حل وسط و هو ان ينتظر بالاسفل بينما كانت محاولات ريناد مستمره لتجيع الاشياء التي تدمر به هايدي حتي انها ظلت تتصل بتلك الرقم الذي ساعدها في نشر الخبر تلك العدو الاخر و التي يشكل خطر كبير ولكنها لم تجد اي نتيجه في المساء كان كريم يشاهد التلفاز
-ممكن نتكلم (قالتها هايدي في سرعه و هي تترقب ملامح كريم الجامده)
-اتفضلي
زفرت- بص انا اسفه علي اللي حصل ما بينا بس انا مبحبش امر الواقع او حاجه تتفرد عليا و تقيدني .. و بعدين انا معرفش حاجه عنك فطبيعي يكون في رفض
ابتسم ابتسامه جذابه ساخره- هو ايه اللي حصل .. رفض و قبول ايه هو احنا هنتجوز ده اولا
ثانيا انا كمان معرفش عنك اي حاجه
ثالثا الوضع علي الكل مش عليكي انتي بس
رابعا والاهم الاسلوب ..الاسلوب لو حلو هيبقي عالطول ....و علي العموم حصل خير (قال الخير و هو يسترد اتصاله بالتلفاز بلا مبالاه و استفزاز)
-شوفت بقي ان انت اللي بتستفزني
اجاب في حنق -ياااااا رببي..انا عملت ايه دلوقتي
لمعت عينيها ب (لؤلؤها) و تحدثت بصوت مخنوق -بتحسسني انك كارهني و اني مليش لازمه و انك هتعمل اللي في دماغك آياكان قراري ..انا كنت عاوزه نبقي اصحاب بس لو مش عايز براحتك انا عملت اللي عليا وصالحتك واعتذرت
تركته و ذهبت لغرفتها
و لاول مره شعر بوخز في قلبه اتجاه احد غريب لطالما شعر بذالك اتجاه رؤي فقط ..لطالما زرع ابيه في قلبه تلك الجمود (ابيه و لكن....)
#flash back
قبل سته سنوات
-بابا ..ماما انا رايح اشوف عملت ايه في تقديم الكليه ادعولي
عانقه والده قائلا- هيلاقوا احسن من ابني فين عشان يخدم الوطن
وصوت والدته الحنون يطمئنه -ربنا معاك يا ابني و يوفقك و يرزقك مقبول ان شاء الله
-طيب و انا مش هتحضن ياحضره الضابط (التفت اليها مبتسما)
-بلاش قر يا ٢ ثانوي انتي ...ادعيلي يا روو
-متخفش انا واثقه في ربنا و فيك
لم تتغير رؤي تلك الفاتنه ذات البشره البيضاء والجمال الملائكي ،وعيناها البندقيه التي تتحدث عن جمالها، ذات الشعر الناعم البني ،فتاه جميله و مرحه ابتسامتها تتفتح لها الزهور
ذهب كريم و لكن حين اتي كانت الكارثه الكبري ...،المنزل يحترق عائلته بالداخل تصنم و صدم و شلت اطرافه افاق علي صوت صراخ اخته ،دلف للداخل و لم يهتف لأي شئ ،انقذ اخته و لكن المنظر الذي رأه الابشع علي الاطلاق جثث امه وابيه محترقين امام عينيه
رقدت بالمشفي رؤي لفتره ليفاجئ بدخول رجل اشتعل رأسه شيباً ذو ملامح حاده و بارده قليلا و لكن كساها الحزن قليلا يليق بلقب رجل اعمال انه(ممدوح صقر)او =(اسماعيل خطاب)
شريك ابيه في الاعمال ،والتي لم يكن يعرف الوجه الاخر لعمل ابيه الاجراميه و صدم في تلك الليله التي اقنعه بها ممدوح ان ابيه شريك في كل شئ و انه سوف يرعاهم لانه حزين علي فقدان الصديق المخلص تلك كانت القشه التي قسمت ظهر البعير ،فلقد داهمت الصدمه روحه و ليس قلبه او كيانه او عقله فقط
واصبح ينبض قلبه لجسد ليس لديه الرغبه في الحياه ،اصبح (ممدوح الصقر)ابيه الخفي التي يمتثل إليه كريم لفضله عليه ..ولكن ماذا نقول ما خفي كان اعظم ..حقاا
#Back
افاق من شروده قائلا لنفسه- لا انت اقوي من كده ..انت جاي في حاجه معينه و مسيرها تخلص ..اوعي تسيت قذاره الماضي تتحكم فيك
ذهب لينام و هو يفكر في كل شئ
اخته ..، نفسه التي دمرت ..،وابيه الذي كذب عليه الذي كان يصلي و يصوم و هو مثال للفساد ..لماذا اراده ان يكون شرطيا ليحمي من الفساد التي يساهم هو به او ليحميه هو و يغطي فساده ..لاسف يا آبتي حلمك حققه غيرك..، اب اخر غيرك
وتلك الفتاه التي هي بالفعل ارق مما تبدوا عليه من قسوه و لامبالاه و تحجر مهما كان يعرف عنها فهو قليل عما مرت به و ما بداخلها
.....يتبع....

يا جماعه انا عاوزه التوقعات تظهر والتفاعل يزيد عشان اعمل فصل هديه المره الجايه و في مفجأءه في الروايه في الفصل الجاي و شكرا جدا لكل اللي بيدعمني