*برجاء قراءة المقدمة لفهم الاحداث و معرفة الابطال
________________
كم أكره كوني عائدة للندن ولحياتها الصاخبة ، و ما يثير غيظ و غبطتي هي باربرة ؛ كيف تستطيع أن تنام هنيئة البال وتفوت على نفسها متعة الإستماع بجمال الريف ومناظره الخلابة ، و ما زاد حماسي أنها مرتي الأولى التي أسافر فيها لوحدي ؛ فلولا أصرار جدتي وضغطها على والدي ليرسلني لقضاء بعض الوقت برفقتها لما سمح لي ، والان بما أن باربرة نائمة فلا يسعني غير أنتظارها لتستقيظ لتطلعني على أسماء القرى و الأماكن التي نمر بها فهي ضليعة في هذا .
توقف القطار للتو في محطة في منتصف الطريق تبدو منطقة هادئة وغير مأهولة بالسكان ، ألصقت جبيني بنافذة القطار في محاولة لتفحص الأرجاء من حولي ، ألتقطت عدستي مجموعة من الأطفال أعمارهم متفاوتة يجمعهم الحماس و الشغف يركضون خلف سرب من الفراشات المضيئة ، أصوات ضحكاتهم النابعة من القلب وصراخهم في محاولاتهم البائسة في القبض عليها أغرت الطفلة الكامنة بداخلي ، رمقت باربرة بجانبيه لتأكد هل ما زالت نائمة وحين تأكدت من ذلك ، وثبت من مقعدي وشددت على فستاني ورفعته ، تجاهلت نظرات الاستهجان التي لاحقتني ورمقني الحميع بها و هرولت أتتبع خطى الأطفال، أطلقت العنان لساقاي وان ألعن هذا الثوب الذي يعيق حركتي ، أبتسمت لكوني وحيدة ولم ألعن أمام والدتي أو باربرة اللتان كانتا ستعنفاني كوني اتفوه بألفاظ لا تليق بآنسة نبيلة .
التفت الأطفال ناحيتي ولم تكن تعابيرهم أقل دهشة لكنها لم تكن مستهجنة وهذا هو ما يميز الأطفال ، فهم ما زالوا على سجيتهم لم تشوهم الحياة بعد وتلوثهم بقيود تعرف بالعادات و التقاليد وحواجز الطبقات ،
مددت يدي لألتقط شبكة من أحدهم فمررها لي أخذتها وواصلت طريقي خلف الفراشات والأطفال خلفي ، وعلى حين غرة مني تلاشت متعتي فور أن ترامى لمسامعي صوت صافرة القطار ، صرخت ملأ جوفي كأنها نهايتي :
" أنتظروني "رميت الشبكة من يدي وركضت في اتجاه مضاد لوجهتي الأولى قاصدة القطار ، تدارك الأطفال موقفي فلحقوا بالقطار وهم يشيرون له أن يتوقف لكن هيهات ، ركضت بأقصى ما أستطعت دون أن أنتبه لطريق أمامي ولفستاني ما تسبب في سقوطي على وجهي وتلطخي بالطين ،
أفترشت الأرضية الجافة وأنا غير مصدقة لحالتي الرثة و الفوضوية وخصلاتي الكستنائية التي تلظخت هي الأخرى لمحت من بعيد الدخان المتصاعد من القطار وهو يبتعد عن مجال رؤيتي بعيدا في الأفق .
هطلت دموعي بغزارة وقد أظلمت الدنيا في عيني ، أنا الان في منطقة نائية لا أعرف حتى أسمها دون مال أو حتى ملابس نظيفة .
تقدم طفل مني وقدم لي منديل قطني هززت رأسي شاكرة وأخذته ومسحت به وجهي ، ساعدني لأقف وبادر بسؤالي :
أنت تقرأ
إيدن || Eden
Fanfictionوقع في حبها هادم اي عادات او تقاليد كاسر ذلك الحاجز الفولاذي المسمي بالتقاليد و التميز الطبقي بينما هي تقدس كل ما هو متمرد عليه....حارب و ثار و أقترب منها و حاول ان يجعل قلبها يلين و لكن هيهات هي خاضعة لعائلتها و لقوانين طبقتها المخملية