تحقيق

258 25 1
                                    

" طيب يا سيدة كابري، قوليلي مرة تانية.. ليه قتلتي زوجك؟ "

حاولت بقدر المُستطاع إني أتجنَّب أبُص في عينين المُحقِّق، نظراته كانت قاسية، حادة، كُنت حاسَّة إنه قادر يشوف روحي، وقادر يقرا أسراري

قُلتله: " أنا قُلت لحضرتك قبل كدا، كان بيخونِّي "

بصلي بصمت شوية قبل ما يكتب حاجة في النوتة الصُغيَّرة اللي معاه

كمِّل كلامه: " تمام، الجُزء دا من قصتك مش منطقي أبدًا، إحنا فعلًا لقينا إن كان عنده تليفون سري، كُل الليالي اللي كان بيقول إنه بيقضيها في شُغله مكانش بيروح هناك أصلًا، بس الشيء اللي أنا لسَّه مش فاهمه هو ليه إنتي مسحتي الحاجات اللي كانت موجودة على تليفونه التاني؟، ولا ليه حرقتي البيت كُله بعد ما قتلتيه؟ "

حاولت أبرَّر: " أنا.. أنا.. "

هو مُمكِن يعرف الحقيقة؟ لا.. هيعرف منين يعني؟ لازم أفضل مُتمسِكة بقصتي، كُل حاجة هتبقي تمام

كملت: " أنا بس كُنت متضايقة، ومش عارفة عملت كدا ليه "

بصيت ناحية الترابيزة، مكانش عندي الجرأة الكافية إني أبُص في عينيه عشان أشوف صدَّق كذبتي ولا لأ، أعتقد إنه صدَّقني، أو دا اللي كُنت فاكراه

مال ناحيتي وهو بيقول: " طيب يا سيدة كابري، دا كلام كويس، بس فيه حاجة مُهمة عايزك تعرفيها، إن القبو كُله نجا من الحريق، وطبعًا – على ما أظن يعني – إنتي عارفة إحنا لقينا إيه هناك، لكن لو عاملة نفسك مش عارفة، أنا مُمكِن أقولك عادي "

رديت بسُرعة: " لا، أنا عارفة لقيتوا إيه "

المُحقِّق مال لورا على الكُرسي بتاعه، ربَّع إيديه، وتنهَّد بقوة، مسك راسه كأن عنده صُداع قوي قبل ما يقول: " طيب، خلينا بقى نبدأ من الأول، وعشان خاطري، عايز أسمَع الحقيقة المرة دي "

" الحقيقة.. "

سكتت، حاولت أتمسَّك بقصتي، لكن جوايا حاجة إتكسرت، مش هقدر أخفي الحقيقة أكتر من كدا، كُنت حاسَّة إني مُجبرة أقول الحقيقة كاملة

قُلتله بارتباك: " كانت حادثة، أنا.. كان حظي وحش، كُنت خارجة أتغدَّي برا، وشُفت آندي قاعد على كُرسي جنب موقَف الأوتوبيس، كان بيلعب في تليفونه، هو طول الوقت بيلعب في تليفونه، عشان هو بيلعب لعبة مُعيَّنة وبيحاول يقفِّلها، قرَّرت أتصل بيه، وأسأله بيعمِل إيه، وبعدها أقرَّب منه وأفاجئه، الموضوع كان هيبقي دمه خفيف، بس آندي.. مردِّش على تليفوني، المُكالمة راحت لتليفون تاني كان في جيبه، طلعه وبص للشاشة بإحباط وقرَّر ميردش عليَّا "

" عملتي إيه بعد كدا؟ "

هزيت راسي وكملت كلام: " أنا كُنت متضايقة، خدت عربيتي ورجعت للبيت وأنا بفكَّر في حاجة واحدة بس، ليه آندي معاه تليفونين "

رعب(محمد عصمت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن