زميلة السكن

266 28 2
                                    

أنا حفيدة موظفة الطوارئ اللي حكيتلكم قصة بعنوان: (جدتي موظفة طوارئ: المُقتحمة)، وقصة تانية بعنوان: (جدتي موظفة طوارئ: عملية جراحية)، وقصة تالتة بعنوان: (جدتي موظفة طوارئ: روبرت) وقصة رابعة بعنوان: (جدتي موظفة طوارئ: طليقتي)، القصة الخامسة فكانت بعنوان (جدتي موظفة طوارئ: ضوضاء)، أما القصة السادسة فكانت بعنوان (جدتي موظفة طوارئ: غير بشري) وهتلاقي اللينكات في البوست اللي قبل دا
من حُسن حظي إني كُنت بدرس في جامعة قُريبة من بيتي، ودا خلاني محظوظة لأني مش مُضطرة أتعامِل مع زميلة سَكَن مجنونة، على عكس البنت المسكينة اللي اتصلت بالنجدة (911) يوم 23 أبريل 1985، ومُكالمتها كانت دليل واضح ومُهم لخطورة إنك تشارك زميل في السكن ويكون مجنون تمامًا

جدتي (موظفة الطوارئ): 911، إيه حالة الطوارئ اللي عندك؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: فيه.. فيه حاجة غَلَط في زميلتي في السَكَن
جدتي (موظفة الطوارئ): حاجة غلط؟ عيانة يعني؟ أو مجروحة؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا، بس غالبًا لو ملحقتوش تقبضوا عليها، هتؤذي حد أذى جامد
جدتي (موظفة الطوارئ): أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلمي عن إيه؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: هي مجنونة، مجنونة تمامًا، حولت الترم الأول من السنة الدراسية لفيلم رعب لعين، ودلوقتي هي اختفت تمامًا، بتعمل إيه وهتعمل إيه؟ الله أعلم! بس لازم تقبضوا عليها فورًا!
جدتي (موظفة الطوارئ): طيب.. أنا محتاجة حضرتك تهدي شوية، اسم زميلتك في السكن إيه؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: اسمها (...)
جدتي (موظفة الطوارئ): تمام، حضرتك بتقولي إنها اختفت، إمتى كانت آخر مرة شُفتيها فيها؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: إمبارح الصُبح
جدتي (موظفة الطوارئ): مش من مُدة طويلة يعني، حاولتي تتواصلي مع أسرتها؟ أصدقائها؟ أي حد تاني مُمكِن يكون يعرفها؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا.. أنا معرفش أوصل لأسرتها، أنا أساسًا معرفش حد منهم، ولا أعرف حاجة عنهم
جدتي (موظفة الطوارئ): من إمتى وإنتم زملاء في السَكَن؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: من شهر سبتمبر تقريبًا، إحنا بندرس مع بعض في جامعة (...)
جدتي (موظفة الطوارئ): وطبعًا بما إنكم في الجامعة دي، يبقي أكيد جدولكم مشغول جدًا وعندكم محاضرات كتير؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: مظبوط، بس إيه علاقة الكلام دا باختفائها؟
جدتي (موظفة الطوارئ): ساعات بتقضوا أيام طويلة في الدراسة من غير ما تشوفوا بعض، صح؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: إممم.. آه
جدتي (موظفة الطوارئ): طيب ليه افترضتي إنها مفقودة بقي؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: عشان هي سابت مُذكِّرة
جدتي (موظفة الطوارئ): مُذكِّرة!
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه، بتقول إنها هتمشي كام يوم، وإني المفروض أفضل برا أوضتها في الشقة
جدتي (موظفة الطوارئ): وبعدين؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: فيه ريحة بشعة جدًا جاية من الأوضة بتاعتها، وأنا خايفة أدخُل أشوف إيه اللي جوا، أنا خايفة من اللي مُمكِن ألاقيه جوا
جدتي (موظفة الطوارئ): تفتكري مُمكِن زميلتك في السكن تكون سابت أوضتها برضاها؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه، ونصيحة مني، لازم تلاقوها قبل ما تعمل حاجة فظيعة
جدتي (موظفة الطوارئ): قصدك إيه؟ إن زميلتك في السكن خطر على نفسها؟ ولا خطر على الآخرين؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه، وحتي لو مش عشان هي مجنونة، أنا لسَّه قلقانة، إحنا عندنا امتحانات قريِّب أوي، وهي من النوع اللي بيذاكِر كويس وبيهتَم بالدراسة، دا غير إنها سابت شنطتها، محفظتها، وتليفونها هنا، والسكاكين كمان، كُل السكاكين اللي في الشقة مفقودة ومالهاش أي أثر
جدتي (موظفة الطوارئ): قصدك إن هي اللي سرقتهم؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا مش هقول كدا، مش دا قصدي
جدتي (موظفة الطوارئ): تمام، مُمكِن تكلميني أكتر عن زميلتك في السكن؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: هقولك إيه يعني؟ هي من النوع الانطوائي جدًا، أعرف إنها من المدينة هنا، وإنها أثناء فترة مُراهقتها كانت دخلت مُستشفى أمراض نفسية
جدتي (موظفة الطوارئ): يعني هي عندها تاريخ من المرض العقلي؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه، تقدري تقولي كدا طبعًا، بس معرفش هل هي لسَّه مريضة ولا لأ، أعتقد آه.. هي مُضطربة نفسيًا، دا مُمكِن نعتبره مرض نفسي؟
جدتي (موظفة الطوارئ): مش عارفة بصراحة
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: مش مُهم، معتقدش دا مُهِم أوي، مُمكِن تلاقوا زميلتي في السكن؟ من فضلكم!
جدتي (موظفة الطوارئ): حاضر، أنا محتاجة عنوانِك
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: (...)
جدتي (موظفة الطوارئ): شكرًا يا فندم، أنا هبعت لحضرتك قوة عشان تتكلِّم معاكي شوية، والظابط المسؤول هيعمِل التصرُّف الصح من وجهة نظره، دا غير إنه كمان احتمال كبير جدًا يفتِّش الشقة بتاعتكُم
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا! إبعتي حد يدوَّر عليها! متبعتيش حد يتكلِّم معايا!
جدتي (موظفة الطوارئ): دا مُجرَّد اجراء روتيني يا فندم، ثقي فيَّا ومتقلقيش، كُل حاجة هتبقي تمام
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: توعديني بدا؟
جدتي (موظفة الطوارئ): عايزاكي تهدي، خليكي معايا على الخط من فضلك، مُمكِن؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: حاضر
(دقيقة صمت طويلة، مسموع فيها صوت المُتصلة وهي بتعيَّط)
جدتي (موظفة الطوارئ): إنتي كويسة يا فندم؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا بتمنى إنكم متلاقوهاش أبدًا
جدتي (موظفة الطوارئ): قصدِك إيه؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: قصدي إني مش عايزة أشوفها مرة تانية، مش عايزة أقرَّب منها أو أتعامِل معاها تاني
جدتي (موظفة الطوارئ): مُمكِن تهدي شوية؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا خايفة؟
جدتي (موظفة الطوارئ): أنا عارفة يا فندم، أنا فاهمة شعورك، بس صدقيني.. كُل حاجة هتبقى تمام؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أصل دي مش أول مرة تتصرَّف بالشكل دا
جدتي (موظفة الطوارئ): مش أول مرة؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا
جدتي (موظفة الطوارئ): إيه اللي حصل؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: من حوالي شهر، اختفت في عطلة نهاية أسبوع كاملة
جدتي (موظفة الطوارئ): وبعدين؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: مقالتليش هي رايحة فين، بس كان معاها شنطة، وقتها افترضت إنها رايحة تزور أسرتها
جدتي (موظفة الطوارئ): كملي!
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: وقتها كُنت عيانة، ونمت في السرير يومين، كُنت هاخد بالي لو كانت رجعت، بس هي مرجعتش
جدتي (موظفة الطوارئ): وبعدين؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: مسمعتش عنها خالص طول الفترة دي، والحقيقة.. دا مكانش مُفاجأة أوي بالنسبة لي، لأننا مش بنتكلِّم كتير مع بعض طول ما إحنا في البيت
جدتي (موظفة الطوارئ): فيه حاجة مُعينة حصلِت؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا كُنت فاكرة إن فيه حاجة حصلت، لحَد ما رجعت البيت يوم الإتنين الصُبح بدري جدًا، كان باين عليها التعب والارهاق، كأنها منامتش بقالها أيام طويلة، هدومها غرقانة دم ومليانة طين
جدتي (موظفة الطوارئ): دم؟ حضرتك قُلتي دم؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه، بس هي وقتها قالتلي إن دا دمها هي، لأنها عملت حادثة بالعربية بتاعتها، نامت وهي سايقة ووقعت في خندق، بس بدل ما تتصل بالنجدة أو تطلُب المُساعدة، زحفت من العربية المُحطَّمة ورجعت البيت مشي
جدتي (موظفة الطوارئ): مراحتش المُستشفى؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا أجبرتها تروح، بس هي كانت بتتصرَّف بطريقة غريبة، كانت بتترعش بلا توقُّف، قالت حاجة عن النار، وناس بتتكلِّم بلغة غريبة، الموضوع كان مُخيف
جدتي (موظفة الطوارئ): إيه اللي حَصَل بعد كدا؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: كُنت فاكرة إنها مًصابة بارتجاج في المُخ، بس الدكتور قال إنها سليمة ومفيهاش أي إصابات، كان بس دراعها مكسور وعندها أربع ضلوع متحطمين، بس غير كدا، هي في حالة صحية جيدة جدًا، ودا كان غريب لأنها بتقول إتقلبت بعربيتها وهي نايمة في خندق!
جدتي (موظفة الطوارئ): تمام
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: بعد الحادثة دي، حالتها بقت أسوأ، أقصد.. كانت طول عمرها غريبة الأطوار، بس دلوقتي.. أنا مش حاسَّة بأمان وأنا عايشة معاها تحت سقف واحد
جدتي (موظفة الطوارئ): طيب عملت إيه عشان تحسي بكدا؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: بتمشي وهي نايمة، بتلف الشقة في دواير مُنتظمة أثناء نومها، بتتكلِّم عن إنها راحت النار وزارت الجحيم، بتقول إن فيه شياطين جم معاها من هناك، ساعات.. ساعات كان بتردِّد كلام بلُغة مش مفهومة، بس كُنت بحِس أنها بتصلي
جدتي (موظفة الطوارئ): وبعدين؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: بدأت ألاقي حشرات ميتة في كُل مكان، برا الشباك، جوا التواليت، مرة لقيت فار ميت على سريري، كان مشقوق بالطول بوحشية ومتفرَّغ من أمعائه، الموضوع كان مُقزِّز
جدتي (موظفة الطوارئ): تفتكري هي السبب في كُل دا؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: آه
جدتي (موظفة الطوارئ): مُتأكِّدة؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: بُصي، أنا عارفة إن كلامي شكله كلام واحدة مجنونة، بس أنا معنديش أي تفسير، مش قادرة أفكَّر في أي تفسير منطقي
جدتي (موظفة الطوارئ): خلاص.. الشُرطة على وصول
(صوت سارينات الشُرطة في الخلفية)
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا سامعاهم!
جدتي (موظفة الطوارئ): مُمتاز
(صوت خطوات أقدام، على ما يبدو المُتصلة بتتحرَّك)
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: أنا لازم أشوف إيه اللي في أوضتها
جدتي (موظفة الطوارئ): لا، متعمليش دا، خليكي مكانك، ماشي؟
المُتصـــــــــــــــــــــــــلة: لا، لازم أشوف إيه اللي جوا، افرضي..
(صوت فتح باب) (المُتصلة بتصرُخ برُعب مش طبيعي) (التليفون بيُقع) (الخط بيفصل)
جدتي (موظفة الطوارئ): ألو؟ ألو؟ حضرتك معايا؟ إيه اللي حَصَل؟
.
لمزيد من التوضيح اقرا اول كومنت
.

الشُرطة لقوا المُتصلة قافلة على نفسها باب الحمَّام، كانت في نوبة فزع وهي بتعيَّط، قعدوا حوالي ساعة كاملة عشان بس يهدوها، لمَّا هدت خدوها معاهم القسم عشان تتكلِّم معاهم شوية
أما الأوضة المقفولة فلقوا فيها مجموعة فيران في مراحل مُختلفة من التحلُّل، أكوام من الذباب الميت، بقايا جُثة إنسان، بعد شوية.. قدروا يتعرفوا على صاحبة الجُثة، كانت جُثة سيدة عجوزة مفقودة بقالها فترة، لكن للأسف بسبب سوء حالة الجُثة كان من المُستحيل تحديد سبب الوفاة
أما بالنسبة لزميلتها في السكن المُختفية، فلقوها بعد شهر كامل، مشنوقة على شجرة كبيرة في غابة مهجورة، مجموعة من الصيادين هُمَّا اللي لقوها تحديدًا، كانت سايبة رسالة بتذكُر فيها انها انتحرت، لكن الرسالة طرحت أسئلة أكتر ما جاوبت على أسئلة
ماتت في نفس اليوم اللي اختفت فيه، الشُرطة مقدرتش توصل أبدًا للسكاكين المفقودة، أو تكتشف السبب اللي خلاها خدتهم عشانه
قضية موت السيدة العجوزة ما زالت مفتوحة حتى الآن، المُتصلة بخير لكنها بتسكُن لوحدها دلوقتي

.

.

.

.

#بتاع_الرعب

#حدث_بالفعل

#قصص_حقيقية_حول_العالم

رعب(محمد عصمت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن