" جوني الشرير، جوني الشرير، بيعمِل شُغله وهو لابس المريلة، بيدبح رقبتك وياخد عظامك، ويبيعهُم مُقابل شوية أحجار "
بابا كان دايمًا بيقولي الجُملة دي وكأنه بيغنيها في كُل مرة بقع فيها في مُشكِلة، بصراحة.. الجُملة كانت بتخوِّفني لمَّا كُنت أصغَر في السن، بس لمَّا كبرت شوية أدركت إنها مُجرَّد جُملة عادية بيقولها عشان يخوفني مش أكتر.
البيت اللي كبرت فيه كان بيت مسكون، أنا كُنت مُتأكِّد من دا تمامًا، كُنت بسمع أصوات خطوات أقدام تقيلة جاية من الدور اللي فوق لمَّا كُنت ببقي في البيت لوحدي، في أغلَب الوقت كُنت بقول لنفسي إن دا صوت الرياح مش أكتر، طريقة غبية.. أنا عارِف، بس دي الطريقة الوحيدة اللي كُنت بقدَر أهدي بيها نفسي.
ساعات كمان كُنت بسمِع صوت همس جاي من ورا الأبواب المُغلَقة، كان بيبقي نفسي أفتح الباب عشان أشوف إيه اللي بيحصَل الناحية التانية، بس عُمري ما عملت كدا، كُنت بخاف.. وكُنت عارف إني لو فتحت الباب، الأرواح هتخطفني للعالم بتاعهم، عشان كدا كُنت بتماسَك وأتجاهَل كُل اللي بيحصَل.
القصة دي حصلت من خمس سنوات تقريبًا، بس في كُل مرة بفكَّر فيها.. بحِس برُعب مالوش حدود.
والدي ووالدتي سافروا في رحلة عمل، وسابوني في البيت لوحدي لمُدة أسبوع، كُنت متحمِّس جدًا خصوصًا إني بحب أقعد لوحدي من غير ما حد منهُم يقولي أعمِل إيه ومعملش إيه، فكرت جديًا أعمِل حفلة ضخمة، بس غيَّرت رأيي لأنها هتحتاج لتنضيف كتير جدًا بعد انتهاء الحفلة، فقرَّرت أكون بنت لطيفة وأقضي وقتي في البيت بهدوء ولُطف.
.
بصيت في ساعتي، الوقت إتأخَّر، هقوم أنام.
أعتقِد إني نمت ساعة تقريبًا قبل ما جرس الباب يرن ويصحيني، بصيت في الساعة تاني وأنا مستغربة ليه حد عاقِل مُمكِن يرن جرس الباب على حد في وقت متأخَّر زي دا، إحنا تقريبًا في مُنتصف الليل، قُمت من السرير بغضب ونزلت للباب الأمامي، بصيت من العين السحرية.. مفيش حد برا!
غالبًا الشخص اللي رن الجرس مٌختبئ في حتة ومستنيني أفتح الباب.
بصيت من الستارة بتاعة الشباك اللي جنب الباب، شُفت طرد على باب البيت، طيب.. دا غالبًا فخ عشان أخرج من البيت، لأن وبكُل بساطة مفيش شركة توصيل طرود بتشتغَل في مُنتصَف الليل، قرَّرت أرجَع أكمِّل نوم مرة تانية، كُنت شبه مُتأكِّدة إن دا فخ عشان أفتح الباب مش أكتر، عشان كدا إتأكدت إن باب البيت مقفول كويس ورجعت كملت نوم.
الصُبح.. فتحت الباب ودخلت الطرد، تردَّدت للحظة.. المفروض أفتح الطرد دا ولا أسيبه مقفول؟ عشان بصراحة أنا مش عارفة إيه اللي جواه، بدأت ببطء وبحرص أفتحه، كُل اللي كان جواه هو ورقة مكتوب عليها:
