القصة دي حَصَلت من حوالي 25 سنة، وقتها كان عندي 6 سنين بس، مؤخرًا دخلت المُنتدى دا وشُفتكم بتحكوا قصصكم الحقيقية، فتشجعت أحكيلكم قصتي، قصتي اللي عُمري ما حكيتها لأي مخلوق
كان عندي 6 سنين لمّا بابا وماما إتطلقوا، ماما قررت تاخدني أنا وأخويا وتنتقل لبلدة صُغيرة في إنديانا، على بُعد ساعة تقريبًا من المكان اللي بابا عايش فيه هو ومراته الجديدة (العاهرة) زي ما ماما بتقول عليها
ماما قدرت تلاقي بيت كبير لطيف، كان لونه أبيض من برا، مكوّن من 3 أدوار، فيه حديقة خلفية كبيرة، مكُنتش عارف ليه إحنا عايزين بيت كبير أوي زي دا وإحنا 3 أفراد بس اللي هيعيشوا فيه، أخويا الصُغيّر كان عنده 3 سنوات، الحديقة الخلفية كانت كبيرة بما فيه الكفاية ولطيفة
غرفة المعيشة كان حجمها معقول، دي كانت مساحة اللعب الخاصة بينا، دا غير إن كان فيها التليفزيون، لكن منطقتي المُفضلة كانت الدور العلوي (الثالث)، ماما كانت دايمًا بتطلب مني ما أطلعش للدور اللي فوق لوحدي، لأن السلم كان عالي وقديم، ودا طبعًا يخليه مش آمن بالنسبة لطفل عنده 6 سنين، أو لأي شخص عمومًا يعني
ماما طبعًا زيها زي أي أم بتربي ولادها لوحدها بعد الطلاق، كان لازم تشتغل ساعات طويلة، فكانت بتسيبنا أغلب الوقت مع السيدة ميلندا جارتنا، كانت ست لطيفة أوي بصراحة وبتيجي تقعد معانا وتاخد بالها مننا، لكن على ما يبدو إن ماما نست تقولها القاعدة الخاص بطلوعي للدور العلوي لوحدي
المرة الأولى اللي طلعت فيها فوق لوحدي، لقيت بعض اللعب محطوطة جوا خزانة قديمة ومُهدّمة، فتحت باب الخزانة ولقيت جواها شاحنتين كُبار وشوية شاحنات بناء صغيرين، أنا بحب لعب الشاحنات أوي
بس خليت الموضوع دا سر ومقولتوش لماما، لو عرفت إني طلعت فوق لوحدي هتزعل مني، دا غير إنها مكانتش بتطلع فوق خالص لأن ركبها بتوجعها ومش بتقدر تطلع السلم بتاعه
ويوم ورا يوم، كُنت بستغل وجود ماما في الشُغل، وبطلَع الدور الثالث فوق وألعب بالشاحنات، لحَد ما في يوم لاحظت إن باب الخزانة موارب، طبعًا أنا كُنت طول الوقت بسأل نفسي هل فيه سبب تاني غير تعب ماما بيمنعها من الطلوع لهنا، طبعًا لمّا شُفت الباب موارب فكرتها هي اللي طلعت من ورايا وفتحته، وكان عندي فضول أشوف هي ليه فتحت الباب دا، قربت منه بخوف وبدأت أفتحه ببطء، لمّا فتحته فوجئت بطفل صُغيّر في نفس سني تقريبًا قاعد جوا الخزانة، وفي حركة سريعة شدني جوا الخزانة بقوة وكتم نفسي وطلب مني أسكُت خالص
قالي إن هو بيختبئ في الخزانة دي دايمًا لمّا بيكون خايف، بس عُمره ما قالي هو بيكون خايف من إيه، وقالي إني لو مجيبتش سيرته لأي حد، وحافظت على وجوده كسر بينا هيسمح ليّا ألعب معاه بالشاحنات براحتي، الخزانة كان فيها لعب كتير محطوطة في كراتين، وكُنا بنلعب بيها، كُنت بحِس إني في الجنة من كُتر السعادة
