صرخت: " بتعمل إيه يا جيسون؟، لا ... متقتلهاش، لا ... لااااااا "
كُنت بصرُخ بخوف، وقتها كان جيسون أخويا عنده سبع سنين، وكان بيستعِد لقتل بيلي، القُطة بتاعتي، هيموتها باستخدام صخرة كبيرة
دي مكانتش أول مرة يعمل حاجة زي كدا، كُل مرة بابا كان بيشتريلي حيوان أليف، كان جيسون بيقتله خلال أيام
جيسون قتل ميرفي الكلب بتاعي، وبولي البغبغان، وبيلي القطة، أي حيوان أليف كان بلاقيني بلعب بيه كان بيتقله، في النهاية بابا مكانش مبسوط من اللي بيحصل، وقرَّر مش هيشتريلي أي حيوانات أليفة تاني
بابا كان عارف إن العُلماء، ومن السبعينات، وهمّا بيقولوا إن العُنف البشع ضد الحيوانات دي أول علامة من علامات العُنف والسلوك الإجرامي، وبسبب تصرفات جيسون، بابا خاف عليه، ووداه يتعالج نفسيًا عند أطباء وفي مصحات أكتر من مرة
بابا كان بيخاف على سُمعته جدًا، عشان كدا بعد موت بولي قرَّر يتوقَّف عن شرا الحيوانات الأليفة، من وجهة نظره التصرُف الساذج دا كان حل للمُشكلة
مع مرور السنين، بدأت الحكايات دي وتصرفات جيسون تتنسي، لكن الموضوع إتفتح تاني مؤخرًا ...
.
جيسون جالي وقالي: " مش عارف أتصرف إزاي!، أنا غضبان جدًا "
كان بيعض على أسنانه بقوة وهو بيتكلِّم
هفهمكم إيه اللي بيحصل ...
جيسون زي ما قُلتلكم هو أخويا الكبير، اللي اكتشف إن مراته بتخونه، تعب في الشُغل فرجع البيت فجأة لقاها بتخونه مع مُدرب اليوجا الخاص بيها، خرج من البيت فورًا واتصل بيَّا حكالي كُل حاجة
بعد شهر من اللي حصل دا، حصل حاجة غريبة جدًا، زوجة جيسون اختفت تمامًا وبدون ما تسيب أي أثر، اختفت تمامًا
كُل أصابع الاتهام أتوجهت ناحية جيسون
الناس كانوا عارفين إنه عرف بخيانتها، الشُرطة كانت عارف القصة كُلها
كُل الناس كانت شاكَّة إن هو اللي ورا الاختفاء، قالوا إنه قتلها لأنها خاينة
الأغرب، إن هي اختفت بدون أي أثر، محدش قدر يوصل لها أو يلاقيها، كأن الأرض إتفتحت عشان تخفيها جواها وإتقفلت مرة تانية
كان واقف أدامي بترعش وبيعيَّط، سألته بهدوء: " عملت فيها إيه يا جيسون؟، هي فين دلوقتي؟ "
" لمَّا دخلت لقيتهم سوا على سريري، فتحت الدولاب وخرجت مُسدسي، وصوبته ناحيتهم "
سألته: " ضربتها بالنار؟ "
سكت للحظات، أنا بحب جيسون، جيسون هو أحسن أخ كبير مُمكِن حد يتمناه، مش عارف لو أنا مكانه كان مُمكِن أتصرَّف إزاي، بس أنا مش جيسون، أنا مش زيه
سألته تاني: " جيسون، إنت قتلتها؟ "
" لا، طبعًا لا ... بس كُنت عايز أقتلها، إزاي تعمل فيَّا كدا؟، أنا بحبها جدًا "
إديته كوب سكوتش عشان يهديه شوية وأنا بقوله: " اهدي بس، اشرب دا واهدي "
شربه مرة واحدة، بصلي بهدوء، عينيه كانت مليانة حُزن واكتئاب
عينيه كانت عينين شخص فقد كُل شيء، قال: " مقدرتش أقتلها، مش قادر أصدَّق، كان لازم أقتلها، بس مقدرتش، ودلوقتي هي اختفت تمامًا، والعالم كُله شاكِك فيَّا، شايف حياتي بقت عاملة إزاي؟ "
مش عارف المفروض أساعده إزاي
الجو كان برد، كُنت قاعد أدامه بحاول أهديه وأهوِّن عليه، سألني فجأة لو كان ليَّا علاقة باختفائها
سألته بغضب: " إنت مجنون؟ "
أنا عارف إن الكحول والحُزن اللي جواه قادرين يغيروا طريقة تفكيره
جيسون بصلي بهدوء وقال: " أرجوك، بص في عينيَّا وأقسم لي إنك ملكش أي علاقة باختفائها "
" أقسم لك يا جيسون، أقسم لك "
.
في العالم القاسي دا، مفيش حد هيهتم لو قلبك إتكسَر، محدش هيهتم يعاقب المُتسبِّب في كسر قلبك، العالم كُله مش هيهتم بمشاعرك، هيتوقعوا منك إنك تتغلِّب على مشاعرك، وتكمِّل حياتك، مهما كان مدى الحُزن والألم اللي إنت حاسِس بيهم، بس أنا كُنت حاسِس بيه، أنا كُنت عارف هو بيحب زوجته أد إيه، ولو كان قتلها كُنت هتفهَّم موقفه، لكنه فضل يقسم لي إنه مقتلهاش، أنا مش جيسون، وبأمانة ... معرفش لو مكانه كان مُمكِن أتصرَّف إزاي؟
الشُرطة من أول يوم شكوا فيه، وهو من أول يوم مكانش بيقول غير جُملة واحدة: " أنا معملتلهاش حاجة "
ورده فضل زي ما هو لمَّا فتشوا بيته كُله بحثًا عن أي دليل، لكنهم ملقوش أي حاجة، بعد ما خلصوا قالهم: " أنا معرفش هي فين، معنديش أي فكرة عن مكانها، وبصراحة ... خلاص مبقيتش مُهتَم بيها "
ودا كان رده الوحيد على كُل شخص، مهما كان هو مين، بيسأله عنها أو عن اختفائها
في النهاية الشُرطة نست الموضوع، قفلوا القضية، مفيش دليل واحد بس يساعدهم يكملوا
في النهاية جيسون قدر يتغلَّب على اللي حصل له، صحيح الموضوع أخد منه أربع سنوات، لكنه في النهاية نَجَح في التغلُّب على الموضوع
.
أنا عارف إنه أخيرًا قدر يعمل دا، لأن دعوة فرحه في إيدي أهي، هيتجوِّز تاني بُكرة، أنا كدا بدأت أتطمِّن عليه، حياته بتستقر مرة تانية، في النهاية ... وبعد أربع سنوات لقي واحدة تستاهله، كُنت فرحان بيه، صحيح إن الناس لسَّه وبعد أربع سنوات مُعتقدين إن له علاقة باختفاء زوجته، بس هُمَّا الناس كدا، وهيفضلوا كدا، طالما مصدقين حاجة، محدش هيقدر يغيَّر قناعتهم بيها
لكن جيسون كان بيردِّد دايمًا إنه برئ
وعلى عكس الجميع، أنا كُنت مصدقه تمامًا
.
مصدقه عشان أنا عارف إنه مقتلش زوجته
بس لو الفرصة أتيحت له دلوقتي وبعد ما إتغيَّر هيقتلها
بس أنا مش هسمح له يضيَّع نفسه ومُستقبله عشان إنسانة خاينة زي دي
هي خانته
كسرت قلبه
وأنا لازم أتأكِّد إنها مش هتكسر قلب حد تاني
جيسون لو مكاني كان هيقتلها
عشان يخلصها من عذابها
بس أنا مش جيسون
أنا مش هقتلها
.
أخدت الشاكوش الضخم بتاعي، ونزلت القبو السري، كُنت عايز أبلغها بالأخبار الحلوة
في البداية كانت بتترجاني أسيبها تمشي
بس بعد أربع سنوات من العذاب المتواصل بشكل يومي
عرفت إني مش هسيبها تمشي، فبدأت تترجاني أعمل الحاجة اللي جيسون كان لازم يعملها
هو مقدرش يقتلها
وأنا مش هقتلها
مش هريحها
أنا مش جيسون
.
جيسون شافني وأنا بعذِّب بولي البغبغان، خده من إيدي بسُرعة وبعده عني
كان جناحه مكسور، بينزف كتير، وفي حالة سيئة، خد الشاكوش من إيدي ورماه بعيد، بولي كان لسَّه حي
سألني بغضب: " إنت ليه بتعمل كدا؟، هضطر أقتله عشان أريحه من عذابه وألمه "
سألته بخوف: " هتقول لبابا على سري؟ "
ابتسم وهو بيقول: " لا، بس إنت إوعدني مش هتعمل كدا في المخلوقات المسكينة دي مرة تانية "
ابتسمت لكن موعدتوش
قال: " أنا هقول إن أنا اللي قتلته، عشان محدش يكشف سرك، لكن لازم توعدني متعذبش حد تاني "
موعدتكش وقتها يا جيسون
موعدتكش عشان كُنت عارف إني في يوم هضطر أعذب حد تانيجيسون قاتل رحيم ...
الجُملة كدا صح
جيسون اكتشف إن أخوه الصُغيَّر بيعذب حيواناته الأليفة بوحشية، كان بيضطر يقتلهم لسببين، عشان يحمي أخوه ... وعشان يريحهم من عذابهم وألمهم
وكان بيتلقي اللوم بدل أخوه، وراح إتعالج نفسيًا، وإتحجز في مصحات
ومفيش ولا مرة كشف سره أخوه
عشان كدا لمَّا أخوه إكتشف إن مراته بتخونه
خطفها ... وبيعذبها يوميًا من أربع سنوات
البوست دا كان مكتوب في منتدى ... بوست بيتكلم عن رد الجميل
من أكونت فيك طبعًا.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم
