خلوني بس قبل ما أبدأ أعرفكُم بنفسي، أنا اسمي مات، عندي 17 سنة، وبشتغل كعامل توصيل الطلبات للمنازل في مطعم بيعمِل بيتزا، المطعم في قرية صُغيَّرة على حدود ولاية صُغيَّرة، بس دي القرية اللي عشت فيها اللي فات من عُمري، فمعنديش مُشكلة مع الموضوع
من كام يوم كُنت بشتغَل في وردية الليل مع صديقي دارين، هو أكبر مني بسنتين، بس لطيف وبيخليني أحتمِل وردية الليل خصوصًا في الأيام الهادية اللي مفيش فيها شُغل، على أي حال خليني أحكيلكُم اللي حَصَل
كانت ليلة هادية ومُملة، مفيش زباين في المطعم ولا حتى أوردرات برا المطعم، دارين قال بزهق: " أنا مُمكِن أموِّت نفسي من كُتر الملل لو محدش جه أو إتصل "
ضحكت وأنا بقوله: " وأنا مُمكِن أموتك من كُتر الملل لو محدش جه أو إتصل "
فجأة.. التليفون رن، ودي كانت مُفاجأة لينا، رفعت سماعة التليفون ورديت: " ألو.. مات من مطعم (...) للبيتزا، أقدر أخدِم حضرتك إزاي؟ "
جالي من الناحية التانية صوت شاب عادي، بس بينهِج شوية، زي ما يكون لسَّه مخلص جري أو تمرين، كان بيقول: " مساء الخير، كُنت عايز بيتزا خضروات، سبايسي، وجبنة زيادة لو مُمكِن "
كتبت الأوردر وراه وأنا بسأله: " تحت أمرك، حاجة تانية؟ "
" آه، لو مُمكِن عايز طبق صلصة باربيكيو كبير، أكبر حجم عندكم "
حد صرخ فيه بحاجة مسمعتهاش كويس من وراه، انتظرت بصبر لمَّا رد عليه، وأنا بملي الأوردر لمات عشان يبدأ يشتغل فيه، جالي صوت الشاب تاني وهو بيسألني: " مُمكِن البيتزا كمان يبقي عليها صوص باربيكيو.. كتير أوي "
كتبت الملحوظة دي وأنا بقوله: " آه طبعًا، مفيش مشاكل أبدًا، كدا الأوردر قيمته 24 دولار، حضرتك هتيجي تستلمه؟ "
" لا، هتوصلوه هنا ديليفري "
قُلتله إن الأوردر هيوصله كمان 40 دقيقة لأنه من بلدة مش قُريِّبة وهناخد وقت على ما نوصَل، قفلت المُكالمة عشان دارين يقولي: " إنت اللي عليك الدور في التوصيل مش أنا "
ابتسمت وأنا بهز راسي، دارين مش بينسى الدور أبدًا
خلال 20 دقيقة كُنت استلمت الأوردر وحطيته في العربية وانطلقت، حرفيًا كُنت ماشي في طرق مُظلمة وسط مكان مهجور، فتحت الـ GPS ودخلت العنوان، أقل من 15 دقيقة هكون وصلت للمكان
المكان مُظلم، والشجر على جنب الطريق شكله مُخيف، كُنت مرعوب، بس مكانش ينفع أقف، قلبي بدأ يدُق بسُرعة
سمعت الصوت جاي من تليفوني: " ادخل يمين كمان 600 متر "
بصيت للتليفون عشان أتأكِّد من المسافة ولمَّا رفعت عينيَّا فوجئت بعربية جاية ناحيتي بسُرعة، أنا مُتأكِّد إنها مكانتش موجودة من 3 ثواني، كان جاي عليَّا وكأنه عايز يخبطني، تفاديته بسُرعة ولمحت وشه، راجل عجوز ملامحه قاسية وبيبُصلي بغضب، باين عليه الشر والحقد
