مكالمة تليفون

607 45 1
                                    

الموضوع بدأ بمُكالمة تليفون
كُنت قاعدة أنا و زوجي بنتعشى ، الساعة كانت8:30 مساءً و هو لسّه جاي من شُغله ، قررنا نقضي عُطلة نهاية الأسبوع في عشا رومانسي و فيلم رومانسي كنوع من أنواع تغيير الجو ، في مُنتصف الأكل التليفون رن
تنهدت بعُمق و أنا بستعد عشان أقوم من علي الترابيزة
زوجي مسك إيدي و قال : " كيلي .. تجاهليه "
قُلتله بإعتراض : " إفرض كان حاجة مُهمة ؟ "
" لو حد عاوزنا في حاجة مُهمة هيتصل بينا مرة تانية أو هيسيب رسالة "
بصراحة .. عنده حق ، بس إحساس غريب جوايا كان بيقولي إن المُكالمة دي مُهمة و لازم أرد عليها ، بس تجاهلت الإحساس دا و تجاهلت معاه التليفون
.
بعد ساعة بالظبط التليفون رن مرة تانية ، كُنا قاعدين علي الكنبة بنتفرج علي فيلم ( Me Before You ) ، زوجي كان بينام و هو بيقول إن الأفلام الرومانسية دي مُملة ، و بصراحة أنا نفسي كُنت علي وشك أنام ، صوت التليفون كان عالي
زوجي قال بكسل : " مين اللي بيتصل في وقت زي دا ؟ "
قُلتله : " هرد أنا و أشوف مين "
كان كسلان لدرجة خلته ميردش عليّا أو حتي يحاول يمنعني ، بصيت علي شاشة إظهار رقم الطالب و لقيت مكتوب عليها ( غير معروف ) ، عكس اللي المفروض يتكتب في المواقف اللي زي دي و هو ( رقم غير معروف ) ، غالبًا دا مقلب سخيف من شخص سخيف ، رفعت سماعة التليفون و رديت : " ألو .. بيت آل باركر "
الصوت جالي من الناحية التانية : " لـ .. لـيه .. لـ .. لـ .. لـ .. لا .. كفـ .. كفاية .. كفـ .. ـاية .. أنا .. أنا آســ .. ــفـ .. ـة "
صوت أجش صدئ كأنه جاي من الجحيم ، صوت شابة صُغيّرة بس صوتها مليان ألم و عذاب ، كانت بتشهق برُعب و بتحاول تتنفس ، الخوف و الرعب باينين علي نبرة صوتها
بخوف سألتها : " إنتي كويسة ؟ .. محتاجة مُساعدة ؟ "
البنت بدأت تعيّط و هي بتقول : " باااااااابااااااااااااا ... أرجوك .. لـ .. لـ .. لـ .. لا .. بابا ؟ .. بابا أرجوك "
كُنت خايفة و مرعوبة ، مش عارفة دا مقلب و لا حد محتاج مُساعدة بجد
.
إستجمعت شجاعتي و سألتها : " إنتي محتاجة مُساعدة ؟ "
الصوت قال بطريقة مُخيفة : " أرجــ .. أرجـ .. أرجوك "
حسيت بالغضب ، قُلت : " لو دا مقلب فعايزة أقولك إن دا مقلب سخيف أوي .. و لو إتصلت مرة تانية هبلغ الشُرطة "
قبل ما أقفل الخط سمعت جُملة خلتني واقفة مكاني زي المشلولة : " كيلي باركر .. جوزيف باركر .. ليندسي باركر "
الجٌملة دي خلت الدم نشف في عروقي ، قبل ما أقدر أقول أو أسأل أي حاجة الخط إتقطع ، و مش معايا أرقام أتصل بيها
.
الأسامي اللي إتقالت دي إسمي و إسم زوجي ، بس ليندسي ؟ .. ليندسي دي بنتنا اللي إختفت من سنتين ، كان عندها 17 سنة ، علي وشك تخلص دراستها الثانوية ، في ليلة هربت من البيت عشان تسهر مع أصدقائها ، أنا كُنت عند والدتي و هي بايتة هنا مع زوجي ، لكن يومها مرجعتش البيت تاني ، الشُرطة بحثت في كُل مكان ، دوروا في كُل مكان ، لكن مكانش ليها أي أثر علي الإطلاق
كُنا فقدنا أي أمل في رجوعها البيت ، مش لازم نعلق نفسنا بأمل زائف عشان قلوبنا متتعبش ، إحنا في مدينة مُعدل الإجرام فيها عالي ، حالات إختطاف بتحصل كتير في البلدة ، الشُرطة أكدت لينا إنها أكيد ماتت و مش راجعة مرة تانية
حكيت لزوجي اللي حصل و كان بيسمعني و هو في حالة صدمة ، كُنت متوقعة إنه هيضحك و يقولي إنه مُجرد مقلب ، لكن اللي حصل إنه دفن إيديه في وجهه و هو بيقول : " يا الله "
قالي إن اللي كانت بتكلمني هي بنتنا ، و فعلًا لمّا ركزت لقيت صوتها قُريّب أوي من صوت ليندسي ، قُلتله إني مش فاهمة حاجة ، قالي الأفضل نستني المكالمة الجاية عشان نفهم
و ما إستنيناش فترة طويلة !
التليفون رن تاني و المرة زوجي هو اللي رد ، رد بعصبية : " ألو ؟ "
كان فاتح الميكروفون ، سمعت الصوت من الناحية التانية بيهمس : " بـابـا .... "
و فجأة زوجي تحول لتمثال شمع شاحب كأنه شاف شبح ، قال بخوف : " لا .. لا .. مش ممكن .. اللعنة "
صرخ فيها : " مُستحيل .. أنتي ميتة .. إنتي ميتة .. أنا قتلتك بإيدي "
غينيا وسعت بقوة و قلبي بيدُق و أنا بسأله : " إنت بتقول إيه ؟ "
لكنه كمِّل كلامه كأنه مش سامعني : " أنا عارف إنك روح شريرة .. بس عاوز أقولك إني آسف .. أنا آسف علي اللي عملته .. أرجوكي متتصليش بينا تاني .. أنا هكفر عن ذنوبي بطريقة تانية .. أرجوكي سيبينا في حالنا "
قفل الخط و هو بيعيّط
مش قادرة أصدق اللي سمعته !
.
سألته و صوتي بيترعش من الخوف : " إنت .. إنت عملت إيه ؟ "
حاول يبرر موقفه ، قال : " كيلي .. حبيبتي .. أرجوكي إسمعيني "
سكت ثواني و بعدها كمِّل : " هي تسللت من البيت بدون إذن .. كُنت غاضب منها جدًا .. لما عاتبتها صرخت فيّا .. كانت سكرانة و شتمتني .. و إنتي عارفة إني بعاني من مشكلات غضب .. مقدرتش أمسك نفسي .. محيستش بنفسي .. و فجأة لقيتها ميتة "
من بين دموعي و خوفي سألته : " دفنتها فين ؟ "
قالي و هو بيحاول يقرب مني : " في الركن الشمالي من القبو "
كمل كلامه : " بس إسمعيني .. لازم تسمعيني و تفهميني .. اللي كلمنا علي التليفون مش هي يا كيلي .. دي روح شريرة .. جدتي قالتلي إن فيه أسطورة بتقول إن اللي بيعمل حاجة غلط .. فيه روح شريرة هتطارده بقية حياته عشان تخليه يكفر عن ذنوبه .. و أنا هكفر عن ذنوبي بس بطريقة تانية .. مش هسمح للروح الشريرة دي تنتقم مني "
هديت شوية و أنا بقوله من بين دموعي : " أنا متفهمة موقفك .. أنا مسامحاك "
حضني و هو بيقول : " كُنت عارف إنك هتفهمي "
حضنته أوي و أنا بدوّر بإيدي علي ترابيزة المطبخ لحَد ما لقيتها ، مسكت سكينة تقطيع اللحم و أنا بطعنه في ضهره ، صرخ و قال بألم : " كيلي ..لا .. لا "
.
شديت جُثته لحد القبو ، حفرت المكان اللي قال عليه و لقيت بقايا الهيكل العظمي بتاع بنتنا ، دفنته جنبها و غطيته تاني ، بكرة هجيب حد يعم أرضية إسمنت عشان يختفي للأبد
بلغت الشرطة إن زوجي لسّه مرجعش من الشُغل لحد دلوقتي ، قالولي أنتظر للصبح و لو مرجعش أبلغهم تاني
بمُجرد ما خلصت المكالمة و قعدت علي الكنبة التليفون رن ، المرة دي صوتها كان مرتاح و هي بتقول : " شكرًا "
لو إنت من أنصار و مُصدقين إن الروح عالقة في الأرض بعد الموت فدي روح البنت عالقة بسبب موتها بوحشية و بتبحث عن الإنتقام
أما لو إنت من أنصار و مُصدقين إن مفيش حاجة إسمها روح عالقة فدا قرين البنت و بيبحث عن الإنتقام
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

رعب(محمد عصمت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن