عين سحرية

294 29 1
                                    

اسمي دونا، عندي 15 سنة، بداية تقليدية أوي.. صح؟ بس صدقوني القصة اللي جاية أحكيها لكُم النهاردة مش تقليدية أبدًا..

كُنت عايشة مع بابا في بيت صُغيَّر في واحدة من القرى الريفية المُنعزِلَة، من يوم ما ماما ماتِت وبابا مش قادِر يدخُل بيتنا التاني، وجابنا عشان نستقِر هنا، وأنا بصراحة مكانش عندي مانِع، أنا بحِب بابا أكتر من أي حاجة تانية، عشان كدا أي حاجة هتريَّحُه نفسيًا.. أنا موافقة عليها.

بابا بالنسبة لي هو الدنيا كُلها، بعتمِد عليه في كُل حاجة بشكل كامِل، علاقتنا قوية وبنحِب بعض أكتر مما تتصوَّروا.

في يوم وإحنا بنفطَر الصُبح، بابا قالي إنه مسافِر في رحلة شُغل، وإنه هيرجَع بالليل في وقت متأخَّر، عشان كدا هضطر أقضي اليوم كُله في البيت لوحدي، حضني وودعني، وأخد شنطته وخرج من البيت.

جهزت نفسي ورُحت المدرسة، ولمَّا رجعت، إتغديت.. عملت الواجِب.. ذاكرت دروسي.. إتفرجت على التليفزيون لحَد مُنتصَف الليل تقريبًا، ولمَّا بابا إتأخَّر قرَّرت أنام، كدا كدا هيرجَع كمان شوية وهشوفه الصُبح لمَّا أصحى.

بس يومها حلمت بحلم غريب، كُنت واقفة على جانب طريق سريع زحمة جدًا، العربيات والشاحنات بيعدَّوا من أدامي بسُرعات جنونية، صوت العربيات، وصوت الرياح، وصوت الكلاكسات كانوا عاليين جدًا بشكل مُزعِج، قصادي.. الناحية التانية من الطريق.. كان واقِف بابا، حاطِط إيديه على فمه وبيحاول يقولي حاجة، بس الدنيا دوشة أوي، أنا مش سامعة أي حاجة من كلامه أو من اللي بيحاوِل يقوله.

ركِّزت أكتر، حاولت أسمع هو بيقول إيه، عينيه كانت مليانة حُزن، بيحاوِل يقولي حاجة ضرورية جدًا، وبيبذل كُل جهده عشان أسمعه، بس صوت الزحام المروري دا كان مخلي الموضوع صعب.

بعد وقت طويل، ومجهود شاق قدرت أسمع كلمتين: " متفتحيش.. الباب "

فجأة.. صحيت من النوم بدون مُقدِمات، بعد لحظات فهمت السبب اللي صحاني.

صوت خبط قوي على الباب برا.

بووم.. بووم.. بووم..

حد بيخبَّط على الباب بقوة مش طبيعية.

بووم.. بووم.. بووم..

قُمت من السرير بسُرعة، نزلت الدور اللي تحت، وجريت على الباب.

قبل ما أفتَح الباب، بصيت من العين السحرية، وشُفت وش بابا، كان واقِف برا، باصِصلي بطريقة غريبة، وصوت الخبط مش بيتوقَّف.

قُلتله: " حاضر، استني! هفتح الباب أهو "

كُنت على وشك أفتح الباب فعلًا، بس وقفت في اللحظة الأخيرة، تردَّدت لثواني، بصيت من العين السحرية مرة تانية، فيه حاجة في تعبيرات وشه مش طبيعية، نظرته غريبة، عينيه فيها حاجة متغيَّرة، كأنه.. كأنه خايف من حاجة.

رعب(محمد عصمت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن