الحي الهادئ اللي إحنا عايشين فيه مظهرش فيه حيوانات برية من سنوات طويلة ، لكِن مؤخرًا كُل حاجة إتغيرت
.
أنا عايش في حي نائي شوية ، بعيد عن العُمران ، في بداية التسعينات ظهر الحي ده كوسيلة للهروب من زحام المُدن و ضوضاء البشر ، حي لطيف و هادي في منطقة نائية لوحده و بعيدًا تمامًا عن أي مدن أو قري ، بدأ ينتقل للحي الكبار في السِن اللي عايشين لوحدهم عشان يبدأوا الباقي من حياتهم الهادية هنا ، و غالبًا الأزواج الجُداد اللي لسّه هيبدأوا حياتهم سوا ، بيوت كبيرة ... شوارع نظيفة ... هدوء طاغي
فجأة الأزمة الإقتصادية حصلت و توقف البناء في الحي ، سابوا هياكل البيوت بدون ما يكملوا بنائها ، حوالي 15 أو 20 بيت مكملوش بنائهم ، و محدش كمِّب بنائهم من وقتها لحَد دلوقتي
ده بصراحة قتل روح الحي ، بدأ السُكان يشعروا بالخجل و يسيبوا الحي و ده قلل القيمة التسويقية للبيوت في الحي ده ، و سمَح ليّا أنا و زوجتي ننتقل للحي ده و نتملك فيه بيت رغم ظروفي المادية السيئة
.
بقالنا سنة تقريبًا عايشين هنا ، حوالينا مزارع و حقول من كُل ناحية ، و برغم كده عُمرنا ما شُفنا حيوان بري جوا الحي أو حواليه ، و لا حتي قطة شوارع
من كذا أسبوع كُل حاجة إتغيرت لمّا رئيس إتحاد السُكان في الحي جالنا زيارة
قالنا إن بعض السُكّان في الحي إشتكوا من إنهم بيسمعوا أصوات بالليل لحاجات مش عارفين كُنهها ماشية حوالين بيوتهم ، بيسمعوا كلابهم بتنبح بخوف ساعات بالليل ، بيصحوا عشان يلاقوا سلات القمامة بتاعتهم منبوشة و فيه خدوش علي الأبواب بتاعتهم ، في أحيان قُليّلة جدًا بيلاقوا بوابات الحدائق الخلفية مكسورة
سكت شوية و قالنا : " إحنا بنعتقد إنه حيوان بري ، كُل الأدلة بتقول كده ، و بصراحة دي مش مُفاجأة بسبب كُل الغابات و المزارع اللي حوالين الحي ، أكيد حيوان ضخم تسلَل من واحدة من الغابات دي ، و أكيد مُختبئ هنا أو هنا "
بص ليّا أنا و هيّ و قالنا بنبرة تحذير : " لازم تتوخوا الحَذَر شوية "
بس بصراحة بعد ما خرج من عندنا بدأنا نفكر هنتعشي إيه النهاردة و نسينا هوّ كان عايز إيه أصلًا !
.
إمبارح جالي تليفون من إتنين صُحابي ، كانوا زمايلي في الجامعة ، عاوزيني أروح معاهم حفلة لمُطربنا المُفَضَل ، الحفلة في المدينة اللي بتبعُد عن الحي بتاعي حوالي ساعتين ، هيعدوا عليّا بالعربية و هيرجعوني بعد الحفلة
طبعًا كأي ست بتحترم نفسها مراتي صممت إني مش هروح و خُضنا جدل طويل شوية لكن قدرت أقنعها في النهاية
الحفلة كانت مُملة و ده درس لأي راجل إنه ميعملش حاجة و مراته مش راضية عنها عشان هتبوظ ، بعد إنتهاء الحفلة وصلوني بالعربية لحَد بداية الحي ، كُنت شارب في الحفلة و سكران ، وصلت البيت قُرب شروق الشمس ، مراتي مبتردش علي رسايلي أو مُكالماتي بقالها ساعة تقريبًا ، غالبًا نامت
مشيت لحَد بيتي و حاولت أفتح الباب ، كان مقفول من جوا بالقفل ( الترباس ) ، كُنت حيران بين رأيين
إن مراتي نست إني برا و قررت تقفل الباب من جوا الترباس
أو إنها فاكرة إني برا فقررت تقفل الباب من جوا بالترباس عندًا فيّا
و مبتردش علي تليفوناتي و لا رسايلي و غالبًا نايمة ، لازم ألاقي طريقة تانية أدخُل بيها البيت
الباب الخلفي كمان كان مقفول بالترباس ، بس أنا عارف إن باب الجراج بيتفتح بكود سري خاص بيه عشان العربيات ، أنا عارف الكود طبعًا فمُمكن أفتح الباب بتاع الجراج و منه أدخل للبيت ، قررت أروح ناحية باب الجراج
دخلت الكود 3 مرات و الباب ما إستجابش ليّا ، غالبًا عشان سكران و مش مركز ، مش عارف أتصرف إزاي بعد كده
قررت أقعد أدام البيت شوية ، سندت راسي علي باب البيت الأمامي ، صُداع من تأثير الشُرب هيكسّر دماغي ، قفلت عينيّا و حاولت أستسلم للنوم ، فجأة سمعته ...
.
عارف لمّا يكون حد بيجر رجليه علي الأرض ، عارف الصوت المُزعج ده ، أنا كُنت سامع صوت زي ده ، صوت حد بيجر نفسه علي الأرض و صوت خافت لخربشة زي ما يكون ضوافر طويلة بتخربش الأرض
مش عارف الصوت جاي منين ، وقفت و بدأت أدوّر بعينيا عن مصدر الصوت ده ، إفتكرت الكلام اللي قالهولنا الشخص اللي كان هنا عن وجود حيوان بري في الحي و مُختبئ في واحد من البيوت الفارغة ، من بعيد و علي ضوء واحد من عواميد النور الضعيفة ... شُفته
شكله زي شكل الإنسان ، بس الشيء ده مُستحيل يكون إنسان ...
كان ماشي علي إيديه و رجليه ، ضهره محدّب بشكل وحشي ، ضوافر إيديه و رجليه طويلة و بتحك في الأرض ، عريان بالكامل و جسمه كُله أصلع مفيهوش و لا شعرة ، جسمه لونه أصفر غريب
كان فاتح فمه و بيصرُخ صرخة مُخيفة صوتها زي صوت بُكاء الأطفال ، صرخته كانت أكتر حاجة مُخيفة سمعتها في حياتي
جريت و أنا خايف ناحية باب الجراج ، كُنت خايف الشيء ده يكون جاي يقتلني ، بدأت أدخل الكود بتاع باب الجراج بسرعة ، أخيرًا الباب إستجاب ليّا و بدأ يفتح
صوت الباب و هوّ بيفتح خافت جدًا لكن يبدو إن الشيء ده سمعه مُمتاز لأنه إنتبه للصوت و بص عليّا بشر و حقد
عينيه كانت سودا تمامًا و هوّ بيبُص عليّا ، بدأ يتحرك عليّا بخطوات بطيئة ، بيزوم زي الذئب بوحشية
الباب كان إتفتح ، دخلت الجراج بسرعة و ضغطت علي زرار قفل الباب ، كان وصل أدام باب الجراج و وقف يبصلي ، مدخلش الجراج مش عارف إيه السبب اللي منعه ، بس باب الجراج كان بيقفل ببطء
لما باب الجراج إتقفل نهائيًا كُنت شاكر جدًا ليه إنه قرر ميهاجمنيش ، جسمي كُله كان بيترعش من الخوف
.
مراتي كانت نايمة أدام التليفزيون و زي ما توقعت كانت قافلة الأبواب عندًا فيّا
عاوز بس أحذركم ...
خافوا من البيوت المهجورة دي تمامًا ...
الوصف ده بيتشابه جدًا مع وصف كائن إسمه ( The Rake ) تقدروا تشوفوا صوره من هنا : https://goo.gl/Y81gKm
الكائن ده ناس كتير شافوه و وصفوه لكن محدش قدر يمسكه و مفيش دليل علي وجوده ، فهل هو كائن حقيقي ؟
أنا هميل للإجابة بـ آه
لأن مفيش دخان من غير نار
ده فيلم وثائقي بيتكلم عن الكائن ده بالإنجلش لو حد مُهتم يشوفه : https://goo.gl/VnG2Rz
و بالمناسبة الموقع اللي عامل الفيديو مش هوّ الموقع بتاع القصص اللي بترجمها بس هو موقع مُمتع جدًا لو عاوزين تزوروه يعني
طب مُحبين الأسئلة المنطقية الغريبة فيه سؤالين عاوز أجاوب عليهم :
ليه الباب كان مقفول بالترباس من جوا ؟
مراته كانت بتعند معاه عشان خرج غصب عنها
.
ليه كان بيدخل الكود غلط الأول ؟
عشان سكران و مش مركز
.
ممكن يكون سكران و اللي شافه ده مش حقيقي ؟
ممكن جدًا
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم