إزيكم..
أنا هنا عشان أحكيلكم شوية قصص وحاجات حصلتلي على مدار شُغلي كسائق شاحنة خلال الـ 15 سنة اللي فاتوا، حاليًا أنا عايش وبشتغل في الولايات المُتحدة الأمريكية، لكن أنا عشت واشتغلت مُعظم فترات حياتي في قارة أوروبا، بدأت شُغلي كسائق شاحنة لمّا كان عندي 18 سنة، يعني بمُجرَّد ما خلصت دراستي الثانوية
كُنت ناوي أخليها مهنة جانبية مش أساسية، لكن مش دا اللي حصل.. خلال أقل من سنة كُنت وقعت في حُب شُغلي، وفضلت أشتغل فعلًا في المهنة دي وتجاهلت خططي للدراسة الجامعية، لحَد ما لقيت فُرصة إني أروح أشتغل في الولايات المُتحدة الأمريكية، وطبعًا مكُنتش هضيَّع الفُرصة دي..
خلال الفترة اللي فاتت شُفت وخُضت مُغامرات مُخيفة جدًا.. وأنا هنا عشان أحكيلكم عليها
اسمعوني كويس..
.
أولًا إسمحولي أشكركُم أوي وأقولكم إني مبسوط جدًا عشان حكاياتي بتعجبكُم
بس ضروري برضه أقولكم إن قصتي النهاردة غريبة شوية ومُختلفة شوية.. ودا لأن قصتي النهاردة أحداثها مش بتدور في الولايات المُتحِدة الأمريكية، قصتي النهاردة من القصص اللي أحداثها دارت في أوروبا
وخلوني أقولكم إن أوروبا قارة قديمة، البشر عايشين هنا من زمن طويل، بس أنا ليَّا وجهة نظر غريبة شوية، أنا مُقتنِع إن قبل وجود البشر.. كان فيه حاجات تانية عايشة هنا، أنا من الناس المؤمنين بوجود الوحوش ومؤمن جدًا بالروحانيات، ودا بسبب بعض التجارب اللي عشتها وشُفتها، الحاجة بقى اللي مُمكِن أغلبكم يستغربها، هي إن الرعب الأوروبي مُختلِف تمامًا عن الرعب الأمريكي، الأمور في أوروبا أبسط وأسهل بكتير..
خلينا نبدأ قصتنا النهاردة..
أنا فاكِر إننا كُنا في يوم بارد من أيام شهر ديسمبر، وزي أي فصل شتا فالنهار قُصيَّر والليل طويل ومُظلِم، وقتها كُنت لسّه بشتغل في البلقان، اللي هي بلدي في الأساس، الشتا دا كان مُختلف عن أي فصل شتا عدى علينا، كان بارد جدًا لدرجة إني كُنت على وشك أتجمَّد
وقتها كُنت لسّه بسوق شاحنة صُغيَّرة، كُنت قافل الشبابيك وقاعد في الدفا مُستمتِع، فرحان إني بقطع طُرق وبزور مُدن وقرى، كُنت سايق من الصُبح وحسيت إني تعبان وجعان جدًا، شُفت محطة بنزين كُنت عارفها وعارف إن الأكل عندهم كويس جدًا فوقفت على جنب، الساعة وقتها كانت ٨ مساءً، وفي البلقان دا معناه إن الجو مُظلم جدًا لأن هنا الشمس بتبدأ تغرُب الساعة ٤ في فصل الشتا فدا معناه إننا دلوقتي في الليل
ركنت عربيتي وأخدت الچاكيت بتاعي ونزلت، الجو كان برد جدًا، مشيت ناحية محطة البنزين، بصيت في الظلام ولمحت شكل غريب، مكُنتش قادر أعرف دا شكل إيه لأن الجو كان مُظلِم تمامًا، بس الشكل دا كان.. كان شبه بشري، فكرت إن وجوده وسط الظلام الدامس دا شيء غريب، بس بصراحة أنا كُنت جعان فتجاهلت الموضوع
دخلت محطة البنزين وابتسمت بسبب الدفء اللي استقبلني بمُجرَّد دخولي، سلمت على الراجل العجوز اللي قاعد على الكاشير، وعلى الرغم من إنه تقريبًا كان في الخمسينات من عُمره إلا إنه باين عليه القوة والشجاعة، مشيت ناحية تلاجة السندويتشات وإخترت واحد منهم، ومشيت ناحية الرفوف وإخترت شوية حاجات زي نوع اللب اللي بحبه، علبتين سجاير، وشوية مشروبات طاقة، حاسبت الكاشير وقعدت على واحدة من الترابيزات وبدأت آكُل، السندوتش كان طعمه حلو جدًا لكن على ما يبدو إني وبسبب الجوع مشُفتش مكوناته، لأن إتضح إن فيه نوع من أنواع الجبنة، وأنا عندي حساسية من مُنتجات الألبان، بدأت أحس بألم في معدتي فجريت ناحية الحمَّام بسُرعة
فضلت جوا حوالي عشرين دقيقة، ولمَّا خلصت قُمت وأنا عارف إني طول الليل هعاني من المُشكلة دي
كُنت على وشك الخروج من الحمَّام لمّا حسيت إن فيه حاجة غريبة، صوت الموسيقى اللي الكاشير كان مشغلها لمّا دخلت كان متوقّف تمامًا دلوقتي، قلبي كان بيدُق بسُرعة، قلبي كان بيقولي إن فيه حاجة غلط، وقفت مُتردِّد للحظات قبل ما آخد قراري بالخروج من المكان دا بأسرع طريقة مُمكِنة
أخدت حاجتي ومشيت ناحية الكاشير عشان أودّعه، لكنه مكانش موجود مكانه، بصيت حواليا.. بس مكانش له أي أثر، زي ما يكون اختفى تمامًا، كُنت على وشك أمشي لمّا بصيت بالصُدفة لمراية متعلّقة على الحيطة اللي المفروض تكون ورا الكاشير، واللي أنا شُفته كان مُرعِب جدًا
الكاشير كان هناك، واقع تحت الكاونتر، بس مكانش لوحده.. كان فيه راجل تاني وراه وماسك راسه ومغمّض، ثابتين مكانهم، الراجل الغامض باين عليه الرضا، لكن الكاشير.. شاحب وباين عليه علامات الخوف والألم، الشيء أو الراجل اللي ورا الكاشير ملامحه مش باينة بوضوح لأنه لابس كاب ومغطي بيه وشه، فضلت واقف مكاني زي المشلول وأنا مش فاهم إيه اللي بيحصل
استجمعت شجاعتي وحاولت أهرب من المكان دا، لكن الحذاء اللعين بتاعي عمل صوت عالي، الشيء دا رفع راسه ناحيتي بسُرعة مش طبيعية، وساعتها.. عرفت إن الموضوع بينتهي!
كُنت شايفه في المراية وهو بيقف، راسه بدأت تظهر من ورا الكاونتر، كان باصصلي بغضب، وشه كان شاحب جدًا، شكله كان شرير جدًا، عينيّا دمعِت من شدة الخوف، عينيه كانت حمرا وفيها نظرة شر وحقد مش طبيعية، سنانه كانت صفرا وحادة جدًا، كُنت حاسِس إني فريسة واقفة أدام صيَّاد
الشيء دا بدأ يزأر بوحشية، وساعتها.. عرفت إني لازم أهرب من هنا.. حالًا!
وفي أقل من جُزء في الثانية كُنت خرجت من المكان وبدأت أجري ناحية الشاحنة بتاعتي، سمعته وهو بيخرُج من ورا الكاونتر وبيجري ورايا، لكن بمُجرَّد ما وصلت للشاحنة بصيت ورايا، مكانش بيطاردني.. كان واقف على باب محطة البنزين.. مُبتسِم.. عُمري ما هنسى الابتسامة دي طول حياتي
اتصلت بالشُرطة وحكيت ليهم كُل حاجة حصلت
وبعدها بفترة قُليلة انتقلت للولايات المُتحدة الأمريكية ومشُفتش الشيء دا أبدًا مرة تانيةكتير من قصص مصاصين الدماء بتدور أحداثها في البلقان أو في الدول المجاورة ليها عشان كدا كُنت هقول إن الشيء دا مصاص دماء وكان بيمُص دم الكاشير تحت الكاونتر
لولا إنه شافه في المراية ومعروف جدًا إن مصاصين الدماء مش بيبانوا في المرايات وملهمش إنعكاس (من أساسيات الرعب)
فوجهة نظري هتكون إن الشيء دا مُمكِن يكون شيطان من الشياطين اللي بتتغذى على خوف البشر وكان بيتغذى على خوف الكاشير.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم