بنتي اللي عندها ست سنوات، عندها صديقة مُقرَّبة، اسمها إيما مايكلسون، وأنا تقريبًا عارفة عنها كُل حاجة وبالتفصيل، بنتي قالتلي إن إيما بتحب الكلاب جدًا، لأنها وهي صُغيَّرة قطة خربشتها ومن يومها وهي بتخاف من القطط وبتكرههم، إيما بتحب الكُتب اللي فيها صور أكتر من الكُتب اللي كُلها كلام، خصوصًا قصص ميكي وبطوط، وأي كتاب فيه صور لمهور أو أحصنة
شعرها بني ومموَّج، عينيها زرقا مُشرقة ووشها فيه نمش، بتلبس نضارات كبيرة وواسعة على وجهها الصُغيَّر، ركبها وكوعها مليانين خرابيش وجروح صغيَّرة طول الوقت لأنها بتتعوَّر وهي بتلعب، هي اللي قالت لبنتي كدا، بتلبس معطف واقي من المطر دايمًا وهي رايحة المدرسة، حتى لو الدنيا مش هتمطَّر
بنتي كمان قالتلي إن إيما بتحب الرسم، ولونها المُفضَّل هو الأحمر، بترسم كتير جدًا، طول الوقت تقريبًا، حتى أثناء الحصص بترسم
بتحب تغني بصوت واطي وهي بتل الواجب أو بتمتحن، باقي الأطفال بيضحكوا عليها، لكن المُدرسين كانوا بيقولوا إن مفيش مُشكلة في دا
أكتر من مرة قُلت لبنتي تطلُب منها تيجي تلعب معاها هنا في البيت، لكن بنتي قالتلي إن إيما بترفض لأنها بتخاف من عمها، اللي بيحبها جدًا وبيخاف عليها من إنها تتعرَّض لأي أذى برا البيت، زي ما أولاد أعمامها كُلهم تعرضوا لأذى برا البيت
بصراحة ردها مكانش طبيعي ... وقلقني جدًا
.
بنتي جت في يوم وقالتلي إن إيما مش بتظهر لها بشكل كامل، مش بتشوفها زي ما بتشوف الأطفال الباقيين، بتتهز كأنها بتتفرَّج على التليفزيون
بدأت أقلق من البنت دي، بدأت أحس بفضول ناحيتها، البنت الغريبة اللي ظهرت في حياة بنتي فجأة، بدأت أسأل عنها أصدقاء بنتي لكن محدش يعرفها خالص، قررت أدوَّر عليها على الإنترنت، دورت في كُل مُحركات البحث، دوَّرت باسمها وباسم عائلتها، على الفيس بوك وتويتر وكُل مواقع التواصل الاجتماعي، دوَّرت في كُل مكان والنتيجة كانت دايمًا واحدة، لا شيء، كأن البنت دي عُمرها ما كانت موجودة قبل كدا
حاولت أستجوِّب بنتي، لكن كُل اللي كانت تعرفه عنها هو إنها عايشة مع عمها بينجامين، بعيد عن أهلها تمامًا، عايشة في نفس المكان اللي كُل أطفال الأسرة كانوا فيه قبل ما يتأذوا بشدة ويختفوا، لكنها متقدرش تقول لبنتي على المكان دا
قررت أوسع دايرة البحث، بدأت أسأل أهل الأطفال الباقيين، سألت جيراننا، سألت أي حد بقابله في البلدة، لكن يبدو إن محدش فيهم سمع عن بنت بالاسم دا قبل كدا، لكن واحدة من مُسنين البلدة قالت إنها فاكرة الاسم دا، بس مش فاكرة تعرفه منين، نصحتني أروح المكتبة وأدوَّر في أرشيف الصُخف والمجلات، وفعلًا قررت أعمل كدا
.
أنا عارفة معلومات كتير عن إيما، عارفة إن هوايتها المٌفضلة هي الخروج ومُراقبة الطيور، بتحب كيكة الفراولة جدًا، فستانها المُفضل هو فستانها الأزرق اللي مليان زهور بيضا صُغيَّرة، أنا عارفة عنها معلومات محدش يعرفها غيري أنا وبنتي
عارفة كمان إنها بتخاف من محطة القطار بالليل، عارفة إنها بتصحى طول الليل تترعش من الخوف بسبب العفريت اللي ساكن في دولابها، عارفة إنها لمَّا بعدت عن أهلها كانت بتعيَّط طول الوقت عشان والدتها وحشتها، بس هي مكانتش تعرف إنها مش هتقابل والدتها تاني
بس لمَّا رجعت للأرشيف عرفت معلومات تانية ...
عرفت إن إيما مفقودة من 25 سنة، آخر يوم أهلها شافوها فيه كانت خارجة رايحة المدرسة، لابسة فستان أزرق عليه زهور بيضا، فوقيه معطف واقي من المطر، لابسة نضارتها الواسعة علي وجهها جدًا
من يومها محدش شافها!إيما تعرضت لعنف جسدي وغالبًا جنسي وفي النهاية ماتت وجُثتها إتدفت في مكان ما بشكل غير لائق جنب جُثث باقي ضحايا القاتل المعروف بالنسبة لينا دلوقتي بس خلوني أفهمكم
واضح إن فيه حد من أفراد الأسرة أو القريبين منها إسمه العم بينيامين أو بينجامين بيخطف الأطفال كلهم ويغتصبهم ويموتهم
إيما روحها عالقة/قرينها والبنت الصغيرة شافتها وإتكلمت معاها والدليل إنها حكت لوالدتها تفاصيل دقيقة جدًا جدًا محدش كان يعرفها.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم
