كُنا متعودين نقضي وقتنا وسط المقابر، مكان غريب.. صح؟ بس الميزة اللي فيه إن مبيبقاش فيه حد حوالينا مُمكِن يشوفنا وإحنا بنشرب سجاير، كُنا يومها في المقابر بندخَّن، أنا، جيمي، كيفن، شون، وسام، جيمي كان المجنون بتاعنا، فجأة.. خرَّج من شنطته سبراي وبدأ يلوِّن شاهد قبر قريِّب مننا، وعلى الرغم من إننا طلبنا منه أكتر من مرة إنه يبطَّل اللي بيعمله، لكن هو مكانش مُهتَم بكلامنا، قررنا منبوظش اليوم، وبدأنا نضحك عليه وعلى اللي بيعمله، خرجنا الماريجوانا اللي معانا وبدأنا نشوف هنعمِل إيه
فجأة ظهر راجل عجوز، هدومه كانت قذرة ومقطعة، دقنه مُتشابكة ومليانة قذارة، شكله غريب أوي، بس إحنا كُنا فاكرين إنه مُشرَّد كان نايم وسط المقابر وإحنا أزعجناه أو حاجة زي كدا، بس هو قال إنه من القائمين على رعاية المكان، واللي قاله بعد كدا كان غريب أوي، قالنا: " أنا اللي براقب الناس هنا! أنا المُكلَّف بحمايتهم منكم ومن اللي زيكم! انقلعوا من هنا! "
آه.. هو قال انقلعوا.. زي ما يكون جاي من القرن الـ 18 بالظبط
جيمي ضحك في وشه وهو بيقوله بسُخرية: " طب يلّا امشي من هنا يا لعين إنت، إحنا مش بنزعِج حد خالص، وأي حد مش عاجبه اللي بنعمله، ييجي يشتكيلي بنفسه "
ورشه بالسبراي في وشه، كيفين قام من مكانه فورًا وحاول يمنعه، بس زي ما قُلتلكم، جيمي مجنون، عشان كدا كان لازم نمنعه وإلا هيتمادى في الموضوع، الراجل العجوز كان بيصرُخ بغضب بكلام مش مفهوم، بس صوته كان مُرعِب ومليان شر، واختفى، ولمَّا بقول اختفى هنا مقصدش بيها إنه مشى أو كدا، لا.. هو اختفي كأنه مكانش موجود أصلًا، فجأة جيمي لقى نفسه بيرش السبراي في الهوا!
ساعتها كُلنا كُنا بنترعش من الخوف، في النهاية اتهمنا سام إنه جاب لنا ماريجوانا مغشوشة، بس هو أنكَر وقال إنه جايب حاجة كويسة ومفيش نقاش في الموضوع دا، قرَّرنا نروَّح وننام
تاني يوم، شون كلمني، قالي إنه راح الصُبح وإتأكِّد بنفسه، القائمة على العناية بالمقبرة دي ست مش راجل، وهي كانت تعبانة ومراحتش المقابر إمبارح أصلًا
حاجة مُخيفة.. صح؟
.
تعديل: فيه حاجة غريبة بتحصَل، أنا شُفت الراجل العجوز دا مرة تانية النهاردة، بس مش في المقبرة، لا.. شُفته برا شباكي، حكيت للشباب، جيمي قال إن كُنت سكران وبيتهيألي، بش شون بان عليه الخوف وبشرته بقت شاحبة وهو بيسألني عن كُل التفاصيل
حاجة غريبة!
.
تعديل 2: لا، واضح إن فيه حاجة غريبة فعلًا بتحصَل، جيمي كان تعبان أوي إمبارح، كان بيخرَّف وسط تعبه وهو بيتكلِّم عن الراجل العجوز دا، رحنا زرناه في المُستشفى، بشرته كانت شاحبة لدرجة إنها بدأت تتحوَّل للون الرمادي، مكانش عارف إننا موجودين أصلًا، كان بيخرَّف، ووسط تخاريفه كان بيقول: " هو فين؟ هو فين؟ ليه مقدرتش أشوفه وهو جاي، أنا لازم، لازم أقوم، الراجل العجوز جاي، هو جاي، هو جاي، هو جاي "