اللقاء الأول" لما تيجي الساعة ١٢"

5.1K 182 9
                                    


الساعة: العاشرة والنصف مساءً - متأخر نص ساعة انت يا أستاذ (أحمد). قُلت هذه العبارة وأنا على وجهي ابتسامة خفيفة لصاحب أول لقاء وأول قصة سوف أسمعها أستاذ (أحمد عمران جمال)، ليرد علي بنبرة كئيبة قائلًا: - الحقيقة أنا كنت بفكر مجيش أصلًا... سألته في اهتمام: - ليه يا أستاذ (أحمد)؟! أخذ تنهيدة طويلة ثم وجه نظره إلى الأسفل قائلًا: - لإني بحاول أنسى اللي حصل، بحاول أنسى أسوأ أيام حياتي اللي عشتها في الفترة

دي، بس لما شوفت البوست اللي حضرتك نزلته حسيت إني عايز إحكيهالك مش عشان تتعمل فيلم أو غيره أنا مش هاممني ده، بس أنا عايز أحكي مش أكتر... - وأنا سامعك، يلا احكيلي إيه بقى اللي بيحصل لما الساعة بتيجي ١٢؟! كان بيحصل كل حاجة وحشة ومفزعة في بيتنا، ابني اسمه (خالد) عنده ١٩ سنة طلب مني في يوم إنه يطلع رحلة مع أصحابه في الساحل يصيفوا ويتبسطوا، وأنا وافقت وفعلًا راح معاهم وقعد أسبوعين ورجع، بس بعد ما رجع كل حاجة فيه اتغيرت بقى بيعمل حاجات غريبة حتى نظرات عينه بقت تخوف... أول يوم لما رجع لاحظت عليه ده واتكلمت مع والدته قالتلي يمكن جاي تعبان من السفر بس بالليل ولما الساعة جات ١٢...


اليوم:٢٠/٨/٢٠١٥ الساعة: الثانية عشرة ليلًا - (خالد) حبيبي إيه اللي موقفك في الطرقة لوحدك كده بتعمل إيه؟! نظر (خالد) بعينيه إلى والده وهو يحدق فيه بشدة وبدون رد... - انت يابني أنا مش بكلمك، رد عليا! لم يلتفت (أحمد) إلى السكين التي كان يخبئها (خالد) خلف ظهره وبابتسامة عريضة رسمت بملامح مرعبة على وجه (خالد) وجه السكين في وجه والده وكأنه يريد ذبحه، أمسك والده بيده وحاول إبعاد السكين عنه وحاول إيقاع السكين من يده ولكن شعر (أحمد) بقوة كبيرة في جسد ابنه وكأنه يمسك بأيدي العديد من الرجال وبصعوبة تمكن من إيقاع السكينة من يده، ليصرخ بشدة في وجهه

:قائلًا

انت إيه اللي كنت بتعمله ده انت اتجننت، عايز تموتني؟! ومع صوت الصراخ المرتفع هذا خرجت زوجة (أحمد) من غرفتهم بعد أن فزعت من نومها لترى ما يحدث في الخارج، وعندما شاهدت صراخ زوجها في وجه ابنهما الذي كان يقف أمامه في حالة ذهول وصمت اقتربت من ابنها لتأخذه في حضنها قائلة بلهفة: - فى إيه يا (أحمد) بتزعقله كده ليه إيه اللي حصل؟! رد بنبرة غاضبة بشدة: - كنت رايح المطبخ أشرب لاقيته واقف في الطرقة ومش بيعمل حاجة قربت منه وبسأله بتعمل إيه طلع السكينة دي وكان بيوجهها ناحيتي كأنه عايز يموتني! ظهرت ملامح الدهشة على وجه زوجته التي أخرجت ابنها من حضنها سريعًا لتسأله قائلة

- الكلام ده بجد؟!.. إزاي تعمل كده؟! وبنبرة غاضبة تدخل (أحمد) قائلًا: - انت هتفضل ساكت كده لحد إمتى يابني اتكلم وفهمنا في إيه.. لم يعلق (خالد) بأي شيء، كل ما فعله هو أن تركهم بخطوات بطيئة وهادئة للغاية وهو متوجه ناحية غرفته ليدخلها ويغلق الباب في وجههم... *** - وبعدين؟! - قعدنا أنا وأمه نخبط عليه الباب عشان يفتحلنا ونحاول نتكلم معاه خصوصًا إنه كان فيه صوت خبط ورزع جاي من أوضته بس شوية وسكت ماكناش عارفين إيه اللي حصل ده ولا معناه إيه، والصبح بعد ما صحينا حصل حاجة طمنتنا شوية...

اليوم:٢٠/٨/٢٠١٥ الساعة: الحادية عشر ظهرًا - جلس (أحمد) وزوجته على طاولة الإفطار كعادتهم في كل صباح ولكن كانوا في حالة صمت رهيبة؛ فعقلهم عاجز عن تحليل وتفسير سبب ما حدث، وفجأة... دخل عليهم (خالد) وعلى وجهه ابتسامة خفيفة قائلًا بحماس: - صباح الخير.. نظروا إليه في تعجب شديد ودهشة، ليسألهم قائلًا: - في إيه بتبصولي كده ليه؟! تحدث (أحمد) بنبرة صوت بها بعض اللعثمة قائلًا: انت، انت إيه الل... اللي عملته إمبارح ده؟! سألهم في فضول: - عملت إيه؟! - طبعًا لما حكيتله افتكرني أنا وأمه


بنضحك عليه واحنا ماكناش فاهمين هو إزاي مش فاكر اللي حصل ده.. بس اللي طمنا إنه كلنا بعد ما هدينا استنتجنا إنها حالة مشيان أثناء النوم مش أكتر، هو أينعم كان عندنا رعب من إن ده يتكرر بس برده كنا متطمنين أن إحنا عرفنا السبب، قعد وفطر معانا وحاولنا ننسى اللي حصل بأي شكل، أمه قالتلنا إن أختها جاية النهارده وجايبة معاها ابنها الرضيع وهيباتوا عندنا النهاردة، هو فرح أوي خصوصًا إنه كان بيحب خالته دي أوي وبيحب ابنها برده، بس اللي حصل المرة دي ماكنش ينفع يتفسر..






منتصف الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن