اليوم:٧/٦/١٩٩٥ الساعة: الثالثة عصرًا استيقظ عادل من نومه في حالة رعب شديدة طوال اليوم تطارده كوابيس مزعجة يرى فيها جسد زوجته الذي غُطي بالدماء ومشاهد لحسان وهو يعاشر زوجته وهي تحاول مقاومته، أخذ أنفاسه ثم تذكر ليلة أمس
وأن هناك أمرًا هو الذي يستحق التفكير الآن هل الجثة اختفت حقًّا من الحمام أم لا سريعًا توجه من على الفراش إلى الحمام وإذا به يجده مرتبًا ونظيفًا فارغًا من أي بقعة دماء وبالتالي فارغًا من أي جثث، ابتسم لا إراديًّا واطمأن قلبه، ولكن هناك مشكلة كانت تشغل باله ماذا سيفعل عندما يسأله أهلها عنها ولكنه وجد أنه لا توجد مشكلة من الأساس فالأمر تم بنجاح ولا يوجد أي جثة فكيف سيكشف أمره، وجد أن الحل المناسب هو أن ينتظر قليلًا ثم يقوم بعمل بلاغ باختفاء زوجته وبعدها سينتهي الأمر تمامًا، شعر أن أحدهم يجلس معه في المنزل يشعر بأنفاسهم ولمساتهم الخفيفه وكأنهم يداعبونه، الآن هم حمايته وعزوته ضحى بكل شيء حتى ينال رضاهم
الساعة: الثانية عشرة ليلًا - هي ماما فين يا بابا؟ قالها مصطفى بعد أن قام عادل بإحضاره من منزل أهل زوجته "رحمها الله" جاوبه أبوه بثقة مطمئنًا له: - راحت تشتري شوية حاجات للبيت يا حبيبي وهتيجي تاني، يلا اطلع انت بقى أوضتك نام لإن عندك مدرسة بكرة. - بس أنا مش بعرف أنام إلا لما ماما تقعد جنبي لحد ما أنام.. - مصطفى حبيبي، ماما هتتأخر وانت لازم تنام، بكرة هتلاقيها معاك وتنيمك - لا أنا هقعد أستناها.. صرخ في وجهه: - وبعدين بقى أنا مش قُلت تتنيل تنام بتتكلم كتير ليه يلا على أوضتك وماشوفش وشك غير الصبح عشان تروح المدرسة
طب أنا جعان يا بابا - مفيش طفح يلا اتفضل على الأوضة.. بملامح حزينة امتزجت برعب غادر مصطفى باكيًا ليتوجه إلى غرفته بينما ذهب الثاني إلى المكتب يتصفح الكتاب الذي أعطاه له حسان الكتاب كان مليئًا بتعاويذ لتسخير وتحضير الجان وأيضًا طلاسم ورسومات غريبة كتب على كل واحدة أسماء الجان التي تحضر عند رسمها بينما هو منشغل في قراءته والنظر فيه شعر وكأن صوتًا ما يهمس في أذنيه كان يشبه هذا الصوت صوت زوجته نظر حوله كان شيء ما بداخله يحدثه أنها مجرد تهيؤات لما حدث له ليلة أمس ولكن تزايد الصوت حتى اتضح ما يقوله في تلك الهمسات فكانت تقول: - هقتلك هقتلك هقتلك.. فزع ليقف من على مقعده سريعًا يلتفت حواليه يمينًا ويسارًا يشعر وكأنها
وراءه يشعر بأنفاسها بنبرة صوتها المشحونة بغضب وانتقام انقطع النور عن المكتب فجأة، ليلمح بعدها خيالات تأتي من جانبه صوت أنين لامرأة تبكي حاول تتبع الصوت ولكنه لا يرى شيئًا في ذلك الظلام ولكنه يحفظ مكان الشموع اتجه سريعًا نحوها ليشعل أحدها متجهًا بضوئها المرتعش نحو الصوت ليجدها هي زوجته تجلس على الأرض وتضع يدها على وجهها تبكي بحرقة ما أن اقترب منها حتى أمسكت برقبته بقبضة قوية شعر بأن روحه ستنقلع بسببها استمرت في خنقه بقوة لم يستطع أن يصرخ حتى فتح باب مكتبه لتختفي هي بينما ينظر هو نحو الباب ليجد مصطفى ينظر له في ذهول، قام سريعًا من على الأرض متوجهًا نحوه ليعنفه وهو ينهج: - انت إيه اللي خرجك من أوضتك مش قولتلك تنام
انت قتلت ماما ليه بابا؟! سمعه وكأن صاعقة من السماء وقعت عليه ليرد بلعثمة: - إيه... إيه اللي انت... انت بتقوله ده جبت الكلام الأهبل ده منين؟؟ - ماما جاتلي الأوضة وحكتلي وقالتلي كمان إنها زعلانة منك أوي و.. - وإيه؟!، كمل قالتلك إيه تاني؟ - قالتلي إنها هتقتلك
اليوم:٨/٦/١٩٩٥ الساعة: التاسعة مساءً - اهدى إزاي بعد اللي قُلتهولك ده بقولك الولد جه وقاللي إنها حكتله كل حاجة
وقالتله إنها هتقتلني إزاي ده يحصل ما تفهمني.. رد عليه بنبرة هادئة (باردة): - مش يمكن الولد كان بيخرف ومجرد خيال أطفال. - وانا كمان بخرف!، بقولك حسيت بيها شوفتها وهي بتخنقني لولا إنه جاه كان زماني ميت.. أخذ أنفاسه ثم أردف: - انت لازم تشوفلي حل في اللي بيحصل ده حياتي اتحولت... بتتحول لجحيم يا حسان.. أخذ تنهيدة بسيطة ليرد: - واضح إن روحها مش مرتاحة ومش راضية عن اللي حصلها.. - وإيه الحل هستناها تموتني؟! - لا... أنا هروحلك البيت وأشوف الموضوع ده بنفسي بس بحذرك بعد الموضوع ده ما
أخلصهولك ويتم مش عايز أشوف وشك عندي تاني انت فاهم؟ - فاهم، بس تخلصني... *** الساعة: الثانية عشرة ليلًا - أستاذ شعيب حضرتك معايا؟ قالها مصطفى بعد أن لاحظني شاردًا وهو يروي لي تفاصيل حكايته ظن أنني قد شردت عنه ولكن الحقيقة إنني شردت في التفكير في تفاصيل أحداث قصته وأنا أتخيل أبطالها لعلك كنت تتخيلهم أنت الآخر! - أنا معاك يا مصطفى كمل.. - بعد كده راح حسان معاه فعلًا وأنا كنت في البيت اليوم ده، طلب منه إنه ياخدني ويمشي ومانجيش البيت قبل ساعتين وفعلًا
أبويا أخدني ولأول مرة أحسه خايف وقلقان بالشكل ده كل اللي أعرفه إني كنت كارهه، حاسس بخوف مش طبيعي وأنا معاه عدى الساعتين عليا كإنهم سنتين لحد ما رجعنا البيت وشوفت أفظع منظر ممكن أكون شوفته في حياتي حسان جثته كان كل جزء فيها في مكان في شقة الدم كان في كل مكان دخل الشقة وأنا وراه بس فجأة حسيت بحاجة غريبة بتزقني برا الشقة أما هو فشوفته وهو بيحاول يلحق الباب قبل ما يتقفل عليا جوا ماحستش بالدنيا ساعتها وأغم عليا، فقدت النطق لمدة أربع سنين بعدها أما هو فللأسف مامتش بس كان في حالة غريبة كان مرعوب بعد ما خرج من الشقة اعترف بكل اللي عمله في أمي، بس حالته خليته يتنقل مستشفى الأمراض العقلية وقعد فيها لحد ما مات، كان نفسي أنا اللي أموته بإيدي بس للأسف مالحقتش
أنت تقرأ
منتصف الليل
Horrorقصةً حقيقيةً بأحداث وأشخاص واقعيين وتوصلت إلى طريقة تجعلني أحصل على ما أريد وسأخبرك هنا لا تقلق... كل ما سوف أطلبه منك عزيزي القارئ، هو أن تلتزم باسم تلك الرواية ولا تقرأ أي لقاء إلا في منتصف الليل، فأنا لم أكتب أي لقاء منهم إلا في منتصف الليل...