اليوم: ٤/٦/١٩٩٥ الساعة: العاشرة مساءً في إحدى ضواحي منطقة السيدة زينب بالقاهرة كان عادل يتوجه في إحدى حواريها الضيقة والمظلمة لا يوجد فيها
سوى الدراويش وبعض البيوت الصغيرة التي يسكنها الدجالين ويأتي إليهم العديد من النساء منهم فاعتقادهم أن أولئك المغيبين والمضللين يستطيعون جلب المعجزات إليهم فهؤلاء لا يستطيعون إلا جلب الشر إلى الناس وحتى إلى أنفسهم وبعد سير لم يستمر طويلًا دخل عادل إلى باب أحد البيوت العتيقة ليدخل إلى مكان امتلأ فيه دخان البخور رديء الرائحة وهناك العديد من الرجال والنساء يجلسون في ترقب وانتظار اقترب عادل من أحد الشباب ذوي البشرة السوداء يرتدي عباءة سوداء تجعله أكثر رعبًا خصوصًا عندما تنطر إلى عينيه التي تحدق وكأنها ستنقلع من وجهه اقترب منه ليسأله هامسًا: - الشيخ حسان جوا؟ التفت الآخر حوله وكأنه يتأكد بأنه لا يوجد من يراقب حديثهما، ثم أردف
أيوا جوا عايز تدخله دلوقتي؟ - ياريت - هات متين جنيه وأدخلك قبل أي حد تاني - بس هو اللي محتاج يقابلني.. حدق في عيني الشاب ليعقد حاجبيه في جدية: - انت اتجننت من إمتى الشيخ حسان بيحتاج يقابل حد! رد متوترًا: - أنا ماقصدش بس هو فعلًا كان عايز يقابلني وأنا كمان عايز أقابله ياريت تدخل بس وتقوله عادل عرابي برا وشوف هيقولك إيه... - طيب خليك هنا. لم تمر سوى ثوانٍ قليلة ليخرج الشاب من باب الغرفة الحمراء الذي يوجد في مؤخرة البيت مشيرًا لعادل بأن يقترب ويدخل الغرفة، اقترب عادل بخطوات سريعة حتى دخل إلى الغرفة ليدخلها ويغلق بعدها ذلك الشاب الباب من خلفه، بخطوات بطيئة تحرك
عادل في الغرفة المظلمة والتي ينبعث من كل أرجائها دخان البخور اللعين هذا لا يوجد أي إنارة سوى النور الذي يوجد فوق المقعد الذي يجلس عليه حسان هذا الشيطان المهيأ في صورة إنسان يجلس على مقعد كبير يمسك في يده ورقة وفي يده الأخرى جسمًا لدحاجة قد ذبحها بسكينه الموجود على المنضدة التي تقع أمامه، كان يضع دماء رقبة الدجاجة المذبوحة تسيل فوق الورق الذي يمسكه وهو ينظر إلى الأمر في ترقب شديد لم يهتم حتى بدخول عادل عليه الغرفة اقترب منه عادل في خطوات حملت توترًا وقلقًا حتى قطع صمته بنبرة قلقة: - السلام عليكم يا شيخ حسان؟ رد عليه بحسم: - من إمتى وفي هنا سلام، ماتنطقش الكلام ده هنا تاني.. رد في خوف
حاضر يا شيخ، أنا آسف. أمره بالجلوس ولم يتكلم حتى انتهى من تفريغ الدماء في أوراق أخرى حتى أصبح المكان من حوله مليء ببقع الدماء التي لم تكن فقط من الدجاج فيبدو من رؤوس الماعز التي توجد أمامه على المنضدة أنه كرر الأمر نفسه معهم، أخذ أحد الأوراق المليئة بالدماء ليمسح بها وجهه، كان يبدو على وجهه استمتاع رهيب بما يفعله أصبح وجهه ملطخًا بالدماء، أسند رأسه على مقعده ليقطع صمته: - عندك جديد تقوله؟ رد بلعثمة: - بصراحة... لا. - أومال جاي هنا ليه، مش قولتلك رجلك ماتخطيش هنا إلا لما توصل لحل - أنا مابقتش عارف أعمل إيه مراتي مش موافقة مش راضية تقتنع وتصدقني وتوافق
على العهد. - هما مش هيستنوا أكتر من كده بعد يومين من دلوقتي لو ابنك ومراتك نفذوا العهد وأقسموا بأساميهم وسلموا نفسهم ليهم الانتقام هيكون عسير. - بس هي مش هتوافق ورافضة الفكرة بس أنا بحاول معاها وبرده مش قادر عليها وخايف اليومين يعدوا قبل ما توافق استعدل رأسه محدقًا له بعينيه المغطاة بالدماء: - ساعتها بقى هيكون في حل تاني هقولهولك وقتها ثم تابع ليسأله في اهتمام: - قولي انت عملت زي ما قولتلك ورسمت الطلاسم اللي اديتهالك على ضهرك وإيدك؟ - آه طبعًا - وخليت البيت من أي مصاحف أو آيات قرآنية؟ - الحقيقة لسه لإن فيه صور ولوحات عليها
آيات دينية هي بتعزها أوي وأظن أنها هتلاحظ لما أشيلها.. رد بانفعال: - مفيش حاجة اسمها كده، ده أمر ولازم تنفذه بعد قراءة التعاويذ والقسم وقول القسم لابد إنه لا يوجد أي آيات في بيتك.. ابتسم ابتسامة شيطانية ثم تابع: - هما دلوقتى شركائك في البيت وفي كل مكان ولازم تمنع أي شيء يزعجهم، مفهوم؟ - مفهوم يا شيخ أسند رأسه مرة أخرى ثم أردف: - وقتك خلص يلا قوم
...
أنت تقرأ
منتصف الليل
Horrorقصةً حقيقيةً بأحداث وأشخاص واقعيين وتوصلت إلى طريقة تجعلني أحصل على ما أريد وسأخبرك هنا لا تقلق... كل ما سوف أطلبه منك عزيزي القارئ، هو أن تلتزم باسم تلك الرواية ولا تقرأ أي لقاء إلا في منتصف الليل، فأنا لم أكتب أي لقاء منهم إلا في منتصف الليل...