"3" اللقاء الثاني

1.5K 119 0
                                    


- في اليوم التاني صحيت ورُحت الجامعة وكل حاجة كانت ماشية تمام وقابلتها على السلم وكانت بتطلع كيس الزبالة وسلمت عليا وكل يوم كانت تيجي تقعد معايا بالليل، صراحة كانت مسلياني، لحد ما في يوم بالليل فتحت باب الشقة عشان أخرج كيس الزبالة ولاقيت راجل واقف قدام باب الشقة وبيفتحها... ودخل جواها بسرعة ماكنتش عارفة ده مين لإني كنت دايمًا بشوفها في البيت لوحدها ومفيش أي حد بييجي يزورها حسيت إني هكون فضولية زيادة لو سألته انت مين، دخلت الشقة وقفلت عليا الباب، بس تاني يوم بقى الصدفة عملت معايا خدمة كبيرة

اليوم: ١/١١/٢٠١٧ الساعة: العاشرة صباحًا خرجت (ريم) مسرعة من باب شقتها، متجهة نحو الأسانسير لتجده يقف بالقرب من بابها ذلك الرجل الذي رأته أمس يفتح باب شقة مدام (نجوان) اقتربت منه لتقول بنبرة منمقة: - صباح الخير.. التفت إليها برأسه ليرد عليها الصباح ثم يلتف مرة أخرى سريعًا مدققًا نظره في باب الأسانسير... سألته في فضول: - أومال المدام فين؟ التفت إليها هذه المرة بكامل جسده ليسألها باهتمام: - مدام مين؟! - مدام (نجوان)!.. ظهرت على ملامحه الدهشة ليسألها في

اهتمام قائلًا: -

وانتي تعرفيها منين؟! - أصل أنا ساكنة هنا جديد، وهي كانت جارتي وكنا بنتكلم كل يوم تقريبًا بس إمبارح ماشوفتهاش خالص ولا حتى دلوقتي مع إنها كانت بتسلم عليا قبل ما أروح الجامعة... رد عليها بنبرة غاضبة: - انتي بتقولي إيه!؟... إنتي مجنونة أكيد، إزاي يعني بتشوفيها كل يوم وهي ميتة بقالها سنتين! سمعت هذه العبارة وكأن أحدهم ضربها بعصا غليظة على رأسها، كيف هذا فهل كانت تجلس طوال هذه الفترة مع امرأة ميتة منذ عامين، ولكن مهلًا لابد أن هناك شيئًا خطأ في هذا الموضوع... سألته بلعثمة: - انت... انت بتقول إيه؟!، وبعدين انت مين أصلًا وجبت الكلام الفارغ ده منين؟ أخذ شهيقًا يدل على حيرته ليرد قائلًا

أنا أبقى (كريم فؤاد) ابن الست اللي انتي بتسألي عليها دي وماتت من سنتين، والشقة دي فعلًا بتاعتها، وعلى فكرة هي كانت صاحبة العمارة كلها كمان، ومن ساعة ما ماتت ومحدش بيدخل شقتها وهي مقفولة، وانا سافرت برا مصر فترة كبيرة بحكم شغلي، ولما رجعت جيت عشان أقعد فيها فهمتي؟! شعرت (ريم) بدوار في رأسها وكأنها إذا سمعت أي كلمة أخرى، سوف تقع مغشيًّا عليها فورًا... سألها (كريم) وهو ينظر لملامحها التي سيطرت عليها الصدمة والذهول قائلًا: - انتي كويسة؟ لم ترد ولكن هزت رأسها لتشير بلا... أمسك هو يدها بسرعة قائلًا لها: - طيب تحبي أوصلك لحد شقتك ترتاحي... ردت أخيرًا لتقطع صمتها بصوت يتضح فيه

صعوبة النطق قائلة: - لا شكرًا أنا هروح بنفسي.. استدارت لتذهب إلى شقتها ولكن لم تكمل خطوتين إلا وقد وقعت مغشيًّا عليها أرضًا



منتصف الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن