اللقاء الرابع" الحوت الأزرق"

1.6K 113 12
                                    

اليوم:١٧/١/٢٠١٨ الساعة: الواحدة ظهرًا استيقظت متأخرًا للغاية عن موعد استيقاظي اليومي الذي في العادة لا يتجاوز الساعة الحادية عشرة صباحًا، ولكن لا مشكلة فأنا قد سهرت طوال الليل في تدوين حكاية اللقاء الثالث الذي انتهيت أنت من قراءتها في الصفحات السابقة أتمنى أن تكون قد نالت إعجابك عزيزي القارئ، وها هو اليوم الرابع واللقاء الرابع أيضًا... كالعادة الحماس متملك مني وأظنه سيتملكك أنت أيضًا عند معرفة اسم الحكاية "الحوت الأزرق" لا أعلم إذا كانت

لها علاقة باللعبة اللعينة التي اشتهرت في الآونة الأخيرة والتي تحمل نفس الاسم أم إذا كانت ليست لها علاقة بها وفي الحالتين فأنا مستعد لسماع حكاية جديدة تجلب لي مزيدًا من الكوابيس السعيدة!... دعني كالعادة أعرفك على اسم بطل اللقاء (حازم سعد) شاب في السابعة عشر من عمره وأنا أعشق هذا السن الذي يحمل الكثير من الجرأة والمخاطرة والمغامرة فأظن أنه سيأتي لي بما يسعدني... الغريب أنني لأول مرة سأستقبل أحدهم في الظهيرة، ولكنه قالى لي شيئًا لم أفهمه أثار فضولي أكثر، قال أنه ليس من الضروري أن يأتي مساءً أو صباحًا لأن من سيحكي القصة لن يكون هو، سألته من سيكون إذًا؟.. طلب مني الشرح عند المقابلة وقد اتفقت معه على موعد في تمام الساعة... إذًا الباب يطرق فهو قد وصل وأظنك علمت أنت أيضًا علمت الموعد الذي

اتفقنا عليه، فتحت له الباب لأجد شابًّا وسيمًا شعره مهندم فهؤلاء الشباب يقضون عند الحلاقين وقتًا أكثر من الذي يقضونه في بيوتهم، دخل ليصافحنى بابتسامة خفيفة على وجهه، سِرت أمامه حتى وصلنا إلى غرفة مكتبي لأجلس على مقعدي ويجلس هو أمامي، سألته بابتسامة خفيفة: - إزيك يا حازم؟ - تمام والله.. إزاي حضرتك انت؟ - أنا زي الفل.. ثم استكملت حديثي في اهتمام: - قولى إيه كنت تقصد إيه لما قولتلي إنك مش انت اللي هتحكي القصة؟ - بص هو كل تفاصيل القصة دي موجودة معايا في ورق صاحب القصة نفسه، الحادثة نفسها هو اللي كاتبها.. سألته وأنا أحك ذقني: - طب وهو ماجاش بنفسه ليه يحكيهالي؟


اختطف نظرات إلى الأرض ثم نظر لي مرة أخرى: - ماينفعش لإنه.. مات. - يعني دي كانت مذكراته؟ - تقدر تقول كده، أنا قريتها مرة واحدة ومش عايز أقراها تاني لأنها فعلًا دخلتني في حالة اكتئاب، بس هو كان بيحب رواياتك أوي وكان دايمًا نفسه يكون مؤلف زيك كده وليه جمهور كبير وده اللي خلاني آجي وأديك الورق.. - هو اسمه إيه؟ - قبل ما أقول لحضرتك اسمه أنا عندي طلب بس وبعد إذنك إقبله.. - أكيد يا حازم، اتفضل اطلب... - أنا الورق ده أخدته من أوضته ومحدش من أهله حتى يعرف التفاصيل الموجودة فيه، ده حتى محدش فيهم رضي يتكلم مع أي صحافة أو يطلع في برامج زي ضحايا كتير بسبب لعبة الحوت الأزرق فعشان كده مش عايزك تجيب


اسمه خالص في القصة اللي هتكتبها عنه، ممكن؟ فكرت قليلًا في صمت ثم قطعت صمتي بابتسامة خفيفة: - حاضر أوعدك بده، بس ممكن بقى أعرف اسمه أنا.. عزيزي القارئ تعودت أن أتعامل معك بمصداقية في تلك الرواية وأن أروي لك كل كلمة سمعتها من الراوي: ولكن آسف فلن أستطيع إخبارك باسم ذلك الشاب وأظنك تعلم السبب، لم تستمر مقابلتي مع حازم أكثر من هذا سلم لي الأوراق وصافحني لينصرف من مكتبي... تاركًا لي مذاكرات هذا الشاب الذي قرأتها بشغف واستمتاع كبير... دعني أن أصارحك بأن هذه الأوراق لا تحتاج إلى من يصيغها في صورة قصة فمن كتبها هو الشاب (ي، ف) وقد روى فيها كل شيء حدث له

منتصف الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن