🌿الفصل السابع عشر 🌿

14.9K 533 63
                                    

البارت السابع عشر
#أغتيال_البراءة
#البارت_السابع_عشر
_**___**___**___**___&&&
بعد أن سقط صهيب اثر طلقة ناصر لقلبه، ينهض ناصر من عثرته وينظر بسخرية إلي جسده المسجي ويركله بقدمه ، للاستهانه به متهكمآ من موته علي يده ويذهب بعدها الي حمزة الصامت بصدمة موت ابيه وصديقه وأخيه، ورفيقه صهيب الذي كان يمثل له كل انواع العلاقات الانسانيه ، ناظرآ اليه بشر وحقد وغضب"
بجي انت بتتحداني يا واد الحرام أنتِ، بتفكره بوك وليك مال عندينا انت ملكش الا الموت انت وامايتك الزانيه ولأجل خاطر حبك للأهطل صهيب هرميك حي في البير جبله علشان تتلجاه ودمك يسبج دمه "
ليسمع من خلفه صرخت مريم الملتاعه علي فقد حبيبها وابنها المهدد بالموت ليزيد فاضل من اوجاعها باستباحه شرفها والإقدام علي اغتصابها امام أبيها وأبنها "
تحاول أن تهرب من فاضل الذي سيطرت عليه رغبته فيها ونسي او تناسي ان من واجبه الحفاظ علي شرفها،وليس استباحته لتصرخ وولدها يترصد بعينها كل حركتها وصرخاتها ومقاومتها له ، الا ان مقاومتها تنهار بعد ان أقدم اخاه منصور علي الامساك بها ليسهل من سيطره اخيه فاضل عليها لتصرخ بقوة وتستغيث لكن سواد قلوبهم صم علي أذانهم فلا يسمعون استغاثتها أو رجاء عمهم بأن يرحموها لانها في مقام اختهم ودمها من دمهم ويجب عليهم حماية شرفها
ليضحك فاضل بشر وهو يمزق عنها ثيابها وابنها ينظر لها ودموعه تتحجر في مقلاتيه وهو يري امه تغتصب وينتهك جسدها بحقارة وابيه قتل أمامه وساح دمه وجده لا حول له ولا قوة لتعلو صرخات مريم تدوي دخل الكهف بعد أن تاكدت ان شرفها سيغتال لا محاله، وتنظر الي جسد صهيب الملقي ارضآ وتصيح بألم يمزق القلوب"
صهيب خدني معاك يا صهيب متسبنيش للعار الموت معاك هيكون جنتي متسبنيش للجحيم والعار خدني يا صهيب
لتنظر الي السماء باكية برجاء يارب يارب ارحمني يارب
لتري جسد صهيب المسجي والسابح في دمائه يتحرك ليهب واقفا بشكل مخيف من أثر الدماء التي لطخت جسده ووجهه كأنه شيطان بعث من الجحيم لينتقم"
يثور بغضب عليهم ويضرب كل ما تطال يده وناصر خوفا منه يطلق عليه عدة اعيرة منها ما يصيبه وما يخطأ يرد الخلاص منه قبل أن يقدم هو علي قتله "
ينظر إليه صهيب بعيون ماتت فيها الحياة ، ويخلص حمزه من يده ويسدد إليه عدة لكمات في معدته وصدره ويحمله ليلقيه علي الجدار بقوة ليسقط ناصر مغشيا عليه والدماء تسيل من رأسه بغزارة ، يجري علوان من امام صهيب خوفآ منه بعدما رأي الذي فعل بناصر ويترك منصور مريم ليجري هو الاخر ليذهب صهيب الي فاضل الذي ابتعد عن مريم واحتمي خلفها خوفأ من بطش صهيب به الذي اغروقت عينها بالدم والدموع ، ليجذبه صهيب من خلفها بقوه ليلكمه يجري منه فاضل بسرعه بلا هدايه ،ليهوي داخل البئر وينال جزاؤه سريعا بعد تفكيره في التعدى علي شرف وعرض بنت عمه التي كان أولي به يحافظ عليها ويصون شرفها
يخلع جاكت بدلته ويلبسها لمريم ليستر به جسدها الذي صانه وحفظ شرفها وانقذها قبل فوات الاوان وهو يلبسها تهوي علي رأسه عددت ضربات من علوان ومنصور وعمران بالشوم خوفآ منه لينالهم ما نال فاضل وناصر ، وتحمل صهيب ضرباتهم ليحمي زوجته وابنه وعمه وكأن جسده مات و لا يشعر بالألم اوكأنه بعث من الموت فقط لينقذ زوجته وابنه وينتقم لشرفه"
يبدأ ناصر يفوق ويستنجد بإخواته الذين يهرعون إليه لنجدته بعد أن ظنو انه مات ويستغل صهيب إنشغالهم مع ناصر ويأخذ زوجته وابنه وعمه ويخرج بهم من الكهف ليهربو
ومثل ما كان القدر بهم رحيم لم يمهل صهيب ليصل بهم الي بره الامان لينهار منهم ويقع أرضا وسط الرمال ودمائه تسيل من كل خلجه من خلجات جسده المثخر بالطلقات والضربات التي كسرت عظامه ،وينظر لابنه الصامت والمذهول ويمسك يده يمده بالشجاعه والثقه ليهتف به بصوت خافت
حمزه اسمع حديت اماتيك ومتزعلهاش ابدا مهما حوصل، ده وعدك لي خدها ومشي بسرعه من اهني، وعاود بعد ما عودك يشتد وعضمك يجوي وخد تاري وانتجم لموتي دمي في رجبتك ليوم الدين، وانت خابر كيف ترده خد اماتيك وجدك واهرب بيها ،اتعلم وانجح وخد أعلي الدرجات وخلي امايتك تفخر بيك، وبعلمك أبجي جدهم كلتهم وخد حجك من جلبهم واوعاك تلطخ يدك بالدم حجي خده وتاري حججه وانت واعيلي وفاهم اجصد ايه يا واد بوك ، يلا هم امشي جبل ما يخرجو ويلحجوكم وانا كفيل أعطلهم لحد ما تبعدوو
يقبل حمزه يده ويحدق به بقوة وبعينه يختزل كل لحظة ألم ورعب وإهانه وحرمان لتجعل بداخله شحنه غضب تريد ان تنفجر وتدمر الاخضر واليابس ولا يعلم مداها الا الله "
حاضر يا بابا حقك هيرجع واكثر ، وفوق ما كنت تتصور او تتخيل ، يلا بينا يا ماما انتِ وجدو نمشي زي ما بابا قال
تدفع مريم يده بعيدا عنها وتلقي نفسها علي جسد صهيب المضرج بالدماء وتحتضنه بقوه وهي منهارة"
مش هسيبك ولو مكتوب علينا الفراق مش هسمح بيه خدني معاك ، ولو مت هموت وانا بحضنك لكن مستحيل اسيبك لذئاب الجبل تاكلك وتنهش لحمك زي ولاد عمك ما قتلوك وكانو عايزين ينهشو شرفك وعرضك، انا هفضل معاك مصيري مصيرك ، واللي يحصل يحصل لكن افارقك لاء لاء لاء
يأخذ صهيب نفسه بصعوبة ويأن من الالم وهو يقول"
جومي روحي مع ولدك يا زينه، ديابة الجبل أرحم من ولاد عمي خلاص اكده العمر انتهي ، ولو نهشو لحمي بعد موتي مهتوجعش كي ما بيجولو،( لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها)
بس رايد منيكي تنفذي وعدى وغلاوتي عنديكي اتجوزي بعدى حياتك جدامك عيشيها لاجل تريحيني بأخرتي، لتندفع من فمه فجاة دفعه كبيرة من الدماء تغرف وجه مريم لتصرخ بلوعه وهي تري جسده ينتفض ويرتجف بقوة ، وتخبو انفاسه رويدا رويدا ليهتف بخفوت وصوت يكاد لا يسمع"
ولدى هو صهيب و خلي بالك منيه وسافري ورجعيه ولد صوح يأخد حجك وتار بوه منيهم كلتهم
لينظر لحمزه بنظرات غريبه لا تفهمها مريم ليحدق بها حمزه وتتجمد ملامح وجهه بقوة وتدمع عيناه ويهز رأسه لابيه "
حاضر يا بابا عهد الله هنفذ اللي قولته ليجذب امه من علي صدر ابيه الذي سكنت انفاسه واختفت نبضات قلبه وتغمض عينيه لتنتهي حياة صهيب المبروك
تصرخ مريم وتهزه بقوة وتصيح بصوت ملتاع"
لاء لاء لاء يا صهيب متسبنيش خدني معاك لاء يا صهيب
اه اه اه اه اه يا حبي عمري وقلبي اللي مات بفراقك
يجذبها ابيها بقوه هو وحمزة التي لا تنم ملامحه عن ما يجول بعقله او يعتمر به قلب من نار لا تهدأ
تنظر لهم وهم يجذبونها عن صهيب ويبتعدون عن جثمانه لتصيح فيهم بقوة "
لاء مش هسيبه كده لازم ادفنه واللي يحصل يحصل، صهيب حبيب قلبي مش هسيبه كده مستحيل مستحيل
يضمها سالم اليه بقوة ويقبل رأسها"
عندك حق صهيب لازم يندفن جار امه وابوه ويرقد في مقابر عيلته اللي تحمل اسمه ، روحي مع ابنك يا مريم وانا هتكفل بدفن صهيب وإقامه العزاء له، مضيعيش حلمه اللي هيعش في ابنه، انا خلاص مش هعيش قد اللي جاي، ومفيش مني رجا هقنعهم اني هتنازل عن كل حاجه ليهم مقابل دفنه ، والحمد لله ان كل حاجه باسمك واسم ابنك، يلا يا مريم مفيش وقت جوزك هيتكرم وهيندفن وهيأخد واجبه، كفاية فقد كرامته وهو حي مش هسمح يفقدها وهو ميت
تلطم مريم خدها وتولول وهي تهيم التراب علي وجهه"
يعني ابويا وجوزي في يوم واحد استحمل كل ده ازاي يارب صبرني وقدرني علي اللي جاي
يجذبها حمزه بتحدى غريب علي طفل بسنه"
يلا يا ماما المشوار لسه طويل ، وانت يا جدو ادفن بابا وخد عزاه وعرفهم اني راجع ويوم ما ارجع هخليهم يكرهوا اليوم اللي اتولدوا فيهم وهيتمنوا لو متولدوش كان احسن ليهم
يأخذ حمزه امه ويهرولا بعيدا ليحتمو خلف صخره حتي لا يعثرو عليهم ، ليرو اولاد حمد يسرعون الي سالم الجالس بجوار جثمان صهيب ،يقتربون منه ويقلبون في جسد صهيب ويركلونه بأقدامهم ويدحرجونه علي الرمال ساخرين من موته ليصرخ عليهم سالم بأن يكرموا مثواه ليجذبو سالم هو الاخر ويدفعوه ارضأ ويجروه كم يجرون جسد صهيب من قدمه . الذي يخط دمه علي الارض طول طريقه دليل علي اجرامهم واغتيال حياة انسان دافع عن شرف وعرض وماله حتي مات في سبيلهم غير باكي علي حياة الدنيا البأئسه مثلهم
لتكتم مريم صرخة ألمها ووجعها علي ابيها وزوجها ، ويضمها حمزه لصدره بيداه الصغيرتين القويتين بنفس الوقت وتتجسد بعيونه نظرة شر كأن الشيطان تجسد بها ، ليعلن عن ولادة شيطان في جسد انسان هو حمزه صهيب الاسيوطي
بعد يومين من التخفي تسافر مريم الي خارج مصر لتستقر بالنمسا وذلك لانها تعرفها جيدا ، بسبب إقامتها فيها سابقآ، وهناك تلتقي بخالد الذي تزوج صديقتها نادية وأنجب منها بنت وولد ولجأت إليه لتعرف أخبار ابيها التي انقطعت عنها ولا تعرف ماذا حدث له منذ فراقهم
وبعد ثلاث شهور يأتي اليها خالد ليبلغها بوفاة ابيها لينتهي اي ارتباط لمريم بمصر ومن فيها بموت ابيها بعد صهيب
وتغلق صفحه حياتها لتستقبل الاتي مع ابنها الذي تبدل حاله وأصبح اقباله للعلم والبعد عن الناس والعلاقات مثير للقلق
******************
بعد مرور ١٥ سنه
تدلف جويرية بصحبه اخيها زيد مسرعه الي داخل الفيلا
لتلقي نفسها بحضن امها التي كانت تفتح لها ذراعيها لتستقبلها.
تغمرها مريم بحضن قوى وتضمها إلي صدرها بحب وحنان ،وتقبل وجنتيها الحمراوتين من حرارة الشمس "
حبيبة قلب ماما تعالي طمنيني عملتي ايه في امتحان النهاردة
ها اقول خلاص كده اخر يوم ليكي في الاعدادية
تجلس جويرية علي رجل مريم وتلعب في شعرها الحريري"
طبعا يا مامتي ،وهطلع من الاوائل زي باباتي
المهم بابا هيحلف القسم النهاردة زي ما قالنا، ولا لاء
حمزه قالي ان اسمه نزل في التعديلات الوزارية الجديدة يعني باباتي حبيي هيبقي وزير وانا هبقي بنت الوزير خالد المنياوى
تلوح شبح ابتسامه حزينه علي محياها الرقيق"
ايوة يا حبي يلا اطلعي غيري ثيابك علشان نشوف بابا وهو بيقسم اليمين علي وزارة الخارجية
يتقدم منها شاب هادى الملامح ليقبل يداها باحترام "
ماما انا مش هقدر انتظر معاكم لاني رايح مع حمزة مشوار مهم بعد أذن حضرتك انا هروح ازور قبر ماما وهاخد أختي معايا
تتنهد مريم بمودة "
اسفه ليك يا زيزووو نسيت ان النهاردة الذكري السنوية لمامتك
ومدام حمزة رايح معاك روح ، وشوف جوجو هتروح معاك ولا لاء
بس بلاش تغصب عليها كفاية الضغط اللي كانت فيه اليومين اللي فاتو ، ولما ترجع ابقي اتصل وبارك لبابا علي الوزارة
يقبل يدها بحب ويصعد ليبلغ اخته بما يعتزم من زيارة قبر امهم

رواية عشق من رحم الحياة  (للكاتبه سلمي سمير )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن