#اريدك_لي.....
#البارت_العاشر
**____**___**____&&&&
ملحوظه/ يشوب حديث صهيب التلعثم والتأتئه
تقف مريم حائل بين صهيب وناصر كي لا يقترب منه، الا ان صهيب نفسه يصدمها برفضه العيش معها ،تحتار مريم في امره، كيف يعود لمن يهملوه، ويتركها هي وابيها الذي يسهرون علي راحته ويدخلون نفسهم من اجله في حرب مع ناصر واخواته لتنظر إلي صهيب بعين رجاء تستفسر عن سر ترحيبه بالعودة معهم إلي الصعيد وتركها هي من تحبه وتخاف عليه
ليصدمها صهيب للمرة الثانية حين يطلب منها الحديث بينه وبينها حتي لا يفضح امرها امامهم "
ليهمس لها ببضع كلمات بدت في اول الأمر غير مفهومه، ليفسرها لها إلي ان استوعبت ما يقول لتصعد الدماء الحارة إلي وجنتيها وتصطبغ باللون الاحمر القاني "
يبعد عنها ناظرآ لها ببراءة"
ها فهمتي ليه ماريدش اجعد معاكي ، وعندى السفر للصعيد احسن من الجعدة وياكي يا بت عمي
تقترب منه وتهتف بصوت خافت يكاد لا يسمع"
طيب حقك عليا اسفه مش هعمل كده تاني، والله اوعدك بس متروحش الصعيد انا خلاص اتعودت علي وجودك في حياتي لو سافرت مش هعرف اكون وياك تاني تهون عليك مرمم تحرمها منك وتتحرم مني "
يتطلع لها بابتسامه جميله أسرت قلبها وسرقت راحة بالها"
حج مش هتتعملي اكده تاني يا مرمم ، لو اكده خلاص مش هسافر ويجذبها لحضنه فجاة مربتآ علي ظهرها بقوة
انت اكده زينه وانا مرايدش اسافر واسيبك يا مرمم مدام مش هتكوني عفشه وهتسمعي حديتي ومش هتزعليني
يتركها ويقف امام ناصر متحديآ له "
امشي يا واد ناصر من اهني، ولو جيت تاني انا هرميك من السلالم كي مع عملت في فضل وعلوان
وفجاة يسحب منه المسدس الذي كان يهددهم به
مش ده الفرفر اللي كنت عايز تجتل بيه مرمم وبعدها توديني المستشفي، انا بجي اللي هجتلك دلوج ومش مهم اروح بعدها المستشفي المهم اكون ريحت مرمم وعمي منيك
بتحسبني عبيط مش فاهم ، لاه انت اللي عبيط وخواتك زييك انا فاهم كل حاجه لكن هسيبكم تعملوا اللي نفسكم فيه، لان الدنيا مش هتفضل طول العمر، ومتعرفوش مستنيكم ايه في الاخرة، طمعكم وحبكم للمال خلي نفسكم عفشه كي البهايم والله هما انضف منيكم يلا مشو من اهني ولا هيجرب من مرمم وعمي سالم هبندجه، انا مش بخاف لكنه هو اللي لازم يخاف معنديش اغلي منيهم علشان اجطم وسطه اللي يجرب ليهم ولو فيها موته هموتكم يلا مشو جبل ما ابجي عبيط بجد وارميكم من اهني كلاتكم
يصعق ناصر من كلام صهيب المرتب صحيح متلعثم فيه ويقطع بين الكلمه والاخرة لكنه واضح يدل علي وعيه وفهم لكل ما كان يدور وعلمه التام بالمؤامرة التي كانت تحاك له ولمريم من اجل ان يتخلصو منهم سويا تغيم عيناه لينظره لهم بنفس ملائها الطمع "
وماله يا واد عمي مدام اللعب بجي علي المكشوف ، يبجي كل واحد يعرف حدوده عايز تجعد مع مرتك وبوها اجعد لكن تفكر تدلو البلد وتطلبو ميراثكم يبجي بعمركم، انسونا علشان ننساكم المال مالنا لا عمره هيكون لمره ولا لواحد عبيط كي المبروك ، فهمتي يا دكتورة فهمت يا عمي،اجصرو شرنا وابعدو عنا واحنا مش هنجرب منيكم ده اخر الحديت ، وبلاش يا دكتورة تفكري ان علشان همشي ابجي خايف من جوزك لاه انا رصاصه بتلاته ابيض تخلص عليه وارتاح منيه، بس لوصية عمى كرم ولاجل خاطر عما صابحه اللي ربته وربتنا انا هبجي علي حياته لكن لو جمت في شري لا هعرف وصي ولا هراعي تربية وعليا وعلي اعدائي واكده خلص الحديث
يلا يا ولاد بوي نرجع لمالنا وحالنا مبجاش ليه عازه وجودنا اهني ،احنا جينا نجوم بالواجب ، وادينا اطمنا علي المبروك ومرته وعرفنهم حجهم وحجنا ويضحك بشر وياخذ اخواته ويغادر يغلق سالم وراءهم الباب لينظر لابنته بضيق"
الحمد لله انها جت على قد كده، احنا معانا اللي يكفينا وزيادة وعمري لا فكرت في ورثي ولا مال ، كل اللي كنت عايزه لما اموت مندفنش في ارض غريبه،شكل ربنا كتبلي اتغرب طول عمري واظن كده احسن للكل،
بس الاول نرفع قضيه وناخد حق الوصيه علي صهيب، علشان ما نتفجاش بيهم يوم جايين يخدوه او يمنعوه من السفر وبعدها نسافر لبلاد بره انا ارجع لشغلي وانتي تكملي دراستك
وننسي مصر للابد خلاص مبقاش لينا اللي نرجع ليه"
تتنفس مريم بعمق وقوه وتهتف بعناد واصرار"
لا يابابا انا وانت واصهيب اصحاب حق، والساكت عن الحق شيطان اخرس لاني بضعفي بقوي الظالم،،وانا معنديش استعداد اسيب حق ربنا يسرقوه شوية كلاب بطمعهم و جشعهم بس قبل ما اوجههم لازم اوصل بصهيب لبر الامان
اديك شفت بعينك صهيب صحيح معاق ذهنيآ لكن نسبة ادراكه وذكائة عاليه جدا، بالتعليم والتدريب هيكون زيه زي اي انسان سوى،والحمد لله انه مش مصاب بمتلازما ، يعني لما ياخذ قدر من التعليم مش هيبان عليه انه معاق، وممكن يقدر يتحمل مسؤولية نفسه وهو اللي هيطالب بحقه مش حد تاني
رغم ان الخير والنقاء اللي جوه اغلي من كل كنوز الارض
لتذهب لصهيب تمسك يداه وتبتسم له بحنان"
مش كده يا صهيب، انت تقدر تتحمل مسؤولية نفسك لو اتحسنت حالتك قول انك فاهمني وهتساعدني
يضمها له بقوة تاكيد علي انه يفهمها جيدا وعلي استعداد لمساعدتها ومساعدة نفسه لكي يكون علي قدر المسؤولية"
يهز سالم راسه بأسي
ربنا يستر من اللي جاي شكلك هتخليها حرب يا مريم وياعالم هتنتهي علي ايه بس في كل الاحوال فيه خسائر للكل
تخرج من حضن صهيب الدافئ لتنظر إلي ابيها بتحدى"
حرب حرب هتبقي علي الكل ،لو هتتنازل عن حقك انت حر لكني مش هتنازل عن حق صهيب لاخر يوم في عمري، كفاية اللي سرقوه طول عمرهم منه واهملوه وكانو هيتسببو باصابته بالصمم لولا ان ربنا بعتنا ليه قبل فوت الاوان وعايزني بالساهل اسيبهم ينعمو بماله اللي استخسروه فيه ورفضو يعالجوه لا يا بابا انا لا هما بس الاول اسلح صهيب بالوعي الكافي اللي يقدر بيه يقف قدامهم وياخد حقه من قلوبهم وساعتها هنشوف انا ولا هما
يحتضنهم سالم بحب ويقبل رأسيهما مشجعآ"
وانا معاكي لحد ما تاخدي حق جوزك ونصيبك في ورثي رغم ثقتي ان باب الشر اللي هتفتحيه ملهوش اخر ومش هيتقفل غير لما كل واحد ياخد حقه وانتي اولي بمالي منهم
*********************
يعتاد صهيب علي حياته الجديدة وصار لا يترك حضن مريم ألي ان تستيقظ وبدأ يظهر تقدم كبير في الفهم والادراك واستيعاب كل ما تمليه عليه مريم من تدريبات وتعليمات لا تنتهي، ومخارج الالفاظ بدأت في تحسن ملحوظ وذلك بفضل حفظه للقران الكريم الذي كان لا يخطئة ابدآ
وبعد شهر تنظر قضية الوصية التي رفعها سالم ويحضر ناصر واخيه وخالته صابحه التي تتودد لصهيب حتي يعود معهم
لكن هيهات اصبح صهيب كالطفل لا يسمع ولا ينفذ غير ما تمليه عليه مريم لشعوره معها بالحنان والامان والحب التي تحتويه من خلال توفير كافة سبل الراحه
وبعد نظر المحكمه للقضيه وسؤال صهيب عن من يريد ان يعيش معه ،يختار صهيب سالم ويقول للقاضي"
انا عايز اعيش مش اموت ولاد عمي كانو كارهين ليا العيشه وبيرموني بالاسابيع ما بيسالو عني، لولا هنادى مرت فضل وساعات خالتي صابحه انا بحبها لكن بحب مريم وعمي سالم اكتر لانهم بيحبوني جوي وانا مرتاح معاهم"
يبتسم له القاضي ليهزا راسه اسفآ من حديث صهيب التلقائي النابع من القلب والذي يوضح حجم المعاناه التي كان يلقها مع اولاد عمه ليصدر حكمه العادل "
حكمت المحكمه بقبول دعوة الوصيه من سالم سمعان الاسيوطي علي ابن اخيه صهيب كرم سمعان الاسيوطي لما راته المحكمه من انه الانسب والافضل للموصي عليه
رفعت الجلسه
تفرح مريم لاحساسها بالراحه انها اخيرا خلصت صهيب من شر ولاد عمها وستستطيع من الان الاعتناء به والتركيز علي تعليمه وتدريبه حتي تتحسن حالته للاحسن
يقف امامهم ناصر والغضب اخذ منه ماخذه"
كلوه واشبعو بيه لكن الله في سماه لو رجل خط منيكم عتبت البلد لجطع خبره من الدنيا، صهيب واد عمنا وماله من حجنا لانه ملهوش فيه وعمي مخلفش ولاد علشان يكون ليه حج يورث ولو ورث ماله هيرجع لينا يبجي اكده خلصنا خدتو صهيب والمال هيفضل لينا وده اخر حديت وانذار ليكم
ولجد اعذر من انذر يا دكتورة وانت كمان يا عمي"
يتركهم ناصر مغادرآ وراءه اخيه فضل بعدما هددهم وانذرهم تقترب صابحه من صهيب تحتضنه بقوة لتنظر لها تتفحصه بفرحه بعد ما ظهر علي هندامه ومظهره حسن الاهتمام والرعاية التي توليها له مريم لهتف له باسمه"
هتوحشك ياولدي وافتكر يا صهيب اني عمري ما كرهتك صحيح كنت بنتجم من سالم واد عمي في جوازك من بته لكني فرحانه بيك وانا شيفاك راجل تملي العين، تربت علي مريم بحنان ، ربنا يباركلك يا دكتورة انك خلتيه زين اكده
صهيب طيب ويستاهل كل الخير اللي بدنيا، انتي ربنا رزجك الخير بجوازك بيه اصله مبروك والرزج في أعتابه
لتقبل صهيب بقوة وهي تبكي ، هتوحشك جوي جوي جوي
خلي بالك منيه انتي انكتب ليكي السعد معاه
وتتركهم وتغادر لتنزل دمعة الفراق من عيون صهيب الحنون
________________
يعود صهيب مع مريم وسالم الي المنزل بنفسيه حزينه وقلب مفطور لحرمانه من خالته صابحه التي كانت بمثابة ام له وعدم مقدرته علي العودة إلي بلد ابيه وامه وجدوده مره اخري ،
تلاحظ مريم حزن صهيب وتتأكد من احساسه بالحنين الي الارض التي تربي عليها ، وسط الغيطان التي كان يعشق العيش فيها والتجول بين الخضرة والارض الطيبه"
تمسك يده وتضمها إلي صدرها لتستحوذ علي انتباهه واهتمامه
صهيب سامع قلبي بيدق ازاي، عارف ليه، علشان النهاردة اتحكم لينا انك تعيش معانا، واخيرا اقدر انفذ وعدى ليك وزي ما مسكت ايدك وخرجت من البلد ووعدتك متخلاش عنك اوعدك وربنا يشهد عليا اني هرجعك بلدك وهرجعلك حقك وكل مليم سلبوه ولاد عمي كرم منك ووعد الحر دين عليه ، ها هتثق فيا ونكمل مع بعض المشوار ولا انت مش شايف اني قدها وقدود واقدر اوفي بوعدى ليك مهما كان"
يبتسم لها صهيب ويسحب يده من علي صدرها "
انا بحبك جوي يا مريم و جعدتي معاكي انتي وعمي عندى احسن منتهم كلاتهم ،اوعي تسيبيني يا مريم انا بحبك جوى
أنت تقرأ
رواية عشق من رحم الحياة (للكاتبه سلمي سمير )
ChickLitالعشق الحقيقي حين يخترق القلب يصبح كتجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة هكذا هي حياة ابطالنا الرواية هي القاء الضوء علي النفوس المريضه وليس الاجساد المريضه والفرق بينهم و معالجة لقضي...