#عودة_الغائب
#البارت_الاخير_ج١
__**___**__**___**__&&&&
رفض حمزة أن يضع يده في يد قتله والده ؛ صحيح هو رضي بقدره لكن استحاله يتساهل ويضع يده في يده من اغتال طفولته وحرموه من ابيه ، حتي انه رفض محاولات المأمور والعمده التدخل لإتمام الزواج ، قاىلآ بانه يكفي انه تنازل عن دم ابية وجده وشرف أمه الذي أهين ، وفي المقابل ينقذ هو شرفهم من اجل ان يكون ابنه ليه شرعية، وكذلك حفاظآ علي صورته ووضعه الاجتماعي كاستاذ في الجامعه و غير عمله في السلك الدبلوماسيليقف شخص مجهول على باب القاعه ويتحدث بصوت غاضب انا من العيلة وهحط يدي في يدك غصب عنك جولي كيف هتقدر ترفض يا حمزة"!!
ينظر له حمزة بعدم تصديق مين من العيله اللي يقدر يقف في وشي يتحداني أو يجبرني على حاجه ويذهب بخطي ثقيلة وذهول غير قادر علي ما سمعت اذناه لتلجمه الصدمه ويتقدم خطوة خطوة وهو يحدق به بدهشه ليضع يده علي وجهه ويلتمس محياه بذهول ليهتف وجسده يرتجف بشدة
من هول الصدنة وما يراه امامه"
انت حقيقي.. بجد حقيقي وواقف قدامي !
لنترك حمزة في حالة الذهول الذي انتابته و ننتقل لمريم التي كانت لا تزل تهدأ سلمي بعد اتصالها بهنادي لتنقذها من أيد حمزة واخبرتها انها لن تتزوج الا في وجودها وتدخل جويريه لمساعده سلمي في تجهيزها للزفاف علي أخيها وحاولوا معها كثيرا لتطيب خاطرها ولكنها كانت مجروحه جرح شديد فهي مجرد انسانه نقيه خلقت من الطيبه فكان جزؤاها دفع ثمن ذنوب أبيها واعمامها وتكون هي ضحيتهم لتبكي حالها"
حرام عليكم.. انا معملتش فيكم حاجه ليه بتعلموا فيا كدا !!
تاخدها مريم لحضنها وتربت علي ظهرها بحنان"
قولتلك سامحيني يا بنتي اللي حصل كان غصب عني وعنك بس ابوك اللي فتح باب الشر مش احنا وكان لازم نمشي الطريق لاخره والنهارده هيكون نهاية كل شيء
لتكمل حديثها بالم وحزن عليها"
صدقيني يا سلمي انا موجوعه زيك وعارفه يعني ايه بنت تتغصب علي الجواز يمكن انتي اتغصبتي بدون ما تشعوري، لكن انا اتغصبت بكامل إرادتي علشان انقذ ابويا اللي في الاخر مات وسابني لوحدي في الدنيا بدون وداع
حتي جوزي اللي كان نعمه ربنا ليا علي رضائي بقدري اتحرمت منه بدون سابق،كلهم كانوا بيقولوا عليه المبروك بس هو كان بالنسبه ليا هديه من السماء
اوعي يا سلمي تكوني فاكره ان حمزة مرتاح لا هو بيعاني أكثر منك ومفيش اي حاجه هتهدأ ناره علي قتل ابوه قصاد عينيه مهما عمل، ده عذابه اللي اتخلق علشانه،كان صعب عليه اوي ولسه الصعب ما انتهاش؛ بس متقلقيش هفضل جنبك مهما يحصل ،وحفيدي لازم يجي للدنيا لانه صهيب الصغير الرحمة اللي هيتولد من رحم الحياه اللي هيمدنا بالحياه من جديد وتحضنها مريم لتهدا نفسها الحزينه بحنانها عليها "
يدخل زيد عليهم فجاه بدون ان يطرق علي الباب هاتفأ
ماما تعالي.. مش هتصدقي!
لترد مريم بلهفه
في ايه يا حبيبي؟ مالك مرتبكه ليه اخوك جراله حاجه؟!!
يرتبك زيد من هول الصدمه قائلآ بتعجل"
تعالوا شوفوا مين اللي هيحط أيده في ايد حمزة ويكون وكيل سلمي مش هتصدقووو!!
تعالوا مش قادر اقول مين.. لازم تيجوا تشوفوا بتفسكم
هو مين انا لحد دلوقتي مش قادر اصدقه انه حقيقي
يخرجوا الثلاثه مريم وجويريه وسلمي اللي الدموع رسمت خطوط علي وجهها الملائكي وتخرج لتجده يحضن حمزة بقوة واندهاش تجري ناحيته ،تلقي نفسها علي صدره باكية"
" شوفت يابابا.. ابنك عمل فيا اية"؟
ينظر إليها الرجل المجهول الذي لم بكن غير صهيب المبروك
ليحتضنها ويضمها لصدره بحنان "
قولتك طول مانا عايش محدش هيقدر يضرك
ويربت علي ظهرها بحب واحتواء هاتفآ بحمزة الذي يحضنه بذراعه الاخر ليضمهم سويا الي صدره"
شوفت قدرك يا حمزة بوك هو وكيل مرتك !!
كل ذلك وحمزة مازال واقف مصدوم ومش قادر يصدق او يستوعب اللي بيحصله بعد ١٥ سنه من وجع وألم ويرجع صهيب ويكون لسه حي !
ايوة بس ازاي صهيب لسه عايش دا السر اللي محدش يعرفه غير هنادي وصهيب وسلمي اللي رباها علي ايده علي الطيبه والنقاء واخدت منه صفاته وملامحه وشافت فيه زيد ؛ بس مقدرتش تنطق وتقول بسبب تأثير حمزة عليها.
نرجع للحظه لما حمزة شاف صهيب ووضع يده علي وجهه انت حقيقي.. بجد مش بحلم الالم والوجع اللي جوايا مش متجسد قدامي او انا بتخيل انك واقف قدامي بشحمك ولحمك ارجوك انطق و قولي فعلا انك هنا ولسه عايش؟!
يبكي بنحيب وانهيار غير مصدق هاتفا باستنكار"
لا اكيد انا بحلم مستحيل حد يقولي ان اللي شايفه حقيقي
ويرتمي في حضنه كالطفل الصغير؛ وتنهمر الدموع التي ظلت حبيسه بداخله علي مدار ١٥ سنه وبكي بكاء السنين التي عاشها في العذاب والفراق والالم
يحضنه صهيب بقوة غير مصدق أن ابته صار رجل "
اهدي يا ولدى مفيش راجل بيبكي؛ اهدي يابن صهيب يا ابن الحق وابن العذاب ربنا ردك ليا في اليوم اللي كنت مسافر لك فيه تعال في حضني هحكيلك بعدين كل اللي عشته في غيابكم وعذابي في بعدى عنيكم
ويضمه لصدره بقوة اكبر يتمنا لو يدخله بجوفه ليعوضه عذاب فراق السنين ويؤكد لنفسه ان ربتا رد ولده اليه"
واه يا ولدى كبرت وبجيت راجل تملي العين وترفع الراس
ودموعهم تسيل كهدير سيل لا ينتهي تعبر عن شوق سنوات
من الفراق الذي كتب عليهم القدر ،
والكل مصدوم من عوده الغايب بعد ١٥ سنه
يتحدث صهيب بطريقة ثقيله حاسما"
حمزة سلمي دي مراتك واللي في بطنها ولدك رايد تنازل عنيهم يا حمزة وتوجع جلبي وتغضبني منيك؟
يهز حمزة رأسه بالنفي"
لا يا بابا خلاص كل وجعي راح النار اللي عاشت جوايا هديت بمجرد رجوعك ليا ويضحك ويبكي في نفس الوقت من الفرح
ليهاف بحماس وحرارة"
النهارده اتولدت من جديد، ورجعت لتفسي عايز الناس كلها تسامحني وتغفر ليا اخطائي بسبب رغبتي في الانتقام،أمنيه حياتي اللي عمرها ما كانت هتحقق اتحققت ،المستحيل اصبح حقيقي ملموسة بابا رجع ليا وطفي ناري ورجعني لنفسي
يضمه صهيب بشده ليقبل حمزه يده بلهفه واحترام"
تدخل مريم لتري من سيضع ولدها يده بيدم وتنظر إلية بذهول ودهشه تتعدى قوة احتمالها لتنطق كلمه واحده "
صهيب!!
وتسقط مغشيا عليها فاقده للوعي ويجري حمزه نحوها ليحملها ويمنعه صهيب من ذلك
أبعد يدك يا حمزة انا راجلها واقدر اشيلها واحميها بيكفي اللي حوصل زمان اتحرمت من حملها لياخذها الي أحدى الغرف يريحها علي الفراش متاملأ ملامحها الهادئة التي تغيرت بفعل السنين لكنها لم تتغير في عيناه التي عشقتها وقلبه الذي هواها ،يمددها قبل يداها بعشق قائلا"
ارتاحي انتي يا زينه عندي حديت كتير جوي رايد اجولهولك رايد أصرخ بعشجك وحبك ،رايد اجولك كل اللي جوايا من شوق واشتياق بس الاول ورايا مهمه صغيرها هخلصها وارجعلك ، لازم ارجع حج البنت الغلبانه اللي اتظلمت معاكم
بذنب مش ذنبها ، يتركها وهو خارج يصتدم بجويريه وزيد
الناظرين إليه بذهول غير مصدقين عودته إليهم لتهتف جويريه بحيرة وارتباك لم تعيشه سابقآ"
معقول بابا رجع لينا بعد ما عشنا عمرنا علي ذكراه وانه مات!!
معقول انت بابا اللي ياما حمزة اتكلم عنك ووصف حبك ليه؟
ينظر إليها صهيب بحيرة ليهتف بدون وعي"
معجول أنتِ بنت مريم وبتي انطجي ،
اؤمت جويرية برأسها بالايجاب"
ايوه انا بنتك وارتمت في حضنه باكية بانهيار وفرحة"
بابا بجد انت بابا قول انك بابا ؟
يهتف صهيب والفرحه لا يساعها قلبه النقي "
ايوة يا بنت الزينه، انا بوكي اخر حاجه كنت اتوقعها اني ارجع الاقي عندي بنيه حلوه و شابه وجميله كي امها تعالي في حضن بوكي، يا ضي عين بوكي،
يضمها بقوة ليعتصرها بداخل صدرها من لهفته عليها، ويلمح زيد الذي يحدق إليه بدهشه وهو صامت تماما""
يستغرب صهيب قوة شبه به ليساله "
طب ازاي اللي يشوفك يجول انك مني كأنك ولدى واللي في حضني بنتي انت مين وولد مين ؟
يبتسم زيد بهدوء وبداخله رغبة جامحه لاحتضان أبيه"
انا انت انا الحقيقه انا العشق اللي اتولد في رحم امي علشان يجي الدنيا ويجسد حبها ليك، انا أبنك ومن صلبك انا زيد
أنا توأم جويريه يا بابا
أنت تقرأ
رواية عشق من رحم الحياة (للكاتبه سلمي سمير )
أدب نسائيالعشق الحقيقي حين يخترق القلب يصبح كتجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة هكذا هي حياة ابطالنا الرواية هي القاء الضوء علي النفوس المريضه وليس الاجساد المريضه والفرق بينهم و معالجة لقضي...