مقدمة

4.5K 117 31
                                    

تعرضت لحادث أدَّى لفقدانها ذاكرتها ......

حسناً ليس الغريب هنا بل أنها نسيت أهم شيء في حياتها ..... لقد نسيت كل شيء يخصها ويخص ماضيها ......

لم تتعرض لفقدان ِالذاكرة بمحضِ الصدفة بل كانَ حادثاً مدبراً للتخلصِ منها فلقد كان هدفهم قتلها بحيثُ تهديدها لتأتي إلى مكان بعيد كلَّ البعد لن يخطر لأحد إيجادها وقتلها ثُــمَّ رمي جثتها عنِ الجرف الذي لا يهمهم كم عمقه ....

هم بعدما فعلوا هذا ظنوا أنهم نجحوا أو تأكدوا من هذا فلقد تمَّ إعلان موتها بعد شهرين من البحثِ المكثف عنها ....  

***بداية القصة ...... استمتعوا بالقراءة***

أفرجت جفنيها بألم فنظرت حولها بتـشويش ..... كل ما رأتهُ هو السقف الأبيض وكل شيء أبيض ورائحة المعقمات والأجهزة التي حولها لم تحتج لأن تسأل فهي بالفعل بالمستـشفى .... لاحظت بعض الضوء الذي تسلل من النافذة لتلمح الأشجار والبيوت البسيطة فأدركت ببساطة وجودها في الريف ،

فتكلمت بخفوت بعد تفكير عميق : من أنا ؟!!!! دخلت الممرضة لمعاينتها وعندما رأتها مستيقظة ارتسمت ملامح الدهشة على وجهها وهرعت إلى الخارج بسرعة لتنادي الطبيب فاستيقاظها ونجاتها معجزة بحق .... وخصوصاً بعد أن كانت نسبة إطالتها بالغيبوبة أكبر بسبب إصاباتها البالغة والخطيرة .

ظهرت على ملامحها بعض الاستغراب سرعان ما استبدلتهُ بالجمود والبرود .....

فأزالت كل الأجهزة التي عليها وهمَّت تحاول الحركة للوصول إلى كأس الماء فريقها جاف بشدة ولا زالت تجهل السبب ، كانت تشتم الممرضة بداخلها لخروجها من الغرفة بسرعة وكأنها رأت شبحاً لا مريضاً يعاني قاطع سلسلة شتمها الداخلي دخول الطبيب الذي نظرَ لها بصدمة ثُــمَّ حمحم ليجذب انتباهها وقد أشار للممرضة بإعطائها الماء فهو قد فَهِمَ ما تريد .

بعدما ارتشفت بعض الماء وضعت الكأس بصعوبة على الدرج الذي بجانب السرير ثُــمَّ نظرت لَهُ ببرود مخيف ليتكلَّم بقليل من التوتر : حسناً أيتها الآنسة أتذكرينَ أي شيء ؟!

تكلمت بسخريَّة : كما لو أنني سأعلم شيء في مكان كهذا وللأسف دعني أخبركَ أنني لا أذكرُ اسمي حتى .... واللعنة أنتَ أخبرني ما الذي حصل ، وأنهت كلامها بصراخ حاد فهي تـشعر بألم شديد في رأسها وكل أنحاء جسدها وكأنها تعرضت لدهس .

الطبيب بعدما قلَّبَ بعض الأوراق : نحنُ لا نعلم شيء .... كل ما في الأمر أنَّ أحداً ما قد وجدك على جذعِ شجرة وعلى ما يبدو أنكي قد سقطتِ من المنحدر .

نظرت حولها وانتبهت على حقيبة يد على الدرج الذي بجانبها فتكلمت ببرود : ألا يوجد شيء في هذه الحقيبة التي بجانبي ؟!

الطبيب : في الحقيقة فقط مبلغ من المال عندما بحثنا في داخلها عن معلومات عنك .

فتمتمت ببعض الكلمات الغير مفهومة والتي على الأغلب ستكون تشتمه فهي ذات مزاج معكر حالياً ثُــمَّ نظرت إليه وتكلمت بسخط : منذُ متى وأنا نائمة ؟!

الطبيب : منذُ شهرين تقريباً وكنَّا سوف ننزل الجنين إن لم تستيقظي في هذهِ الأيام .

نزلَ هذا الخبر عليها كالصاعقة كل ما تردد في عقلها : إذا كنتُ متزوجة حقاً فأينَ زوجي ليبحث عني ؟! ،

فضغطت بأسنانها على شفتها السفلى حتى نزفت وشردت بأفكارها غير المتناهيَّة وفكرة حملها لا يمكنها حقاً إدخالها برأسها ليخرجها صوتُ الطبيب وهو يقول بعدما لاحظ هدوءها المخيف : أخبرتنا الطبيبة النسائيَّة أنكي أصبحتِ بالشهر الرابع قبل يومين عندما فحصت صحة الجنين وجنسه على الأغلب فتاة .

ضيقت عينيها بانزعاج فهي لا تهتم بجنس المولود بل لم يدخل حملها بعقلها بتاتاً فسؤالها الأكبر من زوجها المصون هذا ؟! .... كيف تزوجت ؟! ..... تبدو في الثانية والعشرين مع بضعة أشهر من العمر إذاً ألم تدرس جامعة ؟! ... متى تزوجت بالأصل ؟!

كانت كل هذهِ الأسئلة تـنهشها حقاً فقررت سؤال الطبيب بعدما رأته يراقب ردة فعلها بتردد وكأنها ستُقدِم على شيء خطير لكن تبددت كل توقعاته عندما تكلمت بهدوء وبرود : ألم يبحث عني أحد ؟!

الطبيب بعدما وضع يدَهُ على قلبه براحة ويحمدُ ربَّهُ أنها كتلة جليد فلو كانت فتاة أخرى لصرخت بهستيريَّة ودمرت المكان أو أغمي عليها خصوصاً في حالة فقدان الذاكرة فتكلَّم بعد صمت دام لدقائق وكأنهُ يحاول تذكر الكارثة التي حلَّت بكل مكان : لا أعتقد ..... لكن كانوا رجال مخيفين ببدلات سوداء يبحثونَ عن امرأة محددة مصابة أو ميتة أو أي شيء ولكن بما أنكي في غيبوبة وحالتك خطيرة جداً لم ندرجك مع الذين تمَّ البحث عنهم وربما وجدوها فهم لم يعودوا بعدها.

قلبت عينيها بعدم مبالاة فهذا يعني أنَّها تُرِكَت وحدها وستبدأ معاناتها حقاً بما أنها لا تذكر شيء فتكلمت ببرود شديد بعدما تذكرت لوهلة أهم شيء وهي أنها لم تدفع تكاليف المستشفى ولم تخرج حتى : ما هي إصاباتي ؟! ما سببها ؟! متى سأغادر من هذا المكان ؟!

الطبيب وقد أعاد نظره إلى أوراقه والتي على الأغلب تشخيصاتها الطبيَّة : كسر بالقدم والقفص الصدري والتواء بمعصم اليد مع كسر في الرقبة وبعض الجروح والرضوض وإصابة في الرأس أدَّت إلى نزيف داخلي وعلى ما يبدو من آثاره فقدان الذاكرة ..... أمَّا عن سبب إصاباتك فهي حالة انتحار لكن،

ثُــمَّ توقف عنِ الكلام فالاحتمال الثاني خطير وغير مؤكد كالأول فأي شخص يلقي بنفسه بالهاوية عندما ييأس من نفسه وخصوصاً بسبب وحدته وهي تبدو وحيدة بدون أحد .

نظرت إليهِ نظرات حارقة وقاتلة ليكمل كلامه فالاحتمال الأول بالنسبة لها مستحيل ما دامت قد تزوجت بالسابق فرؤيتها للخاتم الذي يزين إصبعها بجوهرتهِ اللامعة دليل كافي على زواجها وأيضاً انتحار ؟!! مستحيل أن تـنهي حياتها هكذا .

فأكمل الطبيب بتوتر : كانت رصاصة في كتفك الأيمن التي كان يجب أن تكون بقلبك لكن تبدو منحرفة وإصابة في قدمك اليمنى بخدش عميق سببهُ رصاصة لكن على الأغلب تمَّ تجنبها .

فتحت عينيها باتساع ورمشت عدَّة مرات  فكل ما قاله يعني شيء واحد ألا وهو محاولة قتل .

******النهاية ******

النهاية أو هكذا يبدو.... مرَّت ثلاثة سنين ونصف وها هي الآن .............

←يتبع.........
_ ارجو ان تستمتعوا بالقراءة😊😉😚😘....

من أنا ؟؟!!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن