الفصل الرابع والعشرون

338 25 10
                                    

بعد أن تركته حائراً بين خيارين ركضت نحو الطائرة ودموعها تنهمر على وجنتيها: أنا ما بدي أيا حدا يتأذى بسببي يا رب ساعدني يا رب
آدم بعصبية: غبية يا رهف غبية إنت سيبتيني بين خيارين أصعب من بعض انت ليه مش بتفهميني ليه أنا بحبك ومستحيل أتخلى عنك بس كمان الهروب مش حل أنا لو أطول أقتله عشانك مش هقصر، وأكمل: غبية غبية ماسكاني مو الإيد لبتوجعني أنا مضطر إني أسافر معاكي دلوقتي
جلست على مقعدها وهي تحاول مسح دموعها من أجل أختها التي لم تفرح بعد بزفافها فتفاجأت بآدم يجلس بجانبها وهو يزفر جلس من دون أن يتكلم
أدارت رهف رأسها وابتسامة شقت ثغرها على حالته حيث أنه يكبت غضبه من أجلها

عند ريم وأدهم،
أدهم: ياه انا حاسس اني هحمل الطيارة دي وآخدها لمصر بأسرع وقت ممكن
ريم بزعل: لهل درجة ما حبيت بلدي
أدهم: انا بحب لبنان وهوا لبنان وكل لبنان عشان عيونك الحلوين بس أنا لبقصدو ان انا عريس عريس ما تهنيتش بفرحي افهموني يا ناس
ريم بضحك: خلص بس جرصتنا ادام العالم خلص روق
أدهم: بقولك ايه نامي دلوقتي عشان لما نوصل عايزك تكوني بكامل طاقتك عشان وارانا حاجات كتير ما كملتش لسا نامي
ريم بخجل: أدهم خلص بقا أحسن ما قوم اقعد حد اختي وخليك مع أخوك
أدهم: ما تقدريش تعمليها قلبك ابيض مش كدا يا حبيبتي حتى بصي انا نعست وهنام كمان

وصلوا الى مصر وتحديداً الى الفيلا الخاصة بالعائلة
أمسك أدهم يد زوجته موجهاً حديثه لأخيه؛
أدهم: انا آسف جداً يا آدم بس شفلك اوضة تانية ليك انا طالع انا ومراتي ومش عايز أشوف ولا حد فيكو لشهر كامل
ريم بخجل: أدهم بليز بس
أدهم: يا خرابي بعد البليز دي خلاص مش عاوز اشوفكو لشهرين لقدام وإنت امشي معايا خلينا نشوف قصة البليز دي
ضحك الجميع على حركات أدهم وانصرف والديه للإرتياح بالغرفة بعد عناء السفر أما رهف فقد وجدت نفسها تقف مع آدم وحدهم في الصالة
رهف: آدم أنا بدي ارجع عيش ببيتي
آدم متفاجأً: انت بتتكلمي جد ولا بتهزري
رهف: انا اكيد مش رح ضل معك بغرفة وحدة وهيدا كان اتفاقنا بتتذكر نحنا زواجنا على الورق وهيدا وعدك لإيلي
آدم: انا فاكر وعدي كويس و لما هتكوني بأوضتي صدقيني انا مش هقرب ليكي خالص كوني واثقة من كدا
رهف: بس انا بدي ارجع على بيتي
آدم محاولاً تهدئة نفسه: ماشي انا موافق بس بشرط
رهف: شو شرطك
آدم: اني أعيش معاكي في بيتك
رهف بتفكير: اوكي بس كل واحد بغرفة وبعد سنة كل واحد بروح بحال سبيلو
آدم بصوت منخفض: دا بأحلامك
رهف: شو قلت ما سمعت
آدم: قلت موافق بس النهاردة هنام هنا لأني تعبان من السفر جداً وبكرا لازم أروح الشركة لأني أهملتها بالفترة لفاتت
رهف: طيب وين بدا ننام
آدم: اتفضلي قدامي . وسار بها باتجاه الغرفة المقابلة لأخيه: اتفضلي يا ست هانم
رهف: اوكي شكراً وكادت أن تغلق الباب ولكنها تفاجأت بدخول آدم
رهف: لوين فايت
آدم: مش فاهم حضرتك ممكن تفسريلي
رهف: ليش داخل على غرفتي
آدم: ما أنا لسا كنت هقولك انو ما فيش اي غرف فاضية غير دي وعلشان كدا احنا مضطرين اانا ننام هنا وبكرا الصبح ان شاءالله هنروح على بيتك
رهف: اوكي نام انت هون انا نازلة نام تحت
آدم بعصبية: ممكن تبطلي كلامك دا المستفز وتوثقي بيا انا لو عاوز اقرب منك هقرب لو انت مش راضية بس انا انا انسان محترم وقد كلمتي ودلوقتي انت هتنامي على السرير دا وانا هنام هنا على الكنبة دي ويا ريت تنجزي بسرعة وتطفي الإضاءة من عندك لأني تعبان وعاوز انام
رهف بصدمة فتحت حقيبتها وأخذت منها بيجامة وتوجهت نحو الحمام أبدلت ملابسها وأطفأت الأنوار وتوجهت نحو السرير ونامت وغط نفسها بالغطاء وشرعت بالبكاء بصوت منخفض
لعن آدم نفسه بشدة لأنه تعصب عليها فقام واتجه نحوها وجلس على ركبتيه بجانبها قائلاً: رهف أنا آسف جداً على لقولتهولك بس أنا تعصبت عليكي عشان انت مش واثقة بيّا، فمسح دموعها أكمل: مش عايز أشوف دموعك دي تاني عاوزك تكوني قوية وراسك مرفوعة دايماً وأكمل بضحك: اه يا أدهم دا الحظ لعب معاه و عايش حياتو دلوقتي. رأى ضحكتها فتابع: انا خطرت عبالي فكرتين واحدة منهم مجنونة، الأولى أنا جعان جداً ايه رأيك نحضر اكل خفيف مع بعض
أومأت رهف رأسها بالموافقة فهي أيضاً تشعر بالجوع ولكنها سألته سريعاً: وشو الفكرة التانية
ضحك آدم بقوة: عاوز أبوظ الليلة على أدهم ايه رأيك تساعديني عشان لما يعاقبني نقسم العقوبة بينا
ضحكت رهف و قالت: موافقة يلا خلينا ننفذ
ابتسم آدم عندما رأى تجاوب رهف معه وانه استطاع إخراجها من الحزن الذي يسيطر عليها.

في غرفة أدهم وريم،
أدهم: ريم حبيبتي مش عاوزة تغيري هدومك وتاخدي شاور وتفرفشي شوي
ريم: معك حق لأني تعبت من السفر يلا رح طلع تياب من شنطتي وفوت على الحمام
أدهم: ماشي يا حبيبتي بس ما تتأخريش عشان انا قاعد مستنيكي هنا
دخلت ريم بعد أن أخذت ملابسها ومكثت في الداخل حوالي ٤٠ دقيقة
ريم بعد أن ارتدت الملابس: يا رب ساعدني انا كتير متوترة ماني جاهزة بعد.
أدهم: يلا يا ريم بقالك وقت طويل جوا انت كويسة
خرجت ريم وهي تحاول أن تداري ملابسها فوجدت أدهم يقف كالصنم أمامها
أدهم بعد وقت: ايه الجمال دا ايه الحلاوة دي يا خراشي انا مش عارف اتكلم مش قادر أعبر عن لجوايا بالكلام بس تعرفي انا هعبرلك بالأفعال
لم تستوعب ريم كلامه وقبل أن تسأله رأته يتجه نحوها ويمسك رأسها بين يديه وقبّلها قبلة عبر فيها عن حبه لها و ابتعد قليلاً عنها ووضع جبينه على جبينها وقال بعشق وهيام: بعشقك يا أغلى حاجة بحياتي
ريم: أنا بموت فيك انت لي ساكن بقلبي وانت نَفَسي لي بتنفسو انت روحي وانا من دونك بموت أنا بحبك ورح ضل حبك طول عمري
حملها أدهم ودار بها وهو يقول بصوت عالي: بحبك بحبك بحبك. أنزلها على السرير وهو يقترب منها رويداً رويداً حتى سمع طرقات على باب الغرفة
ريم: أدهم الباب روح شوف مين
أدهم: يولع الباب ولبخبط على الباب
زادت الطرقات على الباب وعلت أصوات رهف و آدم
آدم: يا أدهم رد علييا عارف انك مشغول بس عايزك بكلمتين
رهف: يا ريم تعي اقعدي معي شوي انا ضجرانة لحالي
أدهم: آدم قدامك دقيقتين لو ما دخلتش غرفتك مش هيحصلك خير
آدم بضحك: طب أعملك ايه مراتي عاوزة تقعد مع اختها وانا بصراحة مش قادر ارفضلها طلب
أدهم لريم البسي ايا حاجة عليكي باينها ليلة سودا على راسي
ضحكت ريم وارتدت ملابسها وما ان فتح أدهم الباب حتى فر آدم ورهف بسرعة من أمامه
أدهم: تعال هنا يا آدم مش هعملك حاجة تعال لعندي يا حبيبي
آدم ورهف وقد دخلوا غرفة أهله
مصطفى: فيه ايه مالكوا خايفين كدا
سمية: اوعا تكون عملت لبفكر فيك
مصطفى مستفهماً: انتو بتتكلموا عن ايه
سمية: أصل آدم وأدهم اتراهنوا ان ليتجوز قبل التاني هيخرب عليه ليلتو
مصطفى: بس انتوا اتجوزتوا مع بعض
آدم وهو ينظر لرهف: اه اتجوزنا مع بعض معاك حق بس هو ابتدا بالجزء التطبيقي قبل مني
دخل أدهم الغرفة، وأمسك آدم: تعال يا ابن الوسخة انا هعمل معاك الواجب دلوقتي
سمية: ايه ابن الوسخة دي هو انت مش شايفني قدامك يا خسارة تربيتي فيك
أدهم: آسف يا أمي وعن اذنكو. أمسك آدم من رقبته وباليد الأخرى أمسك رهف وخرج نحو المسبح وقال: اكيد زي ما انت فاكر اتفاقنا انت فاكر العقاب وقبل أن يكمل كلامه ألقى برهف وآدم بالمسبح وسط ضحكاتهم وضحك ريم التي دمعت عيناها بشدة
اقبلت ريم نحو المسبح بنظرات ماكرة ودفعت أدهم الى المياه
ريم: رهف حبيبتي انا جبتلك حقك منو وغرق الجميع بالضحك واستغفل أدهم الجميع وخرج وأمسك ريم بسرعة وقفز بها بالمياه
أدهم: بتوقفي مع أختك ضدي اهو دا عقابك كمان
رهف بضحك: والله حاسة حالي بمسرحية كوميدية
و بدأ الجميع باللعب وتراشق المياه فيما بينهم وسط نظرات الفرح من مصطفى وسمية الذين يقفون على شرفة غرفتهم يراقبون تصرفاتهم الطفولية.

اعطيني قلبك وسأحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن