الفصل الأول

10.5K 201 4
                                    

الفصل الأول
جلس على مقعد الطائرة مترددا ، أيعود من حيث أتى أم يستكمل طريق الوطن ؟! أباه مريض وكذلك أصبحت صحة عمه حرجة ، مرت ثمان سنوات منذ تركهما ولابد أن تلك السنون أثرت بهما ، لكنه يخشى من هذا الرجوع الذي أجله طويلا الذي ربما ينتهي به بالزواج من طفلة ! وقبل أن يحسم قراره بالفرار من الطائرة ليستكمل مسيرة فراره من قدره في أرض الوطن كانت أبواب الطائرة أغلقت و أعلن في المكبر بداية الرحلة فقطعت عليه طريق الرجوع .. استكمل جلوسه وهو يزفر حتى استقرت الطائرة في السماء ، فتاه فكره في الماضي و أحداثه
- إزاي يا بابا ؟ حياة إيه دي اللي أتجوزها ؟
- اسمع كلام بابا يا عاصم يا حبيبي .. احنا مش هنلاقي أحسن من بنت عمك عروسة ليك وهو طول عمره بيحبك و بيعتبرك ابنه .
- يا ماما دي عيلة دانا لسة جايبلها شكولاتة عشان كانت بتعيط انها اتخانقت مع العيال اللي بتعلب معاهم
- يا بني البنات بتكبر بسرعة وكلها سنتين تلاتة وتبقى عروسة .. و أنا مش هعيد الكلام تاني .. أنا كلمت عمك و كمان مش هبقى راضي عنك ولا هوافق على سفرك غير لما تتجوزها الأول
- طيب يا بابا أنا هوافق حضرتك و مش هعترض .. بس تقدر تقولي هتجوزها ازاي وهي تحت السن القانوني ؟
- هي دي المشكلة يعني ؟ ناس كتير بتتجوز من غير بطايق و لما تبقى بطاقتها تطلع نبقى نوثقه رسمي على إيد مأذون .. وافق انت واحنا نرضا عنك وندعيلك و عمك يتكفل بمصاريفك في السفر والجواز .
- يعني يا بابا ترضاهالي أتجوز بفلوس العروسة ؟ طيب اديني سنتين تلاتة أسافر عما هي تكبر وابقى أرجع أتجوزها وعلى الأقل ميبقاش شكلى و حش كده قدام عمي .
- لأ يا عاصم .. مهر حياة أنا هديه لعمك ، أنا كنت شايل حتة أرض شاريها بالتقسيط من مرتبي أنا وأمك عشان تبقى حاجة تسندك .. هكتبها باسم حياة وانت يا سيدي لما ترجع ابقى هات شقة وافرش ومش هتبقى صغير وانت عارف عمك بيحبك ازاي وعمره ما هيشوفك صغير .
عاد من ذكرياته وقد نال منه التوتر فقطع الطريق لدورة مياه الطائرة عدة مرات حتى اصطدم كتفه بشخص :
- أنا آسف جدا .
- ولا ي... مين ؟! عاصم .. معقول!
- آدم !! إنت كنت في لندن بتعمل إيه ؟
- أنا كنت هنا في شغل ، و أنت؟
- أنا كنت بدرس .
- بتدرس ؟! أنت مش كنت مسافر تدرس من 8 سنين ؟
- أيوة ما كنتش لسة رجعت .
- لا .. دانت حكايتك حكاية ، تعالى نقعد واحكيلي اتجوزت خواجاية وألا ايه ؟ تعالى تعالى
- تحرك الصديقان نحو مقاعد الدرجة الأولى التي يجلس بها آدم وجلسا
- اتفضل الأول عصير و احكيلي
- لا متجوزتش خواجاية .. كل اللى حصل إني كنت بتحجج بالدراسة عشان مرجعش لحد الحجج ما خلصت .
- ليه مكنتش عايز ترجع
- بص يا سيدي .. من عشر سنين لما اتخرجنا من الجامعة وجبت تقدير رحت لأبويا قولتله عايز أذاكر وآخد الماجستير
فلاش باك
- مقدرش يا عاصم أساعدك في حاجة زي دي ، دانا ما صدقت تخلص دراستك عشان الحمل يخف .. ده طريق طويل وأنت عارف أني بجهز أختك دلوقتي و كمان الظروف أنت عارفها مرتبي و مرتب والدتك يدوب معيشينا مستورين ولولا عمك و مساعدته لينا كنا اتزنقنا عما ربيناكم
- يعني إيه يا بابا ؟! مش هقدر أحقق حلمي عشان الجامعة معينتنيش ؟
- استنى بس نخلص جهاز أختك وربنا يسهلها بس ساعدني أنا مقدرش أتقل على عمك أكتر من كده و لا أطلب منه يعمل أكتر من اللي عمله معايا طول عمره ، اشتغل وساعدنا أنا ووالدتك عشان نخلص جهاز أختك وبعد كده نبقى نشوف حكاية الماجستير دي
- رن جرس الباب قبل أن يرد ، فقام ليفتح الباب :
- أهلا يا عمي اتفضل .
- إزيك يا حبيبي .. باباك هنا وألا أروحله القهوة ؟
- موجود هنا اتفضل
دخل العم ويسلم الأخوان على بعضهما ويتعانقان :
- أنا جيت قطعت كلامكم و ألا إيه ؟
- لا أبدا يا عمي .. يعني كلام إيه اللي مش هينفع نقوله قدامك ، كنت بقول لبابا إني كنت فاكر الجامعة هتعينني بس محصلش و هنزل من بكرة أدور على شغل .
- و تدور ليه ؟ أنا أعرف ناس بتتعامل مع ورشتي عندهم شركات ويتمنوا يخدموني ، بس أنا كنت فاكرك هتذاكر للشهادة الكبيرة وتبقى دكتور .
- أيوة كنت هعمل دراسات عليا بس الجامعة معينتنيش فخلاص بأه بعدين أبقى افكر فيها .
- و بعدين و لا قبلين ، احنا إيه اللي يخلينا نأجل ، خير ربنا موجود وروح من بكرة قدم وشوف المصاريف .
- يا عمي إيه اللي يخلينا نستعجل ؟ أشتغل الأول و بعدين أبقى أقدم .
- يا واد دانت ابني قبل ما تبقى ابن أبوك وليا فيك أكتر منه .
- ربنا يخليك لينا يا عمي .
- عانقه عمه بحنان .
- ربنا ما يحرمني منكم و أشوفكم أحسن الناس .
- وبعد ثلاث سنوات
- يدخل عاصم منزل عمه إبراهيم في الحارة الصغيرة مسرعا وأخذ يدق الباب بلهفة
- مين ؟
- أنا عاصم يا حياة افتحي
فتحت له فتاة صغيرة ضئيلة الجسم قصيرة القامة تزين جبهتها طرة جميلة ناعمة و ضفيرتيها البنيتين تحتلان كتفاها وعيناها العسليتان تنظران له في براءة معهودة ، مد يده يلاطفها من خدها الناعم كثمرات الخوخ الناضجة ويده الأخرى تعطيها قطعا من الشكولاتة
- الله .. شكرا يا عاصم .. مبتنساش الشكولاتة اللي بحبها
- احنا يعني عندنا كام حياة ، عمي موجود ؟
- أيوة أدخل هناديه حالا
أتى عمه من الداخل متعجبا من دق الباب
- مين يا حياة ؟ عاصم ؟! فيه إيه يا بني ؟ أبوك كويس ؟ أمك كويسة ؟
- يا عمي متقلقش احنا كويسين .. أنا جيت أفرحك حددت معاد مناقشة الماجستير الشهر الجاي و جيت عليك الأول أفرحك .
- صحيح يا عاصم .. الحمد لله يابني عقبال أما أفرح بيك وأشوف عيالك .
- ربنا يخليك ليا يا عمي .
بعد مرور شهر
- خلاص ناقشت الماجستير و فرحنا بيك عقبال الدكتوراه
- ربنا يخليك ليا يا بابا ، كله ببركة دعواتك ورضاك عني
- هتعمل إيه دلوقتي ؟
- بعد ما ناقشت الماجستير جتلي عروض كتير كان أفضلها منحة مجانية للدكتوراه في الاقتصاد من أكبر جامعة في إنجلترا وعايز أجهز ورقي و أكيد هناك هلاقي فرص شغل أحسن من هنا بكتير ولو على الأقل ماديا .
نظر له والده بصدمة :
- إيه ؟! عايز تسافر وتسيبنا يا عاصم ؟! دانا وأمك و عمك متسندين عليك .. خد الدكتوراه من هنا و عمك مقصرش معاك بس خليك جنبنا .
- يا بابا دي فرصة متتعوضش و مش هلاقيها تاني أبدا
- أي حاجة في الدنيا تتعوض إلا إننا نتحرم منك ويمكن مترجعش لنا تاني .
- حضرتك بتقول كده ليه بس ؟! دانا هاخد شهادتي و أرجع .
- يا بني إحنا مالناش غيرك .. أنا وعمك اتبهدلنا كتير من واحنا أطفال لما أمنا ماتت ومرات أبونا بهدلتنا وطردتنا من البيت ونمنا ع الأرصفة وعمك اشتغل في الورش واتبهدل واتضرب عشان يعلمني ويدخلني المدرسة ولما اتجوز و مخلفش كان معتبرني ابنه اللي مخلفهوش وجابلي شقة في الشارع و جوزني فيها وفضل هو ف بيت الحارة اللي اشتراه بعد شقا السنين وعمل فيه الورشة بتاعته ، ولما خلفتك انت كنت ابنه اللي عوضه لحد ما ربنا منّ عليه بحياة بنته بعد 16 سنة حرمان ، جاي انت بعد كل ده هتسيبنا ؟!
كان الأب يتحدث و دموعه منهارة
- ليه بس يابابا الحزن ده كله أنا هفضل ابنكم وهدرس وارجع ومفيش حاجة في الدنيا تحوشني عنكم .
- ربنا يعمل اللي فيه الخير يابني .
قام والده حزينا ارتدى عباءته ليصلي العشاء في المسجد القريب ، وجد أخيه فصلى إلى جواره و ما ان انتهيا من صلاتهما جلسا متجاوران .
- مالك يا أسعد ؟ شكلك مهموم كده ليه ؟! حقك تفرح ابنك رفع راسنا وخد الشهادة الكبيرة .
- ما ده اللي واجعني يا إبراهيم .. ابني عايز يسافر ياخد الدكتوراه ويسيبنا .
- طيب يا أسعد يسافر سنتين تلاتة ويرجع متعلم علام كبير بتاع بلاد برا .. ادعيله انت بس ربنا يوفقه .
- يا إبراهيم انت عمرك سمعت عن حد سافر و حب يرجع تاني ؟ يمكن يتجوز خواجاية و معدش يرجع ونتحرم منه ومن ولاده .
مس الكلام قلب إبراهيم فتحدث بألم ساهما :
- فال الله ولا فالك .. لا ان شاء الله ربنا مش هيحرمنا منه ويرجع بالسلامة
- يا رب يا إبراهيم .. احنا مالناش غير ربنا نطلب منه .
فجأة يتحدث إبراهيم بحماس :
- إيه رأيك نجوزه قبل ما يسافر ؟ أهو نضمن إنه يبقاله هنا بيت يرجع ليه و ربنا يكرمه بأولاد يبقوا هنا في وسطنا .
- نجوزه ؟! هي فكرة بس هنجوزه مين ؟ كمان أنا و أمه صرفنا اللي حيلتنا في جواز أخته و ده عايز على الأقل شقة .
- محلولة يا أسعد .. الشقة اللي عندي في البيت فوقي تتوضب و نفرشها .
- لا يا إبراهيم دي شقة حياة لما تكبر تتجوز فيها عشان تفضل جنبك
- خلينا دلوقتي نشوف الجوازة دي الأول .. المهم نشوفله عروسة كويسة تناسبه عشان يبقى له حاجة هنا تربطه يرجع لها .
- طيب إيه رأيك نجوزه حياة ؟
- إييييه ؟! إزاي دي لسة عيلة عندها 13 سنة ؟
- كلها سنتين تلاتة وتبقى عروسة البنات بتكبر بسرعة .
- لأ يا أسعد مش هتنفع .. دي صغيرة وبيعتبرها اخته الصغيرة .
- اسمع بس .. هو يتجوزها ويجي اجازات يشوفها بتكبر قدام عينه هيرجع بسرعة ، و بعدين هو أولى بيها وهي أولى بيه ، هو يقدر ياخد باله منها وتبقى مسئولة منه وهي تستاهل تاخد واحد مكانه عالي كفاية أنك انت السبب في مكانته وشهاداته .
- دا ابني مش ابنك لوحدك ، وانا محلمش ان بنتي تلاقي أحسن من عاصم بس أنا خايف نظلمهم.
- هيبقوا مبسوطين وافق انت بس وأنا هقوله ان الجواز شرط عشان نوافق على السفر .
- خلاص يا أسعد موافق المهم منتحرمش منه .. أنا كبرت و معنديش حد يشيلني أنا وبنتي في شيبتي غيره.
جلس الجميع في أصيل يوم صيفي في الصالون الخاص بالعم إبراهيم يتبادلون المجاملات ، بينما يجلس بينهم عاصم ساهما فيما هو مقدم عليه .. تجلس بجواره حياة صغيرة جميلة لأول مرة تتخلى عن ضفيرتيها وتفرد شعرها وترتدي ثوبا أبيض موشى بخيوط ذهبية تضع يدها في يده بسعادة وعيناها تضحكان مع ابتسامة تجمل وجهها الملائكي بلونها الخمري الرائع و غمازة كبيرة تقفز على خدها الأيمن كلما ابتسمت ، يمسك بيدها كما تعود .. فقد أمسك بيدها آلاف المرات وهي تتعلم المشي وهي تعبر الشارع وفي أول يوم لها بالمدرسة وووو اليوم يمسك بيدها كعروس له ولكنه لا يشعر بهذا .. يشعر ألا اختلاف في قلبه عما كان قبلا .. يشعر أن العالم كله اجتمع ضده .. يشعر أن كل تلك القلوب التي لم يشعر يوما سوى بحبها كانت لا تحبه .. لا تحبه فقط سوى لينتهي حيث أرادت لا حيث يريد ، أفاق على يد عمه توضع في يده ويلقنه أباه ما يقول
- و أنا قبلت زواجها
قالها تحت أعين أبيه و عمه و زوج أخته ووالدته و زوجة عمه و أخيرا حياة ، قالها وصوته وهو ينطقها كاد يصم آذانه وارتعدت طبلتا أذنيه تحت وقعهما لتنطلق الزغاريد من أفواه النساء الثلاث ويتعانق الأخوان في سعادة وحب و هو شارد ساهم تائه في أفكاره التي تتجاذبه و تحرضه على الهرب .. تحرضه على الثورة عن كل ما لا يريد و أولها تلك الطفلة التي تمضغ قطع الحلوى بسعادة .
جلس على الفراش الجديد الذي ابتاعه عمه مع كل ذلك الأثاث الفاخر من أجل زواجه من فتاته الصغيرة .. فتاته التي تخطو نحو المراهقة ولم تترك الطفولة بعد ، شعر أن كل ثقل العالم يرزح على كتفيه ، عن أي شيء يتحدثون ؟! أي زواج ذلك الذي ينتظرون حدوثه ؟ لابد أن عقولهم أُجهدت تحت وطأة السنين ، لكن ما ذنبه في أحلامهم ؟! ما ذنبه في مخاوفهم ؟
قطع دوامة تفكيره وقوف حياة إلى جواره استدار قليلا لينظر إليها ليُفاجأ بحضنها له ، و قبل أن يستفيق من المفاجأة الأولى فاجأته بقبلتها ، ولم تترك له فرصة الحديث فتكلمت والسعادة مرتسمة على كل تفاصيل وجهها :
- أسعد يوم في حياتي النهاردة بعد ما بقيت ليك و أنت بقيت ليا ، أنا هعمل كل حاجة عشان أخليك سعيد و هجيب ليك بيبي بعد 9 شهور من النهاردة .
صدمة سعادتها البريئة بزواجهما ألجمته فظل صامتا ، و زادته صدمةً بحديثها الطفولي عن إنجابها لطفله بعد أن قبلته .. عصفت برأسه كل أفكار العالم و دارت دوامات التفكير لتهلك تركيزه وقوته .. فبم سيرد على كلامها ؟ وكيف سيقابل سعادتها بكلماته عن أن زواجهما لن يتم لأنها طفلة و أنه ينتوي إنهاء هذه المهذلة في أقرب فرصة ، جذبته جذبا ليخرج من شروده :
- ساكت ليه ؟ بتفكر فإيه ؟ إنت مش مبسوط بجوازنا ؟
- لا طبعا مبسوط .. إنتي عارفة إني بحبك طبعا .. بس أنا كلها كام يوم وهسافر و ممكن أغيب سنتين تلاتة أو أربعة
- هستناك و مش هزعل وهترجع ليا و انت دكتور كبير و أفتخر بيك وأغيظ صحباتي و أقولهم ساعتها أني مراتك و انت رجعت عشاني
كلماتها آلمته و أحلامها الضئيلة فضمها إلى صدره رابتا على ظهرها بشفقة .
عودة لمجلسه مع آدم
- وبس يا سيدي سافرت وقعدت 8 سنين خلصت الدكتوراة وعملت أبحاث علمية واحد ورا التاني وكل سنة يبعتولي أنزل أتحجج بالأبحاث و المذاكرة والامتحانات لحد أما حججي فرغت و أبويا تعب و عمي صحته في النازل و مضطر أرجع .
- طيب و البنت ؟! دي زمانها لسة صغيرة ومخلصتش تعليمها أصلا .
- المشكلة كمان مش في كده .. أنا اتعرفت على واحدة زميلتي سافرت برضو تاخد الدكتوراة ، و معتقدش أني يوم ما أتجوز أسيبها و اتجوز حتة عيلة .
- أوباااااا ، أنت موقفك صعب أوي .. هتقنع أهلك إزاي بالبنت دي وكلهم مستنينك تروح لبنت عمك وفاكرين إنك اتجوزتها فعليا ؟
- أهو ده اللي أنا خايف منه .. بس برغم خوفي أنا خلاص قررت و مش هرجع في قراري أبدا مهما كانت الظروف .. هنفذ قراري و هفاجئ الكل باللي هعمله
- أنت بتفكر ف إيه ؟ أوعى تتهور
- بكرة هتعرف .. المهم أنت قولي عامل ايه ؟ و اتجوزت و ألا لسة ؟
- أنا بأه حكايتي حكاية .. أنا مببطلش جواز و داخل على الجوازة اللي مش عارف رقمها كام .
- يا نهارك منيل !! ليه كده ؟
- أهو بقضي وقتي .. ميتهيأليش إني فيوم أستقر على واحدة بس و أكمل عمري .. أنا مبسوط كده و أنا كل شهرين تلاتة مع واحدة جديدة وكلهم زي بعض باصين للقرشين اللي بديهملهم بعد الطلاق .
- طيب وشركة باباك عملت فيها ايه ؟
- بابا الله يسامحه قبل ما يموت خرب الدنيا عشان الست اللي سابنا وراح اتجوزها وكان متهيأله إنها بتحبه وهي مكانش يهمها غير فلوسه ولما المركب بدأت تغرق بسبب إهماله عمي و عمتي طالبوه بنصيبهم وغرقت الشركة أكتر و مات بابا بعد ما اتصدم في الوش الحقيقي لمراته الطماعة اللي لما لقت الوضع المادي بيقل طلبت الطلاق و خدت اللي تقدر عليه وشلت أنا الليلة كلها .. وقفت الشركة على رجليها بالعافية بس كرهت صنف الستات كله حتى أمي سيبتلها البيت وقاعد في شقة لوحدي بروح بس كل يوم الصبح أفطر معاها قبل ما أتشغل في الشركة و الستات والذي منه ههههههههه
- وليك نفس تضحك !
- مضحكش ليه دانا راجع اتجوز و المرة دي هتجوز بنت مش مطلقة ولا من إياهم زي كل مرة .. بس هدفع مبلغ محترم غير كل مرة .
- مش معقول يا آدم !! إيه اللي انت بتعمله ف نفسك ده ؟! انت بتضيع عمرك كده .. فوق قبل ما تندم على اللي بتضيعه و أنت مغمي عنيك .
مستنية آراءكم
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن