الفصل الرابع

5.3K 147 7
                                    

خرج من غرفته ليجد أمه تحضر أقفاصا تحوي عددا من طيور البط و تنامى لسمعه صوت كبش في الخارج و وانتبه لعدد من الصناديق و تعجب مما يرى .
- صباح الخير يا ماما .. إيه الحاجات دي كلها ؟!
- دي زيارة لعمك .. أبوك صمم ندخل عليهم بزيارة حلوة النهاردة وإحنا رايحين .
- نعم ؟! زيارة إيه ؟! دانا رايح أطلق مش أخطب !
- ما هو أبوك خايف على زعل عمك ومش عايز طلاقك من بنته تقطع العلاقة بينهم وزي ما عمك عازمنا على الغدا أبوك مش داخل بإيده فاضية .. المهم نخلص من الموضوع ده و كل واحد فيهم يحب فأخوه براحته مش هنمانع .
- يا جماعة أنا محرج جدا .. إزاي هروح أتغدا وبعد ما أشبع أقولهم سفرة دايمة وبنتكم طالق !!
- يا حبيبي خدهم على أد عقلهم .. هما أصلا طول عمرهم متمسكين ببعض ومش الغدا و الزيارة اللي هيخلوهم ميقطعوش بس اللي يريحهم المهم نوصل للي عايزينه .
- طيب يا ماما هصلي الجمعة و أرجع نشوف هنعمل إيه في الحاجات دي ونروح و أمرنا لله .

_ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ألو .. حوا أنتي لسة نايمة ؟! اصحي و كلميني .
- إيه يا حياة فيه حد يصحي حد الساعة ستة الصبح ؟!
- قومي .. عاصم هييجي يرمي عليا يمين الطلاق النهاردة
تصاعد صوت بكائها ففزعت حواء وقفزت من فراشها :
- إهدي بس يا حياة .. إيه اللي حصل طيب ما كنتي ماشية تمام ؟!
- بابا بليل قالي إن عاصم عايز يطلق وإنه عزمهم عندنا على الغدا النهاردة قبل ما يرمي عليا اليمين ، خلاص يا حوا أنا تعبت .. حياتي انتهت وهي لسة مبدأتش .. كان عندي أمل أن ربنا يسمع دعايا ويصلح ما بيني وبينه ونكمل مع بعض
توقفت عن الكلام لتنهار بالبكاء
- كفاية يا حياة قطعتي قلبي .. ميستاهلكيش يا حبيبتي .. مش هيلاقي زيك و ده أكبر عقاب ليه ، متعيطيش عشان خاطري أنا مش طايلة أخدك في حضني ونعيط سوا .
مستمرة بالبكاء بانهيار وتشاركها حواء شهقاتها وبكائها المحموم :
- خلاص يا حياة متعيطيش .. أقولك على حاجة ..هو أصلا مش عارف أنك أنتي البنت اللي عجبته .. قومي أتروقي و أتزوقي و خليه يشوفك جميلة وهادية ومش همك و أكيد لما يعرف أنك البنوتة اللي شاغلة تفكيره مش هيطلق .
ردت بأثر بكاء :
- تفتكري ؟!
- طبعا أفتكر أوي .. حتى لولسة عايز يطلق ميبقاش باين عليكي إنك منهارة عشانه وهتموتي عليه ، تبقي كأنك ولا هامك ولا يفرق معاكي .. عشان خاطري يا حياة أنا مش عارفة أجيلك مش عايزة أقلق عليكي .
- طيب يا حوا هعمل زي ما قولتيلي .
أغلقت الهاتف وتتابعت دمعاتها في النزول المحموم قبل أن تمسح دموعها وتنطلق لتغسل وجهها وتمرر قطع الثلج على عينيها لتخفي أثر السهر طوال الليل و البكاء
أنهت محادثتها مع صديقتها وخرجت من الغرفة لتجده يرتدي ملابس الخروج مما أثار دهشتها فتساءلت بتعجب بصوت عالٍ غير منتبهة أنه يسمعها :
- ده النهاردة الجمعة .. برضو خارج بدري ! يا ترى على فين ؟!
- على فين إيه ؟! إنتي صدقتي أنك مراتي بجد !! أوعي تفكري تسألي على حاجة .. و متنسيش إني مطول بالي عليكي لحد دلوقتي بس مش هصبر أكتر من كده
غادر بعصبية صافقا الباب خلفه مما أفزعها وما كادت تلتفت حتى لمحت هاتفه الذي نسيه في غضبه وانصرف فمدت يدها لتمسكه فانطلقت صافرته التي جعلتها تنتفض ليطير الهاتف من يدها لتفيق عليه يطير بالهواء فحاولت التقاطه لينزلق من بين أصابعها أكثر من مرة ليستقر في يدها أخيرا و قد ضغطت بالاستجابة بدون قصد لتنظر للهاتف بعينين متسعتين من الصدمة فقد رأت مكتوب على الشاشة كلمة " ماما " ترددت وهي تسمع صوتها :
-  ألو .. أيوة يا آدم .. ألو .. فينك يا حبيبي ؟! الفطار هيبرد .
- أيوة يا فندم .
قالتها بصوت مرتبك مرتعب يكاد ينقطع من فرط التوتر .
- إنتي مين ؟
- أنا آسفة يا فندم مكانش قصدي أرد .. أ أأأ أصله نسي الفون و وو كنت بحاول يعني أمسكه عشان ميقعش ف ف ففتح .. أنا آسفة .. أرجوكي متقوليش لآدم .. أرجوكي
جاء صوت رجائها مفعما بالبكاء فلم تتخلص بعد من بكائها مع حياة ولكن فاجأها صوت المرأة من الهاتف :
- اسمعي .. اديني رقمك هكلمك واقفلي الفون بسرعة ممكن يرجع في أي لحظة ياخده .. وبلاش يعرف أننا اتكلمنا مع بعض
هزت رأسها بالموافقة و كأن المرأة في الطرف الثاني تراها ، أملتها الرقم وأغلقت الهاتف ووضعته في نفس المكان الذي وجدته فيه ليدخل آدم في تلك اللحظة يتفقد موضع هاتفه المقصود حتى يجده فيحمله وينصرف مرسلا لها نظرات غاضبة مهددة .

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن