الرجوع للماضي فكرة خيالية ، و لكن أن تعود بغتة وتجد كل ماضيك حاضرا يحاصرك ويتجاذبك بتفاصيله التي أغفلتها ولم تتخيل يوما أنك ستتذكرها.. هذا ما لم تعتقده يوما قد يحدث واقعا ، تلك الصدمة قد تعيدك سنوات لتعود طفلا يرتعد قلبه خوفا من كل حرف قد تشمله التفاصيل فينكأ جراحك ليضيف إليها المزيد
- عايز إيه يا آدم بيه ؟
- عايز أتكلم معاكي يا نوال .
- خلص بينا أي كلام واتفضل من غير مطرود متورينيش خلقتك
جاءها صوت والدتها من الداخل :
- مين يا نوال ؟
كادت أن ترد ولكنه سبقها :
- أنا يا طنط .. أنا آدم
خرجت المرأة بسرعة وعلى وجهها ملامح اندهاش مختلط بخوف و أمل :
- واقف برا ليه ؟! اتفضل .
- نوال بتطردني
- ميصحش يا نوال .. خلينا نشوف هو عايز إيه .
- عايز أتكلم مع نوال شوية .. مش عشان اتطلقنا هنبقى أعداء
نظرت إليه المرأة بتوتر ثم أخفضت عينيها باستسلام :
- شوفيه عايز إيه يا بنتي .. مهما كان كنتوا عشرة
انصرفت للداخل بينما تخصرت نوال في مواجهته وعينيها تنظر لعينيه بتحدي ، فقال بنبرة صوت هادئة :
- أنت لسة مش طايقاني ؟
- و إيه اللي جد عشان أطيقك .. بقيت بتحبني مثلا و مش قادر على بعدي ؟
- متتريقيش عليا يا نوال أنا في حالة ميعلمها إلا ربنا ، أنا عايز أتكلم معاكي بخصوص جوازنا و شعبان .
أثار اهتمامها فلانت قسمات وجهها المتحدية :
- طيب أنا قدامي ساعة و أروح النادي
- طيب حلو .. هستناكي تحت على أول الشارع و نروح سوا عشان نتكلم براحتنا
جلس في سيارته ينتظرها حتى أتت أخيرا
- اتأخرت عليك ؟
- عادي ميهمكيش
نظرت له وهي مضيقة عينيها :
- يا ريتني أتأخرت شوية كمان .. كان نفسي آجي ألاقيك مولع م الغيظ
- ماشاء الله .. مكنتش فاكر بتعزيني كده
- هههههه هو أنت شفت قلبي ؟! دا جواه أكتر بكتير
- أعوذ بالله
- حلوة عربيتك
- حلوة ! ماهي عربيتي من أول ما اتجوزنا
- مخدتش بالك إن عمرك ما وصلتني فيه ولا ركبتها ؟! أنت يا آدم بيه فيه حاجات كتير أوي مبتاخدش بالك منها خلت حياة ناس كتير تبوظ و أولها حياتك اللي مالهاش هدف
- عندك حق .. أنا من ساعات بس فتحت عنيا عن حاجات كتير كنت مبفكرش فيها ولا أعقلها وسيبت شعبان يستغلني ويبوظ حياتي وفضلت مغمض .. بس خلاص لازم أفتح .. كفاية كده
- خلاص إحنا وصلنا .. خد يمينك الجاي واركن عشان هندخل هنا
جلس الاثنان أمامهما كوبان من القهوة
- بس يا سيدي .. سامح بعد حب الكلية إتقدم لي واتخطبنا وبعد ما اتخطبنا حصلت بينا تجاوزات و كنت فاكرة وقتها أنها عادي تحصل بين المخطوبين وأنه عايز يتجوزني وبيجهز شقته و مش هايسيبني وكل الأفكار دي وكان بيجيلي الشركة بعد ما أخلص شغل عشان يروحني واتقابلنا مرة في سلم الطوارئ
فلاش باك
نوال تقف قريبة للغاية من سامح وقد اشتعل وجهها خجلا وارتسمت سعادتها في ابتسامة
- أنا مبسوط أوي يا نوال .. بالشكل ده هنخلص شقتنا في 6 شهو مش أكتر ونبقى مع بعض على طول
- أنا كمان مبسوطة أوي ومستنية اليوم ده بفارغ الصبر
- مش أدي .. أنا نفسي أغمض و أفتح وألاقيكي في بيتي و حضني وبين إيديا كده
أحاطها بذراعيه و مال على شفتيها ليقبلها قبلة طويلة جعلتهما غافلين عن وجود شعبان الذي التقط لهما الصور وسجل لهما هذه التجاوزات لتبدأ المعاناة في اليوم التالي .. حيث فاجأها شعبان بوجوده في مكتبها وقد أخلى المكتب بإشارة .. كانت تلك السلطة التي يعطيه إياها آدم تجعله يأمر كيفما شاء ، هالها وجوده مما أثار الفزع بداخلها و قد غطت كل فزعها في هدوء لا يمت بصلة لما تشعر به
- خير يا أستاذ شعبان ؟
- خير طبعا .. أنا مسعاش غير في الخير ، جايبلك عريس متحلميش بيه
- أنا مخطوبة .. شكرا
- مش تعرفي هو مين الأول ؟! مش يمكن يعجبك ؟!
- يا أستاذ شعبان أنا مخطوبة و جوازي بعد كام شهر و أكيد مينفعش أصلا أشوف أي عرسان
- آه .. قولتيلي ، مش ده جوازك اللي كان بعد سنة و فجأة قدمتو المعاد ؟!! هو أنتي فاكرة أني معرفش حاجة ؟! دانا عارف كل حاجة و عارف استعجلتو وقدمتو المعاد ليه .. العريس اللي جايبهولك ميفرقش معاه على فكرة ولا هيذلك عشان كنتي على علاقة .....
قاطعته بانفعال :
- لو سمحت احترم نفسك .. إيه اللي بتقوله ده ، إحنا ربنا فرجها علينا بشغل خاص لسامح برا المكتب اللي شغال فيه وفر لنا وقت ، وبعدين خصوصياتي متخصكش عشان تتدخل فيها
- تخصني لما أهلك و أهله يشوفو الفيديو ده .. افتحي تليفونك هتلاقيه وصل ، راجعي نفسك ، افسخي الخطوبة قبل ما أهله يشوفو الفيديو ويرفضو جوازكم وتخسري الناحيتين
فتحت هاتفها لتجد فيديو لها مع سامح لتفر دموعها هاربة وي تكتم شهقاتها .. ولكن لا ، أسرعت للخارج وهي تعتزم ألا تدع هذا الشيطان يقهرها
جلست بجوار سامح و هاتفها بين يديه يشاهد وعلى وجهه علامات الامتعاض
- هنعمل إيه يا سامح ؟ لازم نتجوز بسرعة قبل ما الكلب ده ينفذ تهديده
- حتى لو هنتجوز بسرعة مش هيبقى قبل شهرين ، و الفيديو ده لو وصل لحد من أهلى هتبقى كارثة و هيقفوا كلهم في وشي ومش هيوافقوا أتمم الجوازة
- طيب و الحل ؟
- هأقابله و أشوف طلباته إيه .. يمكن نتفاهم و هكلمك أقولك عملت إيه
غادرت نوال لبيتها ينغز القلق قلبها ولم يغب هذا عن عين والدتها ولكنها لم تسألها اعتقادا منها أن هناك خلافا ما بين نوال وسامح على تفاصيل الشقة أو الأثاث ، جلست تنتظر وأمامها الهاتف تحملق فيه .. معدتها تتقلص بشدة وترفض أن يدخل فمها طعاما حتى تطمئن على ما هي بصدده ، طال وقت انتظارها حتى غفت على وضعية جلوسها لتحلم بوالدتها تصرخ في وجهها :
- دي آخرة تربيتي ليكي ؟! تحطي راسي وراس أخواتك الصغيرين في الوحل !! الله يرحمه أبوكي لو كان عايش كان مات من قهرته و عارك
أنهت والدتها صراخها بصفعة حارة جعلت نوال تفيق من غفوتها وهي تتحسس وجهها مكان الصفعة لتجد أن الوقت تجاوز منتصف الليل بساعة .. ترى ما الذي أخر سامح هكذا ؟ ترى هل آذاه شعبان ؟ بدأ القلق يزداد حتى أنها كادت تسمع صفير غليان أفكارها فحسمت أمرها و هاتفت سامح وانتظرت لحظات متوترة تسمع رنين الهاتف على الناحية المقابلة حتى رد في النهاية بصوت ناعس جعلها تنتفض :
- أنت نايم يا سامح و أنا قاعدة آكل فنفسي ؟!
- اهدي يا نوال .. هعمل إيه بلاش أنام ؟!
- لا نام وسيبني أنا أولع وأنا مستنياك تكلمني وتقولي عملت إيه !!
- معلش أصلي رجعت تعبان ونمت .. بكرة أجيلك بعد الشغل أحكيلك اللي حصل .
- بعد الشغل !!!! تصدق أنت معندكش دم ! أنا روحي هتطلع من القلق وأنت تنام وتروح الشغل وبعد الشغل تحكيلي !!! الصبح تخرج بدري وتجيلي كأننا رايحين الشغل وتقولي و لو حصلت نغيب بكرة
أغلقت الهاتف في وجهه وهي في قمة عصبيتها من موقف سامح أكثر من موقف شعبان نفسه ، راعها بروده و عدم مراعاته .. عقدت عزمها أن هذا الموقف يظهر الآن معدن سامح جيدا و حتى لو نجت من تلك الكارثة فلن تتزوجه إذا لم تجد فيه ذلك السند الذي كانت تأمل في وجوده .
في اليوم التالي جاء سامح وقبل أن تكلمه رأت أمارات نذالته على وجهه ولكنها أعطته الفرصة كاملة .. جلس إلى جوارها في مقعد في حديقة بعيدة نوعا ما عن البيت متردد في كلماته يفكر من اين سيبدأ ، ولكن ذكاء نوال لم يخنها كما خانها حب سامح فبدأت الكلام :
- وصلت لإيه مع الحيوان ده ؟
- حاولت أعرض عليه فلوس بس دا طالب مبلغ مش معايا نصه .. بيقول دي عمولته في الجوازة وهيسكت لو خدها
- طيب وأنت رأيك إيه ؟
- هعمل إيه يعني يا نوال .. أنا موقفي صعب .. أهلي لو وصلهم الفيديو ده أنا و أنتي هنسقط من نظرهم وهتحصل مشاكل كتير
- أنا أقولك يا سامح .. تعالى بليل خد شبكتك .. أظن كده أعفيتك من الحرج مع أهلك ، بس خليك فاكر أنك بعت وسيبتني وأنا في أضيق ظروف ممكن أتحط فيها و محتاجة راجل يقف جنبي
- سامحيني يا نوال .. أنا مقدرش أتحط في الموقف ده
عودة للحاضر
- وبس جه زي الكلب ياخد شبكته و طلب هداياه وأمي مذهولة من اللي بيحصل و اتفقت مع شعبان أنك تيجي بعد أسبوع .. قبلت عشان أمي ، و بعد ما اتطلقنا فاجئني سامح اللي اتجوز في خلال شهرين بعد ما سابني أنه عايز نرجع لأنه بيحبني لسة ومبيحبش مراته و بصراحة لقيتها فرصة أخلص من الفيديو اللي على تليفونه .. اتصلت بمراته وقلتلها أنه بيهددني بفيديو قديم ليا على تليفونه لو موافقتش أتجوزه ، وهي قامت بالواجب و فرمتت التليفون كله بس برضه لسة بيحاول يقرب بس خلاص معتش أقدر أأمن على نفسي معاه .
- ياه .. كل ده ؟! لو بس كنتي حكيتيلي مكانش ده كله حصل ، شعبان كان مفهمني أنك غلطتي مع خطيبك وسابك وعشان كده أنا اتفاجئت جدا لما لقيتك بنت لما اتجوزنا ، و أسلوبك وأنت كارهاني كان غريب
- أنا كنت يدوب طالعة من موقف مدمر وشايفاك أنت هددت كل الأمان اللي كنت فيه فطبيعي أكرهك
- بس أنا مش فاهم .. إحنا قاعدين في كافيتيريا مش نادي .. أمال كنت بتقوليلي رايحين النادي ليه ؟
- النادي اللي قصدته مش المكان .. لأ .. دا الأشخاص
- أشخاص مين ؟ مش فاهم !
- أهم جم .. لما تشوفهم هتعرف نادي إيه يا آدم باشا .. دانت شخصية عامة مشهورة أوي
أقبل عليهما سيدتان إحداهما تبدو أكبر كسن والدته وتعجب .. أين رآها من قبل ؟! الأخرى بمجرد أن رأته التمعت عيناها وهتفت به :
- آدم ! إيه المفاجأة الجميلة دي ؟ كان قلبي حاسس أني هشوفك تاني .. وحشتني أوي
وقف آدم تحت تأثير الصدمة :
- سمية !!
اقتربت منه حتى هُيأ له أنها تكاد تحتضنه فأمسك كفها سريعا في مصافحة ومد ذراعه وابتعد
- إزيك يا سمية
أتت بضع نسوة وكل واحدة منهن تهتف بتعجب :
- آدم !!
لكن رد فعل كل واحدة منهن يختلف تماما عن الأخرى فمنهن من لا تبالي و منهن من تكرهه و منهن من تتوق للإنفراد به ووصل الود المنقطع ، تعرف على بعضهن وتذكر أسمائهن بينما الأخريات لم يعرفهن
- قالت نوال :
- هو ده النادي .. نادي مطلقات آدم باشا ، إيه رأيك في المفاجأة دي ؟؟
- لف نظره على الجالسات وفغر فاه من الصدمة :
- كل دول ؟! أنا اتجوزت كل دوووول !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطع نومها نغمة رسالة .. في الفترة الأخيرة تعيش معه حالة مراهقة لم تعشها من قبل ، و لم تكن تعتقد أنها ستعيشها يوما ، رأت في أيام وجها رومانسيا لعاصم لم تكن تتخيل في أحلامها أن تراه ، غيرته من محاولات تقرب أحمد منها جعلته يستشيط غضبا و يحاول أيضا أن يسيطر على غضبه حتى لا يغضبها منه ، واكتفى بصب غضبه على أحمد في شكل أوامر عمل متعسفة جعلت الأخير في حالة عدم اتزان أصبحت واضحة بشكل جلي لكل العاملين معهم ، فتحت هاتفها لتقرأ ما أرسله :
" أروع ما في حبنا أنه ليس له عقل ولا منطق
أروع ما في حبنا أنه يمشي على الماء ولا يغرق "
اتسعت ابتسامتها .. فكل صباح يبعث لها نبضا جديدا يعوض نبضها الضائع ، رأت ما كحل عينيها بالسعادة بعد طول أمد احتلال الحزن لقلبها ، لكنها ماضية فيما عزمته .. لم تشعر أنها أنهت ثأرها بعد
غادرت فراشها بنشاط وبدأت يومها كما تحب و لم تنس أن تطل على صديقتها المتعبة من أثر الحمل فوجدتها نائمة .. حقا مرتسم على وجهها كل هذا التعب و على قلبها خط الحزن حروفه عميقة غائرة ، لكم تمنت لها أن تحصل على عدل في حبها فيحبها آدم قدر ما أحبته ، دعت لها من قلبها أن تصل سعادتها مثلما تجد هي نفسها الآن مع عاصم ، أوصت والدتها للمرة الألف على حواء و غادرت لتجده بانتظارها بالأسفل في سيارته :
تجهمت لتخفي دقات الحب التي احتلت وجهها باكرا :
- صباح الخير
- مد يده إليها بوردة حمراء يكسوها ندى كحبات ماس فكأنها تبتسم بأسنان سعيدة ويضرج الحب وجهها
- مدت يدها لتلتقط الوردة من يده .. كادت تفلت ابتسامتها المحبوسة ، إلا أنها تدراكت نفسها سريعا :
- مش هتبطل حركات العيال دي ؟! إحنا متفقين .. مالهاش لزوم التمثيلية دي
- تمثيلية ؟! اسكتي يا حياة .. اسكتي أحسنلك عشان حاسس أني ممكن أخنق حد دلوقتي
- أدارت وجهها سريعا للنافذة تنظر للشارع و هي تبتسم بسعادة وتحاول السيطرة على نفسها حتى لا يرى سعادتها بحبه ، و لكنها غفلت عن تلك المرآة الجانبية التي عدل عاصم اتجاهها ليظهر له وجهها حتى حينما تنظر باتجاه آخر .. أرضته تلك البسمة و أشرقت يومه الذي كاد ان يظلم يأسا من صدها و بعدها
حتما ستعودين يا حبة القلب
حتما إليّ ستعودين
فلتمض في ثأرك من قلبي
إلى أن يردك الحنين
سأتألم بأعلى صوت
حتى معي تتألمين
سأثأر لك من قلبي
و من أعوام راحلين
ولكن رفقا يا حبيبتي
فحُبك أبلى الأنين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنت فين يا حوا ؟ قلقتيني عليكي
- متقلقيش يا طنط أنا عند حياة صحبتي
- يا بنتي إرجعي لوالدتك .. قلبها محروق عليكي وكل شوية تكلمني وهي منهارة
- أنا متصلة بيكي عشان كده .. عشان خاطري يا طنط طمنيها وقوليلها أني كويسة و تمسك نفسها ومتخليش آدم يعرف
- صحيح أنا كنت متفقة معاكي تعذبي آدم شوية عشان يفوق ويتعدل ، بس كفاية كده .. أنا معتش قادرة أستحمل أشوفه منهار كده .. من يوم ما أختفيتي و حالته في النازل وأنا في الأول كنت مخاصماه وبقفل الباب في وشه .. بس كفاية كده .. آدم هيروح مننا
- مقدرش دلوقتي يا طنط .. اصبري شوية ، أنا لسة مش قادرة أرجعله .. لسة محتاجة أحس إني راجعة بإرادتي ورغبتي و مبقاش تحت ضغط ، عشان لو رجعت بضغط هفضل حاسة أني معاه غصب عني زي ما أتجوزته غصب عني في الأول
- طيب يا حوا .. أبقي اتصلي تاني أو سيبي الرقم ده مفتوح عشان أبقى أكلمك عليه أتطمن عليكي
- حاضر يا طنط .. خدي بالك من ماما وبابا
- في عنيا يا حبيبتي وأنت خدي كمان بالك من نفسك
- حاضر
- أغلقت الهاتف لتكمل :
- ومن اللي في بطني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بجد يا سامح عايز ترجعلي ؟ و ألا عايز تتسلى شوية و خلاص ؟
- بزمتك ده سؤال ؟! ده أنا الندم قطع قلبي بعد ما سيبنا بعض .. يا ريتني كنت اديت شعبان الفلوس حتى لو بعت الشقة واتجوزنا في شقة إيجار .
- و ناوي تتجوزني على كده ؟
- طبعا يا حبيبتي .. ده يبقى أسعد يوم في حياتي ، ده حلم نفسي احققه من سنين
- طيب و مراتك ؟
- مالها ؟! مالناش دعوة بيها .. أنتي عارفة أنها خلفت توأم و مش هقدر أطلقها عشان متحرمش من الولاد ، هي مش هتعرف حاجة وإحنا نعيش حياتنا مبسوطين
- قصدك نعيش زي الحرامية .. مش كده ؟!!
- وضع مؤقت بس يا نوال
- طالما مؤقت يبقى نستنى لحد ما نقدر نعلن إنما جواز في السر مش هيحصل ولا حتى لمدة يوم واحد .. سلام يا سموحتي
- أغلقت الهاتف ليرن مرة أخرى ، فردت بعصبية :
- وبعدين معاك بقى .. أنت كل شوية هتتصل و ت........
- بس .. بس .. إهدي ، أنت قاصداني وألا قاصدة حد تاني ؟
- آدم ! معلش أصل سامح قارفني اتصالات
- سيبك منه دلوقتي و هنشوفله صرفة بعدين لما افوقله
- كنت عايز إيه ؟
- صحيح حركة نادي المطلقات اللي فاجئتيني بيها دي فجعتني ، بس مسامحك عشان خدت فرصة أشرح اللي أتعرضت ليه وكل واحدة فيكو عرفت ليها عند شعبان إيه .
- طيب وبعد ما سامحتني و كتر خيرك يعني و مش عارفة أودي جمايلك فين .. أنا استفدت إيه ؟
- إحنا طريقنا واحد .. ليكي عند شعبان فيديو بيهددك بيه و مسيره يطلعه في يوم عشان يستغلك ، و نادية ليها فلوس محتاجاهم لولادها ، و همت محتاجة الأوراق اللي مضاها عليهم عشان يضمن سكوتها لأنه لو عرف إني عرفت ممكن يستخدمهم ضدها
- طيب وسمية ؟! هاه ؟ هتعمل معاها إيه ؟
- هههههههه دي هطلبلها بوليس الآداب .. هتشبهنا ومش على بعضها
- ههههههههه غلبانة سمية برغم أنها مجنونة و متهورة بس معجبة بيك أوي و ممكن تعملك اللي أنت عايزه
- كده يبقى نتفق نتقابل ونحاول نشوف هنعمل إيه مع شعبان
- خلاص بعد بكرة نتقابل في النادي
- لأ .. بلاش النادي ده أنا اتشائمت ، أنا هعزمكم على الغدا
- موافقة بس أوعى يطلع كشري
- عيب عليكي .. أمال لو مكنتيش متجوزاني
- هههههههه ماشي باي باي يا أكس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- و بعدين معاكي بقى ، معدش معايا فلوس .. اتصرفي
نهضت من فراشها و هي تلملم عليها مفرش الفراش لتغطي جسدها العاري :
- منين يا روحي ؟ بح .. مفيش
سارت لخارج الغرفة و سار وراءها :
- بح إزاي ؟ أنا مجوزك بإيدي للراجل ده عشان تكبشي وتديني .. أنت طمعتي في الصيد لوحدك؟
جلست على مقعد وسحبت من يده سيجارته لتنفث منها الدخان :
- لا طمعت ولا اتنيلت .. دا راجل بخيل وايحة وواعي أوي مبيخليش قرش في إيدي و مهما أتحجج بأي حاجة ألاقي رد يقفلها في وشي .. شوف أنت البت اللي جبتها لآدم وخلص خلينا نقبض
- شافها ومعجبتهوش ، و قال إيه معتش بجيب إلا كسر
- كسر !! هو من إمتى بيدقق يعني
- عايز أدعبس على واحدة جديدة بس مش عارف أجيبها منين .. يخربيته مبيشبعش جواز
- ههههه أهبل زي أبوه .. دا مهر واحد لجوازة واحدة يخليه يجيب كل يوم واحدة شكل وبفلوسه
- آه ما أنتي قشطتي أبوه
انتابها الغيظ فأطفأت السيجارة غريبة المظهر ، وبدأ صوتها يعلو :
- أنا برضه ؟! هو أنت كنت بتسيب حيلتي حاجة .. أنت كنت بتاخد مني كل حاجة أول باول
- جرالك إيه .. نسيتي نفسك وألا إيه ؟! فاكرة يا بت لما جبتك من الشارع ونضفتك و خليتك هانم
وقفت وهي ممسكة بالملاءة ويده الأخرى تلوح بها في الهواء :
- اسمالله ع اللي جيبتني فيه .. يا ريتك كنت سيبتني في الشارع ، دانا محلتيش أي حاجة بسببك بعد كل اللي كوشنا عليه كله بتصرفه على نفسك وأنا اصطاد الزبون ويدوب آكل وأشرب وشوية اللبس لزوم الشغلانة .. معدش ينفعني النظام ده .. بعد كده القسمة قسمتي وتاخد أنت الباقي
- باقي إيه اللي هستناه من واحد **** زيك .. أنت تاخدي اللي برميهولك وتبوسي إيدك وش وضهر
- بقى كده ؟! لا .. دانا هاخد و هاخد روحك الأول
وقبل أن ينتبه لجملتها كسرت عنق زجاجة من زجاجات الخمر أمامهما ورفعتها حتى رقبته
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

أنت تقرأ
حيـــــاة .. على يمين طلاق
ChickLitصديقتان تمران بظروف سيئة مع أزواجهن ترى كيف ستستعيدان حياتيهما وأزواجهما ؟ هل تصمد خططهما البريئة أمام الطامعين ؟