تململت و هي للمرة العاشرة تجذبه من كفه و تتعمد أن تمسك بكفه هي ، أوجعها عدم اهتمامه و عدم تركيزه أن يري تلك الحرباء انجذابه لها ، ضجت ؛ فبعد ساعتين من محاصرتها له لم يغير أسلوبه و يترك لضيفته المتطفلة قيادة الحديث و اتجاه السير ، لا تعرف لم وافقها أن تذهب معهم .. هي بالأصل لم تكن لتشتري ثوب زفافها لأنها لم تحدد معه بعد موعد الزفاف و لكن نكاية بتلك المتطفلة قررت أن تخرج معه ليشتري لها ثوبا و يشتري لنفسه بزة رجالية للزفاف ، تعجب و لكنه أومأ برأسه موافقا لتجد أن ضيفته ارتدت ملابسها و ذهبت معهم و كأن أحدا دعاها .
قذفت بكفه بضيق ووقفت مكانها فتوقف عن السير ونظر لها خلفه بينما كريمان تحثه على السير :
- وقفت ليه ؟ خلينا نكمل لسة فيه محلات قدامنا .
- استني .. حياة وقفت
- أمم طيب شوفها
- التفت لحياة التي يبدو الغضب من احمرار وجهها .. وقف أمامها و قبل أن ينطق :
- و جالك قلب تسيبها وتيجي ؟! تصدق .. قشعرت من كتر اهتمامك
- إيه يا حياة ؟! أنت عايزة تتخانقي ؟
- لا يا عاصم .. كرامتي متسمحليش أني أنزل للمستوى ده .. لو عايزني أنت عارف طريقي ، و لو مش عايزني فده يرجعلك يا ابن عمي و مش أنا اللي أجري ورا حد مش عايزني .
استدارت لتنصرف فأمسك ذراعها و استوقفها و لفها ناحيته
- يعني ممكن تجري ورا واحد عايزك ؟
- لو عايزني هيخاف على زعلي و يحفظ كرامتي قدام واحدة هو عارف كويس أنها جاية تخرب ما بينا .
- يا حياة هي مش هتاخد حاجة غصب .. مجرد ضيفة و هتمشي .. لسة 3 أيام و يخلص الأسبوع و تروح .
- الضيف يلزم حدود الأدب ، ودي ضيفتك .. يا تنبهها يا هنبهها بطريقتي بس مترجعش تزعل
- لأ و على إيه ؟! أنا هتصرف .
سحبها من كفها الذي امسكه بتملك واحتواء واتجه ناحية كريمان التي كانت تقف أمام واجهات العرض للمحال فمدت يدها بجرأة و أمسكت كفه لتشده :
- شفت البدلة دي يا عاصم ؟ اللون ده هيبقى جميل عليك أوي تعالى ندخل نشوفه
- جذب كفه من يدها وهو ثابت في مكانه
- بصي يا كريمان .. أنا هطلبلك تاكسي يوديكي البيت عشان أنا و حياة محتاجين شوية وقت لوحدنا عشان نقدر نختار اللي يناسبنا .
- ما أنا بساعدكم يا عاصم ، و ألا إيه يا حياة ؟
- بلاش أنا عشان متزعليش .. رد أنت يا عاصم .
- يا كريمان لو سمحتي إحنا محتاجين نتكلم في حاجات تخصنا و نختار اللي يناسبنا .. اتفضلي هروحك
وافقت وهي تغلي من الغضب ، فحتى الآن لم تصل إلى ما جاءت من أجله .. حتى ذلك الهاتف الذي عبأته رسائل و اتصالات لم يجعل ثقة حياة تتزعزع ، لم ترهم متشاجرين .
قطعا عاصم و حياة كانا يتعمدان ألا يظهر خلافهما ولا شجارهما الذي دار بسبب الرسائل التي قراتها حياة و جددت بينهما شجارا كاد يحرق الأخضر و اليابس ، إلا أن مهمة احتفاظ كلا منهما بالآخر تجعلهما متماسكين .. يتشاجران ولكنهما لا يفقدان أحدهما الآخر .. لا يتهوران كما حدث من قبل .. لقد وعيا درسهما جيدا و ها هما يحاربان ليظلا سويا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- روحتو يعني و جيتو و مش شايفة في إيديكو لا فستان ولا بدلة .
- البت الرخمة دي لزقتلنا يا ماما و عكننت مزاجي .. خلصنا منها بالعافية و قعدنا شربنا عصير و جينا .
- بصي يا حياة .. أنا عارفة أني جاهلة بس أنا شفت كتير و بفهم ، جوزك يا بنتي لو حس أنك بتغيري عليه أوي أكتر من الطبيعي هيحسك مش واثقة في نفسك و في نفس الوقت لو مغيرتيش عليه خالص هيحسك مبتحبيهوش ولا يفرق معاكي .. الوسط يا بنتي والاعتدال حلو .. لازم يعرف أنك واثقة في نفسك وفيه ، الغيرة مطلوبة بس متتقلبش شك .. حسسيه بقيمته بس متقليش قيمتك .
- إيه الكلام الكبير ده يا سوسو .. طيب لما الدنيا عندك كده تمام ليه مش مخلية الحاج لازقلك ؟
- مش المهم يلزق في البيت .. المهم أنه يبقى شايف البيت ده واحة الراحة ومهما اضطر يبعد أو يخرج يبقى مشتاق يرجع .. المهم أنك تبقي بير أسراره اللي ميعملش حاجة من غير ما تبقي عارفاها و ميقدرش يخبي عنك حاجة .. تبقي له صحابه كلهم و تبقي أمه و اهله و حبيبته ، لازم يلاقي عندك اللي محتاجه و يلاقي عندك قبلها حبك لنفسك وثقتك وتقديرك لنفسك عشان لو حس فلحظة أنك قليلة مش هيقدرك .
- كلامك حلو يا ماما .. بس أنا مش عارفة أعمل كده مع عاصم ، لو قربت ألاقي اللي يبعدنا ولو بعدت ألاقيه بيطاردني و عايزني
- هي الحياة كده يا قلب ماما .. بتتعاش بين شد و جذب و خصوصا أنكم لسة معشتوش في بيت واحد واتقفل عليكم باب .
- يعني كل ده هيتحسن بعد الجواز ؟
- مقدرش أقولك هيتحسن أو هيسوء بس اللي أقدر اقولهولك أن كل واحد بيعمل اللي عليه مش واحد لوحده و لازم تتفقوا سوا من الأول إيه اللي هتمشوا عليه بعد الجواز .. بس خدي بالك أن أهم شرط أن جوازكم ينجح أنكم أنتو الأتنين تحترموا بعض و تقدروا شعور بعض ، ساعتها مهما كانت المشاكل هتقدروا تسيطروا عليها
مالت على حضن أمها و أحاطتها بذراعيها :
- ربنا يخليكي ليا يا ماما .. كلامك دايما بيخليني افتح عيني ، من صغري بتكلميني عن اللي عرفتيه في الدنيا وتحكيلي عن اللي شفتيه
- دا واجب الأم يا بنتي ، الأكل و الشرب ممكن أي حد يعمله بس العقل و التربية و الأخلاق ده دور الأم و الأب يكلموا مع ولادهم و يفهموهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعد على السلم إلى الشقة العلوية التي شهدت منذ 9 أعوام ليلته الوحيدة معها قبل أن يسافر ، فقد أصبحت مستقره حين أتت ضيفته المفاجئة واحتلت غرفة لمياء و أصبح وجوده في نفس المكان منافيا للأصول ، وجد الشقة على حالها كما تركها ، و لفت نظره أن حياة تنظفها أسبوعيا بنفسها و تفرش مفارش نظيفة على الفراش .. تمنى لو كان بقي معها و لم يمر بكل تلك التوترات بينهما ، تمنى لو لم يكن على حافة فقدانها .. توقف في منتصف السلم ليستمع لخطوات هامسة تصعد السلم وباب عمه يُفتح بهدوء فرجع برأسه قليلا و اختبأ في سور السلم فرأى عمه يتسلل قادما من الخارج .. الآن ؟! الثانية بعد منتصف الليل ؟! ترى أين كان عمه ؟! لقد اعتاد دوما أن عمه لا يتأخر بالخارج .. كان يرغب أن يتحدث مع عمه فيم يرى من سلوك والده و يفوضه في الحديث معه حتى لا يسبب الإحراج له .. الآن من سيحدث ؟! وهل سيتبع والده أم يتبع عمه ؟! دخل الشقة باحباط و حاول النوم حتى الصباح ولكن النوم عاقبه بالحرمان
- صباح الخير يا حياة
- صباح النور يا عاصم .. صاحي بدري أوي كده ليه
- عايزك في موضوع مهم .. قوليلهم أي حاجة وتعالي لوحدك .
- عاصم بلاش الجو القديم ده .. فدخلتنا هاجي معاك الشقة
- يا بت ميبقاش تفكيرك شمال .. دانا أخاف على نفسي منك
- يا سلاااام
- ههههههههه بجد يا حياة عايز أتكلم معاكي ضروري
- طيب في الشغل نتكلم .. البس و تعالى نفطر و ننزل سوا
- مش هقدر استنى يا حياة أنا منمتش طول الليل
- عاصم أنا بحذرك لتاني مرة .. مش أنا اللي يتعمل معاها الحركات دي .. أنا بنت ناس و متربية
- اتنيلي .. حاجات إيه ؟! أنتِ بتألفي
- طيب أكذب عليا و قولي من تفكيري فيكِ
- لا مبحبش أكذب .. اخلصي و هنبقى نفطر في المكتب و أقولك ع الموضوع .. لو حد سالك قوليله بنرتب عشان الفرح
- يعني أنت متكذبش و أنا اللي كذابة .. لا يمكن .. لازم أقول الحقيقة
- قولي اللي يعجبك خنقتيني
- طيب استنى طيب ..
- لأ .. نص ساعة و ألاقيكِ قدام الباب
- ذهبا سويا وتأبطت ذراعه قبل أن تستقل معه السيارة و هي تنظر للأعلى مخرجة لسانها لكريمان التي كانت تنظر عليهما من الشرفة لتلوح لعاصم صباحا و هو ذاهب لعمله بينما تشد قليلا على ذراع عاصم وهي تقول من بين أسنانها :
- عارف لو فكرت بس ترفع عينك هفقعهملك و أخليك متشوفش تاني .. امشي و أنت باصص قدامك عشان النهاردة يعدي على خير
- حاضر يا ريا .. يا حياة
- وصلا للمكتب لتستقبلهما السكرتيرة متجاهلة حياة و توجه حديثها لعاصم :
- صباح الخير يا دكتور .. نورت مكتبك
- توقفت حياة ناظرة إليها من أعلى راسها حتى أقدامها :
- أنتِ مين أنتِ ؟! ماهو الدكتور منور كل يوم إيه الأوفر ده !! أنت بتشتغلي إيه هنا؟
- أنا سكرتيرة عاصم بيه
- تلمي حاجتك النهاردة و تسلمي المكتب لأستاذ هشام و تنزلي الاستعلامات و مشفش وشك هنا تاني
- تنهد عاصم و قال بتحذير:
- حياة !
- انتهزت الفتاة الفرصة وتخصرت :
- دكتور عاصم هو مديري و هو بس اللي يقولي أروح فين و أفضل و ألا لأ
- واللهِ؟! و حضرتك إيه رايك في الكلام الملزق ده يا دكتور ؟
- مش وقته يا حياة .. نشوف موضوعنا الأول .
- اتفضل يا دكتور
- دخلا غرفة المكتب وما أن أغلق الباب حتى استدارت له حياة :
- حاجة جميلة أوي .. مخلصتش من زفتة اللي في البيت عشان تجيلي الملزقة اللي هنا دي
- أنتِ هتعملي عقلك بعقلها يا حياة ؟
- دي بتتحداني يا عاصم !! و ألا أنت عاجبك النظام ده
- لأ مش عاجبني .. أقعدي بس أقولك اللي عندي و سيبك من التفاهة دي
- مش هقعد إلا لما تقولي أن الزفتة اللي بتدلع عليك برا دي تمشي من مكتبك و إلا موعدكش إن الباشمهندس أحمد هيبقى هو كمان معايا في المكتب
- أحمد مين ده يا حياة ؟!! أنتِ عايزة تولعيها
- أنا مش بولعها .. زي ما أنا محترمة شعورك و مقدراك و بعدت عن التعامل معاه برغم الشغل يبقى أنت كمان مطلوب منك تعاملني باحترام ، أنا ممكن أديك السكرتيرة بتاعتي مدام هناء على الأقل أحسن منها و ست ذوق و محترمة
- طيب يا حياة خلاص موافق بس أقعدي زهقتيني
- قعدت .. خير فيه إيه ؟
- باباكي يا حياة كان راجع امبارح الساعة اتنين بليل بيتسحب على السلم .. عندك فكرة عن الموضوع ده ؟
- بجد ؟! أنت متأكد ؟ أصل امبارح بعد أذان العشا سالت عليه لأني مشوفتهوش رجع من بعد المغرب ماما قالتلي دا صلى ونام و فكرت أني مخدتش بالي
- يعني مامتك عارفة و هما الاتنين بيخبوا عليكي ؟
- ماهو مش معقول ماما هتبقى مش عارفة أنه بيتأخر برا !
- هما متخانقين يا حياة ؟
- لا .. أبدا ، حتى بقيت ملاحظة أنه مشغول أوي و بيقعد برا البيت كتير بس أول ما يوصل يتكلموا بصوت واطي و هما قاعدين جنب بعض ، بس مجاش في دماغي حاجة أنا قلت عادي بيتكلموا
- بصي أنا حاسس أن فيه حاجة مش طبيعية .. بابا برضو كان بيقعد فترات طويلة برا البيت قبل ما أرجع أنا و ماما و ساعات كان بيبات برا .. هو دلوقتي معدش بيبات برا بس لسة بياخد أيام أجازة و يخرج على أنه رايح الشغل و لقيته بيروح شقة بواب العمارة بيقول عليها شقة الحاج عادل و حرمه و مشفتش فيها حاجة تدل أنها عيلة ، و عمي برضو بيتصرف تصرفات غريبة .. تفتكري الاتنين بينهم سر أو واحد فيهم متجوز واحدة تانية
- لأ .. إزاي ؟! بس ماما مشتكتش ولا اتكلمت
- يمكن مش عايزاكي تزعلي أو تدخلي في المشاكل
- أنا خايفة يا عاصم أوي
- مد يده ممسكا كفها
- متخافيش يا حبيبتي .. أنا معاكي و هنشوف سوا إيه اللي بيحصل و نحاول نصلحه .. إذا كان يتصلح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ماما أنا خلاص لميت هدومي في الشنطة ..عشان بعد ما تكتبوا الكتاب هرجع لشقتي .
- أنت مستعجل ليه يا آدم ؟ لسة .. لسة شوية .. أصل بنوضب شقته و هتاخد شوية شغل
- لا ما عمي شوقي كلمني و قالي أنه عايز يتمم الجواز و ياخدك تسافروا تغيرو جو لحد ما الشغل اللي في الشقة يخلص اسبوعين تلاتة يعني .. و أنا شايف أنه مالوش لزوم التأجيل دلوقتي من بعدين متفرقش فقولتله مفيش مانع .
- انتفضت واقفة و جحظت عيناها :
- قلتله إيه ؟ !!! أنت إزاي تتكلم في حاجة زي دي من غير ما ترجعلي الأول ؟!
- إيه يا ماما فيه إيه ؟ ما أنا وافقت زي ما كنتي عايزة أهو .
- توافق ترفض ميفرقش معايا .. أنت أصلا مش ولي أمري عشان تحدد حاجة من دماغك .
- أنا نفسي افهم أنتِ زعلانة ليه دلوقتي ، ما أنا عملتلك اللي كنتِ عايزاه .
- و أنت تعرف منين اللي أنا عايزاه ؟
- مش أنتِ اللي قولتيلي هنا بعضمة لسانك أنك عايزة تتجوزي شوقي .
- أيوة قلت بس محددتش امتى
- و إيه المشكلة طالما أنك موافقة على المبدأ أصلا .
- أصل .. أصل .. أأأأ مكنتش عايزة أسيبك قبل ما توصل لحوا و اطمن أنك مش لوحدك
- ما تقلقيش .. أنا مسيري هلاقيها و سواء رضت أو رفضت هعرف أعيش حياتي
- لأ .. أصل .. أناااا كنت عايزة أوضب الشقة الأول ، إيه المشكلة نستنى .. مش عايزة أسافر
- نظر لها رافعا حاجبا واحدا ، فتهربت نظراتها من الالتقاء بعينيه
- ماما .. فيه إيه بالظبط ؟! قولي اللي عندك يا ماما .. أنا مش مقتنع بكلامك و حاسس أن الموضوع أكبر من الجواز و شوقي و الحاجات دي
- مفيش حاجة يا آدم .. ده موضوع قديم متشغلش بالك ، كلمه أنت بس أجل معاه لأني مش مستعدة
- أنا مديتهوش مواعيد اصلا .. ولا كلمني و لا رديت عليه .. أنا مستنيكي تقوليلي اللي عندك وقت ما تبقي مستعدة
- نزل من البيت تاركا إياها خلفه تضع يدها على قلبها و هي تتعجب مما حدث توا .. كيف علم ان هناك شيئا غريبا ؟! توجهت لغرفته فوجدت ملابسه كما هي و لم يحزم حقائبه حقا .. فشردت تفكر .. ترى ماذا يعلم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحست بتراجع كل مكاسبها التي استطاعت أن تحققها بعدما انفردت به يومان في ايصالها إلى حيث أرادت .. فحياة ليست بتلك السهولة التي اعتقدتها ، كما أن لقاءها بلمياء أصبح عسيرا بعدما شعرت أن والدة عاصم تقف حائلا أمام ذلك اللقاء .. و تلك التلميحات لها بأن تنصرف كما جاءت فعاصم سيتزوج حياة لا غيرها ، أهداها تفكيرها لخدعة تطيل بقاءها قليلا لعلها تستطيع أن تؤثر عليه وتكسب تعاطفه ، بعد دخول لمياء البيت و جلوسها بجوار والدتها التي تضعها تحت نظرها طوال الوقت كحارس يحرص على عدم اقترابهما .. ادعت أنها ستذهب لتجلب شيئا من الخارج :
- يا طنط هنزل أجيب شوية طلبات ليا من الصيدلية .
- طيب يا حبيبتي .. أبعت معاكِ حد يوصلك ؟
- لا .. مش مستاهلة أنا عارفة الطريق
- أغلقت الباب وراءها ووقفت على طرف درجات السلم ثم صرخت ثم أسرعت نزولا و تمددت على الدرجات الخيرة كانها سقطت
- جرت عفاف و ابنتها عندما سمعتا الصراخ و فتحت الباب لتجدا كريمان ممدة على الدرجات الأخيرة تبكي و هي تمسك ساقها
- الحقيني يا طنط .. رجلي اتكسرت .. آآآآآآه يا رجلي
- أسرعت إليها لمياء تسندها بينما عفاف صرخت بها :
- متوقفيهاش .. هكلم عاصم يجيب الاسعاف بسرعة
- جرت للداخل تهاتف ابنها بينما كريمان تغمز بعينيها للمياء التي اندهشت ثم ابتسمت :
- سلامتك يا حبيبتي ألف سلامة .. بعد الشر عليكي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الدكتور قالك إيه ؟
- قال متتحركش 3 أسابيع
- ياااادي النيلة .. كنا بنقول يومين وتغور هتقعد 3 أسابيع .
- و بعدين يا حياة !! هطردها يعني و رجلها فيها شرخ ؟!
- لا .. افقعني أنا و هي قاعدة تتمايص عليك من الصبح .. الحقني يا عاصم .. رجلي بتوجعني يا عاصم .. اسندني يا عاصم ، ايييييييييه ؟؟؟ ما تحترم نفسك ياسي عاصم
- وأنا عملت إيه بس ؟
- كل أما تندهلك تروح تجري .. عييييب .. قولها عيب .. جنبها ستات بتندهلك أنت ليه تسندها ؟!!
- يعني كنت أعمل إيه بس ؟! مقدرش مردش و أبقى قليل الذوق ، كلها شوية وتروق وتمشي
- جاءهم صوتها
- عااااااصم .. عااااصم
- أيوة يا كريمان
- ذهب غليها تاركا حياة تقرض أظافرها خاصة بعد قرار عاصم ان يعود إلى بيته وحجرته ليكون بجوارهم إن احتاجوا شيئا و خاصة الضيفة المريضة .. أو بالأصح المتمارضة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- لازم نخلص من الحكاية دي في أقرب فرصة.
- فيه حاجة جدت و ألا إيه ؟
- لا بس خلاص الفلوس هتوصل بكرة .. و مضيتها على الورق ، غير المستندات اللي معانا و متهيألي كده خلاص .. البنت بدأت تاخد بالها و بتسال أمها
- عاصم برضو خد باله بس عفاف مش زي سهير .. عفاف لو لمحت أني بعمل حاجة مش هتسكت و الدنيا هتبوظ
- يبقى خلينا نستعجل عشان نخلص .. أنا حاسس أن الموضوع ده ممكن يقلب بغم
- فال الله ولا فالك .. ليه كده ؟
- أنا ضغطت على سهير بزيادة ومعتش عايز أضغط عليها أكتر .. سهير صعبانة عليا يا أسعد ، أنا بدخل ألمح باقي الدموع في عنيها و مبتتكلمش و كل شوية تكذب على البنت و تغطي المخدة مكاني عشان البنت تفتكرني نايم
- بصراحة احنا من غير سهير مكناش نقدر نعمل حاجة
- طيب عايز أنهي كل ده .. امتى ؟
- استلم الفلوس و وفي ليلتها هنبدأ التنفيذ ونخلص من القرف ده
- الولاد .. خايف يحسوا بحاجة
- أنا قلت لعاصم معدش يأجل عشان مشكلة حياة مع الضيفة اللي لزقت عندنا ، و هو فعلا خلص حجز للقاعة على آخر الأسبوع و جهز كل حاجة و هما هناك هنتسحب و نخلص كل حاجة و هما مشغولين معاهم في الفرح .. المهم اطمنت على المستندات
- اطمنت
- كلمت مراته تجيلنا على هناك عشان نكمل اجراءاتنا ؟
- هي مستنية على تليفون .. اتصلت بيا النهاردة عايزة تخلص هي كمان .. خايفة الدنيا تخرب قبل ما ننتهي منهم و معاها كمان مفاتيح المخزن بتاعه .
- معاد البضاعة يوم الخميس و ألا الجمعة ؟
- معادها الجمعة قبل الفجر نكون انتهينا من الحية و اتفرغنا للي جاي
- ربنا معانا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ألو .. مريم ؟
- أيوة .. أنا .. خير ؟
- لازم تيجي تشوفي حل للي بيحصل .. عاصم خلاص فرحه الخميس آخر الأسبوع و كريمان عاملة نفسها مكسورة
- كريمان عندكم ؟؟؟؟؟!!!!!!!
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

أنت تقرأ
حيـــــاة .. على يمين طلاق
ChickLitصديقتان تمران بظروف سيئة مع أزواجهن ترى كيف ستستعيدان حياتيهما وأزواجهما ؟ هل تصمد خططهما البريئة أمام الطامعين ؟