بدأت بطنها الصغيرة في البروز تنبئ عن مخلوق يعلن عن وجوده و الكثيرون غافلون ، ربتت على بطنها بحنان وحدثت صغيرها بما يدور في قلبها ، ترى يا صغيري هل سينتظرك والدك كما أنتظرك أنا على أحر من الجمر؟ هل أعلمه أم أصمت للنهاية ؟ انتابها الأرق مؤخرا .. حتى حازم أصبح لا يقوى على طمأنتها ، لم تعد يغرقها النوم كما كانت في بداية حملها .. لم تعد قادرة على التوقف عن التفكير ، مرات توقف نفسها عن الاتصال به و إخباره .. توقف نفسها و كأنها على وشك ارتكاب جريمة .. هل سيتقبل آدم الطفل ، قطع ذلك الشرود دخول حازم :
- حبيبتي الجميلة نايمة و ألا إيه ؟
- تعالى يا حازم .. أنا صاحية .
- معتيش بتنامي يعني زي الأول .
- القلق والتوتر يا حازم مموتيني .
- ليه بس يا حبيبتي .. ما كل حاجة ماشية زي ما احنا عايزين ، آدم دلوقتي أهدى و ماشي في طريقه و بيرجع حق والده و ده هيخليه يقبل البيبي بسهولة لما يلاقي نفسه بقى أحسن .
- مش قادرة أرتاح يا حازم و أنا مخبية عليه إني حامل .
- طيب .. تحبي نقوله ؟
- لأ .. مش عارفة .. أنا خايفة .
احتضنها حازم بحنان و ربت على ظهرها :
- متخافيش .. طول ما أنا جنبك متخافيش من حاجة .
- هفضل كده لأمتى ؟ نفسي أرتاح .
- انتي ممكن تكلمي والدته و تعرفيها و بكده تبقى أسهل و ترتاحي شوية .
- أنت شايف كده ؟
- جربي .. على الأقل مامته هتبقى عارفة رد فعله دلوقتي هيبقى إزاي
- خلاص هكلمها
- أسيبك تكلميها
- استنى عايزة أسألك على حاجة
- خير؟
- هي دلال هي نفسها مرات أبو آدم ؟
- أيوة .. كانت بتمثل الحب عليا عشان كانت فاكراني وارث مبلغ كبير أو عندي استعداد أبيع بيت العيلة و أديها فلوسه ، لما قولتلها معايا ورثة تانيين و مفيش فلوس اقترحت عليا أسافر و عرفت أنها اتجوزت بعد سفري بأسبوع من راجل كبير في السن راحت اشتغلت عنده في الشركة ، لما رجعت واشتغلت في الشركة مع آدم اتفاجئت أنها كانت تعرف شعبان و أنه ابن خالتها بس محدش يعرف .. لما طلعت ملفاتهم و قارنت أسماء الأمهات في شهادات الميلاد عرفت .. آدم لسة ميعرفش بس حفر ورا شعبان و لقى حاجات توديه في داهية ، و عمل حصر لممتلكات شعبان .
- هو شعبان عنده ممتلكات ؟
- مش هتتخيلي .. ممتلكات كبيرة إزاي .. أصول كانت بتاعة شركة والد آدم و فجأة بقت بتاعت شعبان من عقود بيع بأسامي ناس وهمية ، شعبان ده تعبان كبير أوي و مغطي بلاوي محدش عارفها ، موضوع الجوازات ده كان تسالي بالنسباله كل نتيجته يشغل آدم عن صفقات بتتم باسم الشركة وهو معندوش فكرة عنها .. اللي اتأكدنا منه أنه مش لوحده وفيه حد كان بيساعده بس إحنا مش عارفين مين .. و طبعا دلال زيه .. مستحيل تكون هي اللي بتساعده دي يدوب يستخدمها عشان يوقع بيها ناس زي أبو آدم كده .
- ياااه .. دي حكايات ولا في الخيال .
- الشيطان يا حبيبتي بيلاقيله ألف طريق ملوي ينفذ منه رغباته ، هسيبك دلوقتي ترتاحي و تكلمي مامته .
هزت رأسها موافقة .. برغم من خوفها من رد فعل والدة آدم إلا أنها لم تكن خائفة بنفس قدر خوفها من آدم ، اعتبرته حلا يكسبها بعض الراحة من تأنيب ضميرها و أمسكت هاتفها و قبل أن تنطق جاءها صوت حماتها :
- حوا .. أنتي فين يا حوا من زمان حتى تليفونك مقفول .
- معلش يا طنط كان لازم أتنقل مع ماما و بابا .. البيت مكانش أمان و مكاني شعبان عرفه و هجم على بيت صاحبتي بعد ما مشيت .
- يا خبر !! طيب مامتك وباباكِ عاملين إيه ؟
- كويسين الحمد لله .. بيسلموا عليكِ.
- كده يا حوا .. تختفي و عدتك تخلص ، آدم هيتجنن كان عايز يردك و أنت عارفة أنه مطلقك في وجودك مش غيابي و لازم تبقى موجودة عشان يردك .
- متقلقيش يا طنط .. عدتي لسة مخلصتش .
- يعني إيه مش فاهمة ؟ التلات شهور عدوا و خلصوا من أسبوعين .
- أصلي .. أنا .. حامل .
- بجد!!! بجد يا حوا !! من امتى ؟
- أنا حامل في الرابع .. عرفت بعد ما آدم طلقني و أنا عند حياة .
- مقولتليش ليه ؟ كان زمانك رجعتي لآدم من وقتها .
- كنت خايفة من رد فعله .. خايفة يقولي مش عايزه .
- يعني إيه مش عايزه ؟! هو هزار ؟! دا طفل !
- هو كان قالي أنه مش عايز أطفال .
- هو دلوقتي مش عايز حاجة غيرك يا حوا .. مهما كان الوضع هو خلاص فاق و عرف أن شعبان وراه بلاوي و هو بيحفرله بإيده .
- يعني تفتكري أرجع و ألا أستنى لما يخلص من شعبان .
- طالما لسة قدامنا وقت .. اديني أسبوع و هقولك نعمل إيه
- حاضر يا طنط .. مستنية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الفلوس أهي يا حاج إبراهيم.. كل اللي معايا حولتهولك وده الشيك .
- ماشي يا دلال .. ولو أني مكنتش عايز أبدا آخد من مراتي فلوس عشان أمشي شغلي .
- ليه يا حاج ما كنت هتاخد فلوس من أي حد ، يعني مش مراتك أولى تشاركك بدل الغريب
- صح يا دلال .. أنتِ أولى ،حتى الحاج عادل مكانش عايز حد غريب يدخل وسطنا ، استني ثانية أرد على المهندس .
فتح هاتفه و أخذ يتحدث أمامها :
- أيوة يا باشمهندس ، الكاميرات اللي في البيت عطلانة كأنها مطفية تماما ، و حاولت أطفي النظام و أفتحه تاني برضو مفيش فايدة
صمت قليلا ثم قال :
- خلاص هستناك بكرة الصبح تيجي تشوفه مش شغال ليه .
صمت ثانية ثم رد :
- لا هما 3 كاميرات واحدة عند باب الشقة وواحدة على باب العمارة وواحدة راكبة على البلكونة تراقب الشارع قدام العمارة .
- خلاص بكرة الصبح الساعة 10 هكون في انتظارك .
سمعت المحادثة لآخرها و تظاهرت بالانشغال برفع أطباق الفاكهة من أمامهما ، ابتسمت بخبث فقد أسعدتها هذه الأخبار .
- مش هتبات معايا الليلادي يا حاج ؟
- لأ مش هينفع ، مضطر أسافر اسكندرية دلوقتي مع مراتي هوديها لأهلها بس هكون هنا الصبح على عشرة بالكتير عشان المهندس اللي جاي يصلح الكاميرات .
- مالها الكاميرات ؟ هي باظت ؟
- النهاردة الصبح بفتح الشاشة عشان أطمن عليكي لقيت الكاميرات واقفين من امبارح بليل مع أن شوفتهم و أنا داخل لقيت لمباتهم منورة .
- يمكن قط و ألا فار قطع السلك بتاعهم .
- هي الشاشات اللي عندك جوا شغالين .
- إيه ؟ لأ .. مش عارفة ، هقوم أبص عليهم
انسحبت للداخل و فصلت السلك بخفة وتركته معلقا كانه متصل
- لأ يا حاج مش شغال برضو من هنا .. شكل الكاميرات نفسها بايظة .
- خلاص مش مشكلة بكرة هييجي مهندس الشركة
انصرف تاركا إياها عيناها تلمعان بسعادة و أجرت اتصالا هاتفيا :
- ألو .. شعبان .
- أيوة يا ست الستات يا حبيبة قلب شعبان .
- الطريق فاضي يا شعبان .. تعالى عشان وحشتني أوي و أعمل حسابك السهرة عندي للفجر .
- و الكاميرات ؟
- عطلانين من امبارح و فصلت الشاشات عندي معدوش بيسجلوا و بكرة هيجيب المهندس من الشركة يصلحهم
- أحبك و أنت مستعجل يا جميل أنت .
- مستعجلة إيه يا حسرة دا من آخر مرة جيتلي و أنا مركونة ع الرف .. ييجي ياكل و ينام و يقوم بعد نص الليل يروح ، مش عارفة رجالة إيه الهم دي .. لما هو مش أد الجواز بيتهبب ليه !!
- ههههههههه بيتهبب عشان نخلص شغلنا يا حلوة .. هانت نعدي الصفقة و الدنيا تتظبط و نبقى نشوفله صرفة
- طيب ياللا متتأخرش مستنياك وهاتلنا حاجة نشربها أنا ريقي نشف .. الإزازتين اللي كنت جايبهم خلصوا و معرفتش أجيب من شيخ الجامع اللي راقدلي في الخط ده .
- ههههههههههه غالي و الطلب رخيص .. و هجيب صندوق بحاله ، حضري التلج و الذي منه عما آجي .
- مستنياك يا روحي متتأخرش .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت باب مكتبه بشدة و دلفت للداخل متأففة و صفعت الباب مغلقة إياه بنزق ، رفع رأسه مندهشا من حالتها الغريبة
- مالك يا حياة ؟
- حلوة .. حلوة خالص .. زي الفل.
قالتها و هي تلوح بيديها في الهواء بضيق مما اثار ابتسامة عاصم لكنه كبحها سريعا قبل أن تستدير له ، و أردفت :
- و طبعا سياتك ولا على بالك .
- إيه بس اللي ولا على بالي يا حياة ؟
قام من مقعده و استدار حول المكتب وأمسك كفها و جذبها بحنان فقربها منه ثم رفع يده و أمسك رأسها من الخلف و طبع قبلة حانية على جبهتها ، تنهدت بضيق ثم اسندت رأسها على كتفه :
- أنا اتخنقت يا عاصم و أنت واخد الموضوع بهدوء .
- هعمل إيه بس يا حبيبتي ؟! لازم نستحمل شوية
- معدتش قادرة اتحمل ، و كل يوم شايفة بعيني الزفتة دي لازقالك و كل شوية يا عاصم يا عااااصم
قالت اسمه مقلدة كريمان بصوت حاد مما أثار قهقهة عاصم على تعليقها :
- يا ستي يعني هو الاسم هينقص .. سيبيها تاخد يومين عما تروق و قبل ما تفك الجبس هكون موديها المطار بإيديا
رفعت راسها و نظرت له بتحدٍ
- لأ .. لا إيديك ولا رجليك ، اطلبلها عربية ترميها في المطار و تخلصنا منها
- أوعدك يوم الخميس هتخلصي منها
أمسكته من ذراعيه بحماس :
- بجد يا عاصم ؟! بجد يوم الخميس ده ؟!
- بجد يا روح عاصم ، النهاردة السبت .. هجهز شوية حاجات ليوم الخميس و ساعتها هتتأكدي أنك خلصتي منها و بشكل يرضيكي .
- يااااااااه ، أنا مستنية يوم الخميس ده من الثانية دي
- مبسوطة يا حبيبتي ؟
- طبعا
- طبعا يا إيه ؟
- يا .... عاصم
- تصدقي أنتي تسدي النفس .. أنا رايح لكريمان تغرقني يا حبيبي
- طيب إبقى روح ووريني !
- طيب خلاص متزعليش كده ، عايزك تروحي تشتري فستان زفاف و توريهولها وتقوليلها أننا هنتجوز يوم الخميس .. أوعي تغلطي فاهمة
- فاهمة .. بس ليه أقولها كده ؟
- عشان تفهم أن اللي عملته مالوش لازمة و أني همشي و أسيب البيت و معتش هقعد معاهم رسمي و طبعا مش هسيب عروستي و أقعد ولا هروح أصلا .. فهتتضايق و تحجز طايرتها قبل الخميس أو بكتيره يوم الخميس و نخلص .
- طيب ما هي ممكن ببساطة تعرف أني بكذب عليها ؟
- لا أنا عامل حسابي ووصيت بابا و ماما يبينوا قدامها أنهم بيستعدوا و بيجيبوا هدوم للفرح و يقعدوا يقولوها هنسيبك لوحدك يا حرام ونروح فرح عاصم .
- طيب خلاص هجيب الفستان وأعمل زي ما قولتلي
- طيب ما تيجي نخليها بجد يا حياة .. أنا تعبت من بعدك عني
أبعدت نفسها عن يديه حين أحست بكلماته تدعمها ذراعاه التي تقربها منه أكثر :
- مش وقته يا عاصم .. أنا لسة مش حاسة أني متطمنة
انفعل عاصم واحمر وجهه :
- إيه اللي مخليكِ مش مطمنة ؟! ما بقالك شهور قاعدة تعملي فيا اللي أنتي عايزاه و مهونتيش عليا أضايقك .. ما كفاية بقى و ألا استحليتي تشوفيني وأنا بجري وراكي زي الأهبل عشان كلمة رضا و ألا نظرة من غير لوم .. خلاص يا حياة براحتك بس خليكي فاكرة أني عملت كل حاجة عشان أرضيكِ و أنتِ اللي مش عاجبك .
فزعها انفعال عاصم و خشيت أن يملها حقا كما قالت لها والدتها من قبل ، فأقتربت منه ووضعت يدها على ذراعه و أدارته لها برفق:
- يا عاصم هو أنا كل أما أكلمك تزعل كده ؟! طيب طمني لما تلاقيني مش مطمنة مش تزعل مني وتتقمص ، تفتكر يعني أنا مين يطمني غيرك ؟
لانت نظرة عاصم و كأن ضعفها كان سحرا أذاب عصبيته :
- يا حبيبة قلب عاصم أنا كلي ليكي بس ارحميني شوية .. ينفع تعذبي فيا كده ؟!
اقتربت أكثر و أسندت مرفقها على ذراعه بدلال و هزت رأسها نفيا :
- تؤ تؤ
- و أنتِ عايزاني بعد تؤ تؤ بتاعتك دي أمسك نفسي ؟!! مينفعش نتجوز بكرة ؟
تعالت ضحكاتهما سويا في الوقت الذي دخل فيه أحمد المكتب بلا استئذان ليجدهما أقرب ما يكون إلى أحضان بعضهما و ضحكاتهما عالية ليحمر وجهه وتجحظ عيناه ضيقا و غلا :
- إيه اللي بتعملوه ده ؟ هو ده الاجتماع يا أستاذة يا محترمة ؟
سحبها عاصم خلفه ووقف أمامه و هي ممسكة بملابسه من ظهره محتمية به من نظرات أحمد الحاقدة وكلماته اللاذعة :
- أنت إيه اللي دخلك من غير إذن يا بني آدم أنت؟ و بتكلمها ليه ؟ مش مالي عينك ؟ آخر يوم ليك هنا النهاردة .. أظن المهندس سامي استلم منك الصبح .. تقدر تمضي إخلاء طرف و مشوفش وشك هنا تاني .
- إيه ؟ إخلاء طرف إيه ؟ ما تتكلمي يا أستاذة ولا حضنه نساكي نفسك ؟!!
اندفع عاصم نحوه و أمسكه من ملابسه بعنف و لكمه في عينه :
- لسانك ده هقطعهولك يا قذر .. أنا مراتي أشرف من مية من عينتك ويالا برا مشوفش خلقتك هنا تاني
قبل أن تنتهي عبارته جاء رجلا الأمن ليقتاداه للخارج فقد استدعتهم السكرتيرة هناء التي عملت بمكتبه بعد أن أنهى عاصم عمل التي كانت تسبقها بسبب محاولات تقربها مما وضعها في دائرة الشك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- هتجنن يافتحي .. البت حوا دي يا مين يطولني رقبتها هي و أمها الحرباية ، بقى أنا ينضحك عليا من اتنين نسوان هبل زي دول .
- خلاص يا شعبان شيلها من دماغك .. مفيش نصيب ، و بعدين يعني ييجو إيه القرشين الهايفين دول جنب الشغل الكبير .
- ما أنت حمار و مش فاهم .. حوا دي مفتاح آدم عشان الزفت اللي اسمه عاصم فلت من إيدينا و المهندس اللي كنا عايزينه يقش طلع برا ، دلوقتي عاصم ده واقف زي اللقمة في الزور مش هيفوتلنا حاجة ، و أحمد اترفد هو و البت اللي كانت سكرتيرة ومعدش لنا عيون جوا المصنع .
- يعني أنت عايزها ترجع لآدم و ألا مش عايزها ترجعله مش فاهم ؟
- كنت عايزها ترجع طبعا ياقفل بس آخد المصلحة .. حتى عشان تبقى باينة أني بدور على القرشين دول مش الشغل التاني اللي بالك فيه ، بس خلاص فلتت و العدة خلصت بنت ال....
- طيب لو لقيناها دلوقتي هنعمل إيه ؟
- لااااا .. دا يبقى لعب تاني خالص ، هساوم آدم عليها و يدخل لعبتنا دي بمزاجه ، معدش ينفع لعب من تحت الترابيزة .
- و أنت عايزه ليه ؟ ما دلال جابت لنا الراجل اللي هي متجوزاه .
- افهم ياقفل .. مينفعش تربط نفسك ف حتة واحدة افرض اتقفشت .. لازم تدخل الصفقة من كذا مكان عشان لو واحدة اتقفشت الاتنين التانيين يغطوا .
- دماااغ يا شعبان .. طيب و الراجل الكبير ؟
- ده اللي دماغ بجد يا واد يا فتحي .. حقيقي أنا بتعلم منه .. بكرة تعرفه هتتبهر بالعظمة يا ولا
- طيب ما تعرفني بيه بقى
- أنت لسة صبي .. لما تبقى معلم هتعرفه ، ياللا سيبني بقى عشان رايح لمصلحة طال انتظارها يا قفل .. إلهي يسد نفسك أنت وأختك في ساعة واحدة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رن جرس الباب فقامت عفاف لتفتح الباب وفاجأتها حياة تحمل ثوبا كبيرا واضح من تغليفه أنه ثوب زفاف ، افصحت لها الطريق :
- أهلا يا حياة .. جبتي الفستان خلاص ؟
- أيوة يا طنط و قلت آجي أفرحك و أوريهولك قبل ما عاصم ييجي .
- ادخي يا بنتي ادخلي .. ربنا يتمم بخير .
دخلت حياة تحمل الثوب وهي تنظر للغرفة التي تجلس بها كريمان :
- أنا هدخل عند كريمان عشان تشوف الفستان معانا
اصفر وجه عفاف و توترت :
- سيبيها نايمة .. أأأأصل رجلها كانت تعباها أوي
- معلش يا طنط خليها تفرح معانا
و قبل أن ترد عفاف كانت حياة متجهة للغرفة وفتحت الباب ووراءها عفاف تقضم أظافرها توترا
- شفتي يا كريمان .. خلاص جبت الفستان الحمد لله .. يوم الخميس فرحنا أخيرا ، كان نفسي تكوني روقتي عشان تحضري زفافنا بس ياللا معلش هبقى أخلي لميا تصورلك الفرح فيديو و توريهولك .
دخلت عفاف الغرفة و هي مترددة :
- عاملة إيه دلوقتي يا كريمان ؟
أجابتها كريمان من بين أسنانها بغل :
- الحمد لله يا طنط .. بقيت أحسن لما شفت حياة و فستان الفرح
- الحمد لله يا حبيبتي عقبالك .. ياللا يا حياة هاتي الفستان ده وسيبيها ترتاح
سحبتها عفاف للخارج و قد أمسكت الثوب من يدها و أغلقت الباب و قبل أن تفتح فمها دق جرس الباب فتركتها عفاف واتجهت للباب لتجدها لمياء ، دخلت تاركة أمها تقف بشرود .. لقد احست عفاف أنها محاصرة .. لو حدث ما يعطل زيجة عاصم مرة أخرى فلن تسلم من أسعد و لن يصدق أن لمياء وحدها فعلت هذا ، بل قد يتهمها أنها تستغل ابنتها في إفشال الزيجة و ربما طلقها هذه المرة .
- أنتِ هنا يا حياة ؟
أجابتها حياة بتحدٍ ، فقد كان واضحا أسلوب لميا و محاولاتها لاختلاق المشكلات بينها وبين عاصم:
- أيوة يا لميا .. خلاص جبت فستاني و الشقة فرشها فيها و معدش حاجة ناقصة .. إيه اللي يخلينا نستنى ؟
صمتت لمياء قليلا ، فإحساسها بالإخفاق أصبح يؤرقها .. لم لم تنطلِ الخدعة على هذه الطفلة المدللة ؟
- مبروك يا حبيبتي .. المهم تقدري تحافظي على جوزك و تستمري معاه ، أصل طلقتين في الراس توجع
تدخلت عفاف و هي تحدق في ابنتها بغضب :
- فال الله ولا فالك .. الناس تقول مبروك الجواز مش تجيب سيرة الطلاق . ادخلي اعمليلنا حاجة نشربها عما أبوك ييجي و نتغدا
لوت فمها :
- حاضر
ذهبت للمطبخ و ما أن وصلت باب المطبخ حتى اقتربت عفاف من حياة و همست لها :
- اجري روحي بالفستان ده .. لميا مزاجها وحش وزمان جوزها جاي يكملوا خناق و البت اللي جوا دي الغل طافح منها ع الآخر .. روحي ربنا يسترها عشان معتش عارفة أتصرف إزاي في القلق اللي مالي البيت ده .
استغربتها قليلا ولكنها لم تعارضها :
- حاضر يا طنط
- سلميلي على ماما
- يوصل .
انصرفت حياة فأتت لمياء بيدها صينية مشروبات :
- هي مشت ليه ؟
- أنا مشيتها يا لميا مش عايزة مشاكل
- أنت شايفاني يعني بجر شكل حد ؟
- أنتِ معتيش بتعملي حاجة غير جر الشكل .. روحي يا لميا و مالكيش دعوة بالحية اللي جوا
- بقولك إيه يا ماما .. اللي في دماغي هعمله و مش هسكت ، أوعي تفتكري لما تقدموا معاد الفرح وتجيبوا الفستان هيتم الفرح .. لا أنا هطربقه و مقدامكيش غير أنك تساعديني .. كده كده بابا مش هيصدق أن مالكيش يد فيها .. على الأقل أنا ممكن اقنعه أنك مالكيش دعوة ، إنما بقى لو قولتله أني كنت بنفذ كلامك عمره ما هيصدقك .
- إنت إيه ؟!!!!!! شيطان .. ارحميني ، بقى أخلف و أربي عشان اللي خليتها بني أدمة تهددني ، امشي يا لميا مش عايزة أشوفك
- همشي يا ماما بس هستنى ردك و ياريت ردك يعجبني عشان معنديش استعداد ارجع في كلامي.
انهارت عفاف باكية على الأريكة ، ما كانت تواجهه قبلا لم يكن بتلك الصعوبة .. الآن ابنتها هي عقبتها .. عن أي ألم يصف أولئك الذين لم يواجهوا يوما جحود أبنائهم ؟ يا للقسوة ! أستعود ثانية للتيه و التردي من بيت لبيت ؟ حتى بيت عاصم ابنها لن يسعها ان ظن أنها تسعى لتعاسته .. لم يعش تعيسا ذلك الذي بره أولاده ولو بطيب خاطر .. و عاش التعاسة بعمقها ذاك الذي جرح قلبه سخط أولاده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- خلاص يا إبراهيم .. شعبان دخل الشقة و قاعدين مع بعض في الصالة بيشربوا زفت على دماغهم
- كويس .. اصبر شوية لما يدخلوا أوضة النوم
- لأ .. خلينا نتحرك دلوقتي عشان يتمسكو متلبسين و نخلص منها و منه .
- يا رب يا أسعد .. أنا معتش عايز أشوف خلقتها الحيوانة دي و شريكها .. دي كانت هم تقيل ونفسي أخلص منه .
- طيب ياللا بينا .. المقدم حامد كلمني و قالي كويس كده عشان منتأخرش
و بعد قليل من الوقت هاجم أفراد الشرطة شقة دلال و هي في أحضان شعبان و بينما دلال تصرخ و أفراد الشرطة ممسكون بها و يمسك به آخران يطعن شعبان دلال ليسود الهرج و يلتفت الجميع لجسدها النازف في محاولة لإسعافها فيقفز هاربا من شرفة خلفية ينزل متسلقا حبلا كان قد اعده سابقا ، وانطلق على دراجة بخارية كانت تنتظره في الخلف .
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو
أنت تقرأ
حيـــــاة .. على يمين طلاق
ChickLitصديقتان تمران بظروف سيئة مع أزواجهن ترى كيف ستستعيدان حياتيهما وأزواجهما ؟ هل تصمد خططهما البريئة أمام الطامعين ؟