الفصل السابع

5K 139 3
                                    

- معرفش أنا قلتلها كده ليه بس حسيت أنها ورا طلاقي .. كانت مبسوطة ومستعجلة على الطلاق و بتطلب رجوع الأرض ، بصراحة يا حوا أنا حسيت أن في عنيه ندم و لاحظت أنه كل شوية يبصلي من تحت لتحت ، ولما ماما دعتلي يعوضني بنصيبي كانت اللقمة هتقف في زوره
- بتتكلمي جد ؟! طيب إيه اللي خلاه يطلقك طالما مش قادر يبعد ولا متحمل أنك ترتبطي بحد غيره .
- احتمال أمه السبب زي ما حسيت ، و احتمال يكون اتعود إني ملكه ومش سهل حاجة ممتلكها ياخدها غيره .
- سواء ده السبب أو غيره خلاص معدش ينفع .. أوعي تعلقي نفسك يا حياة تاني برجوعه
- لا .. رجوع إيه ! أنا عشت 8 سنين خدوا مني كل حاجة ومعتش عايزة أتهان أكتر من كده ، بس اللي مش عارفة أتصرف فيه إزاي هيبقى وشي ف وشه كل يوم في ورشة التجميع .
- أنتوا خلاص قررتوا ؟
- مالهاش حل تاني و عمي بيقول أن صحته معدتش تحتمل ضغط  و ده وقت الدكتور يرد الجميل و يقوّم المصنع ويكبره .
- حاولي تتجاهليه وتتعاملي معاه رسمي .
- كل ما أشوفه أفتكر يمين الطلاق و أبقى عايزة أعيط .. يارب أعصابي متنهارش قدامه .
- بإذن الله مش هيحصل حاجة .. هتتعودي بمرور الوقت وتكتسبي مناعة وتتنحي
- ههههههههههه أيوة أتنح .. هو ده أملي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- هموت يا عاصم .. مجنناني ، معتش قادر أستحمل تصرفاتها و مرعوب أتكلم تسيبني و تمشي.
- إهدا طيب ، خوفك ده هيخليها تعذبك و تشتغلك .
- أكتر من كده ؟! بفكر أجازف و أقولها كفاية استهبال وأنهي التماحيك اللي قاعدين نتلكك بيها لبعض دي .
- هههههههههه ليه إيه اللي حصل ؟
- امبارح يا مؤمن قاعد أتفرج على فيلم أجنبي لقيتها لابسة قميص فيروزي هو مش مكشوف ولا قصير بس حسيت أن عيني هتخرج عليها ، قعدت جنبي لزقت فيا و البرفيوم بتاعها حسيته دخل من مناخيري عدل عمل على مخي شبورة مبقيتش شايف حاجة ولا قادر أتفرج على الفيلم و اللي جابلي تخلف أنها قعدت لزقت فيا لقيت بوقي اتفتح لا شعوريا كده و شوية و هريل و ما اكتفتش ب كده لا دي بعد حوالي ربع ساعة كده راحت حاطة راسها على كتفي و قعدت تضحك وهي بتتفرج و لا على بالها .. بيني و بينك قلت خلاص فرجت .. يدوب لفيت دراعي على كتفها و قربت منها قامت هربت جري على أوضتها قال ايه عايزة تنام .. وأنا كنت بطلع دخان من وداني منمتش طول الليل .. منها لله المفترية .
- هههههههههههه دانت حالتك صعبة اوي .. إنما أقدر أقولك هانت .. خلاص قربت و قطعتو أكتر من نص المسافة .
- عقبال حالتك الصعبة لما تتفك .
- متفكرنيش .. كانت عزومة سودا حسيت هتجيلي جلطة .
- ليه إيه اللي حصل؟
- بص يا سيدي .. أنا خلصت صلاة الجمعة و رحت ماشي مع عمي قلتله عايز أتكلم معاك قالي أنا مروح تعالى نتكلم عما يجهزو عشان الغدا عندكم ، رحت و بوست إيده و راسه و نزلنا رحنا البيت و قعدنا على السفرة و أنا مش عارف أسيطر على نفسي و هموت وأبص لها و في الحوار بأه أعصابي باظت .. دعوات بأه ربنا يبعت نصيبها و الدنيا مبتقفش و الكلام ده خلاني قاعد مش على بعضي .. لحد ما .......
- فلاش باك
- جرى إيه يا جماعة .. إنسوا وخلوني أنسى ، بجد محتاجة مفتكرش تاني ، دي ميلة البخت صعبة أوي دانا اتطلقت من قبل ما اتجوز ولا حتى أتخطب ، و ألا أنتوا عايزين تسدوا نفسي عن الأكل الحلو ده ؟ و ألا إيه يا طنط ؟!
صدعت كلماتها رأسه ، جعلته الصدمة من كلماتها لا يرغب باللقيمة في فمه .. كاد أن يتقيأ ما بلعه بالفعل .. تعبيرها " ميلة البخت" جعله يود لو قطع لسانه قبل أن ينطق يمين طلاقهما .. الأكثر إيلاما بالفعل أنها تلفظ الكلمات بطبيعية كما لو أنها اعتادت تلك الكسرة إلى أن أصبحت لا شيء ، أو أنها تسخر من معنى طلاقهما و أنه بالفعل لا شيء بالنسبة إليها .
ارتبكت أم عاصم و قد تركت الملعقة من يدها و نظرت بذهول و استفسار :
- لا يا حبيبتي بالهنا و الشفا .. كلي و انبسطي
والدة حياة :
- بعد الشر عليكي من ميلة البخت يا بنتي .. إنتي لسة عيلة واللي أدك لسة متخطبوش .
أسعد :
- اللي يسيبك هو اللي بخته يميل مش أنتي .. السفرة دي معمولة عشانك و باذن الله أسبوع و أسبوع نتجمع عيلة واحدة مرة هنا و مرة عندكم .. إحنا عمرنا ما هنبعد عن بعض لأي سبب
إبراهيم :
- يا ريت يا أسعد نتجمع على طول .. بس مش عايزين نتعب الست أم عاصم .. و ألا إيه يا حاجة .
توترت أم عاصم و كادت تغص بالطعام :
- لا .. لا طبعا .. إزاي يا حاج إبراهيم دا بيتك .
أم حياة تدخلت فجأة في الحديث :
- ألا فين المحروسة لميا و جوزها وعيالها ؟! أول مرة يعني نيجي ومتبقاش موجودة
و لأن النساء يكشفن ضمائر بعضهن بذكاء .. شعرت أم عاصم أن تلك الجلسة ستنهي كل ما تعمدت الوصول له .. حاولت أن تبدو طبيعية :
- أبدا دي كانت جاية بس الواد الصغير تعب شوية فمقدروش ييجو ، و قالتلي أعتذري لحياة و طنط وعمو و ليهم زيارة مخصوص لما الولد يروق.
- ألف سلامة يا حبيبتي ربنا يطمنها عليه .. دا مفيش أغلى من الضنا .
- آه طبعا .. ربنا يحميهم كلهم .
إبراهيم :
- بص يا أسعد أنا هدخلك دوغري في الكلام .. الأرض بتاعتكم اللي كتبتها باسم حياة أنا بنيت عليها ورشة التجميع و دخلت حياة شريكة بقيمتها في المشروع ، و دلوقتي وجبت ترجع لصحابها .. طيب إيه رأيك بدل ما تاخد تمن الأرض تدخل شريك بقيمتها مكان حياة عشان متجيش يوم تقول هسيبكم .. قلت إيه ؟
- أرض إيه اللي ترجعها يا إبراهيم ؟! دي متجيش حاجة و لا ترد حاجة من صبركم ولا جمايلكم ولا ربطت البنت جنبنا السنين دي كلها .
- يا أسعد ده حقك أنت و عاصم .
نظر أسعد لزوجته بشك مما أثار ارتباكها الذي أصبح واضحا لأسعد وعاصم :
- و يا ترى ده بطلب من حد ؟!
- يعني يا أسعد أنا محتاج طلب عشان أرجع الحق لأصحابه ؟! أنا خدت قراري و الأرض هترجع
- أنت إيه رأيك يا عاصم ؟
انتبه عاصم من شروده ، فقد تجمعت في ذهنه ومضات برقية لموقف أمه سابقا حين شجعته على قبول زيجته بحياة و الآن بعد تلك المواقف .. لم يكن يستطيع استيعاب كيف تزج به أمه بعيدا هكذا ؟! أأعجبتها مريم مما جعلها تسعى لإبعاد حياة ؟ و الآن يشعر بتورطها في طلب الأرض التي لم يكن ليطالب بها أبدا فقد أنفق عمه الكثير عليه مما يفوق ثمن هذه الأرض عشرات المرات ناهيك عن موقفه وطلاقه لها فما كانت هذه الأرض تمثل عوضا عما حدث .. لكن مهلا .. ربما كانت تلك الحجة التي يستطيع من خلالها الرجوع لزوجته .. زوجته !! إنه حقا لا يراها سوى زوجته ولا يريد سواها زوجة ، فليكن إذن .. ربما عادت إليه ووقتها لن يسعه سوى أن يكتب الأرض و عمره وقلبه باسمها أيضا .
- الحقيقة يا بابا أنا مش شايف إن الأرض دي حق حد غير حياة ، كمان إحنا عمرنا ما نسيب عمي إبراهيم ولا حياة أبدا .. مش نسبة ولا شراكة اللي هتخلينا عيلة . و أنا تحت أمر عمي في أي وقت و من أولوياتي إن المشروع يشتغل و يكبر ويقف على رجليه ، وبعدها عمي له الحرية أمسك الإدارة أو أسيبها لحياة كلها واحد عندي .
و كأن أسعد التقط ما يعنيه ولده فاطمأنت نظرته المتوترة منذ طلاقهما والتفت لأخيه :
- بصراحة أنا كبرت ومعتش حمل ضغوط و كنت عايز أدرب حياة على الشغل عشان اسيبلها الإدارة وأرتاح ، بس طالما عاصم جه يبقى هو المسئول .. أظن بعد ما الدكتور بقى أستاذ كبير مش صعب عليه يبقى مدير للورشة و يمسك التوكيل و يعلم حياة ، دا واجبه يقف جنبنا دلوقتي بعد ما وقفنا جنبه لما بقى دكتور.. أنا عارف أنه هو ابنك قبل ما يبقى ابني ولو مصر على حكاية الشراكة هنقسم البلد نصين .. يبقى شريك حياة بالنص في نسبتها دا لو حياة وافقت ، ولو إني كنت أحب أننا نزودلها مش ناخد منها .
تهلل وجه أم عاصم و حاولت مداراة فرحتها بذلك المكسب المادي الذي سيدر عليهم أرباحا تفوق أضعاف ثمن الأرض .. فرحتها تلك لم تغب عن عين زوجها و لا ولدها ، بينما إبراهيم يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يفتضح أمره أمامهم .. كان مرتعبا حد الألم أن يفشل في اقناع أخيه بالشراكة فيضطر أن يدفع له ثمن الأرض التي لا يملك من ثمنها شيئا في الوقت الحالي ، ولم يكن يتصور أن يحاول عاصم االتقرب ثانية منهم .. بل لم يكن يحلم أن يعرض أن يتولى أمر تعليم حياة العمل في الإدارة ، نفسه تداعبها الأمل ولكنه يتساءل هل حقا يتقرب من حياة كما يشعر ؟ أم أن تأنيب ضميره يجعله يضع نفسه في خدمتها ؟
بعدما انصرفوا و انفض الجمع فاجأ أمه بجلوسه جوارها و نظرته المطولة لها :
- بتبصلي كده ليه ؟
- مشفتكيش من زمان يا أمي .. لدرجة أني نسيت ملامحك .. نسيت حنيتك و حبك .
نظرت له بتعجب :
- و أنا من امتى بطلت أحبك وألا حنيتي قلت عليك ؟
- لما سألتك عن حياة وقلتي أنها بنت واحدة زميلتك واصرارك إننا نخلص من موضوع حياة الأول وبعدين نبقى نشوف غيرها ، مش يمكن مكنتش اتورطت ورحت أطلب معاد عشان أطلق لو كنت عرفت أنها هي كنت خدت فرصة من غير مواجهات و جرح و خسارة .
ارتبكت و غاض الدم بوجهها و جف حلقها :
- أنا ؟! لا أنا مقصدتش .. أنا اختلط عليا الأمر بس مقصدتش .. كانت صحبتي هنا و ......
- مالوش لازمة التبرير يا أمي .. الحكاية وضحت
و قبل أن يهم بالقيام من مجلسه أتاهما صوت والده :
- و طبعا معندكيش فكرة عن الأرض ولا طلبتيها .. بتحرجيني مع أخويا يا عفاف !! بدل ما أعوض البنت عن اللي حصل بناخد اللي إديناهولها ، أنا أتغشيت العمر دا كله فيكي إزاي ؟  عمري ما كنت أتخيل أنك بالسواد ده .
- يا أسعد أنا مقولتش حاجة .. إبراهيم اللي عايز كده و هو بيعمل كده عشان بيحبك مش......
- أنتي تخرسي خالص .. الظاهر أني لازم أعيد حساباتي من الأول ، بقى بنتك مقدرتش تيجي عشان ابنها عيان .. أنا قابلت جوز بنتك بعد صلاة الجمعة وأنا بجيب الفاكهة و ميعرفش أصلا أننا عازمين إبراهيم
- لأ .. أصل هي .. هي محرجة يعني .. و كانت مش عايزة .. أقصد كانت مش قادرة تشوف حياة بعد الطلاق عشان يعني صعبانة عليها .
- أنتي مش لاقية كلام تقوليه .. بس أنا عندي
رجوعا للحاضر
- يا نهار أسود !!!
- بس يا سيدي .. اتعدلت شوية من ناحية عشان تتقندل من الناحية التانية .. أبويا كلم خالي عبد الحميد اللي جه سمع القصة كلها و بابا خلاها تلم هدومها و تمشي معاه
- للدرجة دي .. طيب ما ادخلتش ليه يا عاصم .
- مقدرتش أدخل بابا كا منفعل جدا و ماما زودتها أوي .. لما الدنيا تهدا شوية هفاتح بابا ترجع البيت ،و هروحلها قبل ما أروح أشوفها مع أني زعلان من اللي حصل بس مش قادر أسيبها .
- متقلقش باباك طيب و مش هيهون عليه يسيبها ، يومين تلاتة وهتلاقيه من نفسه رايح يجيبها
- يا رب يا آدم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- جلست تنتظره بعد أن تزينت بدون مبالغة في زينتها و ارتدت ملابس بيتية غير مبتذلة لكنها جميلة مغرية .. تعطرت بذاك العطر الذي أهدتها إياه و الدته ، دخل من الباب لتقع عينيه عليها مباشرة فتعمد أن يشيح بنظره عنها و دخل بلا كلمة .. راسما الغضب على و جهه :
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. السلام لله يا مؤمنين
- إلتفت إليها و قد أحرجته بعدم السلام أثناء دخوله .. فوقف مترددا و قد اهتزت ذراعه قليلا بحركة بسيطة ولكنها لاحظتها
- سلام عليكم
- بعد إيه بقى .. هو أنت مخاصمني ؟
- و هخاصمك ليه ؟ هو أنتي عملتي حاجة تزعلني ؟
- دا فيه زعل بقى .. طيب ما تغير هدومك و تيجي نتعشى ونتكلم ونشوف موضوع الزعل ده إيه
- لم يدر لم يصبح طفلا في مواجهتها .. طفلا قبالة أمه لا يشعر بالأمان سوى بوجودها .. ابتسم رغما عنه و ذهب لغرفته ولكنه توقف فجأة :
-  هو أنا هفضل عبيط كده يتضحك عليا بكلمتين .. أنا لازم أتصرف
- خرج بعد أن استبدل ملابسة ورسم الغضب على وجهه مرة أخرى ماحيا ابتسامته المتشوقة لوجوده معها ، استقبلته بابتسامه برغم عبوسه وقد حضرت مائدة شهية و خبزت له طعاما شهيا علمت من والدته حبه له و صنعت له كعكة بالشيكولاتة مزينة بحبات الفراولة الناضجة كما يحب تماما .. حاول يتجاهل كل هذا ليبق عابسا غاضبا كما أراد أن يريها ، أسرعت إليه بخفة ممسكة بكفه و هي تقتاده للمائدة بابتسامتها الساحرة :
- عاملالك بيتزا بالمشروم النهاردة يارب تعجبك و كيك بالشيكولاتة .
- لم يرد واستجاب لحركتها حيث أجلسته على رأس المائدة وجلست جواره فظل صامتا لا يمد يده للطعام ليفاجأ أنها تطعمه بفمه .
- هاكل لوحدي .
- و أنت مبوز كده ؟!
- يعني مش عارفة أنا مبوز ليه ؟!
- مش إحنا اتفقنا إننا ناخد على بعض الأول عشان إحنا مخدناش فترة خطوبة تقربنا من بعض ؟!
- طيب ما بقالنا شهر أهو لسة إيه تاني ؟
- لسة أني أحس أني حبيتك
- احمر وجهها خجلا وهي تنطقها فنسي غضبه المصطنع وعبوسه المفتعل و اقترب منها حتى كادت أنفاسهما تتحد :
- كل ده ولسة محبيتينيش .. ده أنا أتحب من أول نظرة ، حتى أسألي هيقولولك .
- التفتت له و قد أغضبها كلامه :
- أسأل مين تقصد في جيش الستات اللي كنت متجوزهم يا شهريار
- أوبااااا أنا اتزنقت .. لا والله ولا واحدة فيهم تيجي في ضفرك ، أقصد تسألي قلبي .
- قلبك ؟! قلبك ده كداب و أنا خايفة منه أوي
- طيب أطمنك إزاي ؟ قوليلي و أنا أعملك اللي أنت عايزاه
- صعب أقولك .. دي حاجات تتحس متتقالش
- طيب يعني مش حاسة بيا ؟! أنا معتش بفكر في حد غيرك .
- إيه اللي يضمنلي أنك بعد ما توصل للي أنت عايزه تفكر في غيري و ترميني من حياتك ؟ إحنا لسة قدامنا طريق طويل نفسي أعرف هنمشيه مع بعض و ألا كل واحد فينا هيبقى لوحده .
- أنا هصبر مش هستعجل .. مستنيكي تطمنى و هعمل إللي ربنا يقدرني عليه عشان أسعدك
- هشوف يا آدم .. أتمنى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إنتي يا ست ياللي أسمك عفاف .. المطبخ ده لحد دلوقتي متشطبش ليه ؟
- حرام عليكي يا ابتسام .. أنا جيت من الشغل مقعدتش غسيل و طبيخ وتنضيف شطبي أنتي بعد الغدا أنا رجليا معتش حاسة بيهم و أنتي قاعدة في البيت مبتشتغليش
- والله عال .. هتردي عليا كمان ، هو أنتي قاعدة في التكية بتاعت أبوكي .. أخلصي شطبي المطبخ عشان تقعدي مع الولاد يكتبوا واجباتهم .
- كمان !! وانتي هتعملي إيه طيب شطبي المطبخ و أنا أقعد مع الولاد
- أنا كفاية عليا مستحملاكي في بيتي .. ولسة بعد ما المحروس جوزك يطلقك ، هو أنتي فاكرة أنا رضيت تقعدي و تقرفينا في حتة الأوضتين بتوعنا إلا لما المنيل على عينه أخوكي حلفلي أنك هتقعدي هنا عشان خدمتي .
- الأوضتين دول ليا فيهم دول بتوع ماما و بابا الله يرحمهم و إن كنت سيبتكم تقعدوا فيهم ومطالبتش بحقي فده كرم مني
- مين يا روحي ؟! البيت هنا بيتي ابقى روحي لأمك وأبوكي خدي حقك منهم .. لو مش عاجبك اتفضلي هوينا .
دخلت عفاف المطبخ وانسابت دمعاتها تجري ببؤس ، لقد غادرت بيتها على أمل الرجوع فلم تحمل أغراضها حتى راتبها أخذه أخيها منها ، حتى سمعت دقات على الباب ليتناهى لسمعها صوت زوجة أخيها و هي تقول :
- والله دي منورانا و قعدت أحلف عليها ترتاح و أخدمها بعيوني بس هي مرضتش .
خرجت وعلى يديها الرغوة لتجد عاصم فارتمت بحضنه حيث فتح ذراعيه لها و هي تبكي بحرقة:
- وحشتني أوي يا عاصم .. و حشتني أوي يا بني
- وأنتي كمان يا أمي .. وحشاني أوي 
و نظر بريبة لزوجة خاله :
- عاملة إيه يا أمي .. عايشة إزاي
- أنا كويسة يا حبيبي متقلقش عليا
- إزاي مقلقش يا أمي .. يومين تلاتة بالكتير و هاجي أخدك للبيت
- أنا هونت على أسعد يرميني بعد العمر ده كله
- بلاش نفتح في الكلام ده قدام حد يا أمي
قالها و هو ينظر لتلك المرأة السمجة التي لا تريد تركهما بحريتهما
- هو بابا متعصب شوية وهيروق ويجيلك .. بابا طيب و بيحبك هو بس خد على خاطره ، و أنا مش هسيبك يا ماما و هاجي دايما أشوفك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الحمد لله يا بابا الورشة بقت زي الفل .. طول النهار النهاردة و أنا مع عمي أسعد .. معظم المكن ركب ، و المكاتب بتاعت الإدارة اتسلمت النهاردة و على آخر الأسبوع هنقابل الموظفين ونعين ونبدأ الشغل
- الحمد لله يا حبيبتي .. أنا عندي موضوع عايز أعرضه عليكي بس أوعديني الأول
- أوعدك بإيه يا بابا ؟
- أوعديني أنك متتسرعيش في الرد
- فيه إيه يا بابا ؟  قلقتني
- إوعديني بس
- أوعدك يا بابا إني مش هتسرع .
- جالك عريس .. هو مهندس و شافك النهاردة و أنتي مع عمك أسعد في الورشة واتصل عليا عايز يجيب والدته ويجي
- تاني يا بابا .. أنا .........
- أنتي وعدتيني أنك متتسرعيش
تنهدت باستسلام :
- حاضر بس أوعدني متضغطش عليا
- حاضر يا حبيبتي
- هو جاي أمتى ؟
- الساعة 8
- ما شاء الله دا مستعجل أوي .. يدوب ألحق أغير هدومي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- السلام عليكم .. إزيك يا طنط
- و عليكم السلام ورحمة الله .. أهلا يا دكتور عاصم اتفضل
- عمي هنا ؟
- في الصالون معاه ضيوف
- مين جوا ؟
- دا المهندس أحمد
قال بتسرع طيب دون أن يعطيها فرصة لاستكمال حديثها
- هدخله أنا عارف أحمد
دخل ليفاجأ بوجود أحمد ووالدته و حياة تجلس في مقابل أحمد
- يشرفنا يا حاج إبراهيم نطلب إيد حياة لأحمد ابني و لو طلبتو عنينا مش هنعزها عليكم
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن