الفصل الخامس و العشرون

3.5K 103 3
                                    


بعد انتهاء الرسائل بينهما سارعت لتصلي الفجر و دعت الله أن يتقبل زوجها وجود الطفل ، فقد اتخذت قرارها أن أي لمحة منه لعدم تقبل الطفل تقضي ألا تعود ثانية إليه حتى لو كانت نتيجة بعده عنها صعود روحها ، كلما شعرت أن المسافة بينهما تتقلص تقلصت معدتها توترا و خوفا ، لا تعرف عن العالم الخارجي سوى ما يقصه عليها حازم ، و بالتأكيد لا يقص عليها تفاصيل كثيرة ربما أثارت خوفها فكان يكتفي ببعض التفاصيل التي تطمئنها على آدم و كفى ، و هي بدورها تقنعه أنها تصدق أن هذا كل شيء و توقن تماما أن هناك المزيد ، فمن خلال ما رأته من شعبان تعلم أن شعبان لم ينته بعد من خططه لآدم .. ربتت على بطنها بحنان ثم وضعت يدها على قلبها و أخبرته أن اهدأ على الأقل الآن اقتربنا قليلا .. ربما يحمل الغد مفاجآت أكثر إسعادا  .
- نامت ؟
- أيوة .. أخيرا نامت ، أنا حاسة بيها طول الليل صاحية و قلقانة .
- بحاول أطمنها بس مش عارف .. إحنا داخلين على أزمة كبيرة عشان نخلص من شعبان .. لو معرفناش نخلص منه مش عارف إيه اللي ممكن يحصل ، بس فعلا هي في أمان هنا لحد ما نوصل للي عايزينه .
- تفتكر نكلم آدم و نقوله على موضوع الحمل و كفاية كده توتر عليها ؟ أهو على الأقل لو رفض نبقى رحمناها من المواجهة ووجع القلب .
- ممكن تتضايق ، و برضو لو رفض الطفل ده هي هي نفس النتيجة .
- طيب مقالتلكش والدته قالت إيه؟
- والدته فرحت بس قالتلها استني لما أشوف هو بيفكر في إيه
- يارب يعدي الفترة دي على خير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- حمدالله على سلامتك يا إبراهيم .. أنا كنت هموت من القلق عليك .
- ألف بعد الشر عنك .. إن شالله اللي ما تتسمى هي اللي تفطس حتى في داهية إنما أنتِ لأ.
- المهم أنك رجعتلي بالسلامة .
- أنا كنت سيبتك امتى عشان أرجع .. أنا و الله يا سهير ما شفت في حياتي غيرك ولا عايز أشوف غيرك و ملمستهاش برغم أن الجواز كان حقيقي .. بس مقدرش أخلي أي حد ياخد مكانتك عندي ولو بحاجة بسيطة فما بالك بقى و أنا عارف أنها حية و مع كل راجل شوية .
- ربنا يخليك ليا .. عشان أنا عارفة معزتي عندك وافقت وأنا مطمنة أنك مش هتبص لغيري حتى لو اضطريت تتجوزها ، هو احنا عشرة يوم يا إبراهيم .. احنا عشرة عمر متتحسبش بالسنين
- ربنا ما يحرمني منك
بينما هو ممسك بكفها يقبله و هي تربت بحنان على كتفه و تقبل رأسه دخلت حياة .. تعجبت مما يدور حولها فبالأمس يتأخر بالخارج و الآن هما في غاية الانسجام :
- إيه اللي أنا شايفاه ده ؟ بتخونوني أنتو الاتنين .. أن أن آآآآآآآآآن ، يا ترى عملتو إيه تاني من ورايا
حين نطقت آخر كلماتها تبادل الاثنان النظرات و انفجرا ضاحكين :
- كل خير .. إحنا مبنعملش من وراكي غير كل خير
- شكلكم مش مطمني يا حاج .. هو فيه إيه بالظبط
- يا بت بطلي لماضة .. يعني هنعمل إيه ؟! إحنا بس عازمين عاصم عندنا يوم الخميس .
- وبس؟؟ كملي يا سوسو فيه إيه ؟ هاه ؟ أنا عارفة أنك حبيبتي و هتقوليلي
- و أنا معتش حبيبك و ألا إيه ؟ و ألا عاصم جه خدك مني ؟
في حركة تمثيلية خبطت على صدرها :
- يا حوستي !! ياخدني منك
نزلت إلى جوار والدها تحتضنه :
- دا أنت اللي في القلب ، عاصم مين ده اللي ياخد مكانك .. ربنا ما يحرمني منك أبدا يا حبيبي
- ولا يحرمني منك يا نور عيني .. بقولك يا حياة
- أيوة يا حبيبي
- عايزك بكرة تروحي تتممي على كل الشغل و تخلصي كل الإمضاءات اللازمة عشان احتمال عاصم يسافر قريب و تسافري معاه تخلصولنا شوية شغل وورق عند الخواجات
- وليه أسافر معاه ؟ هو معاه التوكيلات اللازمة .
- لا ما هما الناس عاملين اجتماع للشركا و هتروحي أنتِ بدالي و عاصم هيروح بصفته شريك و مدير
- مع أني مش فاهمة السبب بس ماشي .. هخلص الشغل و الباسبور بتاعي شغال وقت ما نحتاجه .
- عايزك كمان تروحي البنك تجيبي فلوس و تعدي على عمك حلمي تديهمله و تعمليلي شوية مشاوير كده بكرة يعني اعملي حسابك أنتِ طول اليوم هتبقي مشغولة .. ابقي اتصلي بيا طمنيني عليكي و اخلصي من المشاوير دي عشان أمك مأكدة عليا أنك تفضي لها يوم الأربع و الخميس عشان العزومة .
- عشان إيه العزومة دي ؟ هاه ؟ قلبي حاسس إن وراها حاجة .
- هههههه كل خير .. يمكن نحدد فيها معاد فرحكم ونخلص
- تخلصو من مين ؟!! لأ .. أنا لسة مفكرتش في الحكاية دي ، بعدين مش دلوقتي
- طيب براحتك .
- مش عارفة ليه حاسة أنكم وراكم حاجة مش فاهماها
- ولا ورانا ولا قدامنا
- طيب يا حاج .. و الله أنا خايفة تكون عامل فيا حركة كده ، هروح أكلم حوا أطمن عليها
- لو عرفت تيجي يوم الخميس خليها تيجي عشان وحشتنا
- هقولها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنتِ قاعدة ولا هامك .. أنا متدبسة هنا و كله بيحضر للفرح و كنتِ بتقولي هتساعديني
- ما أنتِ اللي طلعتي خايبة و مقدرتيش تشعللي النار بينهم أعملك إيه
- يعني إيه ؟ كل حاجة باظت ؟!!
- ماليش فيه .. أنا قلتلك من الأول يسيبها هخليكي تاخدي مكانها في لحظة بس أنت معرفتيش
- لأ .. لازم تشوفيلي حل ، الزفتة اللي اسمها مريم كلمتني و بتقولي هتيجي تكشفني قدام باباكي و مامتك ، عايزة حل يفركش الجوازة قبل مريم ما تيجي ، أنا عايزاها تيجي تلاقيني مرات عاصم و أحرق قلبها زي ما حرقت قلبي و خدته مني قبل كده .
- مفيش قدامنا غير أننا نبوظ الفرح .. نخلي مريم نفسها تيجي الفرح و حياة تتعقد
- و تفتكري وجود مريم هينفعنا ؟ دي ما هتصدق تعمل فيها بطلة وتكسب بنط على حسابنا و تخلي عاصم يسيب الكل و يروحلها تاني
- طالما أنت مش عارفة تعملي اللي اتفقنا عليه تبقى مريم تعمله .. المهم عندي أن عاصم يسافر تاني و أنا أديتك فرصتك عشان تاخديه من مريم و تبوظي جوازته من حياة عشان ميفضلش هنا جنب ماما و بابا ياخد كل حاجة بس شكلك مكنتيش أد الكلام
- لأ .. أده ، و هتشوفي
- يا ريت مندمش
أغلقت الهاتف و هي شاردة ، كل ما تفكر به هو كيف تتخلص من وجود عاصم الذي سلبها اهتمام أبويها و مالهم ، شردت غافلة تماما عن ذلك الذي يقف خلفها يسمع مؤامرتها كاملة و يتعجب مما أصبحته زوجته .. أحقا تكره وجود أخيها ؟
خرج بهدوء كما دخل دون أنت تنتبه ، و أجرى مكالمة هاتفية :
- السلام عليكم يا عمي
- أهلا يا محمد .. إزيك يابني و إزي لميا و العيال؟
- إحنا كويسين يا عمي بس لميا اللي مش كويسة
- ليه يا بني .. إيه اللي حصل
- هحكيلك يا عمي بس ياريت تسمعني للآخر و نفكر صح لأن التسرع مش هيفيد
- قلقتني يا بني .. طيب تعالالي أنا قاعد ع القهوة
أغلق الهاتف و توجه للقهوة حيث يجلس أسعد :
- ده كل اللي سمعته و عرفته .
- عارف يا محمد
- عارف !!
- أيوة .. من كام يوم سمعتها بتكلم والدتها و مقتنعة أن عاصم واخد أكتر منها ، ووالدتها حاولت تفهمها أننا قسمنا الفلوس بينهم بالنص بس هي مش مقتنعة
- طيب هنعمل إيه ؟ هنسيبها تبوظ جوازة عاصم ؟!
- هتعمل إيه يعني ؟! آخرها تقول الكلمتين بتوعها و خلاص
- معرفش هتعمل إيه بس لميا أنا حافظها .. دماغها ناشفة و هتعمل اللي بتفكر فيه
- طيب تقترح نعمل إيه ؟
- أنا بقول أرخم عليها و أقعدها في البيت و مخليهاش تحضر الفرح
- مش حل ، و الناس هتقول فرح أخوها و متجيش إزاي .
- طيب نطرد الحية اللي عندكم في البيت ؟
- لو طردناها أولا مش أصول لأن دي بنت لوحدها ، و ثانيا هتبقى برا بتتحرك أحسن وممكن تعمل حاجات منعرفهاش غير متأخر .. خليها تحت عنينا وعاملة مكسورة
- أمال تقترح إيه يا عمي ؟
- خلي العيال عند والدتك وعايزك تجيبهالي البيت .. بنتي محتاجة تظبط تفكيرها و دي مسئوليتي
- هتعمل إيه ؟
- مالكش فيه بقى .. هظبطها و ابقى تعالى خدها لما تتعدل
- متزعلهاش يا عمي .. لميا على أد ما تبان حمقية على أد ما هي طيبة و غلبانة
- دي بنتي .. حتى لو زعلتها النهاردة هيبقى عشان تفوق و تعرف تعيش صح أحسن ما أسيبها و تندم على اللي ضيعته و متقدرش ترجعه
- طيب هقولها إيه ؟
- قولها أنك زهقت منها و هتتجوز و أنك كلمتني و أنا قلتلك هاتها و خلي عيالك عندك
- صعب أوي أقولها كده فجأة .
- قولها أنك حبيت واحدة زميلتك وعايز تتجوزها و لما قولتلي زعلت و قولتلك رجعلي بنتي ، المهم خلي العيال عند والدتك و خليها تحضر شنطتها الأول عشان تيجي تقعد مع والدتها عشان الفرح و لما تنزلوا من البيت خدها مكان هادي قولها فيه الكلام ده على الأقل عشان الولاد ووالدتك ميحسوش بحاجة .
- حاضر .. هعمل زي ما قولتلي و ربنا يستر
- ربنا يهديها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- هفضل مستخبي كده كتير يا باشا ؟
- لا .. على يوم الخميس هشوفلك حل عشان البضاعة اللي جاية .. المهم متبانش دلوقتي عشان ممكن تتمسك
- جوز دلال ميعرفش اسمي ولا يعرف حاجة عني
- بس دلال تعرف و لسة ماماتتش
- عايشة ؟!
- أيوة .. معرفش أنت كان عقلك فين و أنت بتضربها
- أنا فكرت ألبخهم فيها و لو على الفلوس أبوها كان هيعمل اللي نقوله عليه عشان ياخدله قرشين و أهو نخلص منها لأنها عرفت كتير و في الأول و الآخر ست يعني مالهاش أمان .
- دا أنت متعقد من الستات بقى .
- و أي عقدة يا باشا .. أمي عشان كانت ست حلوة كانت كل يوم تقرطس أبويا و تمشي على حل شعرها و كانت جايبالنا العار و دلال طالعالها مش بنت أختها .
- مش كل الستات يا شعبان .. أنا حبيت هدى في الجامعة أوي بس هي حبت سامر و راح خطبها ، أنا كنت وقتها مش لاقي آكل و حافي بمعنى الكلمة و لما دارت السنين وأقنعت جوزها يتجوز دلال عليها و رحت قلتلها عشان ترميه و أقدر أقربلها من تاني ، بس اتفاجئت أنها معملتش زيه ، و برغم أنها بنت ناس و جاعت بعد ما أهملها بس مخانتهوش ولا فكرت تسيب ابنها و لما تعب متخلتش عنه ومات وهي بتخدمه
- أيوة يا باشا دي هدى هانم بنت الأصول مش دلال بنت الشباشب .
- طيب دلوقتي هتخلص من دلال إزاي ؟
- هبعتلها فتحي .. اخته مبتطيقهاش و هتبقى مصلحة و ياخد قرشين .
- أوعى الواد ده يغرقك
- عيب يا باشا .. هو صحيح حمار زي أخته بس بينفذ زي ما بقوله بالظبط
- خلاص هستنى منك الإشارة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بس يا طنط .. ده كل اللي حصل و هو محاولش يتصل بس بيبعتلي كل شوية رسالة : صباح الخير .. تصبحي في بيتك .
- متهيألي يا حوا أنه خلاص استوى على الآخر و معتقدش هيرفض الحمل بالشكل اللي أنتِ متخيلاه ده
- يعني متكلمتيش معاه ؟
- لأ .. تقريبا مبلحقش أشوفه و رجع شقتكم تاني ، بس لاحظت أنه بقى بيصلي
- بجد !! بجد يا طنط بقى بيصلي ؟!!
- أيوة .. لما جه يتغدى معايا لقيته بيصلي العصر على ما أجهز الغدا
- الحمد لله .. دا أحلى خبر سمعته ، أنا عايزة أجيله يا طنط
- إهمدي و أقعدي ، تجيله دا إيه ؟ هو يجي لحد والدك يسمع كلمتين في جنابه قبل ما باباكي يديله فرصة تانية و يقولك قومي روحي مع جوزك .. عززي نفسك و خليكي تقيلة
- ههههههه صح .. متأكدة أنك مامته هو ؟!
- ههههههه و أنتِ تفرقي عنه إيه ؟ طالما ابني سعادته معاكي يبقى أنتو الاتنين عندي واحد ، كفاية عليا أنك حماية لابني من الضياع اللي كان فيه .
- ربنا يخليكي لينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قابلها تسير متعجلة في ردهات المصنع
- هتروحي فين بالحلاوة دي ؟
- رايحة أخلص الشغل المتلتل على دماغي ، و اللي أنت سايبني لوحدي فيه و مختفي
- أنا مش مختفي أنا بس بخلص مشاوير مهمة عشان الأسبوع الجاي بإذن الله هسافر و احتمال تيجي معايا .. ابقي هاتي الباسبور عشان أجيب عليه التأشيرة
- حاضر .. أنا رايحة البنك دلوقتي و هروح بعدها لعم حلمي أديله فلوسه
- طيب استني هاجي معاكي و بعد ما نخلص نتغدى سوا ، عندك حاجة تانية
- ايوة شوية مشاوير بابا قالي عليهم و كويس أنك فاضي دلوقتي عشان مروحش لوحدي
- ده استغلال بقى .. عموما أنا بحب أوي تستغليني
- طيب هروح أجيب شنطتي من المكتب و أحصلك على العربية
- أكملت طريقها و ذهب في طريقه للسيارة و هو يهاتف عمه :
- خلاص يا عمي .. أنا رايح معاها و هعطلها على أد ما أقدر .. روح أنت تابع مع اللوا حامد و ماما هتيجي لطنط سهير يكملوا تجهيز الشقة مع الست بتاعت الفرش بس قولهم يستعجلوا عشان حياة متكتشفش اللي عملناه
- و الله يا بني أنا خايف تزعل مننا و تقول أننا ضحكنا عليها
- مفيش قدامنا غير كده يا عمي .. حياة معدتش ممانعة جوازنا بس هي خايفة و خدت على حالة اللي لا بعيد و لا قريب ، محتاجة نحطها قدام الأمر الواقع ، كمان عشان نشغل الأنظار يوم الخميس و نقدر ببساطة نقنعهم أن المخزن و المصنع مفيش حد مراقبهم و أننا في الفرح .
- ربنا يستر يا عاصم .. أنا خايف عليكم
- ربنا هيستر إن شاء الله .. متخافش و ربنا كريم
أتت من خلفه تنظر له و هي تضيق عينيها .. إذن هذا ما يخفوه عنها ، حقا يجيدون التلاعب بها ، لكن هل هي حقا بحاجة لمن يضعها أمام الأمر الواقع ؟ هل معارضتها لإتمام زفافها على عاصم مجرد مخاوف ؟ هذا ما يجب أن تواجه به نفسها .. أجلت التفكير و تظاهرت أنها لا تعلم شيئا ووضعت كفها بكفه فالتفت إليها لتتخاطب العيون للحظات أسرت كل التفكير و المشاعر و النبضات .. أطبق أصابعه ليحتضن كفها و سار خطوات حتى السيارة وفتح لها الباب ثم استدار و دلف لكرسي السائق ليكمل عناق كفيهما قبل أن ينطلقا سويا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- تصدقي كلهم بيكذبوا عليا ! حتى بيقولي قال إيه هيجيبلي كوافيراة تزوقني و تلبسني الفستان عندهم في البيت عشان يغيظ كريمان و تمشي
- ههههههههه .. ما أنتِ بصراحة زودتيها اوي يا حياة .. كل ما يقولك نتجوز تقوليله لا
- يقوموا يتفقوا عليا من ورايا .
- يعني بزمتك مش فرحانة
- مكذبش عليكي فرحانة أوي بس عاملة مش فاهمة
- هههههههههه يا عيني عليك يا عاصم .. هيطلع عينك
- بس ! دا أنا هعمل فيه حركة تجننه
- هتعملي إيه يا مجنونة
- أنا هعمل عبيطة للآخر و هروح معاه الفرح و استهبل برضو و أعمل أني مصدقة أن الفرح ده كده و كده و لما نوصل البيت هطلع و أقفل الباب بالمفتاح ههههههه
- ههههههههههه يا مجنونة .. هتموتي الراجل في إيدك
- لا متخافيش هبقى ألحقه .. المهم يا حوحو .. هتيجي ؟
- عايزة آجي طبعا بس مش عارفة آدم هيبقى موجود و ألا لأ
- طالما عاصم و آدم أصحاب أكيد هييجي و خصوصا أني عرفت أنهم عاملين حفلة صغيرة زي ما كنت بقول لماما فرحي مفيهوش أغراب يدوب أهلي و حبايبي
- خايفة يا حياة
- متخافيش .. أيا كان اللي هيحصل هيبقى أحسن من القلق اللي أنتِ فيه .. على الأقل هتبقي عارفة راسك من رجليك
- طيب يا حياة .. هاكلم حازم يجيبني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- فاقت يا فندم و أول ما فاقت سألت على البوليس اللي كان جايبها و طلبت تشوف جوزها
- حالتها إيه يا دكتور
- مخبيش عليك يا حامد باشا .. الكبد متدهور جدا و الطعنة مكانتش سهلة ، فيه احتمال كبير تنزف تاني و نحتاج نستأصل كمان فص من الكبد بس الفص اللي فاضل اصلا حالته كمان سيئة .
- طيب احنا هنبقى عندك في خلال ساعة بالكتير و هبعت لجوزها ييجي يمكن تقوله هي عايزة إيه
- بعد مرور ساعة في غرفة الرعاية المركزة
- سامحني يا حاج إبراهيم .. أنا عارفة أني مستاهلش بس أنا غلبانة و شعبان كان بيجرني للغلط عشان عارف أن الفقر بهدلني و هو اللي زقني عليك هو واللي وراه زي ما زقوني على ناس كتير قبلك
- مسامحك يا دلال .. أنا مفيش مشاكل بيني و بينك وكان نفسي تتوبي و ربنا يبعدك عن الحرام و أكون كسبت فيكي ثواب
- مش لو فضلت عايشة يا حاج .. أنا حاسة أن النهاية قربت خلاص
- شدي حيلك واخلصي النية لله و بإذن الله هتقومي بالسلامة و مش هخليكي تحتاجي للطريق العوج تاني و تتجوزي بس المرة دي تتجوزي بجد مش جواز زي كل مرة
- ادعيلي يا حاج ربنا يسامحني
- ربنا يسامحك يا دلال .. أنتِ طالق .. ربنا يتوب عليكي ويغفرلك
- شكرا يا حاج .. أنت قلبك أطيب بكتير من أبويا نفسه
- خرج إبراهيم ليجد اللواء حامد يقف بالخارج مع الضابط الذي تولى أخذ اقوال دلال و معهم أسعد
- خلاص يا باشا .. ممكن دلوقتي أتنازل عن القضية ، هي اعترفت بكل حاجة و مش هستفيد حاجة بحبسها .
- اللي تشوفه يا حاج إبراهيم .. بالنسبالنا القضية كده خلاص كملت و هنطلع أمر من النيابة بمراقبة شوقي و التسجيل ليه ، تقدر تتفضل دلوقتي يا حاج و شكرا ليك و للحاج أسعد على وقفتكم .. يوم الخميس بليل بإذن الله ننهي بقية المهمة و نمسكهم متلبسين هما و الريس بتاعهم
- العفو يا باشا .. أي حد عنده ضمير مكانش هيعمل أقل من كده
- تصافحوا و انصرف الجميع ، فنظر إليه أسعد وهما سائران :
- هتتنازل بجد ؟
- أيوة .. أنا عمري ما شفتها زوجة ليا ، وواضح أن حالتها مش هتطول ، وطلبت السماح مالوش لزوم أحاسبها
- عندك حق .. يكفي حسابها عند ربنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بعد الأيام يا آدم .. لسة يومين و يتقفل علينا باب ، كان نفسي أوي أفرح معاها و نستنى اليوم ده سوا بس هي منكدة عليا
- ههههههههه قايمة بواجبات الزوجة يعني .. ما تقولها يا عاصم خليها تستعد زي ما كانت بتحلم
- تفتكر يعني مقلتلهاش ؟ سدتها في وشي و رفضت و خايفة يا عاصم و طمني يا عاصم و أنا خلقي ضاق
- مالك بقيت عصبي كده ليه ؟! اهدا شوية
- بقيت عصبي من كتر الانتظار .. بجد الستات دول ربنا ميزهم بالصبر عننا .. أنا كام شهر انتظار خلوا أعصابي تبوظ وهي استنت 8 سنين بهدوء من غير ما تقول كلمة
- أكيد .. لو مكانوش بيقدروا يصبروا و يتحملوا أكتر مننا مكانش ربنا خصهم بأنهم يحملوا و يولدوا و يربوا و يستحملونا كمان
- أيوة يستحملونا دي .. المهم أننا كمان نحاول نستحملهم ، ربنا يقدرني و أعوضها عن كل دمعة نزلت من عينيها و أنا بعيد
- يا رب .. ادعيلي يا آدم أن حوا ترجعلي
- هي مش ردت عليك ؟
- ردت و ببعتلها رسايل بس لسة متكلمتش ولا قالت مكانها
- ده دورك أنت يا أستاذ .. الخطوة الأولى للراجل
- أنت شايف كده ؟ خفت آخد خطوة تخاف مني و تبعد تاني
- حتى لو بعدت .. الست تحب اللي يرضي أنوثتها و يحسسها بقيمتها ، متزهقش و خليك وراها و اصبر حتى لو زعلت
- طيب سلام عشان ألحق أكلمها
- هههههههه سلام
- اتصل بها .. كانت جالسة تقرأ في مصحفها تحاول أن تستكمل الحفظ ولكن ذهنها منشغل بما يمكن أن يحدث .. يشغل بالها و تفكيرها ، ترى لو رفض وجود الطفل هل ستستطيع الابتعاد ؟ نهرت نفسها .. مالكِ يا فتاة ؟! أنت بالفعل بعيدة و لن يكن غريبا عنك ، أوقف تفكيرها جرس الهاتف لتجد اسمه محتلا شاشة الهاتف كما احتل قلبها :
- أيوة يا آدم .
- يااااااااااه .. أخيرا سمعت صوتك .. كنت هتجنن من بعدك عني
- عامل إيه ؟
- يتيم من بعدك يا حوا .. عارفة يعني إيه حتى الجنة من غير حوا فيها ؟ آدم مقدرش يعيش لوحده فيها .. عايز أنزل الأرض و أبقى معاكي ، دي الدنيا من غيرك ماتتعاش .
- احمم .. كل ده ؟
- هو ده ردك ؟ أنتِ مكسوفة و ألا مش عايزة تسمعيني
- أنا مش عايزاك تتسرع تاني عشان مش هقبل أنك تسيبني مرة تانية .. ساعتها مفيش رجوع
- ساعتها أكون أنا مت عشان أسيبك غصب عني
- بعد الشر عليك
- أنا بحبك أوي يا حوا .. عايز آجي أخدك و ترجعي بيتك ، قوليلي أنت فين ؟
- هتعرف أنا فين .. يوم الخميس هتعرف
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن