- يعني إيه ؟! هتاكلوا عليا فلوسي !! دا أنا كنت أطربقها على دماغكو
- يا بني و الله ما نعرفش ليها مكان من ساعة آدم بيه ما طلقها ولا خدت منه حاجة ولا هو لسة دفع فلوس .. لما نعرف مكانها وييجي يديها مؤخرها هنتصل بيك ونديك فلوسك .
قالت كلماتها وهي ترتعد من صوته و أسلوبه .. تخشى على زوجها الراقد لا يتحرك إلا قليلا و يذرف دموعه على طفلته التي لم يستطع حمايتها
- بصي .. قدامكو أسبوعين وفلوسي تجيني يديها ميديهاش ميخصنيش ، أسبوعين و إلا هخلي عاليها واطيها و مش هكررها
انصرف بعد تهديداته وصوته العالي صافقا الباب بعصبية مما جعل أم حواء تنهار باكية على مقعدها .. لقد أُسقط في يدها ، لقد اختفت ابنتها و أخبرتها والدة آدم بتسرعه بطلاقها وانصرافها عدوا من أمامه حتى أنه حين أفاق على ما نطق حاول اللحاق بها ولكن لا فائدة ، قلبها ينغزها بعنف وظنونها تكسر في عينيها كل مصابيح الأمل .. ترى أين اختفت ؟! هل أحبته للدرجة التي تجعلها لا تريد أن تحيا بعد فراقهما ، و هذا اللعين الذي لا يهمه حتى إن اختفت لكنه يريد ما يسميه ماله .. ماذا ستفعل معه ؟! كيف ستواجهه إن مر أسبوعان دون أن تعود ؟! لا يا الله لا تكسر قلبي ببعادها .. اجعلها تعد إليّ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- معلش يا حاج ممكن تفكلي عشان أحاسب التاكسي ؟
- طبعا يا استاذ من عنيا .. اتفضل حاسب التاكسي عما أعد باقي فكة الميتين .
- شكرا يا حاج
أخذ من يده بعض النقود وصرف سيارة الأجرة و عاد لمحل البقالة الصغير ليأخذ باقي أمواله
- معلش يا أستاذ .. هتستنى معايا دقيقتين عما حفيدي ينزل ب 10 جنيه من فوق باقي فلوسك
- لا .. و لا يهمك
- ألا حضرتك جاي لمين في الحارة ؟
- جاي للحاج إبراهيم .. تعرفه ؟
- و نعم الناس هو و الحاجة و حياة .. هو حضرتك اللي جاي تخطب الست حياة ؟
الست ؟! تعجب من لفظ الرجل .. كلمة الست هذه تبجيل أم أنها حالة :
- أيوة بإذن الله .
- طيب يا أستاذ مش تديها فرصة تخلص عدتها حتى .. يعني متآخذنيش ، يمكن سوء التفاهم بينها و بين الدكتور يتحل
- إنت بتخرف بتقول إيه يا راجل أنت ؟!!
- متزعلش مني يا أستاذ .. أنا بس حبيت أنورك .. لما الزعل يروح و النفوس تصفا ممكن تندم أنك دخلت في النص .
- تنورني إيه أنت أتجننت .. حياة لسة آنسة .
- أيوة يا بيه .. بس كان مكتوب كتابها على الدكتور عاصم
غادر أحمد محل البقالة في عصبية بالغة
- يا أستاذ .. يا أستاذ .. اهدى بس و صلي ع النبي .. طيب استنى خد ال 10 جنيه بتوعك ، هو خد ف وشه و طار كده ليه ؟! ياللا لما ينزل أبقى أديهمله .
صعد الدرجات بقفزات سريعة و دخل من الباب الذي كان مواربا قليلا بدون استئذان ليجد عاصم جالسا أمامه و عمه يجلس إلى جواره و حياة تأتي من الداخل تحمل صينية عليها أكواب الشاي، انتبه الجالسون على دخوله المفاجئ
الحاج إبراهيم :
- أهلا يا أحمد يا بني .. اتفضل أقعد .
نظر له عاصم باشمئزاز :
- فيه حد محترم يدخل بيت الناس كده ؟! أنت داخل زريبة ؟!
- واضح أنها زريبة و أنا اللي مكنتش واخد بالي
صرخت حياة في وجهه بعد أن وضعت الصينية من يدها وهي متعجبة من اقتحامه البيت بهذه الطريقة :
- احترم نفسك .. البيت اللي دخلته تقعد فيه وتتكلم بأدبك
الحاج إبراهيم :
- عيب يا ابني الكلام ده .. ادخلي جوا أنت يا حياة ، أقعد يا عاصم أنت و أحمد خلونا نشوف فيه إيه ؟
- أقعد فين ؟! أنا شكلي وقعت في عالم نصابين ! أنا مش سألتك وقلتلي كانت هتتخطب لابن عمها عشان أنت و عمها كنتو عايزين كده بس هما الاتنين موافقوش ؟!
- أيوة يا بني .. حصل .
- أمال إيه حكاية أن الهان بنتك كان مكتوب كتابها على ابن عمها دي ؟! أنتوا بتستغفلوني !!
- أبدا و الله يا ابني .. الحكاية و كل ما فيها ........
قاطعه عاصم بحزم :
- أنت لسة هتقف قدامه و تشرحله يا عمي ؟! مالوش حاجة عندنا ، ياللا من هنا معندناش ينات للجواز و حياة لسة قدامها أسبوعين عما العدة تخلص و ممكن أردها دلوقتي و اخبط راسك في أتخن حيطة .
زادته كلمات عاصم اشتعالا :
- يعني الكلام صح !! يعني راجل في شيبتك وكذاب !!
- احترم نفسك .. أنت اللي زبالة و مش محترم ، و ياللا اطلع برا
صمت إبراهيم و عاد لجلوسه على مقعده مطاطئ الرأس يكسوه الخجل ، بينما عاصم اتجه ناحية أحمد يدغعه للخارج ويغلق الباب بينما أحمد يصرخ بتوعد :
- يا عالم يا زبالة يا واطيين .. و أنا اللي كنت فاكركم محترمين أتاريكم زبالة ، مش تحمدوا ربنا أني رضيت أبص لبنتكم و أناسب حتة ميكانيكي و أنا مهندس وابن عيلة و كمان بتكدبوا عليا.. أنتو يدوب عليكم حد واطي زيكم يلم بنتكم الصايعة اللي مش لاقية حد يلمها
هنا فتح عاصم الباب و دفعه بغل :
- لحد هنا و مش هسمحلك تجيب سيرة مراتي على لسانك .
سقط أحمد متكورا لينزل الدرجات و يُشق حاجبه و يتساقط الدم على وجهه و هو يقف مرة أخرى وينظر لعاصم بحقد :
- بكرة هدفعك التمن غالي .. إما خليتك تندم مبقاش أنا
كل هذا يحدث ولم يغب منه حرفا عن آذان حياة التي تبكي بحرقة و أمها تحتضنها بألم بينما الحاج إبراهيم يجلس ممسكا برأسه مغمضا عينيه تحرق قلبه الفضيحة التي منيت بها ابنته و يُحمّل نفسه مسئولية ما حدث .
دخل عاصم ليجدهم على تلك الحال :
- جرى إيه يا جماعة .. دا حتة واد نطع و لا يسوى ، حزنانين عليه كده ليه ما فستين داهية .
- رفع إبراهيم رأسه :
- و فضيحة بنتي وسط الحارة وشماتة الناس فينا ؟
- و لا فضيحة ولا حاجة .. إيه المشكلة لما واحدة كان مكتوب كتابها واتطلقت
- أنا مقلتلوش أننا كتبنا كتابكم .. إيه يثبه ؟! قلت إننا كنا عايزين نجوزكم أنا و أبوك ولما كبرتو فضيناها وكل واحد راح لحاله
- بس يا عمي مش ده اللي حصل .. اللي حصل إننا مش بس كتبنا الكتاب ، حضرتك ناسي إننا بيتنا ليلة في الشقة فوق يبقى كان فيه خلوة و العدة 3 شهور كاملين ، و مكانش ينفع يا عمي تدخلوا حد يخطب البيت و هي تعتبر لسة على ذمتي .
- أنت بتقول إيه أنت .. أنت عارف كويس أن محصلش حاجة ، و مفيش عدة ولا زفت .. أنا مش على ذمتك .
- إهدي بس يا بنتي .. إيه الكلام ده يا عاصم ؟
- ده كلام الشرع يا عمي .. عشان تتأكد تعالى نسأل في دار الإفتا
- أيوة يا ابني ماشي بس أنت عارف إنها لسة بنت .. و ألا كان حصل حاجة ؟
- قالها بتخوف واضح
- يا عمي مجرد إننا اختلينا ببعض في مكان اتقفل علينا بابه لوحدنا يبقى حصلت خلوة شرعية سواء حصلت معاشرة زوجية أو لأ .. ما قلنا نسأل دار الإفتا و اللي يقولوه أنا موافق عليه .
- لأ يا بابا .. أنا مش على ذمته ، قوله لأ يا بابا
- للأسف يا بنتي مقدرش أقوله لأ .. لازم نتأكد
- أيوة يا عمي أتأكد براحتك و بالمرة عشان يبقى سؤال واحد .. أنا رديت حياة ، و بعد ما تسأل و تتأكد حددولنا معاد لمأذون نوثق الجوازة رسمي و الزفاف عشان مش عايز نطول أكتر من كده .
انصرف عاصم بعد أن فجر كل قنابله في وجوههم .. قمة التناقض بين ما يظهر على وجهه و ما يلوح في وجوههم .. فوجهه يشع بشرا و فرحة ويعلو جبهته الانتصار ، بينما وجوه من بالداخل يعلوها ذهولا و انهيارا و انعدام في التوازن ، كم هذا غريبا ، في زواجهما كانت الابتسامة تشق وجهها من فرط السعادة الطفولية البريئة ووجهه واجما منهارا غير مصدق لما يمر به ، الآن الابتسامة من نصيبه و السعادة تغزو قلبه بينما الألم كان من نصيبها فقد مرت حياتها في انتظاره شريطا امام عينيها و عادت لمخيلتها لحظة طلاقهما و أيام انهيارها وانعدام ثقتها بعد ان تركها نهبا لكل الأفكار السيئة .. لا ليست لعبة بين يديه يرميها متى شاء ويعيدها متى شاء .. عليه أن يدفع ثمنا باهظا .. عليه أن يعاني اكثر فما يقرب من ثلاثة أشهر من المعاناة لا تكفي لتثأر لسنوات معاناتها في بعده ولا تكفي لتمحُ وجع يمين طلاقها الذي القاه ببساطة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- وصلت لإيه يا آدم ؟
- مش عارف لها طريق كأن الأرض انشقت وبلعتها .. أنا غبي .. أنا غبي ، أنا إيه اللي عملته ده ، صحيح أنا متضايق منها أوي بس كنت ع الأقل آخد حقي منها من غير طلاق .. كنت أخاصمها أهددها أوديها لأهلها .. مش عارف ليه عملت كده ؟! مش عارف
- أنا مش فاهم إيه اللي ضايقك أصلا .. هو أنت مش كنت عايز تستقر معاها وكنت خايف من مقابلتها مع والدتك ؟ طيب أهي طلعت هي ووالدتك عارفين بعض ووفرو عليك .. حتى لو متفقين عليك و ماله .. كأنك اتجوزت من نقاوتها و خلصنا م القصة .
- يا عاصم أنت مش فاهمني .. أنا شفت معاها حاجات مشفتهاش مع ست غيرها ، الست اللي مبتخرجش من غير إذني اللي مبتكذبش عليا ، عارف لما تتصدم وتفقد ثقتك وتتخيل أن كل اللي كانت بتعمله تمثيل ومتقدرش تحكم ولا تثق في حاجة .
- طيب على الأقل كنت إديها فرصة
- أهو ده غبائي .. كان مفروض طالما حبيتها أديها فرصة وأدي لنفسي فرصة عشان مخرسهاش
- طيب دورت عليها فين ؟
- سألت عن قرايبها طلعو من السويس رحت و راقبت الدنيا هناك وبعت ناس تراقب و مفيش نتيجة
- طيب مدورتش عند صاحباتها ؟
- مكانش ليها غير صاحبة واحدة معرفش حتى اسمها
- سألت مامتها ؟
- يا ريتني ما سألت .. الست انفجرت في وشي وانهارت من العياط وأبوها كان بيصرخ في سريره وخدتهم المستشفى عشان كانت حالته صعبة .
- طيب و الحل ؟ سألنا في كل مكان و الأقسام و المستشفيات ، وصاحبتها دي اللي محدش يعرفلها طريق
- متهيألي أن صاحبتها دي أمي .. لأن في اليوم ده قالتلي هتروح لصاحبتها .
- طيب ما تسأل والدتك يمكن كلمتها
- أمي بتقفل الباب في وشي ومبتكلمنيش ولا بترد على التليفون .
- خلاص مفيش قدام غير أننا نفضل متابعين زي ما احنا لحد ما يظهر جديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنا خلاص يا بابا رديت حياة
- عمك قالي .. يعني مكنتش لاقي طريقة غير دي ، عملت للبنت فضيحة
- أنا مكانش قدامي اختيارات .. أنا عارف إني غلطت بس مكانش ينفع أسيب واحد زي ده يهيني ويهين حياة بالشكل المقرف ده .
- وهو يعني الفضايح اللي سهلة ؟!
- أنا مكذبتش يا بابا .. اللي قلته حصل فعلا ، أنا اتجوزتها مش شرط يكون على يد مأذون ، و قضت معايا ليلة على نفس السرير وقفلنا علينا باب واحد ، إزاي ينكروا ده ؟!
- طيب أنت عملتلهم فضيحة و عمك متضايق و حياة منهارة وبتقول لو هتموت مش عايزة تكمل معاك .
- عمي هروح أبوس راسه .. أنا قلتله هنسأل في دار الإفتاء واللي هيقولوه أنا راضي بيه
- بمناسبة الإفتا .. أنت جبت الكلام اللي قلته لعمك ده منين ؟
- بعد ما طلقت حياة ندمت إني اتسرعت ، قلت استنى شوية عما أعصابنا تهدى و نروح الشغل سوا وأقرب منها شوية بشوية لحد ما تسامحني و نرجع زي زمان ، قام نطلي اللي اسمه أحمد ده بوظ الدنيا قعدت أدور على النت على فتاوى عن العدة للزوجة التي لم يتم الدخول بها عشان كده رحت لعمي بس ملحقتش أشرحله وصلت لأيه و دخل علينا التور ده واتخانقنا
- الحقيقة عمك قالي إن الكلام مقنع ، و أنك طالما دورت وشوفته هو مكتفي بكده لأنه ده مبيتهزرش فيه .
- طيب قالك هو ناوي على إيه ؟
- لا إحنا ننزل نقعد معاه ونتفق .. ده كلام جديد
- ياللا بينا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أنت وطيت راسي وفضحت بنتي .
- ما عاش ولا كان اللي يوطي راسك يا عمي وألا يجرحك .
- عملت ليه كده ؟ أنا مش قادر أرفع عيني في حد ، والواطي مبطلش تلسين على بنتي من امبارح
- أنا يا عمي افتكرتك قلتله .. أنا مفكرتش لحظة أنك ممكن تخبي حاجة زي كده يا عمي .
- يعني كنت عايزني أقوله إيه يا عاصم ؟! كنت عايزني أقوله بنتي كانت متجوزة عرفي عشان يظن فيها ظن بطال ؟!
- أيوة يا عمي بس دي الحقيقة ، و ما أظنش أنه ينفع تتجوز وهي مخبية حاجة زي دي .
- طيب و الحل ؟!
- اللي تشوفه يا عمي أنا من إيدك دي لإيدك دي .. لو تحب نوثق الجواز على إيد مأذون أنا عمري ما هعترض طبعا دا حقها وحقك عليا .
- أنت مش بتقول رديتها ؟!
- إذا ما كانش يضايقك .. أنا رديتها عشان وضع الجوازة يتصلح بورق رسمي وليك مطلق الحرية يا عمي و حياة كمان تعملوا اللي يعجبكم بعد كده .
نظر له والده وهو يحاول محاربة ابتسامة السعادة على شفتيه حفاظا على شعور أخيه ، بينما إبراهيم غارقا حتى أذنيه في أفكاره .. قطعا كان يتمنى أن يعود إليه عاصم و قطعا كان يتمنى زواجهما ولكن الآن حياة ترى رأيا آخر .. كيف يقطع تلك الحيرة ويثنيها عن قصدها رد الضربة لعاصم ثأرًا لأنوثتها المجروحة ؟!
بعد فترة من الصمت المعلق فوق رؤوسهم نطق إبراهيم بتردد :
- مش المهم رأيي .. حياة هتطربق الدنيا على دماغنا ، إحنا لعبنا بمستقبلها و هي اللي دفعت التمن قبل كده وبتدفعه تاني دلوقت
هنا تكلم أسعد :
- خلاص نادي عليها تقعد معانا ونفكر سوا .. وياريت الست أم حياة تحضر القعدة معانا عشان برضو رأيها مهم
قام إبراهيم بوهن انصرف للداخل وغاب بعضا من الوقت مما أتاح لهما الوقت
مال أسعد قليلا تجاه عاصم مما جعل عاصم يقترب له ويحني رأسه استعدادا لتلبية رغباته :
- قولي بالأمانة يا عاصم .. أنت قصدت اللي حصل ده و ألا الظروف اللي جت كده ؟
- عايز الأمانة يا أبو عاصم ؟ أنا اللي حفرت ورا اللي اسمه أحمد لحد ما عرفت أنه ميعرفش ووصلتله المعلومة من بعيد بطريقتي .
- ليه يا عاصم ؟ عايز إيه تاني من البنت ؟
- عايزها هي ، أنا مش قادر أعيش من غيرها .. يوم ما رميت يمين الطلاق حسيت إن الغطا اللي كان مدفيني ضاع و حسيت إني بردت من قلبي .. إحساس مجربتوش قبل كده ، إحساس الأمان لما يتخلى عنك .. أنا يمكن الأول مكنتش بحب حياة الحب المفهوم ده ولا المشاعر و الشوق و الحاجات دي .. بس كانت بالنسبالي وضع خاص .. رباط ماسكني عشان مقعش ولا أروح بعيد .. دفا مش موجود عند حد تاني ، كنت بفلفص فاكرني متكتف ويوم ما راحت مني لقيتني فعلا بقع ، لما قربت منها أيام فتح ورشة التجميع بدأت أشوف فيها اللي حول قلبي لحب أكبر من مجرد أمان افتقدته بعدها ، ساعدني أرجوك .. عايز فرصة أعتذر عن غلطي و أعوضها
نظر له أسعد نظرة مطولة قطعها دخول إبراهيم و حياة التي احمر أنفها و عيناها تدفعها برفق يد والدتها
قام أسعد من مقعده واحتضنها :
- حبيبة عمها اللي هجيبلها حقها إن شالله من عين ابني
ردت عليه حياة بصوت بكائها الحار الذي اثار شجون عاصم ، ما كان ليرضَ أن يؤلمها ثانية ولكن العلاج لجروحهما سويا مؤلم
- عجبك كده يا عمو ؟!
- لأ يا حبيبة عمك .. هو مطالب يصلح عكه ويعملك كل اللي تؤمري بيه
- يعني هيعمل إيه ؟
- الأول نوثق الجواز اللي حصل ده رسمي .. ماهو برضو مينفعش لما ييجي عريس نقوله مفيش ورق أصله كان عرفي ، و شوية وننهي الجواز ويبقى كله رسمي " كان مكتوب كتابها "
- بس هو بيقول إن العدة مخلصتش و إن ليا عدة عشان زمان قعدنا مع بعض ليلة في الشقة .
- يا بنتي ده كلام شيخ كبير ، وتقدري تتأكدي ، و بعدين دول 3 شهور لا راحو ولا جم
- طيب و أحمد ؟!
- أنتِ لسة عايزاه ؟
نظرت لعاصم الذي ينظر للأرض بوجوم .. أرادت أن توجعه بشدة بقدر وجعها :
- يا عمي أنا وافقت أتخطبله و هو دلوقتي كرهني ومشي وقاعد يقول كذبنا عليه .. أنا معرفتش أقله إيه وعشان كده متكلمتش .
- خلاص يا حبيبة عمك .. أنا هقابله و أشرحله الموقف كله و إن كان متمسك بيكي مش هيهتم وهييجي ويصالحك و إذا كان مش فارق معاه تبقى عرفتي أنه مش شاريكي
- طيب و موضوع المأذون ده هنعمله برضو ؟
- أيوة .. جه أحمد أو مشي هي خطوة هنعملها .. بس للأمان لازم تاخدولكم فترة شهرين تلاتة قبل الطلاق
على ذكر الطلاق ارتجفت كل القلوب أكثرها رجفة قلبا عاصم وحياة .. طلاق آخر وجحيم آخر وأوقات نُحتت من الألم تنوي الهجوم على قلبيهما بشراسة
- مش فاهمة .. يعني لو أحمد حب يرجعلي أبقى مخطوبة وأنا على ذمة عاصم ؟! تيجي إزاي دي ؟!!
هنا هب عاصم واقفا يكاد وجهه أن ينفجر من غضبه وحنقه :
- دا على جثتي .. إزاي يعني ده ؟!!
نظر له أسعد بلوم ثم غمز بعينه بخفة قائلا :
- يا عاصم مش هيحصل .. لو متمسك بيها هيقبل نأجل الكام شهر دول ، و هنا هيبان إذا كان اصيل و عايزها وألا هيتخلى عنها في أول مشكلة .و ألا إيه رايكم يا حاج أنت و الحاجة ؟
- المهم حياة تبقى مقتنعة و زي ما تقول هنعمل .
هنا تكلمت والدتها :
- وافقي يا بنتي خلينا نخلص من المطب ده ونعرف مين اللي شاريكي
قالتها وهي تلمح عاصم بطرف عينيها .. قد تكون سيدة بسيطة .. قد تكون لم تحظ بأي قدر من التعليم ، ولكنها تملك إحساسا رائعا وذكاءً فطريا يدعم ابنتها على الدوام ويرى ما قد تغفل العيون عنه
جلس عاصم مرة أخرى وحدق الجميع في الفراغ .. فيا لها من جلسة نُكئت فيها كل الجراح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يا ريت يا عاصم تكون صفيت من ناحيتي وسامحتني
مال عليها وتناول كفها وقبله :
- مقدرش أزعل منك يا أمي مهما حصل .. أنا عايزك بس تدعيلي أن ربنا يوفقني
- ربنا يوفقك يا حبيبي و حياة ترجعلك .. هو أنت رحت لعمك لوحدك ؟
- لا طبعا .. رحت مع بابا ، بتسألي ليه ؟ هاه ؟!
- لا أبدا .. عادي
- عادي و ألا بتطمني على حبيب القلب ؟
زفرت بألم ولمعت عيناها بدمعة خفية تسعى للخروج :
- حبيب القلب حط حجر مكان قلبه .. مسألش عليا ولو مرة
- هو بس واخد على خاطره منك يا ماما .. معلش الزعل المرة دي كان جامد بس بإذن الله كل حاجة تروح لحالها .. اصبري شوية
- مفيش في إيدي غير الصبر ، يعني لو مصبرتش هعمل إيه ؟
- يا ماما بلاش اليأس ده .. هو بيطمن عليكِ برضو و كان بيديني فلوس قبل كده لما أقوله هروح أشوف ماما عشان لو احتجتي حاجة وكان هيتجنن واحنا بندور عليكِ
- يا عاصم متدنيش أمل .. أبوك طول عمره زعله وحش ومبيصفاش
- لا يا فوفة بقى أنتِ ظالماه .. بابا طيب و بيحبك و عشان كده زعله منك كان كبير
- ربنا كريم يا ابني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مش هتقولي لمامتك حتى أنك عندي ؟
- مش وقته يا حياة .. هي بالذات لو عرفت تحت ضغط كلمتين هتقر بكل حاجة و ألاقي آدم واقف فوق دماغي هنا بيقولي إرجعي .
- بس زمانها قلقانة
- عارفة وده اللي واجعني .. بس مقدرش أجازف
- طيب أبعتيلها رسالة حتى قوليلها إنك كويسة و هتبقي تتصلي بيها لما الأمور تتحسن
- ما أنا عملت كده من الخط القديم قبل ما أكسره
- كسرتيه ليه .. كنتِ سيبيه عشان تبقى تكلمي مامتك
- آدم مش سهل دي أول حاجة هيعملها هيحدد مكان التليفون ويجيلي ، أنا جبت خط جديد .. هموت و أكلم ماما و أطمن على بابا بس خايفة آدم يعرف أني كلمتها ويضغط عليها
- طيب و الحل ؟!
- هبعتلها رسالة تانية أني سافرت ولقيت شغل و مش ناوية أرجع دلوقتي لحد ما أموري تتصلح وبعدين أقفل التليفون
- طيب يا حبيبتي اللي يريحك .
صمتت الفتاتان قليلا حتى تكلمت حواء :
- متعنديش يا حياة .. أنتِ أصلا كنتِ عايزة تخلصي من أحمد ، وواضح أوي أن عاصم بيحبك و هيعمل المستحيل عشان يرضيكي
- ما هي دي فرصتي يا حوا عشان أربيه .. هجننه ، أنا بعت رسالة لأحمد قلتله فيها أنه مقدرش يفهم الموقف صح و أن عاصم كان قدامي ولو كنت عايزة أستمر معاه مكنتش أتخطبت تحت عينه .. وقلتله لو يهمك تفهم روح لعمي أسعد
- تفتكري هيستجيب لكلامك ؟
- أيوة هييجي جري وهفكرك .. أحمد عينه ع الفلوس و إدارة الورشة والتوكيل وعايز يخلع عاصم بأي شكل وياخد مكانه ويسيطر عليا ، ودي فرصة حلوة أوي بالنسباله عشان ميبقاش قدام بابا فرصة يرفض يبعد عاصم .. حقه أنه يغير عليا من عاصم طالما كان فيه مشاكل و علاقة قديمة و مقدرش اراجعه لما يقولي سيبي الشغل .
- يا نهارك أزرق !! دانتي دماغك سم .. أنتِ قارية دماغ أحمد للدرجة دي ؟!
- أحمد كشف نفسه من أول مرة أتكلم معايا فيها .. تصنع الحب محتاج بس عقل مفتح عشان يكشفه .. المهم قوليلي .. أتأكدتي أن تعبك ده حمل وألا نروح معمل التحاليل أضمن ؟
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو
أنت تقرأ
حيـــــاة .. على يمين طلاق
Chick-Litصديقتان تمران بظروف سيئة مع أزواجهن ترى كيف ستستعيدان حياتيهما وأزواجهما ؟ هل تصمد خططهما البريئة أمام الطامعين ؟