الفصل الثامن عشر

3.3K 104 3
                                    


تخدعك كل المظاهر ، ويخدعك صمت الجبل ، و تظن أنه يتحمل كل شيء ، ولا تدرك أن الجبل قد ينهار كلية تحت وطأة مطر مفاجئ أو بركان نائم في الأعماق ، دوما ما نعتقد أن ذلك الشخص الذي يتحمل لن يتوقف عن التحمل ، و أن المعطاء لن ينضب عطاءه ، و من يستمع لشكوانا نظنه بلا هم أو مآسي .
- هي دي آخرتها يا ماما ! بدل ما تقفي جنبي ألاقيكي بتقابلي شوقي .
- أنت ليه محسسني أني تلميذة خايبة معملتش الواجب ؟! و فيها إيه لما أقابله عشان عايز يتكلم معايا قبل ما نتجوز .
- كمان عايزة تتجوزيه !! دي غريبة دي والله !!!! ليه إن شاء الله ؟ إيه اللي ناقصك عشان عايزة في سنك ده تتجوزي ؟
- هو إيه اللي ليه ؟! أنت خلاص دفنتني بالحيا ! أنت اللي غريب ، فيها إيه لما أعيش و ألا كل الناس من حقها تعيش و أنا خلاص كفاية كده و أروح أموت .
- أنا مقلتش تموتي ولا عايز أدفنك بالحيا ، أنا مش شايف لازمة للجواز في حياتك .
- و أنت لما كنت كل شهرين تتجوز وتطلق كان الجواز له لازمة في حياتك ؟!
- أنا راجل و الجواز و الطلاق مش مشكلة بالنسبالي ولا حد هيبصلي بصة وحشة ، لكن أنتي أقل كلمة هيقولوها شوفوا الست اللي كبرت و خرفت و رجعت مراهقة تتجوز في الستين .
- راجل ! آه و مين اللي عملك راجل ؟ و خرفت عشان هعمل حاجة محرمهاش ربنا ؟! جبت منين الراجل يعمل كل حاجة و الست متحرم عليها كل حاجة ؟! أنت ظالم .
- أنا مش ظالم أنا مش عارف إزاي تفكري في كده !
- أقولك أنا فكرت في كده ليه يا راجل يا محترم
فكرت أتجوز عشان عايشة لوحدي و أنت مش فاضيلي و بتتجوز وتطلق
عشان بتعب لوحدي وملاقيش إيد تطبطب عليا
عشان الوحدة قتلتني و أنا بلف في الشقة طول اليوم وآكل لوحدي و أشرب لوحدي و حاسة الدنيا فاضية
أوعي تكون فاكر النص ساعة بتاعت الفطار معايا الصبح اللي بترضي بيها ضميرك دي بتعملي حاجة ، أنا لو عييت آخرك هتجيبلي ممرضة وتروح شقتك وتدور إزاي تصالح مراتك و يمكن كمان معتش تيجي إلا يوم في الأسبوع
و أنا !! أنا موقعي إيه من الدنيا في القبر اللي أنا مدفونة فيه لوحدي ده
أنا خلفتك عشان لما تكبر تحرم عليا اللي ربنا حلله و تقف في وشي وتقولي كلام الناس كأني أرتكبت ذنب و تقولي المراهقين اللي بيتجوزوا .. لأ .. لا يا محترم .. الناس العاقلة هما اللي المفروض يتجوزوا ويبنوا عشرة وود و يرحموا بعض
قلي أنت بقى تعرف إيه أنت عن الجواز؟
- يا ماما أنا مش قصدي أهينك ولا أضايقك .. أنا متخيلتش أنك تتجوزي بعد بابا .
- بابا نفسه أتجوز عليا و أنا لسة عايشة و مات و أنا على ذمته و محاسبتهوش زي ما أنت بتحاسبني دلوقتي و شايفني عيلة بترفض جوازي عشان أنت مالكش مزاج .
- طيب يا ماما أنا هفضل معاكي بس بلاش جواز .
- و هتسيب مراتك ؟!
- لا .. هجيبها و نقعد كلنا سوا ، أنتِ بتحبيها و هترتاحو سوا .
- وتفتكر أن ده حل كويس ؟! احنا كويسين مع بعض و بنحب بعض عشان مش مجبرين نعيش مع بعض .. إفهم .. الست بتتجوز عشان تبقى ملكة بيتها و عمرها ما هتبقى براحتها وهي حاسة أنها عايشة مع حد غير جوزها و حريتها متحددة و فيه ست غيرها بتحكم البيت و صاحبة التصرف فيه .
- يعني يا ماما أنتِ بتسديها في وشي عشان أقبل بجوازك .
- قبولك أو رفضك عندي ميفرقوش .. دي حياتي و أنا مش لعبة ولا قاصر ولا بخرف يا أستاذ يامحترم ، أنا أقدر آخد قراراتي و أنفذها ووريني هتمنعني إزاي .. هتحبسني قي البيت و ألا هتضربني و ألا هتقطع عني المصروف ؟
- يا ماما الكلام مش بالشكل ده ؟
- أمال إزاي ؟ ما تعلمني عشان أنا نسيت الكلام المحترم .. الكلام أنك تشدني من إيدي قدام الناس بعد ما تتخانق مع واحد في سن والدك و تهزقه وكنت عايز تضربه ؟ و ألا الكلام أنك تجرني زي ما يكون ارتكبت جريمة ؟ و ألا الكلام أنك تمنع شرع الله و ما أحله عشان أنانيتك و شوية تخاريف في دماغك ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس أمامها في جلسة جميلة على النيل تسحره عيناها الشاردتان ، يود أن يحتضنها و يخفيها داخل ضلوعه علها ترى قلبه و ترى اجتياحها له فربما تشفق عليه ، تكلم فجأة لينتزعها من أفكارها التي لا يدري عنها شيئا :
- فين ؟
- فين إيه ؟
- فين البنوتة الحلوة أم ضفاير اللي كان الحب مكحل عينيها ؟ فين اللي كانت بتقولي أسعد يوم في حياتي النهاردة و أنا ليك ؟!!
- ضفايرها اتقصت ، والبنت ماتت .
- رد بجزع :
- ماتت؟!! مش فاهم !
- ماتت حتة بحتة مع كل يوم دموعها تنزل فيها على المخدة .. كل يوم يفوت و هي بتستنى .. كل جرس تليفون تفتكره أنت بتسأل عليها .. كل أما حد يقولها عاملك مفاجأة و تفتكر المفاجأة دي أنت .. كل المفاجآت الحلوة باظت لأنها كانت مستنياك أنت ، أنا صحيح بتنفس بس معتش عايشة ، 8 سنين انتظار من غير كلمة تدي أمل تموت بلد مش بنت صغيرة متملكش غير ضفيرة و شوية نبض ف قلبها
- ضميري بيطعن فيا مع كل حرف بتقوليه يا حياة ، أنا أصلا مش قادر أسامح نفسي و مش عارف أطلب تسامحيني ، مش عارف أعمل إيه و أسعدك ، و في نفس الوقت مش قادر أبعد ولا هقدر أفكر أصلا في بعاد .. هتقدري يا حياة نبعد عن بعض ؟
- مش عارفة يا عاصم ، مش سهل أني أنسى 8 سنين من عمري عشت أحبك فيهم ، بس بقيت خايفة أوي .. خايفة أرجع أحبك و مخافش منك و أتوجع تاني .. مش هقدر أتحمل وجع جديد .. ممكن أموت فيها بجد.
- بعد الشر عليكي .. أنا ميفرّقنيش عنك إلا الموت ، ربنا ما يكتب علينا فراق ، تعالي نحاول يا حياة .. إديني فرصة أخليكي ترجعي تحسي بالأمان معايا و متخافيش .
- مش سهل كده زي ما أنت فاكر ، أنا لا إراديا بمنع قلبي يفرح لأني اتعودت إن فرحتي بتتكسر ، عارف لما جيت تتغدى عندنا قبل ما ترمي عليا يمين الطلاق قلبي كان بدأ يفرح وأنا شايفة نظراتك ليا و انبهارك .. بس لما لقيتك اتخليت عني بسهولة حسيت أنك عصرت قلبي لحد ما الروح سابته .. مش قادرة أقنع قلبي يدق تاني .. مش قادرة أحس أني من حقي أجرب من جديد و أظلم قلبي .
مد عاصم يده و مسح بأصابعه دموعها التي فرت من قسوة ذكريات الماضي بعد أن بالغت في حبسها و كتم أنفاسها و حجب الضوء عنها .. بالغت كثيرا في الضغط على نفسها لتبدو قوية ، و لكن من غدعى أن المرأة ضعيفة بدموعها .. إنها تلك الدموع التي تغسل الضعف و القهر وتترك لها قلبا يعيد الكرة مرة بعد مرة ويدفعها لتقف من جديد .. إن دموع المرأة تجعلها لا تعرف المستحيل .
- حبيبتي يا حياة .. أوعدك هقنع قلبك يرجع تاني يدق ، أوعدك زي ما كنت سبب جرحك هكون سبب فرحك ، عيشي يا حياة واتنفسي واستمتعي بالدنيا و أنا هفرشلك الطريق ورد لحد قلبي اللي أنت أصلا جواه ، مش هقولك أوعدك عمري ما أزعلك بس أوعدك أن زعلك مش هيهون عليا و أوعدك أنك مش هتخرجي من قلبي أبدا حتى لو كنت عايز .
نظرت له و ابتسمت من بين دموعها فأخفض كفه و أمسك كفها من فوق الطاولة و لثمه في قبلة أودعها وعوده و هو يدعو الله ان يقدره على محو كل أثر لجروحها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إهدا بس .. أنت فين دلوقتي ؟
- أنا في نادي المطلقات .
- إيه ؟؟ إيه نادي المطلقات ده ؟
- لا .. دا موضوع هحكيلك عليه .. تعالالي عند الكازينو اللي على النيل بعد فندق ......
- طيب أنا قريب منك أصلا .. دقايق و هتلاقيني عندك .
- بعد قليل من الوقت يجلس عاصم أمام آدم :
- آدي كل الحكاية .. مش عارف أتصرف إزاي ؟ أعمل إيه و أخليها تصرف نظر عن موضوع الجواز ده ؟
- هو موضوع صعب فعلا .. ربنا يكون في عونك ، أنا مش قادر أتخيل أصلا موضوع زي ده ، بس لازم تفكر صح عشان مينفعش تقف في وش والدتك أو تتعصب عليها
- اللي مضايقني أكتر أن شوقي ده كان صاحب بابا .. صديق العمر ، بس علاقتهم اتقطعت و ساب الشركة قبل ما تنهار وبابا يموت ، و معرفش إيه السبب .
- متحاولش تظهر سؤالك عن الموضوع ده .. خصوصا أن باباك قبل ما يتوفى كانت علاقته مضطربة مع ناس كتير حتى أنت نفسك ، فممكن تلاقي سبب يمس باباك وده هيزود من المشكلة مش هيحلها
- طيب أتصرف إزاي دلوقتي ؟
- أنت لازم تهدا خالص .. مينفعش التوتر و النرفزة اللي أنت فيها دي ، لازم تتكلم بهدوء و عقل ، و متحاولش دلوقتي تفتح الموضوع مع والدتك .. أنت تقابل اللي اسمه شوقي ده و تخليك هادي معاه على الآخر ، و اعتذرله عن عصبيتك .. قوله من المفاجأة بس ، ولو معرفتش تلغي الموضوع على الأقل أجله شوية لحد ما نقدر نفكر فكرة كويسة .
- أنت شايف كده ؟
- مفيش قدامنا غير كده .
- طيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المعاد بيقرب يا شعبان ، و أنت لسة موصلتش للبنت ، أنا قلبي واكلني عليها أوي
- خلاص يا ست الكل هانت .. كلها يومين تلاتة بالكتير و اتصل عليكي أقولك تعالي خدي بنتك في حضنك وافرحي بيها .
- يا رب يا شعبان .
- ألا قوليلي يا ست الكل .. آدم بيه معداش عليكي ؟
- لأ .. ولا شوفته من يوم ما جه رمالي الشيك و قالي بنتك معدتش تلزمني مشوفتهوش حتى اتصلت عليه بعدها عشان آخد حاجتها و هدومها من عنده مردش عليا و قفل تليفونه كام مرة و أنا بتصل
- آآآه .. طيب هبقى أشوف موضوع الهدوم ده متقلقيش .. خليكي بعيد عنه .. مش مستاهلة اتصالات ووجع دماغ
- مستنية يا شعبان .. أوعى تنسى .
- ودي حاجة تتنسي برضو !
- أغلق الهاتف لينظر له فتحي بغباء :
- هو أنت بتقولها متكلمهوش ليه ؟ مش يمكن نعرف منها حاجة لو كلمته .
- حاجة إيه يا أهبل اللي هيعرفهالها .. اسكت أنت نقطنا بسكاتك .. ده خلاص عايز واحدة تانية وبيقفل السكة في وش الولية .
- و هتجيبله منين التانية دي ؟
- و هو أنا كنت بجيبله منين قبل كده ؟ فكرتني .. معايا تليفون واحدة قابلتها النهاردة كانت بتدور على شغل .. شكلها ينفع
- أمسك هاتفه و بدأ اتصاله :
- ألو .. سلوى معايا ؟
- أيوة أنا سلوى .. مين حضرتك ؟
- أنا شعبان اللي كنتِ بتقدمي له ال CV  النهاردة .
- أيوة .. أيوة ، فيه شغل ؟
- هو مش شغل بس حاجة تضمنلك فلوس كويسة وسكن كمان .
- و ده يبقى اسمه إيه ؟ بص يا أستاذ أنا .......
- لالا اصبري .. مفيش حاجة حرام و لا سر ، جواز على سنة الله و رسوله ، هو الباشا بتاعنا عايز جوازة تقعد شهر تقعد سنة على حسب الانسجام ما بينكم و طلبك أنتي للطلاق ، و ساعتها هتاخدي مؤخر حلو ينفعك غير العيشة الأبهة طول ما انتِ معاه ، و ممكن وأنتِ على ذمته ترستقي حالك .. قلتِ إيه ؟
- مش عارفة ؟ أقولك .. خليني أشوفه
- هو احنا هنعمل جو المقابلات ده ؟!
- أنت خسران إيه ؟! أشوفه و أقعد معاه شوية .. مش يمكن نفسي متقبلهوش ؟!
- لا يا ستي اتطمني .. دا شاب و حليوة .
- أمال خايف ليه ؟
- مش خايف ولا حاجة .. الراجل مش بتاع جو المقابلات ده ، ممكن يرفض .
- خلاص جرب و شوف .
- طيب هكلمه و أرد عليكي
- أغلق معها الهاتف و نظر لفتحي :
- شكلها صعبة البت دي .. بس على مين !!
- رفع هاتفه مرة أخرى و تحدث هذه المرة إلى آدم :
- أيوة يا باشا .. حضرتلك طلبك .. بنت من الآخر هتبسطك و تنسيك الهم .
- أيوة كده يا شعبان .. أنا كنت فاكرك نسيتني ، هشوفها أمتى ؟
- وليه يا باشا نضيع وقت ما نكتب على طول .
- شعبان .. أنا معتش هتجوز عمياني .. كفايا آخر مرتين ، خد معاد أقابلها فيه وو ياريت بسرعة يا كده يا هشوف غيرك يدورلي.. العرايس كتير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- خلاص يا أسعد ؟
- أيوة يا حاج خلاص .. بس هتعمل إيه معاها ؟
- لا .. مش هعمل ، أنا هخليها هي اللي تعمل عشان متشكش في حاجة
- طيب و المشاوير إياها ؟
- خلاص معتش محتاجها دلوقتي .. هي اتلمت تمام بعد اللي عملناه
- أيوة ياريت أصل خلاص عفاف رجعت البيت و معتش هعرف أتحرك زي الأول
- صحيح رجعت .. ربنا يصلح ما بينكم ، مكانش له لازمة حكاية الطرد دي يا أسعد
- هي طقت في دماغي كده و كنت هرجعها من تاني اسبوع .. بس مكنتش هخلص من أسألتها ولا كنت هعرف أبات برا البيت و هي موجودة ، قلت أتقل شوية و أهو أجيب معاها نتيجة
- لو احتاجنا مشاوير تاني هبقى أغطي عليك أنا و أفهمها أنك موديني الدكتور
- لا .. ممكن عاصم يقولي خليك أنت يا بابا ماهو خلاص رجع مع أمه ، إحنا هنبقى نفكر في حجة كويسة عشان عاصم مياخدش باله .. لو خد باله كل حاجة هتبوظ
- طيب .. لما تيجي وقتها ربنا يحلها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أيوة يا ماما .. أنا حوا
- حبيبتي يا بنتي .. عاملة إيه يا حبيبتي ؟ و قاعدة فين؟ كده يا قلبي أمك تهون عليكي أمك كده ؟ كده تسيبيني قلقانة عليكي .
- أنا آسفة يا ماما .. والله وحشتيني .. أنا بس كنت عايزة أبعد شوية عن آدم ، فيه حاجات كتير كنت عايزة أرتب نفسي فيها من غير ما آدم يوصلي ، أنا عند حياة من يوم ما مشيت .
- نفسي أشوفك بس مش هقدر أقولك تعالي دلوقتي .. شعبان مراقبك عشان آدم مفهمه أنه كاتبلك شيك بالمؤخر و هو عايزك تصرفيه عشان ياخد نصه .
- بجد يا ماما .. بس عدتي منتهتش .
- أيوة ما هو التعبان ده في دماغه مستني لما العدة تنتهي و مرضاش يقولي أنتِ فين عشان معرفش أوصلك .. بس بأه هو ميعرفش أننا جبنا ورق هيوديه فداهية .
- أنتو مين يا ماما ؟
- مش وقته دلوقتي .. أنا هبعتلك حد ياخدك من عندك من غير ما حد ياخد باله و هخبيكي بمعرفتي .
- و الله يا مامتي و قلبك جمد و معتيش بتخافي !
- أنا أبقى ضعيفة مع أي حد ، بس لحد بنتي و ممكن أرتكب جناية .. فاكرة أول ما آدم جه عشان يكتب كتابك ؟
- آه فاكرة .. مش قادرة أنسى بصراحة .
- أنا قبلها صليت استخارة كذا مرة و أنتِ كمان ، و قلبي اتطمن لما شفته و حسيت أنه غير اللي شعبان مفهمهولنا ، و طلع كده فعلا
- أوعي يا ماما آدم يعرف .
- متقلقيش .. آدم ميعرفش حاجة حتى اللي هييجي ياخدك محدش عنده أي فكرة عنه
- طيب يا ماما هييجي أمتى ؟
- هتصل بيكي بليل أقولك على المعاد .. عشان رجالة شعبان أكيد مراقبين بيت حياة عشان يعرفوا يوصلولك أول ما العدة تخلص .
- متخافيش يا ماما .. فيه حاجات جديدة جدت هتغير الحسابات .. هستنى تليفونك .
- في رعاية الله يا حبيبتي .. خدي بالك من نفسك .. استودعتكِ الله الذي لا تضيع ودائعه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- خلاص هتسيبيني يا حوا و تمشي ؟
- قالتها حياة بدموعها التي لا تتوقف
- أسيبك ده إيه ؟! أنا بس أخلص من شعبان و مش هتعرفي تخلصي مني
- هتوحشيني أوي يا بنتي .. ربنا يعلم أنك في قلبك من معزة حياة بنتي بالظبط
- متخلنيش أعيط بقى يا طنط .. أنا أصلا بتلكك عشان ممشيش و أسيبكم ، بس غصب عني
- لا يا بنتي .. ربنا يبعد عنك الشر ، روحي يا بنتي داعيالك ربنا ينجيكي أنتِ واللي في بطنك و يردلك جوزك و يبعد عنك ولاد الحرام و أذاهم .
- أحتضنتها حواء و قد انهمرت دموعها هي الأخرى و أصبح ثلاثتهن يبكون و يمسحن دموعهن التي تأبى التوقف
- خرج إبراهيم لينظر لهم :
- هتفضلوا تعيطوا كده كتير .. أما أنتوا عليكوا عمايل ، كل حاجة تعيطوا ؟! شوية و هترجعوا تشوفوا بعض تاني وتكون الغمة انزاحت بإذن الله ، بطلوا عياط بقى .. البنية حامل و مش حمل نكد
- مسحت سهير دموعها بسرعة :
- أهو مفيش عياط أهو .. مبعيطش ولا حاجة ، و أنتِ يا حوا متعيطيش يا بنتي .. مش حلو عليكي أنتِ و اللي فبطنك ، و حياة برضو هتبطل عياط
- ردت حياة من وسط دموعها :
- اتكلمي على نفسك يا حاجة .. أنا مش عايزة أبطل عياط دلوقتي ، هتوحشني أوي
- انفجروا في الضحك حتى حياة ضحكت و هي تبكي و تمسح دموعها ، فتعجب إبراهيم وضرب كفا بكف :
- عليه العوض .. مجانين رسمي
- قاطعهم رنين هاتف حواء التي فتحته بلهفة :
- أيوة يا ماما .. أنا هنزل أهو .
- احتضنّ بعضهن سريعا قبل أن يحمل إبراهيم حقيبتها و ينزل خلفها على درجات السلم حيث أسرعت لتقابل شخص ملثم و عندما اقتربت منه حتى أزال اللثام عن وجه تكسوه لحية كبيرة ، و لكنها ما أن وقعت عينيها عليه شهقت بشدة ثم ارتمت في أحضانه و هي تبكي بصوت ملتاع .
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن