الفصل السادس والعشرون وقبل الأخير

3.6K 106 3
                                    


تمر الدقائق بطيئة كسنوات حين ننتظر فرحا تتوق إليه قلوبنا ، و تكوينا ساعات الانتظار حين نخشى القادم إلينا ، و ما بين تلهف وخوف ترتعد القلوب وتتأرجح العقول ما بين رجاء سرعة مرور الوقت و ترجي الإبطاء ، كان هذا حال أبطالنا ما بين انتظار يوم الخميس الذي يعد بلقاء المحبين بعد طول غياب و ما بين الخشية من وقوع ما يعكر صفو حبهم أو تدخل تلك المصالح للطامعين لإبعادهم
- يعني خلاص يا حازم المفروض كل ده ينتهي يوم الخميس
- أيوة المفروض أن العصابة هتروح تاخد البضاعة من المخازن و كمان باقي بضاعتهم من مخازن المصنع عند عاصم مستغلين موضوع الفرح لأننا كلنا شيعنا أنه فرح عاصم و أننا هنحضر و نسيب الطريق مفتوح
- أنا خايفة يا حازم
- مين مش خايف .. بس لازم نقوي قلوبنا و نستعد ، معدش ينفع نسيب شعبان يلعب بينا و يستغلنا أكتر من كده
- عرفتو مين اللي وراه
- أيوة عرفنا .. واحد كان صديق والد آدم وهو اللي متورط في كل ده ، صحيح أشد الأعداء إيلاما صديقك حين يتحول لعدو
- آدم عرف ؟
- أيوة عرف .. المشكلة أن الراجل ده قعد يتقرب من والدته وطلب يتجوزها ووالدته تقريبا موافقة
- أنت بتقول إيه ؟!! طيب مقالهاش ليه و حذرها منه ؟
- هو في الأول قبل ما يعرف الحكاية دي انفعل وثار و زعق مع والدته ، و لو قالها كده هتفتكر أنه بس بيكرهها فيه عشان رافض جوازها
- أنا هتصل بيها و أنبهها .. أكيد مش هترضى تتجوز واحد نصاب زي ده
- يا ريت يا حوا .. ميستاهلوش كده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- ماتت !!
- أيوة ، كان فيه حد بيحقنها و لما الممرضة شافته ضربها و هرب
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. كان شعبان اللي قتلها؟!
- مش عارفين هو و ألا لأ ، بس المعمل الجنائي خد السرنجة اللي كان ماسكها يطلعوا بصماته من عليها و يارب يطلع سوابق عشان يقدروا يوصلوله  ، بس يعني شايفك متضايق يا حاج إبراهيم .. إيه الموضوع ؟ هي صعبت عليك و ألا كنت مستنيها تتوب و تجدد شبابك معاها
- ههههههه أجدد إيه أسكت لسهير تسمعك وتبقى ليلة مش معدية ، صعبت عليا عشان كان نفسها تتوب.
- هي قالت كل اللي عندها في محضر رسمي ، و ربنا رحمته واسعة
- الله يرحمها، المهم طمني .. خلصتو كل الطلبات بتاعت الفرح
- أيوة ، و عاصم دلوقتي عارف كل حاجة ، و قعد عبد الحميد على المخزن بعد ما البوليس دخل و ركب الكاميرات و الميكروفونات ، و أنت عارف أن عمك عبد الحميد بينام مبيحسش بحاجة
- هتقولي ، الراجل معايا بقاله عمر دايما نايم ربنا يديله الصحة
- هههههههه أهو طلعتله عوزة بدل ما نحط واحد صاحي يقتلوه
- مجرمين ويعملوها ، طيب يا أسعد أنا كنت عايز أقولك على حاجة قلقاني
- خير يا إبراهيم .. إيه اللي قالقك؟
- مش مرتاح أن حياة مش عارفة أن فرحها يوم الخميس ، خايف تزعل مني
- على يدك عاصم كذا مرة يقولها و هي مش رافضة بس خايفة ، خليه يتصرف معاها و أهي هتاخدلها يومين تعذبه بس هتلين ، كلنا عارفين هي بتحب عاصم إزاي
- ربنا يستر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أيوة يا شوقي .. عايزة آجي أشوف الشقة خلص فيها إيه .
- تنوري يا قلب شوقي
- شوقي !! و بعدين معاك ، سيب شوية لبعد الجواز
- ياه .. مش مصدق نفسي ، خلاص هاخد إفراج و نتجوز
- خلاص هانت و نعوض اللي فات
- هفوت عليكي آخدك
- مالوش لزوم عشان منضيعش وقت ، هجيلك اشوف إيه اللي تم و أكلم المهندس على باقي الطلبات و نروح نتغدا في أي حتة .. إحنا مقعدناش مع بعض من زمان
- ما أنتِ اللي كنت ِ بتتهربي مني يا هدى
- أصل آدم كان موجود عندي و محبتش أضايقه ، قلت نصبر شوية لحد ما يهدا و يتقبل فكرة الجواز
- هو خلاص وافق ؟
- هو لا مرحب ولا رافض .. وده أحسن كتير ، شوية بشوية هيقتنع
- مستنيكي متتأخريش
- مسافة السكة و تلاقيني عندك .
بعد ما يقل عن ساعة كانت هدى تقف أمام باب شقة شوقي ممسكة حقيبتها بتحفظ .. هدأت نفسها و سيطرت على أعصابها وأرخت قبضتها عن الحقيبة ثم ضغطت زر الجرس ليفتح شوقي على الفور :
- نورتِ بيتك يا هدهودة قلبي
- ضحكت بتعجب :
- هدهودة قلبك ؟! إيه الدلع ده .. هاخد على كده
- يا ريت تاخدي على كده .. و أنا مش هبطل أدلعك و أعاملك كأنك بنتي الصغيرة
- خطت للداخل خطوات و هو وراءها
- بس أنا كبرت على الدلع ده
- عمرك ما تكبري على الدلع .. أنا على طول شايفك هدى الحلوة اللي داخلة برجلها من باب الجامعة لأول مرة و بتسألني على مكان الكلية و مشيت جنبها لحد ما وصلنا .. كانوا أحلى عشر دقايق في حياتي .. عشت على ذكراهم عمري كله لحد ما رجعت و قابلتك من تاني
- كل ده جواك من ناحيتي
- جوايا أكتر بكتير .. جوايا سكينة دبحتني يوم ما اتجوزتي سامر و فضلت مغروزة فقلبي ، متبعديش عني تاني يا هدى
أمسك كفها و رفعه لفمه و قبله بحنان و استطرد :
- متعرفيش الدنيا عملت فيا إيه و أنت بعيد عني وتعبت إزاي و عملت إيه عشان أقرب منك
- سحبت كفها من بين يديه :
- معملتش حاجة يا شوقي .. أنت معملتش حاجة و سيبت سامر يبيع و يشتري فيا و يتجوز عليا ، لو كنت بس حسيت بوجودك كنت جريت عليك و فضلت معاك ، كنت رجعت لك بس أنت اللي مرجعتش ، كنت بتدور على الفلوس و سافرت وسيبتني
- غصب عني .. لقيتك مطلبتيش الطلاق ووقفتي جنبه و كنت عايز أقدر أعوضك .. مكنتش عايز أرجعلك شوقي حتة الموظف الغلبان اللي عايش على المرتب اللي جوزك كان بيرميهوله ، كنت عايزك تفتخري أنك اتجوزتي أحسن من سامر ، كنت عايز أجيلك و أنا كامل مش مكسور و قليل .
- وفضلت عايش مع مراتك لحد ما ماتت
- مكانش اختيار يا هدى .. كانت مريضة وولادها محتاجينها ومكنتش لسة قدرت أحقق أهدافي
- عموما يكفيني أنك رجعت ، بس أنت ليه خبيت عليا أنك كنت ورا سقوط شركة سامر
- جعلته المفاجأة يلتفت بحدة إليها :
- جبتي الكلام ده منين ؟
- جبته من الأصول اللي اختفت و أنت الوحيد اللي كان عاملك توكيل و ليك حق التصرف و كان من حقك الامضاء المشترك في البنك
- محصلش .. آدم بيحاول يسمم أفكارك عني عشان متتجوزنيش
- واجهته و أصبحت عيناهما متقابلتان لا تطرف في تحد غير مسبوق
- آدم كان عيل وقتها ، و ميعرفش حاجة عن الموضوع ده ، أنا لما رحت الشركة و راجعت الورق لقيت ورق الأصول اللي كنت عارفاها كويس اختفت .
- ليه متقوليش أن البيه المحترم لعبت بدماغه حتة عيلة من سن ولاده و خلته يكتبلها كل حاجة
- سامر كان لا يمكن يعمل كده و أخواته شركا معاه
- سامر سرق اخواته عشان يرضي نزواته
- متأكد ؟!
- أيوة متأكد مليون في المية
- طيب يا شوقي أنا هثق فيك .. بس لو عرفت في أي وقت أن ليك علاقة بالموضوع ده صدقني رد فعلي هيبقى وحش أوي ، دلوقتي لو سمحت محتاجة فنجان قهوة عشان حاسة أن ضغطي بدأ يوطى
- ثواني هعملهولك
- أنت اللي هتعمله بنفسك ؟ فين الشغالة ؟
- الشغالة مبتجيش من يوم الشغل ما بدأ في الشقة
- خلاص مش ضروري .. بعدين أبقى أشربها لما نخرج
- ليه ؟!! خدي فكرة عن اللي تم في الشقة عما أعملك القهوة
- تمام هبدأ من الصالون
- غادرها داخلا للمطبخ ليحضر لها فنجان القهوة بينما غيرت اتجاهها سريعا لتدلف للمكتب سريعا و تركب الميكروفون أسفل مكتبه في مكان مختفي و أسفل جهاز الهاتف ثم أمسكت هاتفه الجوال و فتحته اتلصق فيه من الداخل لاصق صغير و أغلقته ثم خرجت سريعا لتنظر عليه داخل المطبخ و هو غير منتبه لتجده يضع مادة بيضاء في فنجانها قبل أن يصب القهوة و بجوارة ملعقة صغيرة يبدو أنه قد طحن بها حبة ما لونها أبيض ، شعرت بخطر محدق فانسحبت للخارج سريعا و فتحت هاتفها
- تمام يا حامد باشا بس دلوقتي بيحطلي حاجة في القهوة
قبل أن يأتيها الرد دخل شوقي حاملا فنجانين من القهوة ، فغيرت مجرى الحديث :
- أيوة يا آدم أنا برا هروح أتغدا مع عمو شوقي في النادي هو مستنيني هناك
ناولها الفنجان فأومأت له برأسها في حين يأتيها صوت اللواء حامد من الهاتف :
- أوعي تشربي القهوة بس أعملي نفسك دختي و فضي شنطتك من أي ميكروفونات .
- لا متقلقش يا آدم اتغدا أنت يمكن أتأخر شوية عشان هشتري شوية طلبات .. ياللا سلام
أغلقت الهاتف ووضعته في الحقيبة ، التفت إليها شوقي و هو يرتشف قهوته :
- ليه مقولتيلوش أنك عندي ؟
- عشان مش عايزة أنرفزه واحنا لسة متجوزناش ، كفاية يعرف أننا بنتقابل برا في مكان عام .
- أممم .. طيب دوقي القهوة و قوليلي رأيك
- رفعت الفنجان على شفتيها و تظاهرت بارتشافه
- جميلة أوي القهوة .. ممكن تجيبلي مية ؟!
- طبعا ثواني
- انصرف لتنظر حولها فوجدت سلة صغيرة فسحبت من حقيبتها مناديل ورقية سكبت بها نصف الفنجان و رمتها في السلة ثم رمت فوقها منديلا آخر تظاهرت أنها كانت تمسح فيه أنفها لحظة دخوله بينما تنزل الفنجان الذي كانت تضعه على شفتيها متظاهرة بالشرب منه
تناولت من يده المياة و قبل أن تشرب منها توقفت يدها :
- مش ياللا ننزل بقى .. البس بدلتك وحضر نفسك عشان نلحق نتغدى و نقعد مع بعض شوية
- طيب هدخل أجيب جاكت البدلة و المفاتيح التليفون و نمشي .. اقعدي شوية عما آجي
جلست على الأريكة بعد أن سكبت نصف كوب المياة في زهرية الورد ووضعت الكوب على المنضدة الصغيرة و تظاهرت بالدوار و أغمضت عينيها و أخذت تئن بضعف
أتى من الداخل بعد بضع دقائق :
- مالك يا هدى ؟ نمتي و ألا إيه ؟!
- مش عارفة مالي .. حاسة أن دماغي بتلف و جسمي بيترعش .
- متقلقيش يمكن هبطتي شوية .. ارتاحي و دلوقتي هتبقي كويسة
رن هاتفها ففتح الحقيبة و فتح الخط :
- ألو .. أيوة يا طنط ، مبترديش ليه ؟ كلميني يا طنط ضروري عندي أخبار مش كويسة عن شوقي ، أوعي يا طنط تتجوزيه .. ألو .. ألو ...
أغلق الهاتف ، تحرك باتجاه الشرفة بعد أن رفع ساقيها على الأريكة حيث تجلس و أراح ظهرها ، تعجبت بداخلها .. لم هو ذاهب للشرفة ؟ و ماذا يريد بتخديرها ؟ ترى ماذا أيضا وراءه ؟
بالطبع بدأت الميكروفونات بالعمل بينما هو في الشرفة يحدث شعبان :
- الخطة اتغيرت يا شعبان
- ليه يا باشا ؟
- هدى شكلها تعرف حاجة ، و كمان شاكك أنها ممكن تكون زارعة ميكروفونات في الشقة ، غير أن آدم تقريبا عارف حاجة و حوا بتكلمها تحذرها مني 
- يا خبر .. هنعمل إيه ؟ وفينها بنت الشياطين دي ؟
- متقلقش .. خدرتها ، هتيجي دلوقتي تاخدها و ننقلها على الشقة القديمة و لما تصحى تكون المهمة انتهت و الباسبورات المضروبة خلصت و أخدها و أسافر و سيب آدم هنا يشيل الليلة كلها .. و حوا دلوقتي معدتش تلزمنا ، عايزين بس نلبخ آدم فيها بعد ما يمضي عشان مياخدش باله من غياب هدى
- طيب هجيلك ننهي قبل ما نروح للمحامي .. معادنا معاه كمان ساعتين على الساعة 4
- تمام نكون خلصنا
- كده كويس .. و أول ما الدنيا تليل نطلع على المخزن نسلك البضاعة و نسيب لهم تذكار عشان البوليس يرجع يقفل المخازن بتاعت مركز التوكيل و مخزن مصنع عاصم بالمرة و بعدهم آدم ، مش عايز غلطة يا شعبان
- كله تمام يا باشا ، بالمناسبة فتحي خلص على دلال
- حد شافه ؟
- البت الممرضة بس جرى
- مالوش سوابق ؟
- لا يا باشا ، نضيف و بصماته مدخلتش القسم قبل كده
- تمام أوي ، اجهز عشان أول ما نخلص هاخد هدى و اسافر
- ما تسيبها يا باشا ، دي هتفتح العين عليك
- لا مش هسيبها .. دي نصيبي من سامر ، هو خد كل حاجة ، مولود متدفي بالفلوس و أنا مولود عريان .. عنده أهل و عيلة و أنا أهلي كلهم سوابق و في الآخر ياخدها مني و أنا يدوب ألم البواقي بعده ، يمكن سامر مات بس اللي جوايا ناحيته مماتش و مش هيموت غير لما أخد نصيبي و زيادة من الدنيا
- طيب يا باشا و أنا ؟
- أنت إيه ؟ دلال و ماتت و فلوس ومعاك اللي يكفيك و زيادة و عمولتك عن نقل الأصول باسمك هتاخدها أول ما تبيع و تحول الفلوس
- طيب و الست اللي أنت شاكك فيها أنها مع البوليس دي ؟
- ولا أي حاجة .. بكرة الصبح أنا وهي على طيارة خاصة نازلة مطار أثينا ، و لو عايز تحصلنا خلص البيع و هديك ورق الضد و عمولتك و تعالى أنت و مراتك وعيالك
- مين دول اللي ييجو معايا؟! دانا هطلقهم بالتلاتة .. هو أنا هاخد النكد و الهم معايا ، أنا عايز أعيش يومين و أعاشر نسوان نضيفة و شعر أصفر و حاجة تفتح النفس
- اعمل اللي يعجبك .. نص ساعة وتبقى عندي و عايز عربية متأمنة
- هوا يا باشا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بقالي يومين هنا معرفش حاجة عن ولادي .. أنا محتاجة ولادي .
- عايزاهم ليه يا لميا ؟! هما عند أبوهم مش في الشارع ، و طالما عايز يتجوز يتفضل يشيل هم ولاده و يخلي الجديدة تخدمهم
- يا بابا أرجوك .. أنا مش قادرة أعيش من غير ولادي
- لأ .. هتقدري ، بكرة نبقى نتفق يبعتهم ليكي رؤية واحنا بنتفق على الطلاق
- طلاق كمان
وضعت كفيها على رأسها و هي تبكي بحرقة :
- بيتي اتخرب وولادي راحو مني ، ليه يارب كده ؟
- مش عارفة ليه يا لميا ؟ راجعي نفسك .. أنا نازل دلوقتي أخلص شوية مصالح ، قومي أجهزي عشان فرح أخوكي ، و اعملي حسابك الست بتاعت المكياج هتيجي تزوق حياة هنا .. مش عايز مشاكل يا لميا
- يعني إيه يا بابا ؟! انتووا ليه كلكم شايفيني السبب في كل حاجة بتحصل ؟ كلكم بتراعوا شعور حياة ومحدش عايز يزعلها و أنا محدش حاسس بيا
- مين قالك أننا مش حاسين بيكي ، أنت بس اللي اختارتي توهمي نفسك أننا اتخلينا عنك و بتفكري بأسلوب غلط في غلط ، بنت عمك اتكسرت كتير و اتطلقت ، اسألي نفسك كده سهل الطلاق ده ؟
- هي اطلقت و هي لسة بنت و معندهاش ولاد و متحرمتش من ولادها زيي
- هي اتطلقت بعد ما قعدت تنتظر 8 سنين ، على الأقل أنت عشتي ال8 سنين دول و فرحتي بولادك و هما بييجو الدنيا ، إنما هي كانت مش عارفة بتنتظر إيه و أخوكي سايبها من غير كلمة أمل تطمنها ، أوعي تكوني فاكرة يا بنتي أني عايش هنا نايم على وداني و ألا مش عارف البنت اللي عاملة فيها عيانة و قاعدة جوا دي مين اللي اتفق معاها و جابها .
- بهتت من كلماته فلم تكن تعلم أن والدها على علم بما صنعته نظرت له بصدمة بينما تسارعت أنفاسها :
- اقعدي مع نفسك يا لميا و حاسبيها عشان أنا لسة متكلمتش معاكي ولا لسة قولتلك كل اللي عندي
- أرجوك يا بابا كفاية كده
- كفاية إيه بالظبط ؟! كفاية تصرفات مبتحكميش فيها ضميرك ؟ و ألا كفاية تهديد لوالدتك أنك تهدي اللي بتحاول تصلحه ؟ و ألا كفاية تسمعي كلام حماتك اللي كله سم و هي بتقولك أخوكي كوش على كب حاجة مستغلة غيرتك من حياة ؟ كفاية إيه يا لميا قوليلي ؟
- يا بابا أنا مكنتش عارفة أنا بعمل إيه ؟ حسيت أنكم كلكم ضدي ، أرجوك يا بابا .. أوعدك معتش هعمل مشاكل تاني بس عاوزة ولادي
- الكلام ده خلص يا لميا .. ولادك عند أبوهم و هتبقي تشوفيهم ويزوروكي
خرج تاركا إياها تبكي بحرقة و هي تفتح صورهم التي تحملها معاها دائما و تقبلها كأنها تصل لأولادها الثلاثة بالفعل ، لقد ناء صدرها بالحليب فيه ليذكرها بطفلها الذي لابد و أنه يصرخ الآن طالبا حضن أمه و حنانها قبل أن تلقمه ثديها ليشبع ويهدأ وينام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حضنت ثوبها اللؤلؤي الأبيض و جهزت مستلزماتها ، فقد أقنعها عاصم أنها لابد أن تتزين عندهم حتى تغيظ كريمان وتقنعها أنها بالفعل ستتزوج عاصم لترحل ، و تظاهرت بالاقتناع بحجته .. تذكرت كلماته لها و هو يتنهد مخبرا إياها أنه يتمنى أن يصبح الحلم حقيقة وألا تكن تظاهرا بالزفاف بل زفافا بالفعل .. ابتسمت و هي تحتضن ثوبها ثانية لتتركه ندما تسمع صوت والدتها
- أنت فين يا حياة ؟ ياللا الغدا جهز .
- خرجت من الغرفة :
- جيت أهو يا ماما .. ياللا عشان نتغدا
- اقتربت من المائدة التي أعدتها والدتها منذ الصباح يجلس عليها والدها ووالدتها و عمها أسعد و عاصم ووالدته :
- أنا جيت أهو .. خلاص يا جماعة هنتغدى ونكمل المسلسل ؟
- مسلسل ؟ آه .. هنكمل المسلسل يا حياة ، أوعي أنت بس تغلطي قدامها خلينا نخلص منها
- لا متقلقش .. دا أنا هسبكها على الآخر ، حتى حوا صاحبتي جاية و فهمتها هتعمل إيه
- حوا دي مرات آدم ؟
- أيوة هي ، بقولك إيه .. مش عايزين حركات ندالة عشان خاطر صاحبك .. اصبر لما ننتهي و هو يبقى يروحلها بيتهم
- ندالة ؟!! بتبهريني و أنتي بتكلميني باحترام كده
- بتهزر يا عاصم .. هي عارفة أنها غالية عندك و بتدلع ، إنما هي بتحترمك جدا ، مش كده و ألا إيه يا حياة ؟
- قالتها والدتها بنبرة تحذيرية ، فرفعت حياة يديها باستسلام :
- كدة يا أم حياة من غير متبرقيلي
- ضحكوا جميعا بينما عاصم غارق في أفكاره و هو مستغرق في النظر لوجهها ، لاحظت ذلك ومنعت ابتسامتها من الظهور و تعمدت ألا تظهر ذلك ، يبدوا أنه متردد
- انتهى الغداء ووصلت حوا و سبقها عاصم للخارج حيث رن هاتفه بإلحاح :
- أيوة يا لميا فيه إيه ؟
- إلحقني يا عاصم .. مفيش حد ينجدني غيرك ، أرجوك يا عاصم متعرفش حد وتعالالي بسرعة عند أول الشارع
#ماجدة_بغدادي
#ماجووو

حيـــــاة .. على يمين طلاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن